لم يحذف النون للاضافة ولا ليعاقب الاسم النون ولكن حذفوها كما حذفوها من اللذين والذين حين طال الكلام وكان الاسم منتهاه الاسم الآخر ، قال الاخطل (واسمه غياث بن غوث التغلبي) : [كامل]
(١) أبني كليب إنّ عمىّ اللّذا |
|
قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا |
لأن معناه معنى الذين فعلوا وهو مع المفعول بمنزلة اسم مفرد لم يعمل في شيء كما أن الذين فعلوا مع صلته بمنزلة اسم ، وقال أشهب بن رميلة : [طويل]
(٢) وإنّ الذّي حانت بفلج دماؤهم |
|
هم القوم كلّ القوم يا امّ خالد |
واذا قلت هم الضاربوك وهما الضارباك ، فالوجه فيه الجر لانك اذا كففت النون من هذه الاسماء في المظهر كان الوجه الجرّ الا في قول من قال الحافظو عورة العشيرة ، ولا يكون في قولهم هم ضاربوك أن تكون الكاف في موضع النصب لأنك لو كففت النون في الاظهار لم يكن الا جرّا ولا يجوز في الاظهار هم ضاربو زيدا ، لأنها ليست في معنى الذي لانها ليست فيها الألف واللام كما كانت في الذي واعلم أنّ حذف النون والتنوين لازم مع علامة المضمر غير المنفصل لانه لا يتكلم به مفردا حتى يكون متصلا بفعل قبله أو باسم فيه ضمير فصار كأنه النون والتنوين في الاسم لأنهما لا يكونان الا زوائد ولا يكونان إلا في أواخر الحروف والمظهر وان كان يعاقب النون والتنوين فانه ليس كعلامة المضمر المتصل لانه اسم ينفصل ويبتدأ وليس كعلامة الاضمار لأنها في اللفظ كالنون والتنوين فهي أقرب
__________________
(١٦٠) الشاهد فيه حذف النون من اللذين تخفيفا لطول الاسم بالصلة* يفخر على جرير وهو من بني كليب بن يربوع بمن اشتهر من قومه من بني تغلب وساد كعمرو بن كلثوم قاتل عمرو ابن هنا الملك ، وعصم بن أبي حنش قاتل شرحبيل بن عمرو بن حجر يوم الكلاب وغيرهم من سادات تغلب.
(١٦١) الشاهد فيه حذف النون من الذين استخفافا كما تقدم والدليل على أنه أراد به الجمع قوله دماؤهم ويجوز أن يكون الذي واحدا يؤدي عن الجمع لابهامه ويكون الضمير محمولا على المعنى فيجمع كما قال الله عزوجل (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) * رثي قوما قتلوا بفلج وهو موضع بعينه كانت فيه وقعة.