بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٥٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

٣٧

باب

*(ما جرى بينه وبين أهل الكتاب والمشركين بعد الهجرة ، وفيه)*

*(نوادر أخباره وأحوال أصحابه صلى‌الله‌عليه‌وآله زائدا)*

*(على ما تقدم في باب المبعث وكتاب الاحتجاج)*

*(وما سيأتى في الابواب الاتية)*

الآيات : البقرة « ٢ » : ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم « ١٠٥ ».

وقال تعالى : ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير « ١٠٩ ».

وقال سبحانه : إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم * اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار * ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد * ١٧٤ ـ ١٧٦.

وقال تعالى : ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث

١

والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد « ٢٠٤ ـ ٢٠٦ ».

وقال تعالى : لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي « ٢٥٦ ». آل عمران « ٣ » : كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين * اولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون * إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم * إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون « ٨٦ ـ ٩٠ ». وقال تعالى : ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون * لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون * ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلى بحبل من الله وحبل من الناس وباؤا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الانبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * ليسوا سواء من أهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون * يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين « ١١٠ ـ ١١٤ » وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواهم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون * ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور * إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط « ١١٨ ـ ١٢٠ ».

وقال تعالى : وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل إليكم وما انزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا اولئك لهم أجرهم عند ربهم

٢

إن الله سريع الحساب « ١٩٩ ».

النساء « ٤ » : ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة و يريدون أن تضلوا السبيل * والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا * من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعة ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا « ٤٤ ـ ٤٦ ».

وقال تعالى : م فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما * ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلا منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما * ولهديناهم صراطا مستقيما « ٦٥ ـ ٦٨ ».

إلى قوله :

ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا « ٨١ ». وقال تعالى : وما كان المؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ.

إلى قوله :

وكان الله عليما حكيما « ٩٢ ».

وقال تعالى : ومن يقتل مؤمنا متعمدا إلى قوله : عظيما « ٩٣ ».

وقال تعالى : إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق التحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائبين خصيما * واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما * ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما * يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذا يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا * أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيمة أم من يكون عليهم وكيلا * ومن يعمل سواء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله

٣

غفورا رحيما * ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما * ومن يكسب حطيئة أو إثما ثم يرم به برئيا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا * ولو لا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما * لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما * ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم وساءت مصيرا « ١٠٥ ـ ١١٥ ».

وقال تعالى : إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا * بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين « ١٣٧ ـ ١٣٩ ». إلى قوله تعالى : إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا * الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيمة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا « ١٤١ ».

المائدة « ٥ » : يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن اوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم * سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاؤك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين * وكيف يحكمونك وعندهم التوارة فيها حكم الله يتولون من بعد وما اولئك بالمؤمنين * إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلوا

٤

للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون « ٤١ ـ ٤٤ ».

إلى قوله تعالى : وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون * وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون « ٤٨ ـ ٥٠ ».

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين * وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون* قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما انزل إلينا وما انزل من قبل وإن أكثركم فاسقون * قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت اولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل * وإذا جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون * وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم و العدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون * لو لا ينهاهم الربانيون والاخبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون « ٥٧ ـ ٦٣ ».

وقال تعالى : وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيمة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين « ٦٤ ».

إلى قوله تعالى : منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون « ٦٦ ».

٥

إلى قوله تعالى : قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين « ٦٨ ».

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم و إن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدلكم عفا الله عنها والله غفور حليم * قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين « ١٠١ و ١٠٢ ».

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الارض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين * فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الاوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين * ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين « ١٠٦ ـ ١٠٨ ».

الانعام « ٦ » : ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين * وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين * وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سواء بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم « ٥٢ ـ ٥٤ ».

وقال تعالى : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال اوحي إلي ولم يوح إليه شئ ومن قال سانزل مثل ما أنزل الله « ٩٣ ».

الاعراف « ٧ » : واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الارض واتبع هواه

٦

فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون « ١٧٥ و ١٧٦ ».

الانفال « ٨ » : يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم « ٢٨ ».

وقال تعالى : قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الاولين * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله الله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير * وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى. ونعم النصير « ٤٠ ».

التوبة « ٩ » : ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر اولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون * إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى اولئك أن يكونوا من المهتدين * أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون « ١٧ ـ ٢٠ ».

