فانّه يرفع إلى فيه بيده طعامه » (١) .
عن الباقر عليهالسلام : ﴿وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ﴾ قال : « خلق كلّ شيء منكبّا غير الانسان ، فانّه خلق منتصبا » (٢) .
وقيل : إنّ المراد ببني آدم خصوص المؤمنين (٣) .
القمي عنه عليهالسلام (٤) : « أنّ الله لا يكرم روح الكافر ، ولكن الله أكرم (٥) أرواح المؤمنين » إلى أن قال : « والرزق الطيب : هو العلم » (٦) .
﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ
وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (٧١)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد بيان كرامة الإنسان في الدنيا ردعا لهم من الشرك ، بيّن درجاتهم في الآخرة تهديدا لهم على العصيان بقوله : ﴿يَوْمَ﴾ والتقدير : اذكروا يوم القيامة فانّه يوم ﴿نَدْعُوا﴾ فيه ﴿كُلَّ أُناسٍ﴾ وامّة وأهل عصر من بني آدم الذين أكرمناهم وفضّلناهم في الدنيا ونضمّهم في الدعوة ﴿بِإِمامِهِمْ﴾ ومقتداهم وخليفته. وقيل : يعني ندعوهم باسم إمامهم (٧) . فيقال : يا امّة إبراهيم ، ويا امّة موسى ، ويا امّة عيسى ، ويا امّة محمّد ، ويا شيعة عليّ والمعصومين من ذرّيته.
عن الصادق عليهالسلام ، قال : « بامامهم الذي بين أظهرهم ، وهو قائم أهل زمانه » (٨) .
وعن الباقر عليهالسلام في هذه الآية ، قال : « يجيء رسول الله صلىاللهعليهوآله في قومه (٩) ، وعليّ عليهالسلام في قومه ، والحسن عليهالسلام في قومه ، والحسين عليهالسلام في قومه ، وكلّ من مات بين أظهر (١٠) قوم جاءوا معه»(١١) .
وعنه عليهالسلام : « لمّا نزلت هذه الآية قال المسلمون : يا رسول الله ، أ لست إمام [ الناس ] كلهم أجمعين ؟ فقال : أنّا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس (١٢) من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذّبون ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ، فمن والاهم واتّبعهم
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٤٨٩ / ١٠٧٢ ، عن زيد بن علي ، عن أبيه عليهالسلام ، تفسير الصافي ٣ : ٢٠٥.
(٢) تفسير العياشي ٣ : ٦٣ / ٢٥٥٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٠٦.
(٣) تفسير روح البيان ٥ : ١٨٥.
(٤) أي عن الباقر عليهالسلام.
(٥) في المصدر : ولكن يكرم.
(٦) تفسير القمي ٢ : ٢٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٠٦.
(٧) مجمع البيان ٦ : ٦٦٣.
(٨) الكافي ١ : ٤٥١ / ٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٠٦.
(٩) في تفسير القمي : في فرقة ، وكذا ما بعدها.
(١٠) في تفسير القمي : ظهراني.
(١١) تفسير القمي ٢ : ٢٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٠٦.
(١٢) زاد في تفسير العياشي والكافي : من الله.