لم يجز ، ألا ترى أنك لو قلت يا لزيد وأنت تحدّثه لم يجز ، ولم يلزم في هذا الباب إلّا يا للتنبيه لئلا تلتبس هذه اللام بلام التوكيد كقولك لعمر وخير منك ، ولا يكون مكان يا سواها من حروف التنبيه نحو أي وهيّا وأيا ، لأنهم أرادوا أن يميزوا هذا من ذلك الباب الذي ليس فيه معنى استغاثة ولا تعجّب ، وزعم الخليل أنّ هذا اللام بدل من الزيادة التي تكون في آخر الاسم اذا أضفت نحو قولك يا عجباه ويا بكراه اذا استغثت أو تعجّبت فصار كلّ واحد منهما يعاقب صاحبه كما كانت هاء الجحاجحة معاقبة ياء الجحاجيح وكما عاقبت الألف في يمان الياء في يمنّي ونحو هذا في كلامهم كثير وستراه ان شاء الله.
[باب ما تكون اللام فيه مكسورة لأنه مدعو له هيهنا وهو غير مدعوّ]
وذلك قول بعض العرب يا للعجب ، ويا للماء وكأنه نبّه بقوله يا غير الماء للماء ، وعلى ذلك قال أبو عمرو يا ويل لك ويا ويح لك كأنه نبّه انسانا ثم جعل الويل له ، وعلى ذلك قال قيس بن ذريح :
* فيا للنّاس للواشي المطاع*
(١) ويا لقوم لفرقة الأحباب
كسروها لأن الاسم الذي بعدها غير منادى فصار بمنزلته اذا قلت هذا لزيد فاللام المفتوحة أضافت النداء الى المنادى المخاطب واللام المكسورة أضافت المدعوّ الى ما بعده لأنه سبب المدعوّ ، وذلك أن المدعوّ إنما دعي من أجل ما بعده لأنه مدعو له ، ومما يدلك على أن اللام المكسورة ما بعدها غير مدعوّ قوله : [بسيط]
(٢) يا لعنة الله والأقوام كلّهم |
|
والصالحين على سمعان من جار |
فيا لغير اللعنة ، وتقول يالزيد ولعمرو ، واذا لم تحبيء بيا الى جنب اللام كسرت ورددت الى الأصل.
__________________
(٤٧٤) الشاهد فيه كسر اللام الثانية لأنها لام المدعو له فجرت على الكسر المستعمل في لام الجر لوقوعها في موضوعها على ما تقدم.
(٤٧٥) الشاهد فيه حذف المدعو لدلالة حرف النداء عليه ، والمعنى يا قوم لعنة الله على سمعان ، ولذلك رفع اللعنة بالابتداء ولو أوقع النداء عليها لنصبها.