وقال تعالى : يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون « ٣٢ ».

وقال سبحانه : يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله « ٣٤ ».

وقال تعالى : إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطؤا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين « ٣٧ ».

٧

وقال سبحانه : ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن اعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون * ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون « ٥٨ و ٥٩ ».

وقال تعالى : ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم * يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين * ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم « ٦١ ـ ٦٣ ».

إلى قوله تعالى : المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر و ينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون * وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم * كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا اولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة واولئك هم الخاسرو ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وثوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون « ٦٧ ـ ٧٠ ».

إلى قوله تعالى : يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة و ما لهم في الارض من ولي ولا نصير * فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون * فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبو ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب * الذين يلمزون

٨

المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم * استغفر لهم أو لا يستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين « ٧٤ ـ ٨٠ ».

وقال تعالى : الاعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم * ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما و يتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم * ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم « ٩٧ ـ ٩٩ ».

وقال تعالى : وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم * وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم « ١٠١ و ١٠٢ ».

إلى قوله تعالى : وآخرون مرجون لامر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليهم حكيم « ١٠٩ ».

وقال سبحانه : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم « ١١٣ » إلى قوله تعالى : وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون « ١١٥ ». إلى قوله تعالى : وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون * أولا يرون أنهم يفتنون في كل عامر مرة أو مرتين ثم لا يتوبوا ولا هم يذكرون * وإذا ما انزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون « ١٢٤ ـ ١٢٧ ».

٩

هود « ١١ » : ألا إنهم يثنون صدورهم لستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور « ٥ ».

الرعد « ١٣ » : والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل إليك ومن الاحزاب من ينكر بعضه قل إنما امرت أن أعبدالله ولا اشرك به إليه أدعو وإليه مآب « ٣٦ ».

الكهف « ١٨ » : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحيوة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا * وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر « ٢٨ ».

النور « ٢٤ » : والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين. الآيات.

وقال تعالى : ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين * وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون * وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين * أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل اولئك هم الظالمون * إنما كان قول المؤمنين إذا رعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا و اولئك هم المفلحون * ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فاولئك هم الفائزون * وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون « ٤٧ ـ ٥٣ ».

القصص « ٢٨ » : الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين * اولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا « ٥٢ ـ ٥٤ ».

العنكبوت « ٢٩ » : الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * « ١ و ٢ ».

١٠

إلى قوله تعالى : ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين * وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين « ١١ ». لقمان « ٣١ » : وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور « ٣٢ ». الاحزاب « ٣٣ » : يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما * واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا * وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا * ما جعل الله رجل من قلبين في جوفه « ١ ـ ٤ ».

وقال تعالى : لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا « ٦٠ ٦٢ ». سبا « ٣٤ » : وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه « ٣١ ».

الاحقاف « ٤٦ » : قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثل فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذا لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قديم « ١١ و ١٢ ».

محمد « ٤٧ » : ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم ماذا قال آنفا اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم « ١٦ ». إلى قوله تعالى : ويقول الذين آمنوا لو لا نزلت سورة فإذا انزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم * فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم *

١١

اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالهم * إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر والله يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم * أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم * ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم « ١٦ ـ ٣١ ».

وقال تعالى : وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم « ٣٨ » الحجرات « ٤٩ » : يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين * واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون * فضلا من الله و نعمة والله عليم حكيم * وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين * إنا المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون * يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكون خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون * يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم * يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و انثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله أتقاكم إن الله عليم خبير * قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان

١٢

في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله ولا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم « ٦ ـ ١٤ ».

النجم « ٥٣ » : أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا وأكدى * أعندى علم الغيب فهو يرى * أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى * ألا تزر وازرة وزر اخرى * وأن ليس للانسان إلا ما سعى « ٣٣ ـ ٣٩ ».

الحديد « ٥٧ » : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم * لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شئ من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم « ٢٨ و ٢٩ ».

المجادلة « ٥٨ » : قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاور كما إن الله سميع بصير « ٢ ».

وقال تعالى : ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون * أعد الله لهم لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون « ١٤ و ١٥ ».

الممتحنة « ٦٠ » : يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور « ١٣ ».

الجمعة « ٦٢ » : يا أيها الذين(١) هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين * قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون « ٦ ـ ٨ ».

وقال تعالى : وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين « ١١ ».

____________________

(١) الصحيح كما في المصحف الشريف : قل يا أيها الذين هادوا.

١٣

القلم « ٦٨ » : وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون * وما هو إلا ذكر للعالمين « ٥١ و ٥٢ ».

الليل « ٩٢ » : فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى ، فسنيسره للعسرى * و ما يغني عنه ماله إذا تردى « ٥ ـ ١١ » إلى آخر السورة.

التكاثر « ١٠٢ » : ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر « ١ و ٢ » إلى آخر السورة.

تفسير : قوله تعالى : « أن ينزل عليكم من خير من ربكم » قال الطبرسي رحمه‌الله : الخير الذي تمنوا أن لا ينزله الله عليهم ما أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وأنزل عليه من القرآن والشرائع بغيا منهم وحسدا « والله يختص برحمته من يشاء » روي عن أمير المؤمنين وأبي جعفر الباقر عليها‌السلام أن المراد برحمته هيهنا النبوة(١).

« ود كثير من أهل الكتاب » نزلت في حيي بن أخطب وأخيه أبي ياسر بن أخطب ، وقد دخلا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حين قدم المدينة ، فلما خرجا قيل لحيي : هو نبي؟ فقال : هو هو فقيل : ماله عندك؟ قال : العداوة إلى الموت ، وهو الذي نقض العهد وأثار الحرب يوم الاحزاب عن ابن عباس ، وقيل : نزلت في كعب بن الاشرف عن الزهري ، وقيل : في جماعة اليهود عن الحسن « فاعفوا واصفحوا » أي تجاوزوا عنهم ، وقيل : أرسلوهم فإنهم لا يعجزون الله « حتى يأتي الله بأمره » أي بأمره لكم بعقابهم أو يعاقبهم هو على ذلك ثم أتاهم بأمره فقال : « قاتلوا الذين لا يؤمنون(٢) الآية ، وقيل : بأمره ، أي بآية القتل والسبي لبني قريظة ، و الاجلاء لبني النضير ، وقيل : هذه الآية منسوخة بقوله : « قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم والآخر(٣) » وقيل : نسخت بقوله « اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم(٤) »

____________________

(١) مجمع البيان ١ : ١٧٩. (٢ و ٣) براءة : ٣٠.

(٢) براءة : ٥ وفيها : « فاقتلوا ».

١٤

وروي عن الباقر عليه‌السلام أنه قال : لم يؤمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال ولا اذن له فيه حتى نزل جبرئيل عليه‌السلام بهذه الآية « اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا(١) » وقلده سيفا(٢).

وقال في قوله تعالى : « إن الذين يكتمون » المعني بهذه الآية أهل الكتاب بإجماع المفسرين إلا أنها متوجهة على قول كثير منهم إلى جماعة من اليهود قليلة(٣) وهم علماؤهم ككعب بن الاشرف وحيي بن أخطب وكعب بن اسيد. وكانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا ، ويرجون كون النبي منهم ، فلما بعث من غيرهم خافوا زوال مأكلتهم(٤) فغيروا صفته فأنزل الله هذه الآية « ما أنزل الله من الكتاب » أي صفة محمد والبشارة به « ويشترون به ثمنا قليلا » أي يستبدلون به عوضا(٥) قليلا ، أي كل ما يأخذونه في مقابلة ذلك فهو قليل « اولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار » أي يؤديهم ما يأكلونه إلى النار وقيل يأكلون النار حقيقة في جهنم « ولا يكلمهم الله يوم القيامة » بما يحبون أو لا يكلمهم أصلا لغاية الغضب ، بل تكلمهم الملائكة من قبل الله تعالى « ولا يزكيهم » أي لا يثني عليهم ، أولا يقبل أعمالهم ، أو لا يطهرهم بالمغفرة. « ولهم عذاب أليم » أي مؤلم « اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى » أي استبدلوا الكفر بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالايمان به « والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار » أي ما أجرأهم على النار ، روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام(٦) أو ما أعملهم بأعمال أهل النار ، وهو المروي أيضا عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، أو ما أبقاهم وأدومهم على النار ، وعلى الوجوه ظاهر الكلام التعجب(٧) « ذلك » أي الحكم النار ، أو العذاب ، أو الضلالة « بأن

____________________

(١) الحج : ٣٩ (٢) مجمع البيان ١ : ١٨٥.

(٣) في المصدر : إلى جماعة قليلة من اليهود.

