بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

٤ ـ يج : قال أبو القاسم الهرويّ خرج توقيع من أبي محمّد عليه‌السلام إلى بعض بني أسباط قال : كتبت إلى أبي محمّد اُخبره من اختلاف الموالي وأسأله بإظهار دليل ، فكتب : إنّما خاطب الله العاقل ، وليس أحد يأتي بآية ويظهر دليلاً أكثر ممّا جاء به خاتم النبيّين و سيّد المرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : كاهن وساحر وكذّاب ! ، وهدى من اهتدى ، غير أنّ الأدلّة يسكن إليها كثير من الناس ، وذلك أنّ الله يأذن لنا فنتكلّم ، ويمنع فنصمت ، ولو أحبّ الله أن لا يظهر حقّنا ما ظهر ، بعث الله النبيّين مبشّرين ومنذرين ، يصدعون بالحقّ في حال الضعف والقوّة ، وينطقون في أوقات ليقضي الله أمره وينفذ حكمه ، والناس على طبقات مختلفين شتّى : فالمستبصر على سبيل نجاة متمسّك بالحقّ ، فيتعلّق بفرع أصيل ، غير شاكّ ولا مرتاب ، لا يجد عنّي ملجأً . وطبقة لم يأخذ الحقّ من أهله ، فهم كراكب البحر يموج عند موجه ويسكن عند سكونه . وطبقة استحوذ عليهم الشيطان ، شأنهم الردّ على أهل الحقّ ، ودفع الحقّ بالباطل حسداً من عند أنفسهم ، فدع من ذهب يميناً وشمالاً كالراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأدون السعي ، ذكرت ما اختلف فيه مواليّ ، فإذا كانت الوصيّة والكبَر فلا ريب ، ومن جلس بمجالس الحكم فهو أولى بالحكم ، أحسن رعاية من استرعيت فإيّاك والإذاعة وطلب الرئاسة ، فإنّهما تدعوان إلى الهلكة ، ذكرت شخوصك إلى فارس (١) فاشخص عافاك الله خارالله لك (٢) ، وتدخل مصر إن شاء الله آمناً فاقرأ من تثق به من مواليَّ السلام ، ومرهم بتقوى الله العظيم ، وأداء الأمانة ، وأعلمهم أنّ المذيع علينا حربٌ لنا . فلمّا قرأت : « وتدخل مصر » لم أعرف له معنى ، وقدمت بغداد وعزيمتي الخروج إلى فارس فلم يتهيّأ لي الخروج إلى فارس وخرجت إلى مصر .

بيان : لعلّ قوله عليه‌السلام : وذلك أنّ الله تعليل لما يفهم من كلامه عليه‌السلام من الإباء عن إظهار الدليل والحجّة والمعجزة . وقوله عليه‌السلام : ولو أحبّ الله لعلّ المراد أنّه لو أمرنا ربّنا بأن لا نظهر دعوى الإمامة أصلاً لما أظهرنا ، ثمّ بيّن عليه‌السلام الفرق بين النبيّ والإمام في ذلك ، بأنّ النبيّ إنّما يبعث في حال اضمحلال الدين وخفاء الحجّة ، فيلزمه

________________________

(١) أي ذهابك من بلدك الى فارس .

(٢) أي جعل الله لك في شخوصك خيراً .

١٨١
 &

أن يصدع بالحقّ على أيّ حال ، فلمّا ظهر للناس سبيلهم وتمّت الحجّة عليهم لم يلزم الإمام أن يظهر المعجزة ويصدع بالحقّ في كلّ حال ، بل يظهره حيناً ويتّقي حيناً على حسب ما يؤمر . قوله عليه‌السلام : كالراعي أي نحن كالراعي إذا أردنا جمعهم واُمرنا بذلك جمعناهم بأدنى سعي . قوله : عليه‌السلام : فإذا كانت الوصيّة والكبَر فلا ريب . أي بعد أن أوصى أبي إليّ وكوني أكبر أولاد أبي لا يبقى ريب في إمامتي . وقوله عليه‌السلام : ومن جلس مجالس الحكم لعلّه تقيّة منه عليه‌السلام أي الخليفة أولى بالحكم ، أو المراد أنّه أولى بالحكم عند الناس ، ويحتمل أن يكون المراد بالجلوس في مجالس الحكم بيان الأحكام للناس ، أي من بيّن الأحكام للناس من غير خطاء فهو أولى بالحكم والإمامة ، فيكون الغرض إظهار حجّة اُخرى على إمامته صلوات الله عليه .

( باب ٢٦ )

* ( ان حديثهم عليهم السلام صعب مستصعب وأن كلامهم ذو وجوه كثيرة ) * * ( وفضل التدبر في أخبارهم عليهم السلام والتسليم لهم ) * * ( والنهي عن رد أخبارهم ) *

الايات ، النساء : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٦٥

يونس : بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ٣٩

الكهف : قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ٦٧ ، ٦٨ .

النور : إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٥١

الاحزاب : وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ٢٢ « وقال سبحانه » : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ

١٨٢
 &

فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ٣٦ « وقال عزّ وجلّ » : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦ .

١ ـ مع ، ل ، لى : عليّ بن الحسين بن شقير ، عن جعفر بن أحمد بن يوسف الأزديّ ، عن عليّ بن بزرج الحنّاط (١) ، عن عمرو بن اليسع ، عن شعيب الحدّاد قال : سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام يقول : إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملك مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان ، أو مدينة حصينة . قال عمرو : فقلت لشعيب : يا أبا الحسن وأيّ شيء المدينة الحصينة ؟ قال : فقال : سألت الصادق عليه‌السلام عنها فقال لي : القلب المجتمع .

بيان : المراد بالقلب المجتمع القلب الّذي لا يتفرّق بمتابعة الشكوك والأهواء ولا يدخل فيه الأوهام الباطلة والشبهات المضلّة ، والمقابلة بينه وبين الثالث إمّا بمحض التعبير أي إن شئت قل هكذا وإن شئت هكذا ، أو يكون المراد بالأوّل الفرد الكامل من المؤمنين ، وبالثاني مَن دونهم في الكمال .

٢ ـ ل : في الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم ممّا ينكرون ، ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا ، إنّ أمرنا صعبٌ مستصعب لا يحتمله إلّا ملك مقرّب أو نبيٌّ مرسل أو عبد قد امتحن الله قلبه للإيمان .

