بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

الله عزّ وجلّ في الكتاب وبيَّنتهما في سيرتي وسنَّتي ، وبينهما شبهات من الشيطان وبدع بعدي ، من تركها صلح له أمر دينه وصلحت له مروَّته وعرضه . ومن تلبَّس بها ووقع فيها واتّبعها كان كمن رعى غنمه قرب الحمى ، ومن رعى ماشيته قرب الحمى نازعته نفسه إلى أن يرعاها في الحمى ، ألا وإنّ لكلّ ملك حمىً ، ألا وإنّ حمى الله عزّ وجلّ محارمه ، فتوقّوا حمى الله ومحارمه . الخبر . (١)

( باب ٣٢ )

* ( البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة ، وفيه ذكر قلة أهل الحق ) * * ( وكثرة أهل الباطل ) *

١ ـ ما : ابن مخلد ، عن محمّد بن عبد الواحد النحويّ ، عن موسى بن سهل الوشّاء ، عن إسماعيل بن عليّة ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة .

٢ ـ ما : ابن مخلد ، عن محمّد بن عبد الواحد ، عن أبي جعفر المروزيّ محمّد بن هشام ، عن يحيى بن عثمان ، عن ثقبة ، عن إسماعيل بن عليّة ، عن أبان ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يقبل قول إلّا بعمل ، ولا يقبل قول وعمل إلّا بنيّة ، ولا يقبل قول وعمل ونيّة إلّا بإصابة السنّة .

٣ ـ ما : بإسناد المجاشعيّ ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : عليكم بسنّة ، فعمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة .

بيان : لعلّ التفضيل هنا على سبيل المماشاة مع الخصم أي لو كان في البدعة خير فالقليل من السنّة خير من كثير البدعة .

٤ ـ ير : أحمد بن محمّد ، عن محمّد البرقيّ ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن أبي عثمان العبديّ (٢) عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّ عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا قول إلا بعمل ،

________________________

(١) الحمى : ما يحمى ويدافع عنه .

(٢) لم نجد له اسماً في كتب الرجال .

٢٦١
 &

ولا عمل إلّا بنيّة ، ولا نيّة إلّا بإصابة السنّة .

سن : أبي ، عن إبراهيم بن إسحاق مثله .

غو : عن الرضا عليه‌السلام مثله .

بيان : القول هنا الاعتقاد أي لا ينفع الإيمان والاعتقاد بالحقّ نفعاً كاملاً إلّا إذا كان مقروناً بالعمل ، ولا ينفعان معاً أيضاً إلّا مع خلوص النيّة عمّا يشوبها من أنواع الرئاء والأغراض الفاسدة ، ولا تنفع الثلاثة أيضاً إلّا إذا كان العمل موافقاً للسنّة ولم تكن بدعة ، والسنّة هنا مقابل البدعة ، أعمّ من الفريضة .

٥ ـ ص : بالإسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن الصادق عليه‌السلام قال : اُمر إبليس بالسجود لآدم فقال : يا ربّ وعزّتك إن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنّك عبادة ما عبدك أحد قطُّ مثلها . قال الله جلَّ جلاله : إنّي اُحبُّ أن اُطاع من حيث اُريد .

٦ ـ سن : أبي ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه عليّ ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تمسّك بسنَّتي في اختلاف اُمَّتي كان له أجر مائة شهيد .

سن : عليُّ بن سيف ، عن أبي حفص الأعشى ، (١) عن الصادق ، عن آبائه ، عن النبيّ صلوات الله عليهم مثله .

٧ ـ سن : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم بن حكيم (٢) قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من خالف سنّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد كفر .

٨ ـ سن : أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله : وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا . قال يعني أن يأتي الأمر من وجهه ، أيُّ الاُمور كان .

________________________

(١) لم نجد له ذكراً في كتب الرجال ولم يتبين اسمه .

(٢) بضم الميم وكسر الزاي . عنونه النجاشي في رجاله قال : مرازم بن حكيم الازدي المدائني مولى ثقة ، وأخواه محمد بن حكيم وجديد بن حكيم ، يكنى أبا محمد روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ومات في أيام الرضا عليه السلام ، وهو أحد من بلى باستدعاء الرشيد له وأخوه أحضرهما الرشيد مع عبد الحميد الغواص فقتله وسلما ، ولهم حديث ليس هنا موضعه ، له كتاب يرويه جماعة اهـ .

