إضمارها ، ولا يستعمل إظهارها كما لم يستعمل في الفاء والواو والتمثيل هيهنا مثله ثمّ تقول إذا قال لألزمنّك أو تعطيني ، كأنه يقول ليكوننّ اللزوم أو أن تعطيني
واعلم أنّ معنى ما انتصب بعد أو على إلا أن كما كان معنى ما انتصب بعد الفاء على غير معنى التمثيل تقول لألزمنّك أو تقضيني ولأضربنّك أو تسبقني فالمعنى لألزمنّك إلّا أن تقضيني ولأضربنّك إلا أن تسبقني هذا معنى النصب.
قال امرؤ القيس : [طويل]
(١) فقلت له لا تبك عينك إنما |
|
تحاول ملكا أو نموت فنعذرا |
والقوافي منصوبة ، فالتمثيل على ما ذكرت لك والمعنى على إلا أن نموت فنعذرا وإلا أن تعطينى كما كان تمثيل الفاء على ما ذكرت لك وفيه المعاني التي فصلت لك ، ولو رفعت لكان عربيا جائزا على وجهين ، على أن تشرك بين الأول والآخر ، وعلى أن يكون مبتدء مقطوعا من الأوّل يعني أو نحن ممن يموت ، وقال جلّ وعز (سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ) ان شئت كان على الإشراك ، وان شئت كان على أوهم يسلمون : وقال ذو الرمّة : [طويل]
(٢) حراجيج ما تنفكّ إلا مناخة |
|
على الخسف أو ترمي بها بلدا قفرا |
__________________
(٦٣٣) الشاهد فيه نصب نموت باضمار أن لأنه لم يرد معنى العطف وانما أراد أنه يحاول طلب الملك إلا أن نموت فنعذر ويروي فنعذرا ، ومعناه نبلغ العذر ، وقال هذا لعمرو بن قميئة اليشكري حين استصحبه في مسيره الى قيصر.
(٦٣٤) الشاهد فيه رفع نرمي على القطع ، ويجوز حمله على خبر تنفك والتقدير ما تنفك تستقر على الخسف أو نرمي بها القفر ، والخسف الاذلال وهو ايضا المبيت على غير علف ، وكان الأصمعي يغلط ذا الرمة في قوله ما تنفك إلا مناخة لادخاله حرف الايجاب على ما تنفك ومعناها ايجاب الخبر والذي يخرج به عن الخطأ أن يقدر تنفك تامة دون خبر ، ويكون معناها لا تنفصل من السير إلا في حال إناختها او يكون خبرها في قوله على الخسف ، كما تقدم وينصب مناخة على الحال في الوجهين ، والحراجيج الطوال واحدتها حرجوج.