سنة ثلاث وسبعين
فيها (١) يوم الثلاثاء عند طلوع الشمس ثامن عشر شهر رمضان : توفي السّيد الشريف الولي الصّالح العابد الزّاهد القطب الفرد شهاب الدين أحمد بن علوي بن المعلم محمد بن علي باجحدب بن عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله بن الشيخ علوي بن الشيخ الفقيه القدم محمد بن علي بتريم رحمهالله تعالى ، وكان يعّد في حكم رجال الرسالة القشيرية لشدة ورعه وتقشفه واستقامة طريقته ، روى ذلك عن الشيخ الولي عبد الرحمن بن عمر العمودي نفع الله به ، وكانت له الكرامات الخارقة للعادة ، فمن ذلك أنه لما عزم بنيّة الحج في البحر رئي يشرب من مائه فقيل له في ذلك ، فقال : أليس كل أحد يشربه فأخذ بعضهم ما بقي في الإناء فشريه ، فإذا هو حلو ، وكف بصره آخر عمره وحصل عليه قرب انتقاله جذبة من جذبات الحق فاندهش بها عقله وتحيّر لبه وانغمر بها سرّه وأخذ عن نفسه ، فكان يقوم إلى الصلاة بطريق العادة وهو مأخوذ عن حسّه ، وربما صلى إلى غير القبلة ، وذلك لما استولى عليه من سلطان الحقيقة ، وتلاشت العبدية في كعبة العندية ، ونودي بفناء الفنا من عالم البقاء ورفعت القبلة ، وما بقي إلّا الله (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)(٢) ومكث على ذلك أربعة أيام وتوفي
__________________
(١) النور السافر : ٢٥٤. والمشرع الروي ٢ : ٧٠.
(٢) الآية : ١١٥ سورة البقرة.