لأن الذى عاقل قبيحة ، فان قلت اضرب أيّهم هو عاقل نصبت لأن الذي هو عاقل حسن ألا ترى أنك لو قلت هذا الذي هو عاقل كان حسنا ، وزعم الخليل أنه سمع عربيا يقول ما أنا بالذي قائل لك شيئا ، وهذه قليلة ، ومن تكلّم بها فقياسه اضرب أيّهم قائل لك شيئا ، قلت أفيقال ما أنا بالذي منطلق فقال لا فقلت فما بال المسئلة الأولى ، فقال لأنه اذا طال الكلام فهو أمثل قليلا وكأن طوله عوض من ترك هو وقلّ من يتكلّم بذلك.
[باب أي مضافا الى ما لا يكمل اسما الّا بصلة]
فمن ذلك قولك اضرب أيّ من رأيت افضل ، فمن كمل اسما برأيت ، فصار بمنزلة القوم ، فكأنك قلت أىّ القوم افضل وايّهم افضل ، وايّ من رأيت في الدار افضل لأن رايت صلة وفيها متّصلة برأيت لأنك ذكرت موضع الرؤية ، فكأنك قلت أيضا ايّ القوم افضل وايّهم افضل لأن فيها لا تغيّر الكلام عن حاله كما انك اذا قلت ايّ من رأيت قومه افضل ، كان بمنزلة قولك ايّ من رأيت افضل فالصلة معملة وغير معملة في القوم سواء ، وتقول ايّ من في الدار رأيت افضل ، وذاك لأنك جعلت في الدّار صلة فتمّ المضاف اليه اي اسما ثم ذكرت رأيت فكأنك قلت أي القوم رأيت افضل ولم تجعل في الدّار هيهنا موضعا للرؤية ، وتقول ايّ من في الدار رايت افضل كأنك قلت ايّ من رايت في الدار افضل ، ولو قلت ايّ من في الدار رايته زيد اذا اردت ان تجعل في الدّار موضعا للرؤية لجاز ولو قلت أيّ من رأيت في الدار أفضل قدمت أو أخرت سواء ، وتقول في شيء منه أيّ من إن يأتنا نعطه نكرمه فهذا إن جعلته استفهاما فاعرابه الرفع فهو كلام صحيح ، من قبل أن إن يأتنا نعطه صلة لمن فكمل اسما ، ألا ترى أنك تقول من إن يأتنا نعطه بنو فلان كأنك قلت القوم بنو فلان ثم أضفت أيا اليه فكأنك قلت أيّ القوم نكرمه وايهم نكرمه فان لم تدخل الهاء في نكرم نصبت كأنك قلت أيّهم نكرم ، فإن جعلت الكلام خبرا فهو محال لأنه لا يحسن أن تقول في الخبر أيّهم نكرمه ولكنك إن قلت أيّ من إن يأتنا نعطه نكرم تهين كان في الخبر كلاما لأن أيهم بمنزلة الذي في الخبر فصار نكرم صلة وأعملت تهين كأنك قلت الذي نكرم تهين ، وتقول