أن رأيت تضرب وأحسنه أن تدخل في رأيت الهاء لانه غير مستعمل فصارت حروف الجزاء في هذا بمنزلة قولك زيد كم مرّة رأيته فاذا قلت إن تر زيدا تضرب فليس الا هذا لانه بمنزلة قولك حين ترى زيدا يأتيك لانه صار في موضع المضمر حين قلت زيد حين تضربه يكون كذا وكذا ، ولو جاز أن تجعل زيدا مبتدأ على هذا الفعل لقلت القتال زيدا حين تأتي ، تريد القتال حين تأتي زيدا ، وتقول في الخبر وغيره إن زيدا تره تضرب تنصب زيدا ، الا أن الفعل أن يلي إن أولى كما كان ذلك في حروف الاستفهام وهو أبعد من الرفع لانه لا يبنى فيها الاسم على مبتدإ ، وانما أجازوا تقديم الاسم في إن لانها أمّ الجزاء ولا تزول عنه فصار ذلك فيها كما صار في ألف الاستفهام ما لم يجز في الحروف الأخر ، وقال النّمر بن تولب : [كامل]
(١) لا تجزعى إن منفسا أهلكته |
|
واذا هلكت فعند ذلك فاجزعى |
وإن اضطّرّ شاعر فجازى باذا أجراها في ذلك مجرى إن فقال أزيد اذا تر تضرب إن جعل تضرب جوابا ، وان رفعها نصب لانه لم يجعلها جوابا ويرفع الجواب حين يذهب الجزم من الاول في اللفظ والاسم هيهنا مبتدأ اذا جزمت نحو قولهم «أيّهم يأتك تضرب» اذا جزمت لانّك جئت بتضرب مجزوما بعد أن عمل الابتداء في أيّهم فلا سبيل له عليه ، وكذلك هذا حيث جئت به مجزوما بعد أن عمل فيه الابتداء ، وأما الفعل الاول فصار مع ما قبله بمنزلة حين وسائر الظروف ، وان قلت زيد اذا يأتيني أضرب تريد معنى الهاء ولا تريد زيدا أضرب اذا يأتيني ولكنك تضع أضرب هيهنا مثل أضرب ادا جزمت وان لم يكن مجزوما لأن المعنى معنى المجازاة في قولك أزيد إن يأتك أضرب ولا تريد به أضرب زيدا فيكون على أول الكلام رفعت عنده فجيد كما لم ترد بهذا أوّل الكلام ، وكذلك حين إذا قلت أزيد حين يأتيك تضرب ، وانما رفعت الاول
__________________
(١٠٤) الشاهد في نصب منفس باضمار فعل دل عليه ما بعده لأن حرف الشرط يقتضي الفعل مظهرا أو مضمرا* وصف أن امرأته لامته على اتلاف ماله جزعا من الفقر فقال لها لا تجزعي من أهلاكي لنفيس المال فاني كفيل باخلافه بعد التلف واذا هلكت فاجزعي فلا خلف لك مني.