(٤) في المصدر : زوال مملكتهم (٥) عرضا خ ل أقول يوجد ذلك في المصدر :

(٦) في المصدر : رواه على بن إبراهيم باسناده عن أبى عبدالله عليه‌السلام.

(٧) زاد في المصدر : والتعجب لا يجوز على القديم سبحانه لانه عالم بجميع الاشياء لا يخفى عليه شئ ، والتعجب انما يكون مما لا يعرف سببه ، واذا ثبت ذلك فالغرض ان يدلنا على ان الكفار حلوا محل من يتعجب منه فهو تعجيب لنا منهم.

١٥

الله نزل الكتاب » أي القرآن أو التوراة « بالحق وأن الذين اختلفوا في الكتاب » أي الكفار أجمع ، أو أهل الكتاب لانهم حرفوا الكتاب وكتموا صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « لفي شقاق بعيد » أي عن الالفية بالاجتماع على الصواب(١).

قوله تعالى : « ومن الناس من يعجبك » يروقك ويعظم في نفسك : « قوله في الحياة الدنيا » أي ما يقوله في امور الدنيا ، أو متعلق بيعجبك أي يعجبك قوله في الدنيا حلاوة وفصاحة لا في الآخرة « ويشهد الله على » أن « ما في قلبه » موافق لكلامه « وهو ألد الخصام » شديد العداوة والجدال للمسلمين ، قيل : نزلت في الاخنس بن شريق الثقفي ، وكان حسن المنظر ، حلو المنطق يوالي رسول الله ، و يدعي الاسلام ، وقيل : في المنافقين كلهم « وإذا تولى » أدبر وانصرف عنك ، و قيل : إذا غلب وصار واليا « سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل » كما فعله الاخنس بثقيف إذا بيتهم وأحرق زرعهم وأهلك مواشيهم ، أو كما يفعله ولاة السوء بالقتل والاتلاف ، أو بالظلم حتى يمنع الله بشومه القطر فيهلك الحرث والنسل « والله لا يحب الفساد » لا يرتضيه فاحذروا غضبه عليه « وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم » حملته الانفة وحميته بالجاهلية على الاثم الذي يؤمر باتقائه لجاجا « فحسبه جهنم » كفته جزاء وعذابا « ولبئس المهاد » المهاد : الفراش ، و قيل : ما يوطأ للجنب.

قوله تعالى : « لا إكراه في الدين » قال الطبرسي رحمه‌الله : قيل نزلت في رجل من الانصار كان له غلام أسود يقال له : صبح(٢) وكان يكرهه على الاسلام وقيل : في رجل من الانصار يدعا أبا الحصين ، وكان له ابنان فقدم تجار الشام إلى المدينة يحملون الزيت ، فلما أرادوا الرجوع أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا ومضيا إلى الشام ، فأخبر أبوالحصين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأنزل الله سبحانه « لا إكراه في الدين » فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبعدهما الله هما أول من كفر فوجد أبوالحصين في نفسه على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث لم يبعث في طلبهما ، فأنزل الله

____________________

(١) مجمع البيان ١ : ٢٥٨ ـ ٢٦٠.

(٢) في المصدر : صبيح.

١٦

سبحانه « فلا وربك لا يؤمنون(١) » الآية ، قال : وكان هذا قبل أن يؤمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال أهل الكتاب ، ثم نسخ وامر بقتال أهل الكتاب في السورة براءة عن السدي ، وهكذا قال ابن مسعود ابن زيد : إنها منسوخة بآية السيف ، وقال الباقون : هي محكمة(٢).

قوله تعالى : « كيف يهدي الله » قيل : نزلت الآيات في رجل من الانصار يقال له الحارث ابن(٣) سويد بن الصامت وكان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا وهرب وارتد عن الاسلام ، ولحق بمكة ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هل من توبة؟ قالوا : فنزلت الآيات إلى قوله : « إلا الذين تابوا » فحملها إليه رجل من قومه فقال : إني لاعلم أنك لصدوق ، وأن رسول الله لاصدق منك ، وأن الله تعالى أصدق الثلاثة ، ورجع إلى المدينة وتاب وحسن إسلامه عن مجاهد والسدي ، وهو المروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وقيل نزلت في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل مبعثه ثم كفروا بعد البعث حسدا وبغيا عن الحسن والجبائي وأبي مسلم (٤).

