صلىاللهعليهوسلم ، ومن ذلك قوله لذلك الرجل الّذي كان لا يترك للمشركين شاذة ولا فاذة إلا أتبعها ففراها بسيفه ، وذلك يوم أحد ، وقيل : خيبر وهو الصحيح ، وقيل : فى يوم حنين ، فقال الناس : ما أغنى أحد اليوم ما أغنى فلان ، يقال : إنه قرمان ، فقال : إنه من أهل النار ، فقال بعض الناس : أنا صاحبه ، فاتبعه فجرح فاستعجل الموت فوضع ذباب سيفه فى صدره ثم تحامل عليه حتى أنفذه ، فرجع ذلك الرجل فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقال : وما ذاك؟ فقال : إن الرجل الّذي ذكرت آنفا كان من أمره كيت وكيت ، فذكر الحديث كما تقدم ، ومن ذلك إخباره عن فتح مدائن كسرى وقصور الشام وغيرها من البلاد يوم حفر الخندق ، لما ضرب بيده الكريمة تلك الصخرة فبرقت من ضربه ، ثم أخرى ، ثم أخرى كما قدمناه ، ومن ذلك إخباره صلىاللهعليهوسلم عن ذلك الذراع أنه مسموم ، فكان كما أخبر به ، اعترف اليهود بذلك ، ومات من أكل معه ـ بشر بن البراء ابن معرور ـ.
ومن ذلك ما ذكره عبد الرزاق عن معمر أنه بلغه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال ذات يوم : اللهم نج أصحاب السفينة ، ثم مكث ساعة ، ثم قال : قد استمرت.
والحديث بتمامه فى دلائل النبوة للبيهقى ، وكانت تلك السفينة قد أشرفت على الغرق وفيها الأشعريون الذين قاموا عليه وهو بخيبر ، ومن ذلك إخباره عن قبر أبى رغال ، حين مرّ يعليه وهو ذاهب إلى الطائف وأن معه غصنا من ذهب ، فحفروه فوجدوه كما أخبر ، صلوات الله وسلامه عليه ، رواه أبو داود من حديث أبى إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن بحر بن أبى بحر عن عبد الله ابن عمرو به ، ومن ذلك قوله عليهالسلام للأنصار ، لما خطبهم تلك الخطبة مسليا لهم عما كان وقع فى نفوس بعضهم من الإيثار عليهم فى القسمة لما تألف قلوب من تألف من سادات العرب ، ورءوس قريش ، وغيرهم ، فقال : أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير ،