صفة للأول وتقول هذا غلام لك ذاهبا ، ولو قال مررت برجل قائما جاز فالنصب على هذا ، وانما ذكرنا هذا لأنّ ناسا من النحوبين يفرقون بين التنوين وغير التنوين ، ويفرقون اذا لم ينّونوا بين العمل الثابت الذي ليس فيه علاج يرونه نحو الآخذ واللازم والمخالط وما أشبهه وبين ما كان علاجا يرونه نحو الضارب والكاسر فيجعلون هذا رفعا على كل حال ويجعلون اللازم وما أشبهه نصبا اذا كان واقعا ويجرونه على الأول اذا كان غير واقع ، وبعضهم يجعله نصبا اذا كان واقعا ويجعله على كل حال رفعا اذا كان غير واقع ، وهذا قول يونس والأول قول عيسى ، فاذا جعله اسما لم يكن فيه إلا الرفع على كل حال ، تقول مررت برجل ملازمه رجل أي مررت برجل صاحب ملازمته رجل فصار هذا كقولك مررت برجل أخوه رجل ، وتقول على هذا الحد مررت برجل ملازموه بنو فلان فقولك ملازموه يدلّك على أنه اسم ولو كان عملا لقلت مررت برجل ملازمه قومه كأنك قلت مررت برجل ملازم إياه قومه أى قد لزم إياه قومه.
[باب ما جرى من الصفات غير العمل على الاسم الأول اذا كان لشيء من سببه]
وذلك قولك مررت برجل حسن أبوه ومررت برجل كريم أخوه وما أشبه هذا نحو المسلم والصالح والشيخ والشاب ، وإنما أجريت هذه الصفات على الأول حتى صارت كأنها له لأنك قد تضعها في موضع اسمه فيكون منصوبا ومجرورا ومرفوعا والنعت لغيره ، وذلك قولك مررت بالكريم أبوه ولقيت موسّعا عليه الدنيا ، وأتاني الحسنة أخلاقه ، فالذي أتيت والذي أتاك غير صاحب الصفة وقد وقع موقع اسمه وعمل فيه ما كان عاملا فيه ، وكأنك قلت مررت بالكريم ولقيت موسّعا عليه وأتاني الحسن فكما جرى مجرى اسمه كذلك جرى مجرى صفته.
[باب الرفع فيه وجه الكلام وهو قول العامة]
وذلك قولك مررت بسرج خز صفّته ومررت بصحيفة طين خاتمها ،