في (١) يومهم ذلك (٢) .
وعن الصادق عليهالسلام : « لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقيل أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار» (٣) .
وعن أمير المؤمنين - في حديث سؤال القبر - قال : « ثمّ يفتحان له بابا إلى الجنة ، ثمّ يقولان له : نم قرير العين نوم الشاب (٤) الناعم ، فانّ الله عزوجل يقول ﴿أَصْحابُ الْجَنَّةِ﴾ الآية » (٥) .
أقول : لعلّ المراد من قيلولتهم استراحتهم في أحسن مكان وزمان ، كما أنّ موضع القيلولة أحسن المواضع ، وزمانها أطيب الأزمنة ، فلا ينافي ما دلّ على أنّ أهل الجنة والنار لا ينامون.
﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ
لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً * وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ
يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً
خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ
خَذُولاً (٢٩)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد بيان أنّ المشركين المقترحين على النبيّ نزول الملائكة إذا رأوا نزولهم يدهشون ويفزعون أشدّ الدهشة والفزع ، ويكرهون لقاءهم بين أهوال يوم رؤيتهم وكيفية نزولهم المفزعة بقوله : ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ﴾ وتفطّر ﴿السَّماءُ بِالْغَمامِ﴾ والسّحاب الأبيض الرقيق ، كظلّة بني إسرائيل على قول (٦) ، أو الغليظ كغلظ السماوات السبع على آخر (٧) .
قيل إنّ الغمام أثقل من السماوات ، فاذا أراد الله تشقيق السماوات ألقى الغمام عليها فانشقت ، فمعنى الآية يوم تشقق السماء بثقل الغمام ، فيظهر الغمام فيخرج منها وفيها الملائكة ، كما قال تعالى : ﴿وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ﴾(٨) إلى عرصة القيامة ﴿تَنْزِيلاً﴾ عجيبا.
قيل : تشقّق سماء سماء ، وتنزل الملائكة في خلال ذلك [ الغمام ] بصحائف الأعمال (٩) .
وروي أنّه تنشقّ سماء الدنيا فتنزل الملائكة التي فيها بمثل من في الأرض من الجنّ والإنس ، فيقول لهم الخلق : أفيكم ربّنا ؟ يعنون هل جاء أمر ربنا بالحساب. فيقولون : لا ، وسوف يأتي ، ثمّ تنزل ملائكة السماء الثانية بمثلي من في الأرض من الملائكة والجنّ والإنس ، ثمّ تنزل ملائكة كلّ سماء
__________________
(١) في تفسير الرازي : من.
(٢) تفسير الرازي ٢٤ : ٧٣.
(٣) مجمع البيان ١٠ : ٥٣١ ، تفسير الصافي ٤ : ١٠.
(٤) في النسخة : الشباب.
(٥) الكافي ٣ : ٢٣٢ / ١ ، تفسير الصافي ٤ : ١٠.
( ٦-٨ ) تفسير روح البيان ٦ : ٢٠٣.