الزبير ، فلما قدمت المدينة دخلت على فلان ـ نسى زياد اسمه ـ فقال : إن الناس قد صنعوا ما صنعوا فما ترى؟ قال : أوصانى خليلى أبو القاسم إن أدركت شيئا من هذه الفتن فاعمد إلى أحد فاكسر به حد سيفك ثم اقعد فى بيتك ، فإن دخل عليك أحد البيت فقم إلى المخدع ، فإن دخل عليك المخدع فاجثو على ركبتيك وقل : بؤ بإثمى وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ، فقد كسرت سيفى وقعدت فى بيتى (١).
هكذا وقع إيراد هذا الحديث فى مسند محمد بن مسلمة عند الإمام أحمد ، ولكن وقع إبهام اسمه ، وليس هو لمحمد بن مسلمة بل صحابى آخر ، فإن محمد بن مسلمة رضى الله عنه لا خلاف عند أهل التاريخ أنه توفى فيما بين الأربعين إلى الخمسين ، فقيل سنة ثنتين وقيل : ثلاث ، وقيل : سبع وأربعين ، ولم يدرك أيام يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير بلا خلاف ، فتعين أنه صحابى آخر خبره كخبر محمد بن مسلمة وقال نعيم بن حماد فى الفتن والملاحم : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة حدثنا أبو عمرو السلمى عن بنت أهبان الغفارى أن عليا أتى أهبان فقال : ما يمنعك أن تتبعنا؟ فقال : أوصانى خليلى وابن عمك صلىاللهعليهوسلم : أن ستكون فرفة وفتنة واختلاف ، فإذا كان ذلك فاكسر سيفك واقعد فى بيتك واتخذ سيفا من خشب.
وقد رواه أحمد عن عفان وأسود بن عامر ومؤمل ثلاثتهم عن حماد ابن سلمة به ، وزاد مؤمل فى روايته بعد قوله : واتخذ سيفا من خشب واقعد فى بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية ، ورواه الإمام أحمد أيضا والترمذي وابن ماجه من حديث عبد الله بن عبيد الديلى عن عديسة بنت أهبان بن صيفى عن أبيها به.
__________________
(١) أحمد في مسنده (٤ / ٢٢٦).