(١) لا أرى الموت يسبق الموت شيء |
|
نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا |
فاعاد الاظهار ، وقال الجعدىّ : [طويل]
(٢) اذا الوحش ضمّ الوحش في ظللانها |
|
سواقط من حرّ وقد كان أظهرا |
والرفع الوجه ، وقال الفرزدق : [طويل]
(٣) لعمرك ما معن بتارك حقّه |
|
|
ولا منسىء معن ولا متيسّر |
__________________
(٤٣) استشهد به على اعادة الظاهر مكان المضمر وفيه قبح اذا كان تكريره في جملة واحدة لانه يستغنى بعضها عن بعض كالبيت فلا يكاد يجوز الا في ضرورة كقولك زيد ضربت زيدا فان كانت اعادته في جملتين حسن كقولك زيد شتمته وزيد أهنته لانه قد يمكن أن يسكت على الجملة الاولى ثم يستأنف الاخرى بعد ذكر رجل غير زيد فلو قيل زيد ضربته وهو أهنته لجاز أن يتوهم الضمير لغير زيد فاذا أعيد مظهرا أزال التوهم ومع اعادته مظهرا في الجملة الواحدة كقولك زيد ضربته لا يتوهم الضمير لغيره لانك لا تقول زيد ضربت عمرا والاظهار في مثل هذا أحسن منه في زيد ونحوه لان الموت اسم جنس فاذا أعيد مظهرا لم يتوهم أنه اسم لشيء آخر كما يتوهم في زيد ونحوه من الأسماء المشتركة فلذلك كان الاظهار في هذا أمثل لأنه لا يشكل* وصف ان الموت لا يفوته شيء ومعنى يسبق يفوت والتنغيص تنكيد العيش وتكديره أي اذا ذكره الانسان تنغص.
(٤٤) القول فيه كالقول في الذي قبله وعلته كعلته* وصف سيره في الهاجرة اذا استكن الوحش من حر الشمس واحتدامها ولحق بكنسه والظللات جمع ظلة وهو ما يستظل به وحرك اللام على أصل التحريك فيما جمع من الصحيح بالالف والتاء نحو الظلمات والغرفات ويجوز أن تكون الظللات جمع ظلل وظلل جمع ظليل كعديد وجدد فيكون جمع الجمع ومعنى أظهر صار في وقت الظهيرة وهو منتصف النهار وحينئذ يشتد الحر وذكر أظهر بعد ان أنث الضمير في ظللاتها لان الوحش اسم جنس يذكر ويؤنث.
(٤٥) استشهد به على أن تكرير الاسم مظهرا في جملتين أحسن من تكريره في جملة واحدة لما قدمت ذكره ولو حمل البيت على أن التكرير من جملة واحدة لقال ولا منسيء معن عطفا على قوله بتارك حقه ولكنه لما كرره مظهرا وأمكنه أن يجعل الكلام جملتين استأنف الكلام فرفع الخبر* وعني بالبيت معن بن زائدة الشيباني وهو أحد أجواد العرب وسمحائهم فوصفه ظلما بسوء الاقتضاء وأخذ الغريم على عسرته وانه لا ينسئه بدينه ولا يتيسر عليه ، والنسء التأخير يقال نسأته وأنسأته اذا أخرته.