يج : روى جماعة منهم القاسم ، عن جدّه ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله .

٣ ـ مع : أبي وابن الوليد معاً ، عن سعد ، والحميريّ ، وأحمد بن إدريس ، ومحمّد العطّار جميعاً ، عن البرقيّ ، عن عليّ بن حسّان الواسطيّ ، عمّن ذكره ، عن داود بن فرقد

________________________

(١) الظاهر أن بزرج هو معرب « بزرك » ولعله هو علي بن أبي صالح ، قال النجاشي في ص ١٨١ من رجاله : علي بن أبي صالح واسم أبي صالح محمد يلقب بزرج ويكنى أبا الحسن ، كوفي ، حناط ولم يكن بذاك في المذهب والحديث وإلى الضعف ما هو ، وقال حميد في فهرسه : سمعت عنه كتبا عديدة منها : كتاب ثواب انا انزلناه ، كتاب الاظلة ، كتاب البداء والمشية ، كتاب الثلاث والاربع كتاب الجنة والنار ، كتاب النوادر ، كتاب الملاحم ، وليس أعلم أن هذه الكتب له ، او رواها عن الرجال .

١٨٣
 &

قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ، إنّ الكمة لتنصرف على وجوه فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب .

٤ ـ مع : أبي ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن اليقطينيّ ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الزرّاد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يا بنيّ اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم ، فإنّ المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان ، إنّي نظرت في كتاب لعليّ عليه‌السلام فوجدت في الكتاب : أنّ قيمة كلّ امرىء وقدره معرفته ، إنّ الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا . كتاب زيد الزرّاد ، عنه عليه‌السلام مثله .

٥ ـ مع : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمّه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم الكرخيّ عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : حديث تدريه خير من ألف ترويه ، ولا يكون الرجل منكم فقيهاً حتّى يعرف معاريض كلامنا ، وإنّ الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجهاً لنا من جميعها المخرج .

بيان : لعلّ المراد ما يصدر عنهم تقيّةً وتوريةً ، والأحكام الّتي تصدر عنهم لخصوص شخص لخصوصيّة لا تجرى في غيره فيتوهّم لذلك تناف بين أخبارهم .

٦ ـ مع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبد الله ، عن اليقطينيّ ، عن بعض أهل المدائن قال : كتبت إلى أبي محمّد عليه‌السلام : روي لنا عن آبائكم عليهم‌السلام أنّ حديثكم صعب مستعصب لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيٌّ مرسل ، ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان . قال : فجاءه الجواب : إنّما معناه : أنّ الملك لا يحتمله في جوفه حتّى يخرجه إلى ملك مثله ، ولا يحتمله نبىٌّ حتّى يخرجه إلى نبيّ مثله ، ولا يحتمله مؤمن حتّى يخرجه إلى مؤمن مثله ، إنّما معناه أن لا يحتمله في قلبه من حلاوة ما هو في صدره حتّى يخرجه إلى غيره .

بيان : هذا الاحتمال غير الاحتمال الوارد في الاخبار الآخر ولذا لم يستثن فيه أحد .

٧ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقيّ ، عن أبيه ، عن ابن سنان (١) ، عن إبراهيم بن

________________________

(١) هو محمد بن سنان أبو جعفر الزاهري ، من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي .

١٨٤
 &

أبي البلاد ، عن سدير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يقرُّ به إلّا ملك مقرَّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان . فقال : إنّ من الملائكة مقرّبين وغير مقرّبين ، ومن الأنبياء مرسلين وغير مرسلين ، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، فعرض أمركم هذا على الملائكة فلم يقرَّ به إلّا المقرّبون ، وعرض على الأنبياء فلم يقرَّ به إلّا المرسلون ، وعرض على المؤمنين فلم يقرَّ به إلّا الممتحنون ، قال : ثمّ قال لي : مرّ في حديثك .

بيان : لعلّ المراد الإقرار التامّ الّذي يكون عن معرفة تامّة بعلوّ قدرهم ، و غرائب شأنهم ، فلا ينافي عدم إقرار بعض الملائكة والأنبياء هذا النوع من الإقرار عصمتهم وطهارتهم . (١)

٨ ـ ج : عن الرضا عليه‌السلام أنّه قال : إنّ في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ، و محكماً كمحكم القرآن ، فردّوا متشابهها دون محكمها .

بيان : قوله عليه‌السلام : دون محكمها أي إليه ، أي انظروا إلى محكمات الأخبار الّتي لا تحتمل إلّا وجهاً واحداً وردّوا المتشابهات الّتي تحتمل وجوهاً إليها ، بأن تعملوا بما يوافق تلك المحكمات من الوجوه ، أو المراد : ردّوا علم المتشابه إلينا ولا تتفكّروا فيه دون المحكم ، فإنّه يلزمكم التفكّر فيه والعمل به ، ويؤيّد الأوّل الخبر الّذي بعده . بل الظاهر أنّ هذا الخبر مختصر ذلك .

٩ ـ ن : أبي ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن حيّون مولى الرضا ، عن الرضا عليه‌السلام قال : من ردَّ متشابه القرآن إلى محكمه هُدي إلى صراط مستقيم ، ثم قال عليه‌السلام : إنّ في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ، ومحكماً كمحكم القرآن ، فردّوا متشابهها إلى محكمها ، ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا .

بيان : ينبغي تقدير ضمير الشأن في قوله : إنّ في أخبارنا . وفي بعض النسخ بالنصب

________________________

(١) بل المراد بالاقرار نيل ما عندهم عليهم السلام من حقيقة الدين وهو كمال التوحيد الذي هو الولاية فانه أمر ذو مراتب ، ولا ينال المرتبة الكاملة منها إلا من ذكروه بل يظهر من بعض الاخبار ما هو أعلى من ذلك وأغلى ، ولشرح ذلك مقام آخر . ط

١٨٥
 &

ورواه الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من كتاب الشفاء والجلاء مثله .

١٠ ـ ير : أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن ابن بشير ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر أو عن أبي عبد الله عليهما‌السلام قال : لا تكذّبوا بحديث آتاكم أحد : فإنّكم لا تدرون لعلّه من الحقّ فتكذّبوا الله فوق عرشه .

١١ ـ ير : محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن حمزة بن بزيع ، عن عليّ السائي (١) عن أبي الحسن عليه‌السلام أنّه كتب إليه في رسالة : ولا تقل لما بلغك عنّا أو نسب إلينا : هذا باطل وإن كنت تعرف خلافه ، فإنّك لا تدري لم قلنا وعلى أيّ وجه وصفة ؟ .

١٢ ـ ير : أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : أما والله إنّ أحبَّ أصحابي إليَّ أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا ، وإنّ أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم إليّ الّذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنّا فلم يعقله ولم يقبله قلبه اشمأزّ منه وجحده ، وكفر بمن دان به ، وهو لا يدري لعلّ الحديث من عندنا خرج وإلينا اُسند فيكون بذلك خارجاً من ولايتنا .

سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب ، عن جميل ، عن أبي عبيدة مثله .

١٣ ـ ير : الهيثم النهديّ ، عن محمّد بن عمر بن يزيد ، عن يونس ، عن أبي يعقوب إسحاق ابن عبد الله (٢) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الله تبارك وتعالى حصّن عباده بآيتين من كتابه : أن لا يقولوا حتّى يعلموا ، ولا يردّوا ما لم يعلموا إنّ الله تبارك وتعالى يقول : أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لَّا يَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ . وقال : بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ .

بيان : التحصين : المنع أي منعهم وجعلهم في حصن لا يجوز لهم التعدّي عنه

________________________

(١) قال صاحب التنقيح نسبة : الى سايه من قرى المدينة المشرفة ، وقيل : انها قرية بمكة زادها الله شرفا ، وقيل : واد بين الحرمين ، وقال ابن سيده : هو واد عظيم به أكثر من سبعين نهراً تجرى تنزله بنو سليم ومزينة . انتهى . واختار النجاشي الاول ، والظاهر بقرينة رواية حمزة بن بزيع عنه أنه علي بن سويد السائي من أصحاب موسى بن جعفر والرضا عليهما السلام .

(٢) هو إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك الاشعرى القمي الثقة ، نص على ذلك المولى صالح في شرحه على الكافي ، ولعل يونس الراوي عنه هو يونس بن يعقوب على ما يظهر من مشتركات الكاظمي .

١٨٦
 &

بسبب آيتين ، وقوله عليه‌السلام : أن لا يقولوا بيان للتحصين لامفعوله . وفي أكثر نسخ الكافي « خصّ » بالخاء المعجمة والصاد المهملة . فقوله : أن لا يقولوا متعلّق « بخصَّ » بتقدير « الباء » وفي بعضها « حضَّ » بالحاء المهملة والضاد المعجمة أي حثَّ ورغّب ، بتقدير « على » .

١٤ ـ ير ، محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عمرو ، عن عبد الله بن جندب ، عن سفيان بن السمط ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك إنّ الرجل ليأتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر فيضيق بذلك صدورنا حتّى نكذّبه ، قال : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : أليس عنّي يحدّثكم ؟ قال : قلت : بلى . قال : فيقول للّيل : إنّه نهار ، وللنهار : إنّه ليل ؟ قال : فقلت له : لا . قال : فقال : ردّه إلينا فإنّك إن كذّبت فإنّما تكذّبنا .

بيان : فيما وجدنا من النسخ : « فتقول » بتاء الخطاب ، ولعلّ المراد أنّك بعد ما علمت أنّه منسوبٌ إلينا فإذا أنكرته فكأنّك قد أنكرت كون اللّيل ليلاً و النهار نهاراً ، أي ترك تكذيب هذا الأمر ، وقبحه ظاهر لاخفاء فيه ، ويحتمل أن يكون بالياء على الغيبة كما سيأتي أي هل يروي هذا الرجل شيئاً يخالف بديهة العقل ؟ قال : لا . فقال : فإذا احتمل الصدق فلا تكذّبه وردّ علمه إلينا ، ويحتمل أن يكون « بالنون » على صيغة التكلّم ، أي هل تظنُّ بنا أنّا نقول ما يخالف العقل ، فإذا وصل إليك عنّا مثل هذا فاعلم أنّا أردنا به أمراً آخر غير مافهمت ، أو صدر عنّا لغرض فلا تكذّبه .

١٥ ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الأشعريّ ، عن سهل ، عن محمّد بن الحسين ابن زيد ، عن محمّد بن سنان ، عن منذر بن يزيد ، عن أبي هارون المكفوف ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أنّ الله تبارك وتعالى آلى على نفسه أن لايسكن جنّته أصنافاً ثلاثة : رادٌّ على الله عزّ وجلّ ، أو رادٌّ على إمام هدىً ، أو من حبس حقّ امرىء مسلم . الخبر .

بيان : آلى أي حلف .

١٦ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن البرقيّ ، عن ابن بزيع ، عن ابن بشير ، عن أبي حصين ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال : لا تكذّبوا بحديث آتاكم مرجئيٌّ (١)

________________________

(١) قال صاحب منتهى المقال : المرجئة هم المعتقدون بان الايمان لا يضر المعصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، سموا بذلك ؟ لاعتقادهم ان الله تعالى أرجىء تعذيبهم أي أخّره عنهم ، وعن ابن قتيبة : هم الذين يقولون : الايمان قول بلا عمل . وفي الاخبار : المرجئي يقول : من لم يصل ولم يصم ولم يغتسل عن جنابة وهدم الكعبة ونكح امه فهو على ايمان جبرئيل وميكائيل ، وقيل : هم الذين يقولون : كل الافعال من الله تعالى ، وربما فسر المرجئي بالاشعرى . ا ه

١٨٧
 &

ولا قدريٌّ (١) ولا خارجيّ (٢) نسبه إلينا فإنّكم لا تدرون لعلّه شيءٌ من الحقّ فتكذّبوا الله عزّ وجلّ فوق عرشه .

سن : ابن بزيع ، عن ابن بشير ، عن أبي بصير مثله .

بيان : أي مستولياً على عرشه ، أو كائناً على عرش العظمة والجلال لا العرش الجسمانيّ .

