برجل أسد أبوه على هذا المعنى رفعت إلا أنك لا تجعل أباه خلقه كخلقه الأسد ولا صورته ، هذا لا يكون ولكنه يجيء كالمثل ، ومن قال مررت برجل أسد أبوه قال مررت برجل مائة ابله ، وزعم يونس أنه لم يسمعه من ثقة ولكنهم يقولون هو نار حمرة لأنهم قد يبنون الأسماء على المبتدإ ولا يصفون بها فالرفع فيه الوجه ، والرفع فيه أحسن وإن كنت تريد معنى أنه مبالغ في الشدة لأنه ليس بوصف ، ومثل ذلك مررت برجل رجل أبوه ، اذا أردت معنى أنه كامل ، وجرّه كجر الأسد ، وقد تقوله على غير هذا المعنى تقول مررت برجل رجل أبوه تريد رجلا واحدا لا أكثر من ذلك ، وقد يجوز على هذا الحدّ مررت برجل حسن أبوه ، وهو فيه أبعد لأنه صفة مشبّهة بالفاعل ، وإن وصفته فقلت مررت برجل حسن ظريف أبوه فالرفع فيه الوجه والحدّ ، والجرّ فيه قبيح لأنه يفصل بوصف بينه وبين العامل ، ألا ترى أنك لو قلت مررت بضارب ظريف زيدا وهذا ضارب عاقل أباه كان قبيحا لأنه وصفه فجعل حاله كحال الأسماء لأنك إنما تبتدىء بالاسم ثم تصفه ، وان قلت مررت برجل شديد رجل أبوه فهو رفع لأن هذا وان كان صفة فقد جعلته في هذا الموضع اسما بمنزلة أبي عشرة يقبح فيه ما يقبح في أبي عشرة ، ومن قال مررت برجل شديد رجل أبوه ، ومن قال مررت برجل حسن الوجه أبوه فليس بمنزلة أبي عشرة لأن قولك حسن الوجه أبوه بمنزلة قولك مررت برجل حسن الوجه ، فصار هذا بدخول التنوين يشبه ضاربا اذا قلت مررت برجل ضارب أباه ، وأبو عشرة لا يدخله التنوين ولا يجري مجرى الفعل ولكنك ألقيت التنوين استخفافا فصار بمنزلة قولك مررت برجل ملازم أباه رجل ، ومررت برجل ملازم أبيه رجل اذا أردت معنى التنوين فكأنك قلت مررت برجل حسن أبوه ، وتقول مررت بالرجل الحسن الوجه أبوه كما تقول مررت بالرجل الملازمه أبوه فصار حسن الوجه بمنزلة حسن وملازم أباه بمنزلة ملازم ، وليس هذا بمنزلة أبي عشرة وخير منك ، ألا ترى أنك لا تقول مررت بخير منه أبوه ، ولا تقول بأبي عشرة أبوه كما لا تقول مررت بالطين خاتمه ، وأما مررت