ليقطع طريق المشقاص من السّواحل وغيره ، ثم بعد يومين أو ثلاث وصل الخبر أنه عند وصوله إلى بندر قشن ، وجد جماعة كان حشدهم السّيد الشريف عبد الله بن شيخ العيدروس إلى عدن للشيخ عامر بن داؤد ، قد تحصل أكثرهم في المراكب ، فحصل بينه وبينهم محاذفة ، ثم أنه ضربهم بالمدافع والبنادق ، ولما ضايقوه وضايقهم ، رمى عليهم برم باروت فاحترق بعضهم وغرق منهم كثير نحو الخمسين ، وغالبهم بدو ومهرة ، ثم رجع الغراب إلى الشحر ومعه مركب واحد شاحن بز لجماعة من آل بادقلا يريدون جّدة فوصل به إلى بندر الشحر واشتراه السّلطان من الإفرنج بثلاثة آلف أشرفي ، ولم يمكن أهله منه إلّا بسبعة آلاف أشرفي وزيادة للوسائط نحو الثلثمائة.
وفي هذه الأيام في أواخر ربيع الثاني : وصل نحو سبع خشب برش ، وسواها من الدّيو. وفيها أم بهادر وزوجته وعياله ، وذكروا أنهم يريدون الحرمين الشّريفين وأن بهادر (١) هزمه المغل ، واستولى على شب النير وسواها ، وأن مصطفى والاهم ، وانحاز إليهم ، وأن بهادر انهزم إلى الديو ، وأن بعض الأمراء ، كاتبوه وأطمعوه في العود للقاء المغل ووعدوه النصرة والمساعدة ، وأنه في همة الرجوع إلى البر لأجل ذلك.
وفي : ليلة الأحد آخر الليل حادى عشر جمادى الأولى ، سار السلطان بدر إلى حيريح بجماعة الأشراف الزيدية نحو ثلاثين فارسا وضم إليه نحو خمسة عشر فارسا من جماعته ، ونحو أربعمائة راجلا غالبهم بدو ومعاض (٢).
وفي يوم الجمعة سادس عشر الشّهر : وصل الخبر أن السّلطان دخلها آخر نهار الأربعاء رابع عشر الّشهر وأن بادجانة وأهل البلد هربوا عنها.
__________________
(١) هو بهادر خان أحد سلاطين كجرات أنظر (تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية : ٢٨٨) وسيأتي خبر قتله.
(٢) من المعاضة أو المعضة قبائل متفرقة من البدو يسكنون ما بين الجوف ونجران.