٢٦٢
 &

٩ ـ سن : بعض أصحابنا ، عن عبد الله بن عبد الرحمن البصريّ ، عن ابن مسكان عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين عليهم‌السلام قال : مرَّ موسى بن عمران ـ على نبيّنا وآله وعليه السلام ـ برجل وهو رافع يده إلى السماء يدعو الله ، فانطلق موسى في حاجته فغاب سبعة أيّام ثمّ رجع إليه وهو رافع يده إلى السماء . فقال : يا ربّ هذا عبدك رافع يديه إليك يسألك حاجته ويسألك المغفرة منذ سبعة أيّام لا تستجيب له . قال : فأوحى الله إليه يا موسى لو دعاني حتّى تسقط يداه أو تنقطع يداه أو ينقطع لسانه ما استجبت له حتّى يأتيني من الباب الّذي أمرته .

١٠ ـ سن : القاسم ، عن المنقريّ ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله ، عن أمير المؤمنين عليهما‌السلام كان يقول : لا خير في الدنيا إلّا لأحد رجلين : رجل يزداد كلَّ يوم إحساناً ورجل يتدارك منيّته بالتوبة ، وأنّى له بالتوبة ، والله أن لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلّا بمعرفة الحقّ .

١١ ـ جا : عبد الله بن جعفر بن محمّد ، عن زكريّا بن صبيح ، عن خلف بن خليفة ، عن سعيد بن عبيد الطائيّ ، عن عليّ بن ربيعة الوالبيّ ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله تعالى حدَّ لكم حدوداً فلا تعتدوها ، وفرض عليكم فرائض فلا تضيّعوها ، وسنَّ لكم سنناً فاتّبعوها ، وحرَّم عليكم حرمات فلا تنتهكوها ، وعفى لكم عن أشياء رحمةً منه من غير نسيان فلا تتكلّفوها .

١٢ ـ جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن منصور بن أبي يحيى ، قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فتغيّرت وجنتاه والتمع لونه (١) ، ثمَّ أقبل بوجهه فقال : يا معشر المسلمين إنّما بعثت أنا والساعة كهاتين ، قال : ثمَّ ضمَّ السبّاحتين ، ثمَّ قال : يا معشر المسلمين : إنّ أفضل الهدى هدى محمّد ، وخير الحديث كتاب الله ، وشرُّ الاُمور محدثاتها ، ألا وكلُّ بدعة ضلالة ألا وكلُّ ضلالة ففي النار ، أيّها الناس من ترك مالاً فلأهله ولورثته ، ومن ترك كلّاً أو ضياعاً فعليَّ وإليّ .

________________________

(١) الوجنة : ما ارتفع من الخدين . والتمع لونه أي ذهب وتغيّر .

٢٦٣
 &

جا : أبو غالب الزراريّ ، عن محمّد بن سليمان ، عن ابن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله .

بيان : قال الجزريّ : السبّاحة والمسبّحة : الإصبع الّتي تلي الإبهام ، سمّيت بذلك لأنِّها يشار بها عند التسبيح . انتهى . والغرض بيان كون دينه صلى‌الله‌عليه‌وآله متّصلاً بقيام الساعة لا ينسخه دين آخر وأنَّ الساعة قريبة . قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وشرُّ الاُمور محدثاتها أي مبتدعاتها . قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وكلُّ بدعة ضلالة البدعة كلُّ رأي أو دين أو حكم أو عبادة لم يرد من الشارع بخصوصها ولا في ضمن حكم عامّ ، وبه يظهر بطلان ما ذكره بعض أصحابنا تبعاً للعامّة من انقسام البدعة بانقسام الأحكام الخمسة .

وقال الجزريّ : الكلّ : العيال ، ومنه الحديث من ترك كلّاً فإليَّ وعليَّ وقال : فيه : من ترك ضياعاً فإليَّ ، الضياع : العيال ، وأصله مصدر ضاع يضيع ضياعاً ، فسمِّي العيال بالمصدر ، كما تقول : من مات وترك فقراً أي فقراء ، وإن كسرت الضاد كان جمع ضائع كجائع وجياع .

١٣ ـ ل : أبي ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام أنّه قال : السنّة سنّتان : سنّة في فريضة الأخذ بها هدىً و تركها ضلالة ، وسنّة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غير خطيئة .

سن : النوفليّ مثله .

ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن عليّ بن أحمد بن نصر البندبيجيّ ، عن عبيد الله بن موسى الرويانيّ ، عن عبد العظيم الحسنيّ ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذكر مثله .

١٤ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما اختلفت دعوتان إلّا كانت إحديهما ضلالة .

١٥ ـ وقال عليه السلام : ما اُحدثت بدعة إلّا ترك بها سنّة ، فاتّقوا البدع وألزموا المهيع (١) إنّ عوازم الاُمور أفضلها ، وإنّ محدثاتها شرارها .

________________________

(١) بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء الطريق الواسع البين .

