لقدرته ، حيث خلق بقدرته من مادة واحدة بشرا ذا أعضاء مختلفة وطباع متباعدة ، وجعله قسمين متباينين متقابلين ، وربما يخلق من مادة واحدة في رحم واحدة ذكرا وانثى توأمين.
عن ابن سيرين والسّدّي : أنّ الآية نزلت في النبي صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، حيث زوّج النبيّ صلىاللهعليهوآله ابنته فاطمة عليا عليهالسلام فكان علي نسبا حيث إنّه ابن عمه ، وصهرا حيث إنّه زوج ابنته (١) .
وعن الباقر عليهالسلام ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : « ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء ، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم ، أنا الصهر لقول الله عزوجل : ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ﴾(٢) .
وفي ( روضة الواعظين ) أنه قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « خلق الله عزوجل نطفة بيضاء مكنونة ، فنقلها من صلب إلى صلب حتى نقلت النّطفة إلى صلب عبد المطّلب ، فجعلها نصفين ، فصار نصفها في عبد الله ، ونصفها في أبي طالب ، فأنا من عبد الله ، وعلي من أبي طالب وذلك قول الله عزوجل : ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً ... ﴾(٣) .
وقيل : إنّ المراد من الماء الماء الذي هو أصل الموجودات (٤) ، والمراد من البشر آدم عليهالسلام (٥) .
عن الصادق عليهالسلام : أنّه سئل عن هذه الآية فقال : « إنّ الله تبارك وتعالى خلق آدم من الماء العذب ، وخلق زوجه من سنخه ، فبرأها من أسفل أضلاعه ، فجرى بذلك الضّلع بينهما سبب ونسب ، ثمّ زوّجها إياه ، فجرى بينهما بسبب ذلك صهر ، فذلك قوله : ﴿نَسَباً وَصِهْراً﴾ فالنسب ما كان بسبب الرجال ، والصّهر ما كان بسبب النساء » (٦) .
أقول : يعني بسبب النطفة والتزويج.
وعن الصدوق باسناده عن أنس بن مالك ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : قلت له : يا رسول الله ، عليّ أخوك ؟ قال : « نعم ، عليّ أخي » . قلت : يا رسول الله ، صف لي كيف عليّ أخوك ؟ قال : « إنّ الله عزوجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه ، إلى أن خلق آدم ، فلمّا خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة ، فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله تعالى ، ثمّ نقله إلى صلب شيث ، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في عبد المطلب ، ثمّ شقّه
__________________
(١) مجمع البيان ٧ : ٢٧٣ ، وتفسير الصافي ٤ : ١٩ ، وتفسير روح البيان ٦ : ٢٣٠ ، عن ابن سيرين.
(٢) معاني الأخبار : ٥٩ / ٩ ، تفسير الصافي ٤ : ٢٠.
(٣) روضة الواعظين : ٧١ ، تفسير الصافي ٤ : ٢٠.
(٤) الرازي ٢٤ : ١٠١.
(٥) مجمع البيان ٧ : ٢٧٣.
(٦) تفسير القمي ٢ : ١١٤ ، تفسير الصافي ٤ : ١٩.