وروى بعض العامة عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه سأله ابن الكوّاء عنهم فقال : « هم أهل حروراء » أي الخوارج.
وعن القمي : نزلت في اليهود ، وجرت في الخوارج (١) .
وعن الباقر عليهالسلام : « هم النصارى والقسّيسون والرّهبان ، وأهل الشبهات والأهواء من أهل القبلة ، والحروريّة وأهل البدع » (٢) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه سئل عن هذه الآية فقال : « كفرة أهل الكتاب : اليهود والنصارى ، وقد كانوا على الحقّ فابتدعوا في أديانهم ، وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا » . ثمّ قال : « وما أهل النّهروان منهم ببعيد » (٣) .
ثمّ أنّه تعالى بعد بيان ضلالتهم في الأعمال وغاية خسرانهم فيها ، بيّن سبحانه سوء عقائدهم الذي كان سببا لخسرانهم فيها بقوله : ﴿أُولئِكَ﴾ الخاسرون هم ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وجحدوا ﴿بِآياتِ﴾ وحدانيّة ﴿رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ﴾ بعد الموت والحضور في محضر عدله في الآخرة للحساب وجزاء الأعمال ﴿فَحَبِطَتْ﴾ وضاعت بسبب ذلك ﴿أَعْمالُهُمْ﴾ التي عملوها في الدنيا باعتقاد انتفاعهم بها في الآخرة ﴿فَلا نُقِيمُ﴾ ولا ننصب ﴿لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً﴾ وميزانا ، لعدم ترتّب الثواب عليها حتى يحتاج إلى تعيين مقداره ، أو ترجيحها على سيّئاتهم.
وقيل : إنّ المراد لا نجعل لأنفسهم مقدارا أو اعتبارا (٤) .
عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « أنّه ليأتي الرجل السمين يوم القيامة لا يزن جناح بعوضة » (٥) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام - في حديث يذكر فيه أهل الموقف وأحوالهم - : « ومنهم أئمّة الكفر وقادة الضّلالة ، فاولئك لا يقيم لهم وونا ، ولا يعبأ بهم ، لأنّهم لم يعبؤوا بأمره تعالى ونهيه يوم القيامة ، فهم في جهنّم خالدون ، تلفح وجوههم النّار وهم فيها كالحون » (٦) .
وعن القمي : وزنا ، أي حسنة (٧) .
ثمّ أنّه تعالى بعد بيان خسرانهم وعدم الاعتناء بشأنهم في الآخرة ، بيّن جزاءهم على كفرهم وأعمالهم الباطلة السيّئة بقوله : ﴿ذلِكَ﴾ الجزاء الذي نذكر ﴿جَزاؤُهُمْ﴾ في الآخرة ، وهو ﴿جَهَنَّمُ﴾ فإنّا ندخلهم فيها ﴿بِما كَفَرُوا﴾ بتوحيدي ﴿وَاتَّخَذُوا آياتِي﴾ من القرآن ومعجزات الرسول صلىاللهعليهوآله
__________________
(١ و٢) تفسير القمي ٢ : ٤٦ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٦٧.
(٣) الاحتجاج : ٢٦١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٦٧.
(٤) تفسير الصافي ٣ : ٢٦٧ ، تفسير روح البيان ٥ : ٣٠٥.
(٥) مجمع البيان ٦ : ٧٦٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٦٧.
(٦) الاحتجاج : ٢٤٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٦٧.
(٧) تفسير القمي ٢ : ٤٦ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٦٨.