(١) ذريني إنّ أمرك لن يطاعا |
|
وما ألفيتني حلمي مضاعا |
وقال آخر في البدل : [رجز]
(٢) إن علىّ الله أن تبايعا |
|
تؤخذ كرها أو تجيء طائعا |
هذا عربي حسن ، والاول أعرف وأكثر ، وتقول جعلت متاعك بعضه فوق بعض فله ثلاثة أوجه في النصب ، ان شئت جعلت فوق في موضع الحال ، كأنه قال عملت متاعك وهو بعضه على بعض أي في هذه الحال ، كما فعلت ذلك في رأيت من رؤية العين ، وان شئت نصبته على ما نصبت عليه رأيت زيدا وجهه أحسن من وجه فلان تريد رؤية القلب ، وان شئت نصبته على أنك اذا قلت جعلت متاعك يدخل فيه معنى ألقيت فيصير كأنك قلت ألقيت متاعك بعضه فوق بعض لأن ألقيت ، كقولك أسقطتّ متاعك بعضه على بعض وهو مفعول من قولك سقط متاعك بعضه على بعض فجرى كما جرى صككت الحجرين أحدهما بالآخر فقولك بالآخر ليس في موضع اسم هو الأول ولكنه في موضع الاسم الآخر في قولك صكّ الحجران أحدهما الآخر ولكنك أوصلت الفعل بالباء كما أن مررت بزيد الاسم منه في موضع اسم منصوب ، ومثل هذا طرحت المتاع بعضه على بعض لان معناه أسقطتّ فأجرى مجراه وان لم يكن من لفظه فاعل وتصديق ذلك قوله عزوجل :(وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى).
والوجه الثالث أن تجعله مثل ظننت متاعك بعضه أحسن من بعض والرفع أيضا فيه عربي كثير تقول جعلت متاعك بعضه على بعض فوجه الرفع فيه على ما كان في رأيت وتقول
__________________
(١١٧) الشاهد في حمل الحلم على الضمير المنصوب بدلا منه لاشتمال المعنى عليه* يخاطب عاذلته على اتلاف ماله فيقول ذريني من عذلك فاني لا أطيع أمرك فالحلم وصحة التمييز والعقل يأمرنني باتلافه في اكتساب الحمد ولا أضيع.
(١١٨) الشاهد في حمل تؤخذ على تبايع لأنه مع قوله أو تجيء تفسير للمبايعة اذ لا تكون إلا أحد الوجهين من اكراه أو طاعة ، وأراد بقوله الله القسم ، والمعنى ان على والله فلما حذف الجار نصب.