﴿وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا﴾ وبتفضّلنا عليه ورأفتنا به ﴿أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا﴾ حيث قال : ﴿وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾(١) .
عن ابن عبّاس : كان هارون أكبر من موسى عليهالسلام ، وإنّما وهب الله له نبوّته لا شخصه واخوّته(٢).
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا * وَكانَ
يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (٥٤) و (٥٥)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد ذكر إسحاق ويعقوب اللذين كانا شجرة الانبياء ، وذكر موسى عليهالسلام الذي كان أفضل فرعهما ، ذكر إسماعيل بن إبراهيم عليهماالسلام بقوله : ﴿وَاذْكُرْ﴾ يا محمّد ﴿فِي﴾ هذا ﴿الْكِتابِ إِسْماعِيلَ﴾ قيل : إنّما فصل ذكره عن ذكر أبيه وأخيه إظهارا لكمال الاعتناء بشأنه (٣) ، والمعنى اتل يا محمّد على قومك قصّة جدّك إسماعيل عليهالسلام ، وبيّن لهم علوّ مقامه ﴿إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ﴾ فيما بينه وبين الله ، لم يخالف شيئا ممّا أمر به ، وفيما بينه وبين النّاس.
عن ابن عبّاس : إنّ إسماعيل عليهالسلام وعد صاحبا له أن ينتظره في مكان فانتظره [ سنة ](٤) .
وعن الصادق عليهالسلام : « إنّما سمّي صادق الوعد لأنّه وعد رجلا في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة ، فسمّاه الله عزوجل صادق الوعد ، ثمّ إنّ الرجل أتاه بعد ذلك ، فقال له إسماعيل : ما زلت منتظرا لك » (٥) .
وقيل : إنّه وعد نفسه الصبر على الذبح ، فوفى به (٦) .
﴿وَكانَ﴾ مع ذلك ﴿رَسُولاً﴾ ومبلّغا من الله إلى جرهم والعماليق وقبائل اليمن على ما قيل(٧).
و﴿نَبِيًّا﴾ القمي : [ وهو إسماعيل بن حزقيل (٨) . وفي المجمع : ] قال : هو إسماعيل بن إبراهيم عليهماالسلام ، كان إذا وعد لم يخلف ، وكان مع ذلك رسولا نبيّا إلى جرهم ، قال : وقيل : إنّ إسماعيل بن إبراهيم مات قبل أبيه ، وأنّ هذا هو إسماعيل بن حزقيل (٩) .
وعن الصادق عليهالسلام قال : « إنّ إسماعيل الذي قال الله في كتابه : ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ﴾ الآية ، لم يكن إسماعيل بن إبراهيم ، بل كان نبيّا من الأنبياء بعثه الله إلى قومه فأخذوه وسلخوا فروة رأسه،
__________________
(١) طه : ٢٠ / ٢٩ - ٣٢.
(٢) تفسير الرازي ٢١ : ٢٣١.
(٣) تفسير روح البيان ٥ : ٣٤٠.
(٤) تفسير الرازي ٢١ : ٢٣٢ ، تفسير روح البيان ٥ : ٣٤٠.
(٥) الكافي ٢ : ٨٦ / ٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٨٥.
(٦) تفسير الرازي ٢١ : ٢٣٢ ، تفسير روح البيان ٥ : ٣٤٠.
(٧) تفسير روح البيان ٥ : ٣٤١.
(٨) تفسير القمي ٢ : ٥١ ، وتفسير الصافي ٣ : ٢٨٥.
(٩) مجمع البيان ٦ : ٨٠٠ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٨٥.