ومن مقاطيعه :
قالت لأترابها لما عرضت لها |
|
يوما وقد سفرت في الحلي والحلل |
بالله تعرفن من هذا فقلن لها |
|
صبّ عميد بذات الغنج والكحل |
قالت وتعرفن من يهوى فقلن نعم |
|
رفقا به خلق الإنسان من عجل |
قالت وقد عرفت أن قد فطن لها |
|
وساها (١) فهي بين الخوف والخجل |
أكتمن ذاك فأني قد شغفت به |
|
وقد بليت بما مني الحبيب بلى |
ومنه :
وزارني طيف من أهوى مستترا |
|
عني وليس ما أدريه من صفته |
فقلت يا عجبا الرؤيا ورؤيته |
|
شتان في منع ما ابغيه من جهته |
وهبه في يقظة يدري وكيف به |
|
في النّوم أن يهتدي صّبا بمعرفته |
وله أيضا في المعنى قاله وهو في بدر الموضع المبارك المشهور وهو راجعا من المدينة بعد زيارة نبيه المصطفى صلىاللهعليهوسلم في أول سنة خمسين وتسعمائة :
ذكرت في بدر بدري عندما غربت |
|
شمس النهار وضاء البدر في الأفق |
فقيل يدرك هذا قلت بينهما |
|
فرق وشاهده في الليل والشفق |
وكان السلطان بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري وقف على آخر بيتين من الشعر في رقعة قد أكلها العث الأول منها «كيف حاله» والثاني «لاكراله» فطلب من الفقيه المذكور إن يعمل له من نظمه ما يناسب ذلك فقال (٢) :
وقائلة بالله صف لي متيّما |
|
أضّر به طول النّوى كيف حاله |
فقلت على نوعين أما نهاره |
|
فيبكى وأما ليلة لا كرى له |
وله في الفتوة والأبوة والكرم :
__________________
(١) كذا في الأصل. ولعله وساءها.
(٢) النور السافر : ٢٥٢ وهذا الشعر ليس لأبي مخرمة.