وقال رحمه‌الله في قوله تعالى : « إن الذين كفروا بعد إيمانهم » قيل : نزلت في أهل الكتاب الذين آمنوا برسول الله قبل مبعثه ، ثم كفروا به بعد مبعثه عن الحسن ، وقيل : نزلت في اليهود كفروا بعيسى والانجيل بعد إيمانهم بأنبيائهم و كتبهم ، ثم ازدادوا كفرا بكفرهم بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والقرآن عن قتادة وعطا ، وقيل : نزلت في الاحد عشر من أصحاب الحارث ابن سويد لما رجع الحارث قالوا : نقيم بمكة على الكفر ما بدا لنا ، فمتى ما أردنا الرجعة رجعنا ، فنزلت فينا ما نزلت في الحارث ، فلما فتح(٥) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكة دخل في الاسلام من دخل منهم فقبلت توبته فنزل فيمن مات منهم كافرا : « إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار » الآية.

____________________

(١) النساء : ٦٤.

(٢) مجمع البيان ٢ : ٣٦٣ و ٣٦٤. (٣) سهيل خ ل.

(٤) مجمع البيان ٢ : ٤٧١.

(٥) في المصدر ، فينزل فينا ما نزل في الحارث ، فلما افتتح.

١٧

قوله تعالى : « لن تقبل توبتهم » لانها لم تقع على وجه الاخلاص ، ويدل عليه قوله : « واولئك هم الضالون » ولو حققوا التوبة لكانوا مهتدين ، وقيل : لن تقبل توبتهم عند رؤية البأس إذ لم يؤمنوا إلا عند حضور الموت ، وقيل : لانها أظهرت الاسلام تورية فأطلع الله رسوله(١) على سرائرهم عن ابن عباس(٢).

قوله تعالى : « لن يضروكم إلا أذى » قال الطبرسي رحمة الله : قال مقات إن رؤس اليهود مثل كعب بن الاشرف وأبي رافع وأبي ناشر وكنانة وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنيهم كعبدالله بن سلام وأصحابه فأنبوهم على إسلامهم ، فنزلت الآية. وقال في قوله تعالى : « ليسوا سواء » قيل : سبب نزول الآية أنه لما أسلم عبدالله بن سلام وجماعة قالت أحبار اليهود : ما آمن بمحمد إلا أشرارنا ، فأنزل الله جريح(٣) ، وقيل : إنها نزلت في أربعين من أهل نجران ، واثنين وثلاثين من الحبشة ، وثمانية من الروم كانوا على عهد عيسى عليه‌السلام فصدقوا محمدا (ص) عن عطا(٤).

وقال رحمه‌الله في قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا » : نزلت في رجال من المسلمين كانوا يواصلون رجالا من اليهود لما كان بينهم من الصداقة و القرابة والجوار والحلف والرضاع عن ابن عباس : وقيل : نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يصادقون المنافقين ويخالطونهم عن مجاهد « بطانة » البطانة : خاصة الرجل الذين يستبطنون أمره « من دونكم » من غير أهل ملتكم « لا يألونكم خبالا » أي لا يقصرون فيما يؤدي إلى فساد أمركم « والخبال » : الشر والفساد « ودوا ما عنتم » تمنوا إدخال المشقة عليكم أو إضلالكم عن دينكم « إن تمسسكم حسنة » أي نعمة من الله تعالى « وإن تصبكم سيئة » أي محنة وبلية(٥).

وقال رحمه‌الله في قوله تعالى : « وإن من أهل الكتاب » أقول : قد مر سبب

____________________

(١) في المصدر : فاطلع الله ورسوله. (٢) مجمع البيان ٢ : ٤٧١ و ٤٧٢.

(٣) الصحيح كما في المصدر : اين جريج بالجيم في اخره ايضا.

(٤) مجمع البيان ٢ : ٤٨٧ و ٤٨٨. (٥) مجمع البيان ٢ : ٤٩٢ ـ ٤٩٤.

١٨

نزولها في باب الهجرة إلى الحبشة.

قوله تعالى : « ألم تر إلى الذين اتوا نصيبا » قال الطبرسي رحمه‌الله : نزلت في رفاعة بن زيد بن سائب ومالك بن دخشم ، كانا إذا تكلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لويا بلسانهما وعاباه عن ابن عباس(١).