٢٦٤
 &

١٦ ـ وقال : عليه‌السلام : إنّ الله بعث رسولاً هادياً بكتاب ناطق وأمر قائم لا يهلك عنه إلّا هالك ، وإنّ المبتدعات المشبّهات هنَّ المهلكات إلّا ما حفظ الله منها .

١٧ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : الاقتداء نسبة الأرواح في الأزل ، وامتزاج نور الوقت بنور الأزل ، وليس الاقتداء بالتوسُّم (١) بحركات الظاهر ، والتنسُّب إلى أولياء الدين من الحكماء والأئمّة ، قال الله عزّ وجلّ : يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ . أي من كان اقتدى بمحقّ قبل وزكى ، قال الله عزّ وجلّ : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ .

١٨ ـ قال أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام : الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف .

١٩ ـ وقيل لمحمّد بن الحنفيّة رضي الله عنه : من أدَّبك ؟ قال : أدَّبني ربّي في نفسي ، فما استحسنته من اُولي الألباب والبصيرة تبعتهم به فاستعملته ، وما استقبحت من الجهّال اجتنبته وتركته مستنفراً ، فأوصلني ذلك إلى كنوز العلم ، ولا طريق للأكياس من المؤمنين أسلم من الاقتداء ، لأنّه المنهج الأوضح والمقصد الأصّح ، قال الله عزّ وجلّ لأعزّ خلقه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ . وقال عزّ وجلّ : ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا . فلو كان لدين الله مسلك أقوم من الاقتداء لندب أنبياءه وأولياءه إليه . (٢)

٢٠ ـ وقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : في القلب نور لا يضيىءُ إلّا من اتّباع الحقّ وقصد السبيل وهو نور من المرسلين الأنبياء ، مودع في قلوب المؤمنين .

٢١ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقيّ ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن حفص بن عمرو ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جماعة اُمّته فقال : جماعة اُمّتي أهل الحقّ وإن قلّوا .

سن : أبي ، عن هارون مثله .

________________________

(١) في نسخة : بالرسم .

(٢) الظاهر أن جملة « ولا طريق الخ » ليست من الحديث بل من كلام صاحب المصباح .

٢٦٥
 &

٢٢ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقيّ ، عن أبي يحيى الواسطيّ ، عن عبد الله بن يحيى بن عبد الله العلويّ رفعه قال : قيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما جماعة اُمّتك ؟ قال : من كان على الحقّ وإن كانوا عشرة .

سن : أبو يحيى الواسطيّ مثله .

٢٣ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقيّ ، عن الحجّال ، عن ابن حميد رفعه قال : جاء رجلٌ إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : أخبرني عن السنّة والبدعة ، وعن الجماعة وعن الفرقة ، فقال أمير المؤمنين صلّى الله عليه : السنّة ما سنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والبدعة ما اُحدث من بعده ، والجماعة أهل الحقّ وإن كانوا قليلاً والفرقة أهل الباطل وإن كانوا كثيراً .

٢٤ ـ سن : في رواية محمّد بن عليّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ربقة الإيمان من عنقه . (١)

٢٥ ـ سن : عبد الله بن عليّ العمريّ ، عن عليّ بن الحسن ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : ثلاث موبقات : نكث الصفقة ، وترك السنّة ، وفراق الجماعة .

سن : النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم مثله .

بيان : نكث الصفقة : نقض البيعة ، وإنّما سمّيت البيعة صفقةً لأنّ المتبايعين يضع أحدهما يده في يد الآخر عندها .

٢٦ ـ سن : الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ القليل من المؤمنين كثير .

٢٧ ـ نى : ابن عقدة ، عن جعفر بن عبد الله المحمّديّ ، عن يزيد بن إسحاق شعر ، عن مخول ، عن فرات بن أحنف ، عن ابن نباتة ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام على منبر الكوفة يقول : أيّها الناس أنا أنف الهدى وعيناه ، أيّها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة من يسلكه ، إنَّ الناس اجتمعوا على مائدة قليل شبعها ، كثير جوعها ، والله

________________________

(١) الربقة بفتح الراء وكسرها وسكون الباء وفتح القاف ، حبل مستطيل فيه عرى تربط فيها البهائم وفيه استعارة للحكم المجامع للمؤمنين وهو استحقاق الثواب والتعظيم الدائم . كذا قيل .

٢٦٦
 &

المستعان ، وإنّما مجمع الناس الرضا والغضب ، أيّها الناس إنّما عقر ناقة صالح واحد فأصابهم بعذابه بالرضا ، وآية ذلك قوله عزّ وجلّ : فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ . وقال : فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا . ألا ومن سئل عن قاتلي فزعم أنّه مؤمن فقد قتلني ، أيّها الناس من سلك الطريق ورد الماء ، ومن حاد عنه وقع في التيه ـ ثمّ نزل ـ .

