الألف واللام على شيء منها كما أدخلت ذلك على الحسن الوجه ، ولا تنوّن ما تنوّن منه على حد تنوين الفاعل فتكون بالخيار في حذفه وتركه ، ولا تؤنّث كما تؤنّث الفاعل فلم يقو قوّة الحسن اذا لم يفرد إفراده ، فلمّا جاءت مضارعة للاسم الذي لا يكون صفة البتّة إلا مستكرها كان الوجه عندهم فيه الرفع اذا كان النعت للآخر ، وذلك قولك مررت برجل حسن أبوه ، ومع ذلك أيضا أنّ الابتداء يحسن فيهنّ ، تقول خير منك زيد وأبو عشرة زيد ، وسواء عليه الخير والشرّ ، ولا يحسن الابتداء في قولك حسن زيد ، فلمّا جاءت مضارعة للأسماء التي لا تكون صفة وقويت في الابتداء كان الوجه فيها عندهم الرفع ، اذا كان النعت للآخر ، وذلك قولك مررت برجل خير منك أبوه ، ومررت برجل سواء عليه الخير والشرّ ومررت برجل أب لك صاحبه ومررت برجل حسبك من رجل هو ، ومررت برجل أيّما رجل هو ، وإن قلت مررت برجل حسبك به من رجل رفعت أيضا ، وزعم الخليل أنّ به هيهنا بمنزلة هو ولكنّ هذه الباء دخلت هيهنا توكيدا كما قال كفي الشيب والاسلام وكفي بالشيب والاسلام ، فان قلت مررت برجل شديد عليه الحرّ والبرد جررت من قبل أن شديدا قد يكون صفة وحده مستغنيا عن عليه وعن ذكر الحرّ والبرد ويدخل في جميع ما دخل الحسن ، واذا قلت مررت برجل سواء في الخير والشرّ جررت لأنّ هذا من صفة الأول فصار كقولك مررت برجل خير منك ، وان قلت مررت برجل مستو عليه الخير والشرّ جررت أيضا لأنه صار عملا بمنزلة قولك مررت برجل مفضّض سيفه ومررت برجل مسموم شرابه ، ويدخله جميع ما يدخل الحسن ، فاذا قلت سمّ وفضّة رفعت ، وتقول مررت برجل سواء أبوه وأمّه اذا كنت تريد أنه عدل ، وتقول مررت برجل سواء درهمه كأنك قلت تمام درهمه ، وزعم يونس أنّ ناسا من العرب يجرّون هذا كما يجرّون مررت برجل خزّ صفّته ، ومما يقوّيك في رفع هذا أنك لا تقول مررت بخير منه أبوه ولا بسواء عليه الخير والشرّ كما تقول بحسن أبوه ، وتقول مررت برجل كلّ ماله درهمان لا يكون فيه إلا الرفع ، لأنّ كلّ مبتد والدرهمان مبنيان عليه فان أردت به ما أردت