زيد قلت هذا الرجل الذي من حليته ومن أمره كذا وكذا بعينه فاختصّ هذا المعنى باسم علم يلزم هذا المعنى وليحذف الكلام وليخرج من الاسم الذي قد يكون نكرة ويكون لغير شىء بعينه لأنك اذا قلت هذا الرجل فقد يكون أن تعنى كماله ويكون أن تقول هذا الرجل وأن تريد كلّ ذكر تكلّم ومشى على رجلين فهو رجل ، فاذا أراد أن يخلّص ذلك المعنى ويختصّه ليعرف من تعنى بعينه وأمره قال زيد ونحوه ، واذا قلت هذا أبو الحارث فأنت تريد هذا الاسد أي هذا الذي سمعت باسمه أو هذا الذي قد عرفت أشباهه ولا تريد أن تشير الى شيء قد عرفه بعينه قبل ذلك كمعرفته زيدا ولكنه أراد هذا الذي كلّ واحد من أمّته له هذا الاسم فاختصّ هذا المعنى باسم كما اختصّ الذي ذكرنا بزيد لأنّ الأسد يتصرّف تصرّف الرجل ويكون نكرة فأرادوا اسما لا يكون الّا معرفة ويلزم ذلك المعنى ، وإنما منع الأسد وما أشبهه أن يكون له اسم معناه معنى زيد أن الأسد وما أشبهها ليست بأشياء ثابتة مقيمة مع الناس فيحتاجوا الى أسماء يعرفون بها بعضها من بعض ولا تحفظ حلاها كحفظ ما يثبت مع الناس ويقتنونه ويتّخذونه ألا تراهم قد اختصّوا الخيل والابل والغنم والكلاب وما ثبت معهم واتخذوه بأسماء كزيد وعمرو ، ومنه أبو خجادب وهو شيء يشبه الجندب غير أنه أعظم منه ، وهو ضرب من الجنادب كما أنّ بنات أوبر ضرب من الكمأة وهي معرفة ، ومن ذلك ابن قترة وهو ضرب من الحيّات فكأنهم اذا قالوا هذا ابن قترة فقد قالوا هذا الحيّة الذي من أمره كذا وكذا ، واذا قالوا بنات أوبر فكأنهم قالوا هذا الضرب الذي من أمره كذا وكذا من الكمأة واذا قالوا أبو خجادب فكأنهم قالوا هذا الضرب الذي سمعت به من الجنادب أو رأيته.
ومثل ذلك ابن آوى كأنه قال هذا الضرب الذي سمعته أو رأيته من السباع فهو ضرب من السباع كما أنّ بنات أوبر ضرب من الكمأة ويدلّك على أنه معرفة أن آوى غير مصروف وليس بصفة.
ومثل ذلك ابن عرس وأمّ حبين وسامّ أبرص ، وبعض العرب يقول أبو