١٧ ـ مع : أبي وابن الوليد ، عن الحميريّ ، عن ابن أبي الخطّاب ، عن النضر بن شعيب ، عن عبد الغفّار الجازيّ ، قال : حدّثني من سأله ـ يعني الصادق عليه‌السلام ـ هل يكون كفر لا يبلغ الشرك ؟ قال : إنّ الكفر هو الشرك ، ثمَّ قام فدخل المسجد فالتفت إليَّ ، وقال : نعم ، الرجل يحمل الحديث إلى صاحبه فلا يعرفه فيردّه عليه فهي نعمة كفّرها ولم يبلغ الشرك .

بيان : الجواب الأوّل مبنيٌّ على ما هو المتبادر من لفظ الكفر ، والجواب الثاني على معنى آخر للكفر فلا تنافي بينهما ، وإنّما أفاده ثانياً لئلّا يتوهّم السائل أنّ الكفر بجميع معانيه يرادف الشرك .

١٨ ـ ما ، لى ، مع : في خبر الشيخ الشاميّ : أنّه سأل زيد بن صوحان أمير المؤمنين عليه‌السلام أيُّ الأعمال أعظم عند الله عزّ وجلّ ؟ قال : التسليم والورع .

١٩ ـ مع : أبي ، عن محمّد العطّار ، عن سهل ، عن جعفر بن محمّد الكوفيّ ، عن عبد الله الدهقان ، عن درست ، عن ابن عبد الحميد ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا هل عسى رجل يكذّبني وهو على حشاياه متّكىءٌ ؟ قالوا : يا رسول الله ومن الّذي يكذّبك ؟ قال : الّذي يبلغه الحديث فيقول : ما قال هذا رسول الله قطّ . فما جاءكم عنّي من حديث موافق للحقّ فأنا قلته وما أتاكم عنّي من حديث لا يوافق الحقّ فلم أقله ، ولن أقول إلّا الحقّ .

________________________

(١) منسوب الى القدرية وهم قائلون : أن كل أفعالهم مخلوقة لهم وليس لله تعالى فيها قضاء ولا قدر ، وفي الحديث : لا يدخل الجنة قدري ، وهم الذين يقولون : لا يكون ما شاء الله ويكون ما شاء ابليس وربما فسر القدري بالمعتزلي . نقل ذلك صاحب منتهى المقال عن الوحيد قدس سره .

(٢) الخوارج هم الذين خرجوا على علي عليه السلام وللفرقة الثلاثة ابحاث ضائفة في كتاب الملل والنحل للشهرستاني ، والفرق بين الفرق للبغدادي فليراجع .

١٨٨
 &

بيان : على حشاياه أي على فرشه المحشوّة ، ويظهر من آخر الخبر أنّ المراد التكذيب الّذي يكون بمحض الرأي من غير أن يعرضه على الآيات والأخبار المتواترة ، ويحتمل أن يكون المراد : لاتعملوا بما لا يوافق الحقّ الّذي في أيديكم ولا تكذّبوا الخبر أيضاً ، إذ لعلّه كان موافقاً للحقّ ولم تعرفوا معناه بل ردّوا علمه إلى من يعلمه .

٢٠ ـ بيان : في الأربعمائة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا سمعتم من حديثنا ما لا تعرفون فردّوه إلينا وقفوا عنده ، وسلّموا حتّى يتبيّن لكم الحقّ ، ولا تكونوا مذاييع عجلي .

بيان : المذاييع : جمع مذياع من أذاع الشيء إذا أفشاه .

٢١ ـ ير : ابن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخل (١) عن جابر ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب لا يؤمن به إلّا ملك مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، فما ورد عليكم (٢) من حديث آل محمّد صلوات الله عليهم فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه (٣) وما اشمأزّت قلوبكم وأنكرتموه فردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمّد عليهم‌السلام ، وإنّما الهالك أن يحدّث بشيء منه لا يحتمله فيقول : والله ما كان هذا شيئاً (٤) والإنكار هو الكفر .

يج : أخبرنا الشيخ عليّ بن عبد الصمد ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين الجوزيّ عن الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطّاب مثله .

بيان : الاشمئزاز : الانقباض والكراهة .

٢٢ ـ ير : أحمد بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد الكوفيّ ، عن الحسن بن حمّاد الطائيّ ،

________________________

(١) بضم الميم وفتح النون وفتح الخاء المعجمة المشددة واللام ، هكذا في القسم الثاني من الخلاصة وحكى ذلك أيضا عن ايضاح الاشتباه مع زيادة قوله : وقيل : بضم الميم وسكون النون هو منخل بن جميل الاسدي بياع الجواري ، ضعيف فاسد الرواية روى عن أبي عبد الله عليه السلام له كتاب التفسير . قاله النجاشي في ص ٢٩٨ .

(٢) وفي نسخة : فما عرض عليكم .

(٣) وفي نسخة : فخذوه .

(٤) وفي نسخة : فيقول : ولا والله هذا بشيء .

١٨٩
 &

عن سعد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملك مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو مؤمن ممتحن ، أو مدينة حصينة ، فإذا وقع أمرنا وجاء مهديٌّنا عليه‌السلام كان الرجل من شيعتنا أجرى من ليث ، وأمضى من سنان ، يطأُ عدوَّنا برجليه ، ويضربه بكفّيه ، وذلك عند نزول رحمة الله وفرجه على العباد .

٢٣ ـ ير : محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن الهيثم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثماليّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ثلاث : نبيٌّ مرسل ، أو ملك مقرَّب ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، ثمّ قال : يا أبا حمزة ألا ترى أنّه اختار لأمرنا من الملائكة : المقرّبين ، ومن النبيّين : المرسلين ، ومن المؤمنين : الممتحنين . (١)

٢٤ ـ ير : إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبد الله البرقيّ ، عن ابن سنان أو غيره يرفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا صدور منيرة ، أو قلوب سليمة وأخلاق حسنة ، إنّ الله أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم حيث يقول عزّ وجلّ : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ . فمن وفى لنا وفى الله له بالجنّة ، ومن أبغضنا ولم يؤدّ إلينا حقّنا ففي النار خالداً مخلّداً .

٢٥ ـ ير : عمران بن موسى ، عن محمّد بن عليّ وغيره ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : ذكر التقيّة يوماً عند عليّ بن الحسين عليهما‌السلام فقال : والله لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لقتله ، ولقد آخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بينهما فما ظنّكم بسائر الخلق ؟ ! إنّ علم العالم صعب مستصعب لا يحتمله إلّا نبيٌّ مرسل ، أو ملك مقرّب ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، قال : وإنّما صار سلمان من العلماء لأنّه امرؤٌ منّا أهل البيت فلذلك نسبه إلينا .

