الشريف أحمد بن الصديق الأهدل يقول سمعت الشيخ عبد الملك يقول : قاتلت يوم المرجف وعلي درع ومن تحته مشمع ، فكانت الجليلات تصيبني وتحرق الدرع وإذا بلغت إلى المشمع طفيت من الشمّع [فلما انقضى القتال ونزعت الدرع أخرجت المشمع](١) فنفضته فسقط منه ثمانية عشر ما بين بندفة وجليلة (٢) انتهى.
وأقام الشيخ عبد الملك بالجبيل (٣) بعد الوقعة ثلاثة أيام ورأى من جنده تخاذلا فاستمر راجعا إلى زبيد ، فدخلها عاشر جمادى الأولى ومعه رؤوس القتلى ، ووصل العلم إلى عدن من طريق البحر من المخا بالكسرة في المصريين وهزيمتهم فنوروا الحصون ولبّسوا الخانات ودار صلاح (٤) ، وأظهروا الفرح ، ثم وصل الخبر إلى عدن بأخذ المصريين لزبيد ، وعاد اللّباس لم ينزع ونجم النفاق من العرب ، ومالوا إلى الأمير حسين وحرّضوه على اللّحاق بالشيخ عبد الملك إلى زبيد ووعده بالمناصرة ، فجعل يعدهم ويمنّيهم إلى أن تحقّق منهم قاطبة (٥) فسار بهم إلى زبيد بّرا وبحرا في عسكر عظيم ، وكان هو في عسكر البر ، وسلمان في عسكر البحر ، فلما وصل حسين إلى بيت الفقيه بن عجيل دخل عليه جماعة من المعازبة (٦) فقربّهم وآنسهم واستحلفهم وسار بهم إلى قرية المزجاجة (٧) ثم إلى
__________________
(١) ساقط من الأصول وأثبتناه من القلائد.
(٢) الجليلة : بكسر الجيم واللام. تطلق عند أهل اليمن الآن على القذيفة من المدفع وغيره.
(٣) القلائد : الجبل.
(٤) دار صلاح. من دور عدن المعروفة في ذلك الوقت. أنظرها في تاريخ ثغر عدن ١ : ١٢.
(٥) في الأصل : باطنه. وأصلحناه من قلائد النحر.
(٦) يرد في الأصل : المغارية وأصلحناه من عندنا قلت : المعازبة من قبائل بيت الفقيه بن عجيل وهم الزرانيق وطول منطقتهم من شمال بيت الفقيه إلى جنوبها ٧٠ ك. م وعرضها ٦٠ ك. م (معجم : ١٦٠٦).
(٧) المزجاجة : بلدة خربة كانت قائمة بالغرب من مدينة زبيد (معجم : ٥٨٨).