معك إلّا يسيرا » (١) .
وعن الصادق عليهالسلام : « الجهر بها : رفع الصوت ، والاخفات : ما لم تسمع اذناك ، وما بين ذلك : قدر ما تسمع اذنيك » (٢) .
وعنه عليهالسلام : « المخافتة : ما دون سمعك ، والجهر : أن ترفع صوتك شديدا » (٣) .
وعنه عليهالسلام : « تفسيرها لا تجهر بولاية علي وما أكرمته به حتى آمرك بذلك ﴿وَلا تُخافِتْ بِها﴾ يعني لا تكتمها عليا ، وأعلمه بما أكرمته به ﴿وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً﴾ يعني سلني أن آذن لك أن تجهر بأمر علي وبولايته ، فأذن له باظهار ولايته يوم غدير خمّ » (٤) .
أقول : المراد بالتفسير هنا هو التأويل.
﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (١١١)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد تعليم كيفية الدعاء وقراءة القرآن ، علّم كيفية تحميده بقوله : ﴿وَقُلِ﴾ يا محمّد ، إذا أردت تحميد ربك على نعمه وإفضاله ، فاحمده بصفاته التي فيها تنزيهه عن أعظم النقائص بأن تقول : ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ﴾ ولم يختر لنفسه (٥)﴿وَلَداً﴾ ذكورا أو إناثا ، لأنّ إيجاد الولد من صفات الأجسام ومن شؤون الحاجة ، وهو تعالى خالق الاجسام وغنيّ بالذات ، وفيه ردّ على اليهود القائلين بأن العزيز ابن الله ، وعلى النصارى القائلين بأنّ المسيح ابن الله ، على بني مدلج القائلين بأنّ الملائكة بنات الله.
﴿وَلَمْ يَكُنْ﴾ في الأزل ، ولا يكون إلى الأبد ﴿لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ﴾ والسلطنة في عالم الوجود ، لاستلزام وجود الشريك التعدّد والتحدّد في الذات ، ويمتنع التعدّد والتحدّد في واجب الوجود ، وفيه ردّ على النصارى القائلين بأنّ الله ثالث ثلاثة ، وعلى عبدة الكواكب والأصنام.
﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌ﴾ وصديق ومعاون ﴿مِنَ﴾ أجل دفع ﴿الذُّلِ﴾ عن نفسه بموالاته ، لأنّ له العزّة جميعا ، وفيه ردّ على الصابئين القائلين بأنه لو لا أولياء الله لذلّ ، فلمّا عرفته بكمال الذات والصفات فعظّمه ﴿وَكَبِّرْهُ﴾ من جميع النقائص تعظيما و﴿تَكْبِيراً﴾ كثيرا.
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ٣٠ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٢٧.
(٢) تفسير العياشي ٣ : ٨٤ / ٢٦١٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٢٧.
(٣) تفسير العياشي ٣ : ٨٣ / ٢٦١٥ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٢٨.
(٤) تفسير العياشي ٣ : ٨٥ / ٢٦٢٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٢٨.
(٥) في النسخة : يختار نفسه.