٢٦ ـ ير : ابن عيسى ، عن عليّ بن الحكم (٢) ، عن المحاربيّ (٣) ، عن الثماليّ ، عن

________________________

(١) الظاهر اتحاده مع الحديث ٢٦

(٢) الكوفي الثقة جليل القدر .

(٣) هو ذريح بن محمد بن يزيد ؛ أبو الوليد المحاربي الكوفي الثقة من أصحاب أبي عبد الله و أبي الحسن عليهما السلام .

١٩٠
 &

عليّ بن الحسين عليهما‌السلام قال : إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا نبيٌّ مرسل ، أو ملك مقرّب ، ومن الملائكة غير مقرّب . (١)

٢٧ ـ ير : ابن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب ، ثقيل مقنّع ، أجرد ذكوان ، لا يحتمله إلّا ملك مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، أو مدينة حصينةٌ فإذا قام قائمنا نطق وصدّقه القرآن .

٢٨ ـ ير : محمّد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : حديثنا صعب مستصعب لا يؤمن به إلّا ملك مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، فما عرفت قلوبكم فخذوه ، وما أنكرت فردّوه إلينا .

ير : عبد الله بن عامر ، عن البرقيّ ، عن الحسين بن عثمان ، عن محمّد بن الفضيل ، عن الثماليّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله .

كتاب جعفر بن محمّد بن شريح ، عن حميد بن شعيب ، عن جابر الجعفيّ ، عنه عليه السلام مثله .

٢٩ ـ وبالإسناد عن جابر قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : ما أحد أكذب على الله ولا على رسوله ممّن كذّبنا أهل البيت ، أو كذب علينا لأنّا إنّما نتحدّث عن رسول الله و عن الله ، فإذا كذّبنا فقد كذّب الله ورسوله .

٣٠ ـ وبالإسناد عن جابر ، عنه عليه‌السلام قال : إنّ أمرنا صعب مستصعب على الكافرين لا يقرُّ بأمرنا إلّا نبيٌّ مرسل ، أو ملك مقرّب ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .

٣١ ـ ير : سلمة بن الخطّاب ، عن محمّد بن المثنّى ، عن أبي عمران النهديّ ، عن المفضّل قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملك مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .

٣٢ ـ ير : سلمة ، عن محمّد بن المثنّى ، عن إبراهيم بن هشام ، عن إسماعيل بن عبد العزيز قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : حديثنا صعب مستصعب . قال : قلت فسّر

________________________

(١) الظاهر اتحاده مع ما تقدم تحت الرقم ٢٣ وما يأتي في ذيل ٢٨ وما ياتي تحت الرقم ٣٠ .

١٩١
 &

لي جعلت فداك ، قال : ذكوان ذكيٌّ أبداً ، قلت : أجرد ؟ قال : طريّ أبداً ، قلت : مقنّع ؟ قال : مستور .

بيان : الذكاء : التوقّد والالتهاب ، أي ينوّر الخلق دائماً . والأجرد : الّذي لا شعر على بدنه ، ومثل هذا يكون طريّاً حسناً فاستعير للطراوة والحسن .

٣٣ ـ ير : عبد الله بن محمّد ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنّ حديثنا صعب مستصعب ، أجرد ذكوان ، وعرٌ شريف كريم ، فإذا سمعتم منه شيئاً ولانت له قلوبكم فاحتملوه واحمدوا الله عليه ، وإن لم تحتملوه ولم تطيقوه فردّوه إلى الإمام العالم من آل محمّد عليهم‌السلام فإنّما الشقيُّ الهالك الّذي يقول : والله ما كان هذا ، ثمّ قال : يا جابر إنّ الإنكار هو الكفر بالله العظيم .

بيان : الوعر : ضدّ السهل من الأرض .

٣٤ ـ ير : أحمد بن إبراهيم ، عن إسماعيل بن مهزيار ، عن عثمان بن جبلة ، عن أبي الصامت ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنّ حديثنا صعب مستصعب ، شريف كريم ، ذكوان ذكيٌّ وعر ، لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيٌّ مرسل ، ولا مؤمن ممتحن . قلت : فمن يحتمله جعلت فداك ؟ قال . من شئنا يا أبا الصامت . قال أبو الصامت : فظننت أنّ لله عباداً هم أفضل من هؤلاء الثلاثة .

بيان : لعلّ المراد الإمام الّذي بعدهم ، فإنّه أفضل من الثلاثة واستثناء نبيّنا صلى الله عليه وآله ظاهر ، والمراد بهذا الحديث الاُمور الغريبة الّتي لا يحتملها غيرهم عليهم السلام . (١)

٣٥ ـ ير : إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن صباح المزنيّ ، عن الحارث بن حصيرة ، (٢) عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إنّ

________________________

(١) وهذا الخبر هو الذي أشرنا في الحاشية المكتوبة على الخبر المرقم ٨ ان للامر الذي عندهم مرتبة عليا من فهم هولاء الفرق الثلاث ، وهو حقيقة التوحيد الخاصة بالنبي وآله لا ما ذكره من الامور الغريبة . ط

(٢) هو أبو النعمان الازدي الكوفي التابعي ، حكى عن ابن حجر أنه قال في تقريبه : صدوق يخطىء ، ويرمى بالرفض وعنونه الشيخ في رجاله في باب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام .

١٩٢
 &

حديثنا صعب مستصعب ، خشن مخشوش ، فانبذوا إلى الناس نبذاً ، فمن عرف فزيدوه ومن أنكر فأمسكوا ، لا يحتمله إلّا ثلاث : ملك مقرَّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .

بيان : الخشاش بالكسر : ما يدخل في عظم أنف البعير من خشب ، فالبعير الّذي فعل به ذلك مخشوش ، وهذا الوصف أيضاً لبيان صعوبته بأنّه يحتاج في انقياده إلى الخشاش ، ولعلّ الأصوب : مخشوشن كما في بعض النسخ فهو تأكيد ومبالغة ، قال الجوهريّ : الخشونة : ضدّ اللّين وقد خشن الشيء ـ بالضمّ ـ فهو خشن ، واخشوشن الشيء : اشتدّت خشونته ، وهو للمبالغة كقولك : أعشب الأرض واعشوشب .

