أن انفخهما ، فنفختهما فطارا ، فأولتهما كذابين يخرجان ، صاحب صنعاء ، وصاحب اليمامة ، وقد تقدم فى الوفود أنه قال لمسيلمة حين قدم مع قومه وجعل يقول : إن جعل لى محمد الأمر من بعده اتبعته ، فوقف عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال له : والله لو سألتنى هذا العسيب ما أعطيتكه ، ولئن أدبرت ليعقرنك الله ، وإنى لأراك الّذي أريت فيه ما أريت ، وهكذا وقع ، عقره الله وأهانه وكسره وغلبه يوم اليمامة ، كما قتل الأسود العنسى بصنعاء ، على ما سنورده إن شاء الله تعالى ، وروى البيهقى من حديث مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس قال : لقى رسول الله صلىاللهعليهوسلم مسيلمة فقال له مسيلمة : أتشهد أنى رسول الله؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : آمنت بالله وبرسله ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن هذا رجل أخر لهلكة قومه.
وقد ثبت فى الحديث الآخر أن مسيلمة كتب بعد ذلك إلى النبي صلىاللهعليهوسلم : بسم الله الرحمن الرحيم ، من مسيلمة رسول الله ، إلى محمد رسول الله ، سلام عليك ، أما بعد فأنى قد أشركت فى الأمر بعدك ، فلك المدر ولى الوبر ولكن قريشا قوم يعتدون ، فكتب إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. وقد جعل الله العاقبة لمحمد وأصحابه ، لأنهم هم المتقون وهم العادلون المؤمنون ، لا من عداهم.
وقد وردت الأحاديث المروية من طرق عنه صلىاللهعليهوسلم فى الأخبار عن الردة التى وقعت فى زمن الصديق فقاتلهم الصديق بالجنود المحمدية حتى رجعوا إلى دين الله أفواجا ، وعذب ماء الإيمان كما كان بعد مصار أجاجا ، وقد قال الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) (١) الآية ، قال
__________________
(١) سورة المائدة : الآية ، ٥٤