يكون هذا لالتقاء الساكنين ، وقد قال الشاعر حيث اضطّر ليتي كأنهم شبهوه بالاسم حيث قالوا الضاربي والمضمر منصوب ، قال الشاعر (وهو زيد الخيل) : [وافر]
(١) كمية جابر اذ قال ليتي |
|
أصادفه وأتلف بعض مالي |
وسألته عن قولهم عنّي وقدني وقطني ومنّي ولدنّى فقلت ما بالهم جعلوا علامة إضمار المجرور هيهنا كعلامة اضمار المنصوب ، فقال انه ليس في الدنيا حرف تلحقه ياء الاضافة الّا كان متحركا مكسورا ولم يريدوا أن يحرّكوا الطاء التي في قط ولا النون التي في من فلم يكن لهم بد من أن يجيئوا بحرف لياء الاضافة متحرّك اذ لم يريدوا أن يحرّكوا الطاء ولا النونات لأنها لا تذكر أبدا الّا وقبلها حرف متحرّك مكسور ، وكانت النون أولى لأنّ من كلامهم تكون النون والياء علامة المتكلّم فجاؤوا بالنون لأنها اذا كانت مع الياء لم تخرج هذه العلامة من علامات الاضمار وكرهوا أن يجيئوا بحرف غير النون فيخرجوا من علامات الاضمار ، وانما حملهم على أن لا يحرّكوا الطاء والنونات كراهية أن تشبه الأسماء نحو يد وهن ، وأمّا ما تحرّك آخره فنحو مع ولد كتحريك أواخر هذه الأسماء لأنه اذا تحرّك آخره فقد صار كأواخر هذه الأسماء فمن ثم لم يجعلوها بمنزلتها ، فمن ذلك قولك معي ولدي في لد ، وقد يقولون في الشعر قطى وقدي ، فأمّا الكلام فلا بدّ فيه من النون ، وقد اضطرّ الشاعر فقال قدي شبّهه بحسبي لأنّ المعنى واحد ، قال الشاعر (وهو ابو نخيلة) :
(٢) قدني من نصر الخبيبين قدي |
|
ليس الامام بالشّحيح الملحد |
__________________
(٥٨١) الشاهد في حذف النون من ضمير المنصوب في ليتى وكان الوجه ليتني كما تقول ضربني فشبه ليت في الحذف ضرورة بان ولعل اذا قلت انى ولعلى ، والمنية واحدة المنى من التمني* وصف أن رجلا تمنى لقاءه ليقتله كما تمناه جابر هذا المذكور وكان تمنيه عليه.
(٥٨٢) الشاهد في حذف النون من قدني تشبيها بحسبي ، واثباتها في قد وقط هو المستعمل لأنها في البناء ومضارعة الحروف بمنزلة من وعن فتلزمها النون المكسورة قبل الياء لئلا يغير آخرها عن السكون ، وأراد بالخبيبين عبد الله بن الزبير وكنيته أبو خبيب ومصعبا أخاه وغلبه لشهرته ، ويروى الخبيبين على الجمع يريد أبا خبيب وشيعته ومعنى قدني حسبي وكفاني.