٣٦ ـ ير : أحمد بن الحسن ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن محمّد بن جمهور ، عن البزنطيّ عن عيسى الفرّاء ، عن أبي الصامت قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنّ من حديثنا ما لا يحتمله ملك مقرَّب ، ولا نبيٌّ مرسل ، ولا عبد مؤمن . قلت : فمن يحتمله ؟ قال : نحن نحتمله .

٣٧ ـ ير : محمّد بن أحمد ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيّ ، عن عبّاد بن يعقوب الأسديّ ، عن محمّد بن إبراهيم ، عن فرات بن أحمد (١) قال : قال عليٌّ عليه‌السلام : إنّ حديثنا تشمئزُّ منه القلوب ، فمن عرف فزيدوهم ، ومن أنكر فذروهم .

٣٨ ـ ير : عن جعفر بن محمّد بن مالك ، عن يحيى بن سالم الفرّاء قال : كان رجل من أهل الشام يخدم أبا عبد الله عليه‌السلام فرجع إلى أهله فقالوا له : كيف كنت تخدم أهل هذا البيت فهل أصبت منهم علماً ؟ قال : فندم الرجل وكتب إلى أبي عبد الله عليه‌السلام يسأله عن علم ينتفع به ، فكتب إليه أبو عبد الله عليه‌السلام :

أمّا بعد فإنّ حديثنا حديث هيوب ذعور فإن كنت ترى أنّك تحتمله فاكتب إلينا والسلام .

٣٩ ـ ير : إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن عمران ، عن يونس ، عن سليمان بن صالح رفعه إلى أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنّ حديثنا هذا تشمئزُّ منه قلوب الرجال ، فمن أقرَّ به

________________________

(١) وفي نسخة : عن فرات بن احنف .

١٩٣
 &

فزيدوه ومن أنكره فذروه ، إنّه لا بدّ من أن تكون فتنة يسقط فيها كلّ بطانة ووليجة حتّى يسقط فيها من كان يشقُّ الشَعر بشَعرتين حتّى لا يبقى إلّا نحن وشيعتنا . وذكر أبو جعفر محمّد بن الحسن : أنّه وجد في بعض الكتب ـ ولم يروه ـ بخطّ آدم بن عليّ بن آدم قال عمير الكوفيّ في معنى حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرّب ولا نبيٌّ مرسل : فهو ما رويتم أنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف ، ورسوله لا يوصف ، والمؤمن لا يوصف ، فمن احتمل حديثهم فقد حدَّهم ، ومن حدَّهم فقد وصفهم ، ومن وصفهم بكمالهم فقد أحاط بهم ، وهو أعلم منهم وقال : نقطّع الحديث عمّن دونه فنكتفي به لأنّه قال : صعب ، فقد صعب على كلّ أحد حيث قال : صعب . فالصعب لا يركب ولا يحمل عليه ، لأنّه إذا ركب وحمل عليه فليس بصعب . وقال المفضّل : قال أبو جعفر عليه‌السلام : إنّ حديثنا صعبٌ مستصعبٌ ذكوان أجرد ، لا يحتمله ملك مقرَّب ولا نبيٌّ مرسل ولا عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان . أمّا الصعب فهو الّذي لم يركب بعد ، وأمّا المستصعب فهو الّذي يهرب منه إذا رأى ، وأمّا الذكوان فهو ذكاء المؤمنين ، وأمّا الأجرد فهو الّذي لا يتعلّق به شيءٌ من بين يديه ولا من خلفه ، وهو قول الله : الله نزَّل أحسن الحديث . فأحسن الحديث حديثنا لا يحتمل أحد من الخلائق أمره بكماله حتّى يحدّه ، لأنّ من حدّ شيئاً فهو أكبر منه .

بيان : قوله : وذكر أبو جعفر كلام تلامذة الصفّار أو كلام الصفّار كما هو دأب القدماء ، وأبو جعفر هو الصفّار ، وحاصل ما نقل عن عمير الكوفيّ هو رفع الاستبعاد عن أنّ حديثهم لا يحتمله ملك مقرّب ولا نبيٌّ مرسل بأنّ من أحاط بكنه علم رجل وجميع كمالاته فلا محالة يكون متّصفاً بجميع ذلك على وجه الكمال ، إذ ظاهر أنّ من لم يتّصف بكمال على وجه الكمال لا يمكنه معرفة ذلك الكمال على هذا الوجه ، ولا بدّ في الاطّلاع على كنه أحوال الغير من مزيّة كما يحكم به الوجدان ، فلا استبعاد في قصور الملائكة وسائر الأنبياء الّذين هم دونهم في الكمال عن الإحاطة بكنه كمالاتهم وغرائب حالاتهم . ثمّ قال : نحذف من الحديث آخره الّذي تأبون عن التصديق به ونأخذ أوّله ونحتجُّ عليكم به لكونه مذكورا في أخبار كثيرة ولا يمكنكم إنكاره وهو قوله عليه‌السلام : صعب مستصعب فتقول : هذا يكفي لإثبات ما يدلُّ عليه آخر الخبر لأنّ الصعب هو الجمل الّذي يأبى

١٩٤
 &

عن الركوب والحمل ، وظاهر أنّ المراد به هنا الامتناع عن الإدراك والفهم وظاهره شمول كلّ من هو غيرهم . فقوله : نقطّع الحديث أي صدر الحديث عمّن ذكر بعده من الملك المقرّب والنبيّ المرسل ، ولا يبعد أن يكون « مَن » مستعملاً بمعنى « ما » ويحتمل أن يكون المراد بقطع الحديث عمّن دونه عدم المبالاة بإنكار من لا يفهمه وينكره فالمراد بمن دون الحديث من لا يدركه عقله والأوّل أظهر . وقول المفضّل : لا يتعلّق به شيءٌ المراد به إمّا عدم تعلّق الفهم والإدراك به ، أو عدم ورود شبهة واعتراض عليه ، هذا غاية ما وصل إليه نظري القاصر في حلّ تلك العبارات الّتي تحيّرت الأفهام الثاقبة فيها .