وقال البيضاوي في قوله تعالى « ويقولون سمعنا » أي قولك « وعصينا » أمرك « واسمع غير مسمع » أي مدعوا عليك بلا سمعة بصمم أو موت ، أو اسمع غير مجاب إلى ما تدعوا إليه ، أو اسمع غير مسمع كلاما ترضاه ، أو اسمع كلاما غير مسمع إياك ، لان اذنك تنبو عنه. فيكون مفعولا به ، أو سمع غير مسمع مكروها من قولهم : أسمعه فلان : إذا سبه ، وإنما قالوه نفاقا و « راعنا » انظرنا نكلمك أو نفهم كلامك « ليا بألسنتهم » فتلا بها وصرفا للكلام على ما يشبه السب حيث وضعوا راعنا المشابه لما يتسابون به موضع انظرنا ، وغير مسمع موضع لا اسمعت(٢) مكروها ، أو فتلا بها وضماما يظهرون من الدعاء والتوقير إلى ما يضمرون من السب والتحقير نفاقا « وطعنا في الدين » استهزاء به وسخرية(٣).

قوله تعالى : « فلا وربك لا يؤمنون » قال الطبرسي رحمه‌الله : قيل : نزلت في الزبير ورجل من الانصار ، خاصمة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في شراج من الحرة كانا يسقيان بها النخل كلاهما ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للزبير : اسق ثم أرسل إلى جارك فغضب الانصاري وقال : يا رسول الله (ص) لان كان ابن عمتك؟ فتلون وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال للزبير : اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر(٤) واستوف حقك ، ثم أرسل الماء إلى جارك ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أشار على الزبير(٥) برأي فيه السعة له ولخصمه ، فلما احفظ(٦) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله استوعب للزبير حقه من صريح الحكم.

____________________

(١) مجمع البيان ٣ : ٥٣ وفيه : السائب. (٢) في المصدر : لا سمعت.

(٣) انوار التنزيل ١ : ٢٧٩.

(٤) الشرجة : مسيل الماء من الوادى. والجدر جمع جدار ، وهو ما يرفع حول المزارع من التراب. (٥) في المصدر : اشار إلى الزبير.

(٦) احفظه : أغضبه ، وأحفظ ، مجهولا أى غضب.

١٩

ويقال : إن الرجل كان حاطب بن أبي بلتعة.

قال الراوي : ثم خرجا فمرا على المقداد فقال : لمن كان القضاء يا ابا بلتعة؟ قال : قضى لابن عمته ولوى شدقه ، ففطن لذلك يهودي كان مع المقداد ، فقال : قاتل الله هؤلاء يزعمون أنه رسول(١) ، ثم يتهمونه في قضاء يقضي بينهم ، وأيم الله لقد أذنبنا مرة واحدة في حياة موسى ، فدعانا موسى إلى التوراة فقال : « اقتلوا أنفسكم(٢) » ففعلنا ، فبلغ قتلانا سبعين ألفا في طاعة ربنا حتى رضي عنا ، فقال ثابت ابن قيس بن شماس : أما والله إن الله ليعلم مني الصدق ، ولو أمرني محمد أن أقتل نفسي لفعلت ، فأنزل الله في حاطب بن أبي بلتعة وليه شدقة هذه الآية. « فيما شجر بينهم » أي فيما وقع بينهم من الخصومة ، والتبس عليهم من أركان الشريعة(٣) « حرجا » أي ضيقا بشك أو إثم.

« إلا قليل منهم » قيل : إن القليل الذين(٤) استثنى الله تعالى هو ثابت بن قيس ، وقيل : هو جماعة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا : والله لو أمرنا لفعلنا ، و الحمد لله(٥) الذي عافانا ، ومنهم عبدالله بن مسعود وعمار بن ياسر ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن من امتي رجالا الايمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي. « ويقولون طاعة » يعني به المنافقين ، وقيل : المسلمين الذين حكى عنهم أنهم يخشون الناس كخشية الله(٦).

وقال البيضاوى : « طاعة » أي أمرنا طاعة ، أو منا طاعة « فإذا برزوا » أي خرجوا « من عندك بيت طائفة » أي زورت خلاف ما قلت لها ، أو ما قلت لك من القبول وضمان الطاعة(٧).

قوله تعالى : « وما كان المؤمن » قال الطبرسي رحمه‌الله : نزلت في عياش بن

____________________

(١) في المصدر : يزعمون انه رسول الله. (٢) البقرة : ٥٤.

(٣) في المصدر : والتبس عليهم من احكام الشريعة.

(٤) في المصدر : ان القليل الذى. (٥) في المصدر : فالحمد لله.

(٦) مجمع البيان ٣ : ٦٩ و ٧٠ و ٨٠. (٧) انوار التنزيل ١ : ٢٩٠

٢٠