وقد روى مسلم عن قتيبة عن الدراوردى عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير ، فتحركت الصخرة فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : اهدأ فما عليك إلا نبى أو صديق أو شهيد ، وهذا من دلائل النبوة ، فإن هؤلاء كلهم أصابوا الشهادة ، واختص رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأعلى مراتب الرسالة والنبوة ، واختص أبو بكر بأعلى مقامات الصديقية.
وقد ثبت فى الصحيح الشهادة للعشرة بالجنة بل لجميع من شهد بيعة الرضوان عام الحديبية ، وكانوا ألفا وأربعمائة وقيل : وثلاثمائة ، وقيل وخمسمائة ، وكلهم استمر على السداد والاستقامة حتى مات رضى الله عنهم أجمعين.
وثبت فى صحيح البخارى البشارة لعكاشة بأنه من أهل الجنة فقتل شهيدا يوم القيامة.
وفى الصحيحين من حديث يونس عن الزهرى عن سعيد عن أبى هريرة أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : يدخل الجنة من أمتى سبعون ألفا بغير حساب ، تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر ، فقام عكاشة بن محصن الأسدى يجر نمرة عليه ، فقال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلنى منهم ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : اللهم اجعله منهم ، ثم قام رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلنى منهم ، فقال : سبقك بها عكاشة ، وهذا الحديث قد روى من طرق متعددة تفيد القطع ، وسنورده فى باب صفة الجنة ، وسنذكر فى قتال أهل الردة أن طلحة الأسدى قتل عكاشة ابن محصن شهيدا رضى الله عنه ، ثم رجع طلحة الأسدى عما كان يدعيه من النبوة وتاب إلى الله ، وقدم على أبى بكر الصديق واعتمر وحسن إسلامه.
وثبت فى الصحيحين من حديث أبى هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : بينا أنا نائم رأيت كأنه وضع فى يدى سواران فقطعتهما ، فأوحى إلى فى المنام :