٤٠ ـ ير : محمّد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن سدير الصيرفي (١) ، قال كنت بين يدي أبي عبد الله عليه‌السلام أعرض عليه مسائل قد أعطانيها أصحابنا ، إذ خطرت بقلبي مسألة فقلت : جعلت فداك مسألة خطرت بقلبي الساعة ، قال : أليست في المسائل ؟ قلت : لا . قال : وما هي ؟ قلت : قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه إلّا ملك مقرَّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان . فقال : نعم إنّ من الملائكة مقرَّبين وغير مقرَّبين ، ومن الأنبياء مرسلين وغير مرسلين ، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، وإنّ أمركم هذا عرض على الملائكة فلم يقرَّ به الّا المقرَّبون ، وعرض على الأنبياء فلم يقرَّ به إلّا المرسلون ، وعرض على المؤمنين فلم يقرَّ به إلّا الممتحنون .

٤١ ـ ير : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا من كتب الله في قلبه الإيمان .

٤٢ ـ ير : محمّد بن عبد الحميد وأبو طالب جميعاً ، عن حنان (٢) ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قال : : يا أبا الفضل لقد أمست شيعتنا وأصبحت على أمر ما أقرَّ به إلّا ملك

________________________

(١) بفتح السين المهملة وكسر الدال المهملة وسكون الياء بعدها راء مهملة هو سدير بن حكيم ابن صهيب ابو الفضل ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم السلام . وفي الكشي روايتان تدل على مدحه فليراجع .

(٢) هو حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب .

١٩٥
 &

مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .

٤٣ ـ ير : محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن فضيل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ أمركم هذا لا يعرفه ولا يقرُّبه إلّا ثلاثة : ملك مقرَّب أو نبيٌّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .

٤٤ ـ ير : ابن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن الفضيل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ أمرنا هذا لا يعرفه ولا يقرُّ به إلّا ثلاثة : ملك مقرَّب ، أو نبيٌّ مصطفى ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .

٤٥ ـ ير : محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أسلم ، عن ابن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إنّ أمرنا أهل البيت صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقرُّ به إلا ملك مقرَّب أو نبيٌّ مرسل ، أو مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للإيمان .

٤٦ ـ ير : محمّد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : إنّ أمرنا صعب مستصعب على الكافر لا يقرُّ بأمرنا إلّا نبيٌّ مرسل ، أو ملك مقرَّب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .

٤٧ ـ ير : محمّد بن أحمد ، عن جعفر بن مالك الكوفيّ ، عن عليّ بن هاشم ، عن زياد بن المنذر ، عن زياد بن سوقة قال : كنّا عند محمّد بن عمرو بن الحسن فذكرنا ما أتى إليهم فبكى حتّى ابتلّت لحيته من دموعه ثمّ قال : إنّ أمر آل محمّد أمر جسيم مقنّع لا يستطاع ذكره ولو قد قام قائمنا ـ عجّل الله تعالى فرجه ـ لتكلّم به وصدّقه القرآن .

٤٨ ـ ير : محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن الحسين اللؤلوئيّ ، عن محمّد بن الهيثم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثماليّ قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ثلاثة : ملك مقرَّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، ثمّ قال يا أبا حمزة : ألست تعلم أنّ في الملائكة مقرَّبين وغير مقرَّبين ، وفي النبيّين مرسلين وغير مرسلين وفي المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ؟ قلت : بلى . قال : ألا ترى إلى صفوة أمرنا إنّ الله اختار له من الملائكة مقرَّبين ومن النبيّين مرسلين ومن المؤمنين ممتحنين ؟ .

بيان : إلى صفوة أمرنا أي خالصه ، ويحتمل أن يكون مصدراً .

١٩٦
 &

٤٩ ـ ير : يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن منصور ، عن مخلّد بن حمزة ابن نصر ، عن أبي الربيع الشاميّ (١) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كنت معه جالساً فرأيت أنّ أبا جعفر عليه‌السلام قد قام فرفع رأسه وهو يقول : يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها لا تدري ما كنهه ؟ قلت : ما هو جعلني الله فداك ؟ قال : قول أبي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملك مقرَّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، يا أبا الربيع ألا ترى أنّه يكون ملك ولا يكون مقرَّباً ؟ ولا يحتمله إلّا مقرّب ، وقد يكون نبيٌّ وليس بمرسل ولا يحتمله إلّا مرسل ، وقد يكون مؤمن وليس بممتحن ولا يحتمله إلّا مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان .

يج : محمّد بن عليّ بن المحسن ، عن الشيخ أبي جعفر الطوسيّ ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفّار عن ابن يزيد مثله .

٥٠ ـ ختص ، ير : أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن عبد الأعلى بن أعين قال : دخلت أنا وعليّ بن حنظلة على أبي عبد الله عليه‌السلام فسأله عليُّ بن حنظلة عن مسألة فأجاب فيها فقال عليٌّ : فإن كان كذا وكذا ؟ فأجابه فيها بوجه آخر ، وإن كان كذا وكذا ؟ فأجابه بوجه آخر ، حتّى أجابه فيها بأربعة وجوه فالتفت إليَّ عليُّ بن حنظلة قال : يا أبا محمّد قد أحكمناه ، فسمعه أبو عبد الله عليه‌السلام فقال : لا تقل هكذا يا أبا الحسن فإنّك رجل ورع ، إنّ من الأشياء أشياء ضيّقة وليس تجري إلّا على وجه واحد ، منها : وقت الجمعة ليس لوقتها إلّا واحد حين تزول الشمس ، ومن الأشياء أشياء موسّعة تجري على وجوه كثيرة وهذا منها ، والله إنّ له عندي سبعين وجهاً . (٢)

بيان : لعلّ ذكر وقت الجمعة على سبيل التمثيل والغرض بيان أنّه لا ينبغي مقائسة

________________________

(١) اختلفوا في اسمه فبعض سمّاه خالد بن أوفى وبعض سمّاه خليل بن أوفى ، والمحكى عن ايضاح الاشتباه ورجال ابن داود والموجود في رجال النجاشي هو خليد بن أوفى قال النجاشي في ص ١١١ خليد بن أوفى أبو الربيع الشامي العنزي روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، له كتاب يرويه عبد الله بن مسكان اهـ . والرجل إمامي ممدوح ، من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ، يروى عنه ابن محبوب وابن مسكان وهما من أصحاب الاجماع .

(٢) ياتي الحديث عن المحاسن من باب علل اختلاف الاحاديث .

١٩٧
 &

بعض الاُمور ببعض في الحكم ، فكثيراً ما يختلف الحكم في الموارد الخاصّة ، وقد يكون في شيء واحد سبعون حكماً بحسب الفروض المختلفة .

٥١ ـ ير : عبد الله ، عن اللؤلوئيّ ، عن ابن سنان ، عن عليّ بن أبي حمزة قال : دخلت أنا وأبو بصير على أبي عبد الله عليه‌السلام فبينا نحن قعود إذ تكلّم أبو عبد الله عليه‌السلام بحرف فقلت أنا في نفسي : هذا ممّا أحمله إلى الشيعة ، هذا والله حديث لم أسمع مثله قطّ . قال : فنظر في وجهي ، ثمّ قال : إنّي لأتكلّم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجهاً إن شئت أخذت كذا وإن شئت أخذت كذا .

٥٢ ـ ختص ، ير : محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، عن عبد الغفّار الجازيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : إنّي لأتكلّم على سبعين وجهاً ، لي في كلّها المخرج .

٥٣ ـ ختص ، ير : محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن حمران ، عن محمّد ابن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّا لنتكلّم بالكلمة لها سبعون وجهاً ، لنا من كلّها المخرج .

٥٤ ـ ختص ، ير : محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أيّوب أخي أديم ، عن حمران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّي لأتكلّم على سبعين وجهاً ، لي من كلّها المخرج .

ير : أحمد بن محمّد ، عن الأهوازيّ ، عن فضالة وعليّ بن الحكم معاً ، عن عمر بن أبان ، عن أيّوب مثله .

ير : أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نجران ، عن محمّد بن حمران ، عن محمّد بن مسلم ، عنه عليه‌السلام مثله .

ير : أحمد ، عن الأهوازيّ ، عن فضالة ، عن حمران مثله .

٥٥ ـ ير : محمّد بن عيسى ، عن ابن جبلة ، عن أبي الصباح ، عن عبد الرحمن بن سيّابة ، عنه عليه‌السلام مثله .

٥٦ ـ ير : محمّد بن عبد الجبّار ، عن البرقيّ ، عن فضالة ، عن ابن عميرة ، عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّي لاُحدّث الناس على سبعين وجهاً لي في كلّ وجه منها المخرج .

١٩٨
 &

٥٧ ـ ير : أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن الأحول ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا ، إنّ كلامنا لينصرف على سبعين وجهاً .

ختص : أحمد وعبد الله إبنا محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب مثله ،

٥٨ ـ ير : محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنّي لأتكلّم بالكلمة الواحدة لها سبعون وجهاً إن شئت أخذت كذا ، وإن شئت أخذت كذا .

ختص : ابن أبي الخطّاب ومحمّد بن عيسى ، عن عبد الكريم مثله .

٥٩ ـ ير : أحمد بن محمّد ، عمّن رواه ، عن الحسين بن عثمان ، عمّن أخبره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّي لأتكلّم بالكلام ينصرف على سبعين وجهاً كلّها لي منه المخرج .

٦٠ ـ ير : الحسن بن عليّ بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن كامل التمّار قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يا كامل تدري ما قول الله قد أفلح المؤمنون ؟ قلت : جعلت فداك أفلحوا وفازوا واُدخلوا الجنّة ، قال : قد أفلح المسلّمون إنّ المسلّمين هم النجباء . (١)

٦١ ـ ير : أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن الكاهليّ عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه تلا هذه الآية : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا . فقال : لو أنّ قوماً عبدوا الله ووحّدوه ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو صنع كذا وكذا أو وجدوا ذلك في أنفسهم كانوا بذلك مشركين ، ثمَّ قال : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا . قال : هو التسليم في الاُمور (٢) .

بيان : « لو » في قوله : لوصنع للتمنّي .

________________________

(١) الظاهر اتحاده مع ما يأتي تحت الرقم ٦٦ و ٦٨ و ٨٤ و ٨٥ وان اختلف التعابير وزاد فيها ونقص .

(٢) ياتي الحديث عن المحاسن عن عبد الله الكاهلي مع اختلاف وتقديم وتاخير في ألفاظه تحت الرقم ٩٠ وعن البصائر لسعد بن عبد الله تحت الرقم ١٠٨ .

١٩٩
 &

٦٢ ـ ير : ابن يزيد ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا . قال : الاقتراف : التسليم لنا والصدق علينا وأن لا يكذب علينا .

٦٣ ـ ير : محمّد بن عيسى ، عن أبي أحمد وجمال ، عن سعيد بن غزوان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : والله لو آمنوا بالله وحده وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ثمّ لم يسلّموا لكانوا بذلك مشركين ، ثمّ تلا هذه الآية : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا .

٦٤ ـ ير : محمّد بن الحسين ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن أبي بصير قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن قوله : وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا . قال : هو التسليم في الاُمور .

ير : محمّد بن عيسى ، عن الحسن ، عن جعفر بن زهير ، عن عمرو بن حمران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله .

٦٥ ـ ير : ابن معروف ، عن حمّاد بن عثمان (١) ، عن ربعيّ ، عن الفضيل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا . قال : التسليم في الاُمور وهو قوله تعالى : ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا .

٦٦ ـ ير : أحمد بن محمّد ، عن الأهوازيّ ، عن صفوان ، عن عاصم ، عن كامل التمّار قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يا كامل قد أفلح المؤمنون المسلّمون ، يا كامل إنّ المسلّمين هم النجباء ، يا كامل الناس أشباه الغنم إلّا قليلاً من المؤمنين والمؤمن قليل .

٦٧ ـ ير : محمّد بن عيسى ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى : وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا . قال : التسليم في الأمر .

٦٨ ـ ير : محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن جعفر بن بشير ، عن أبي عثمان الأحول ، عن كامل التمّار قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام وحدي فنكس رأسه إلى الأرض فقال : قد افلح المسلّمون إنّ المسلّمين هم النجباء ، يا كامل الناس كلّهم بهائم إلّا قليل من المؤمنين والمؤمن غريب والمؤمن غريب .

بيان : أي لا يجد من يأنس به لقلّة من يوافقه في دينه .

________________________

(١) وفي نسخة : عن حماد بن عيسى .

٢٠٠