وذلك فى صحيح البخارى وغيره.
وقال أبو زرعة الرازى فى كتاب دلائل النبوة : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت ابن أنس بن مالك أن عباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند النبي صلىاللهعليهوسلم فى ليلة ظلماء حندس فأضاءت عصا أحدهما مثل السراج وجعلا يمشيان بضوئها ، فلما تفرقا إلى منزلهما أضاءت عصا ذا وعصا ذا.
ثم روى عن إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة ابن مصعب بن الزبير ابن العوام ، وعن يعقوب بن حميد المدنى ، كلاهما عن سفيان بن حمزة بن يزيد الاسلمى عن كثير بن زيد عن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي عن أبيه قال : سرنا فى سفر مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى ليلة ظلماء دحمسة فأضاءت أصابعى حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم ، وإن أصابعى لتستنير.
وروى هشام بن عمار فى البعث : حدثنا عبد الأعلى ابن محمد البكرى ، حدثنا جعفر بن سليمان البصرى ، حدثنا أبو التياح الضبعى قال : كان مطرف بن عبد الله يبدر فيدخل كل جمعة فربما نور له فى سوطه ، فأدلج ذات ليلة وهو على فرسه حتى إذا كان عبد المقابر هدم به ، قال : فرأيت صاحب كل قبر جالسا على قبره ، فقال : هذا مطرف يأتى الجمعة ، فقلت لهم : وتعلمون عندكم يوم الجمعة؟ قالوا : نعم ، ونعلم ما يقول فيه الطير ، قلت : وما يقول فيه الطير؟ قالوا : رب سلم سلم قوم صالح.
وأما دعاؤه عليهالسلام بالطرفان ، وهو الموت الذريع فى قول ، وما بعده من الآيات والقحط والجدب ، فإنما كان ذلك لعلهم يرجعون إلى متابعته ويقلعون عن مخالفته ، فما زادهم إلا طغيانا كبيرا ، قال الله تعالى : (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤٨)