(١) الواهب المائة الهجان وعبدها |
|
عوذا تزجّى بينها أطفالها |
فاذا ثنّيت أو جمعت فأثبتّ النون قلت هذان الضاربان زيدا وهم الضاربون الرجل لا يكون فيه غير هذا لأن النون ثابتة فمن ذلك قوله عزوجل (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) وقال ابن مقبل (واسمه تميم بن أبي بن مقبل العجلاني) : [بسيط]
(٢) يا عين بكّى حنيفا رأس حيّهم |
|
الكاسرين القنا في عورة الدّبر |
__________________
(١٥٥) الشاهد فيه عطف عبدها على المائة وهو مضاف الى غير الالف واللام فهو عندهم مثل الضارب الرجل وعبد الله ، وقد غلط سيبويه في استشهاده بهذا لان العبد مضاف الى ضمير المائة وضميرها بمنزلتها فكأنه قال الواهب المائة وعبد المائة فهذا جائز باجماع وليس مثل الضارب الرجل وعبد الله لان عبد الله اسم علم كالمفرد لم يضف الى ضمير الاول فيكون بمنزلته ، والحجة لسيبويه انه لم يقصد الى أن يكون البيت شاهدا على نص ما قدمه وانما أراد ان المعطوف على الالف واللام بمنزلته في الجر ومثل ذلك يذكر البيت وان لم تكن فيه الحجة قاطعة في جواز المسئلة التي قدم* يقول يهب المائة من الابل وراعيها وخص الهجان لانها أكرمها والهجان البيض ، والعوذ الحديثات النتاج واحدتها عائذ وهو جمع غريب ونظيره حائل وحول وسميت عائذا لان ولدها يعوذ بها لصغره وبني على فاعل لانه على نية النسب لا على ما يوجب التصريف كما قالوا عيشة راضية والمعني مرضية ومعني تزجى تساق سوقا رفيقا والاطفال تقع على كل صغير من أولاد الحيوان* ومما أنشده الزجاج في الباب عن المبرد للفرزدق في قولهم الضارب الرجل :
ثأرنا بها قتلى وما في دمائها |
|
وفاء وهنّ الشافيات الحوائم |
فأضاف الشافيات وفيها الالف واللام الى الحوائم* يقول ثأرنا بقتلانا فجعلنا دماء من قتلنا بهم بواء لهم أي قودا وليس فيها مع ذلك وفاء لدمائنا وان كانت شفاء لغيرنا ووفاء بدمه ، والحوائم التي تحوم حول الماء عطشا ضربها مثلا لطلبة الدم.
(١٥٦) الشاهد فيه اثبات النون مع الالف واللام في الكاسرين وان لم يثبت معها التنوين لقوتها بالحركة وضعفه بالسكون ونصب ما بعدها* يرثي قوما فيقول كانوا سادة حيهم يحلون محل الرأس منهم وكانوا اذا شهدوا الحرب فانكسر جيشهم كروا في أدبار المنهزمين وقاتلوا دونهم وكسروا رماحهم في حفظ عورتهم وحمايتها من عدوهم ، وحنيف قبيلة من قيس وهم بعض أجداد ابن مقبل والقنا الرماح والعورة هيهنا مكامن القوم من أنفسهم وكل ما أتيح فهو عورة والدبر الادبار عند الانهزام.