معظمة وأوقف عليها وقفا جزيلا بمكة ، ولما توجّه إلى مصر أخذ حاصل الحرم النبوي من قناديل الذّهب والفضة وغير ذلك ، فنقم ذلك عليه من لم يعرف مقصده ولما بلغ مصرا اشترى بذلك أراض مزدرعة (١) بمصر ، وكان يحمل مغلها (٢) كل سنة إلى المدينة فيقسم على كل من بها من متوّطن ومجاور من رجل وامرأة وصبي وبالغ وحر وعبد بحيث يصل إلى كل أحد من أهل المدينة كفايته من الحنطة وحصل بذلك النفع العام لأهل المدينة وحمدوه في فعله ، وأراد أن يجعل ذلك كسماط الخليل المستمر بالقدس ، ولم يزل ذلك جاريا إلى أن توفي (٣) ، ولم يزل بعد وفاته تارة يسبرونهم وتارة [يقطعونهم وتارة](٤) بالبعض وذلك لاستيلاء أيدي [الخونة](٥) على الأراضي المذكورة ، واحترق الحرم الشريف النّبوي في زمنه في سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة (٦) فعمره على يد الخواجا بن الزمن عمارة جيدة أكيدة وأصرف عليه مالا جزيلا وكان الفراغ من عمارته سنة ثمان وثمانين وثمانمائة .... (٧) قتله سنة (٨) بني أمية بالشام فسبحان الحكيم انتهى ما ذكره المؤرخ وما نقله [من تاريخ](٩) الطيب بامخرمة ، وأما (١٠) ما نقلته من تاريخ سيدنا السيد الشريف عبد القادر بن شيخ العيدروس [فإنه] قد طول في ترجمته (١١) قال : ولما استقر في المملكة
__________________
(١) في الأصل من روعه وأصلحناه من قلائد النحر.
(٢) قلائد النحر : معها.
(٣) انظر في ذلك وفاء الوفاء ٢ : ٧١٤.
(٤) ساقط من قلائد النحر.
(٥) ساقط في الأصل وأضفناه من قلائد النحر.
(٦) قلائد النحر : ست وثمانين وثمانمائة. وهو كذا في وفاء الوفاء للسمهودي ٢ : ٦٣٣.
(٧) بياض في الأصل.
(٨) بياض في الأصل.
(٩) بياض في الأصل.
(١٠) بياض في الأصل.
(١١) النور السافر : ١٦ ط العلمية والضوء اللامع ٦ : ٢٠١ ـ ٢١١.