(١) هبّت جنوبا فذكرى ما ذكرتكم |
|
عند الصّفاة التى شرقيّ حورانا |
وقال بعضهم داره شرقيّ المسجد ، ومثل مجراها اليمينا قوله البقول يمينها وشمالها
[باب ما يكون فيه المصدر حينا لسعة الكلام والاختصار]
وذلك قولك متى سير عليه فيقول مقدم الحاجّ ، وخفوق النجم ، وخلافة فلان ، وصلاة العصر ، فانّما هو زمن مقدم الحاجّ ، وحين خفوق النجم ، ولكنه على سعة الكلام والاختصار وإن قال كم سير عليه فكذلك وإن رفعته أجمع كان عربيّا كثيرا ، وينتصب على أن تجعل كم ظرفا وليس هذا في سعة الكلام والاختصار بأبعد من صيد عليه يومان ، وولد له ستّون عاما ، وتقول سير عليه فرسخان يومين لأنك شغلت الفعل بالفرسخين فصار كقولك سير عليه بعيرك يومين وإن شئت قلت سير عليه فرسخين يومان ، أيّهما رفعته صار الآخر ظرفا ، وان شئت نصبته على الفعل في سعة الكلام لا على الظرف كما جاز يا ضارب اليوم زيدا ويا سائر اليوم فرسخين ، وتقول صيد عليه يوم الجمعة غدوة يا فتى ، وإن شئت جعلتهما جميعا ظرفا لأنّك كأنك قلت السّير في يوم الجمعة في هذه الساعة ، وإن شئت قلت سير عليه يوم الجمعة غدوة كما تقول سير عليه يوم الجمعة صباحا أي سير عليه يوم الجمعة في هذه الساعة ، وانما المعنى كان ابتداء السير في هذه الساعة ، ومثل ذلك ما لقيته مذ يوم الجمعة صباحا أي في هذه الساعة ، وانما معناه أنه في هذه الساعة ، وقع اللقاء كما كان ذلك في سير عليه يوم الجمعة غدوة ، وتقول سير عليه يوم الجمعة غدوة تجعل غدوة بدلا من اليوم كما تقول ضرب القوم بعضهم ، وتقول اذا كان غد فأتني وإذا كان يوم الجمعة فالقنى فالفعل لغد واليوم كقولك إذا جاء غد فأتني وإن شئت قلت اذا كان غدا فأتني وهي لغة بني تميم والمعنى أنّه لقي رجلا فقال له اذا كان ما نحن عليه من السّلامة أو كان ما نحن عليه من البلاء
__________________
(١٩٧) الشاهد فيه نصب شرقي على الظرف ولا يسوغ هنا رفعه لحذف الضمير ولو أظهر فقيل التى هي شرقي حورانا لجاز الرفع على الاتساع* وصف أنه تغرب عن أهله ومن يحبه وصار في شق الشمال فكلما هبت الجنوب ذكرهم لهبوبها من شقهم ، وحوران مدينة من مدن الشام وأضمر الريح في هبت لدلالة الجنوب عليها ، وما زائدة مؤكدة والتقدير فذكرتكم ذكرى ، والصفاة الصخرة الملساء وهي هنا موضع بعينه.