وقيل : إنّهم بقية ثمود ، وكان نبيّهم حنظلة بن صفوان ، وكان قبل موسى ، وكانوا على بئر يرويهم ماؤها ، ويكفي أرضهم جميعا ، فرسّوا حنظلة فيها ، فغار ماؤها ويبست أشجارهم ، وانقطعت ثمارهم فهلكوا (١) .
وقيل : ابتلاهم الله تعالى بطير عظيم ذي عنق طويل ، كان فيه من كلّ لون ، فكان إذا أعوزه الصيد يخطف صبيانهم ويذهب بهم إلى جهة المغرب ، فسمّوه لطول عنقه وذهابه إلى جهة المغرب عنقاء المغرب ، فخطف يوما ابنة مراهقة فشكوا ذلك إلى حنظلة ، وشرطوا إن كفوا شرّه أن يؤمنوا به ، فدعا حنظلة على تلك العنقاء ، فأرسل الله [ عليها ] صاعقة فأحرقتها ولم تعقب ، أو ذهب الله بها إلى بعض جزائر البحر المحيط تحت خطّ الاستواء ، وهي جزيرة لا يصل إليها الناس ، ثمّ خالفوا شرطهم وقتلوه ، أو رسّوه في البئر (٢) .
وقيل : هم أصحاب الاخدود ، والرّسّ هو الاخدود (٣) .
وقيل : هم قوم نساؤهم سحّاقات ، فسلّط الله عليهم صاعقة في أول الليل ، وخسفا في آخره ، وصيحة مع الشمس ، فلم يبق منهم أحد (٤) .
وقيل : هم قوم كذّبوا نبيا أتاهم فحبسوه في بئر ضيقة القطر ، ووضعوا على رأسها صخرة عظيمة لا يقدر على حملها إلّا جماعة من الناس ، وما آمن به إلّا عبد أسود ، وكان العبد يأتي الجبل فيحتطب ، ويحمل على ظهره ، ويبيع الحزمة ، ويشتري بثمنها طعاما ، ثمّ يأتي البئر فيلقي إليه الطعام من خروق الصخرة ، وكان على ذلك سنين ، ثمّ إنّ الله أهلك القوم ، وأرسل ملكا فرفع الحجر ، وأخرج النبي من البئر (٥) .
وقيل : إنّ الأسود رفع الصخرة ، فقوّاه الله لرفعها ، وألقى حبلا إليه واستخرجه من البئر فأوحى الله إلى ذلك النبي أنّه رفيقه في الجنة (٦) .
والقمي : قال الرّسّ نهر بأذربايجان (٧) .
وعن الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهمالسلام ، قال : « أتى علي بن أبي طالب عليهالسلام قبل مقتله بثلاثة أيام رجل من أشراف تميم ، يقال له عمرو ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن أصحاب الرّسّ في أي عصر كانوا : وأين كانت منازلهم ، ومن كان ملكهم ، وهل بعث الله إليهم رسولا أم لا ،
__________________
(١و٢) تفسير روح البيان ٦ : ٢١٢.
(٣) تفسير الرازي ٢٤ : ٨٢.
(٤و٥) تفسير روح البيان ٦ : ٢١٢.
(٦) تفسير روح البيان ٦ : ٢١٣.
(٧) تفسير القمي ٢ : ٣٢٣ ، تفسير الصافي ٤ : ١٥.