لكون الإفرنج ضيّقوا عليهم المسلمون ، فقتل الخواجا صفر ببندق وقيل بمدفع ، وذلك آخر ربيع الثاني.
قال السيد عبد القادر (١) وفيها لست ليالي بقين من ربيع الثاني : قتل الأمير الكبير الخواجا صفر سلمان الرومي المخاطب بخداو ندخان ويجمع تاريخ موته ، نبأ مقتل صفر ، وكان مشهورا بالشجاعة والرّأفة وفعل الخير والإحسان رحمهالله تعالى انتهى ، وبعد اعتدوا المخذولون وخرجوا على المسلمين واقتتلوا أيضا مقتلة عظيمة قيل أنها دخلت عليهم غربان.
وفي النّصف من رمضان : قتل محرم بن الخواجا صفر وجوجار خان الحبشي طلعوا على الأفرنج بسلم في كوتهم من جهة البحر هم وجماعة من المسلمين فاقتتلوا بالكوت وانكسر السلم واهتزموا أصحابهم وانكشف المسلمون ، وهي آخر وقعة ، وقتل من الإفرنج نحو ألف وسبعمائة إفرنج ومتنصّرة ، ومن المسلمين نحو ألفين يقال أنه قتل من الوزراء عشرة ، ورجعوا الإفرنج إلى كوتهم ، فوصلت تجريدة للإفرنج كبيرة فخرجوا إلى البلاد فلما عرف المسلمون أنه لا طاقة لهم خرجوا من البلاد ، وهذا الخبر وصل في طليعة للسّلطان بدر من الهند ، فيها محمد بن حسمي المحمدي المهري ، وكان وصوله يوم الخميس سادس شهر ذي القعدة من السنة المذكورة.
وفيها (٢) توفي السيد الجليل عبد الله بن علوي بن الشيخ عبد الله العيدروس المتزّوج بالسيدة الولية الصالحة مزنة بنت الشيخ الكبير أبي بكر بن عبد الله العيدروس صاحب عدن بتريم ، وقبر في قبر أبيه علوي ، والسيد عبد الله هو والد سيدنا السيد الجليل وحيد عصره وفريد دهره الآتي ذكر بعض محاسنه البهيّة ، وطرف من أوصافه المرضيّة عمر بن عبد الله العيدروس ، والسيدة مزنة بنت الشيخ أبي بكر والدته نفعنا الله بهم آمين وأعاد علينا من بركاتهم.
__________________
(١) النور السافر : ٢١٧.
(٢) النور السافر : ٢١٧.