ورواه لنا محمّد بن همّام ومحمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور معاً ، عن الحسن بن محمّد بن جمهور ، عن أحمد بن نوح ، عن ابن عليم ، عن رجل ، عن فرات بن أحنف ، عن أمير المؤمنين عليه السلام مثله ، إلّا أنّه قال : لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله .

٢٨ ـ سن : ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن محمّد بن عليّ الحلبيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ربق الإسلام من عنقه ، ومن نكث صفقة الإمام جاء إلى الله أجذم .

بيان : الخلع هنا مجاز ، كأنّه شبّه جماعة المسلمين عند كونه بينهم بثوب شمله ، والمراد المفارقة ، ويحتمل أن يكون أصله « فارق » فصحّف كما في الكافي ، وورد كذلك في أخبار العامّة أيضاً . قال الجزريّ : فيه : من فارق الجماعة قدر شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ، مفارقة الجماعة : ترك السنّة ، واتّباع البدعة ، والربقة في الأصل عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها ، فاستعارها للإسلام ، يعني ما يشدُّ المسلم به نفسه من عرى الإسلام ، أي حدوده وأحكامه ، وأوامره ونواهيه ، ويجمع الربقة على ربق مثل كسرة وكسر ، ويقال : للحبل الّذي فيه الربقة : ربق ، وتجمع على رباق وأرباق ، وقال : فيه : من تعلّم القرآن ثمّ نسيه لقى الله يوم القيامة وهو أجذم . أي مقطوع اليد ، من الجذم : القطع ، ومنه حديث عليّ عليه‌السلام : من نكث بيعته لقى الله و هو أجذم ليست له يد . قال القتيبيُّ : الأجذم ههنا الّذي ذهبت أعضاؤه كلّها ، وليست اليد أولى بالعقوبة من باقي الأعضاء ، يقال : رجل أجذم ، ومجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام ، وهو الداء المعروف ، وقال الجوهريُّ : لا يقال للمجذوم : أجذم ، وقال ابن الأنباريّ ردًّا على ابن قتيبة : لو كان العقاب لا يقع إلّا بالجارحة الّتي باشرت المعصية

٢٦٧
 &

لما عوقب الزاني بالجلد والرجم في الدنيا وبالنار في الآخرة ، وقال ابن الأنباريّ : معنى الحديث أنّه لقى الله وهو أجذم الحجّة لا لسان له يتكلّم ولا حجّة في يده ، وقول عليّ عليه‌السلام : ليست له يد أي لا حجّة له ، وقيل : معناه لقيه منقطع السبب ، يدلُّ عليه قوله عليه‌السلام : القرآن سبب بيد الله وسبب بأيديكم فمن نسيه فقد قطع سببه ، وقال الخطّابيُّ : معنى الحديث ما ذهب إليه ابن الاعرابيُّ ، وهو أنّ من نسي القرآن لقى الله خالي اليد من الخير صفرها من الثواب ، فكنّي باليد عمّا تحويه ، وتشتمل عليه من الخير . قلت : وفي تخصيص عليّ عليه‌السلام بذكر اليد معنىً ليس في حديث نسيان القرآن لأنّ البيعة تباشرها اليد من بين الأعضاء ، وهو أن يضع المبايع يده في يد الإمام عند عقد البيعة وأخذها عليه .

( باب ٣٣ )

* ( ما يمكن أن يستنبط من الايات والاخبار من متفرقات مسائل اصول الفقه ) *

الايات ، البقرة : الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ٢٢ « وقال تعالى » : هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ٢٩ « وقال تعالى » : وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ٣٦ « و قال لبني إسرائيل » : كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّـهِ ٦٠ « وقال تعالى » : فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ٦٨ « وقال تعالى » : يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا ١٦٨ « وقال تعالى » : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ١٧٢ « وقال سبحانه » : فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ١٧٣ « وقال تعالى » : وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ ١٨٨ « وقال تعالى » : وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٩٥ « وقال تعالى » : فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ١٩٤

النساء : يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ٢٨ « وقال تعالى » : لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ٢٩ « وقال سبحانه » ، وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ١١٥ « وقال تعالى » : وَلَن يَجْعَلَ اللَّـهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ١٤١ « وقال تعالى » : مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ١٥٧

٢٦٨
 &

المائدة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ١ « وقال تعالى » : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ٢ « وقال تعالى » : فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ٣ « وقال تعالى » : مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ ٦ « وقال تعالى » : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ حَلَالًا طَيِّبًا ٨٧ ، ٨٨ .

الانعام : وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ١۱٩ « وقال تعالى » : كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ ١٤١ و « قال سبحانه » : كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ ١٤٢ « وقال تعالى » : فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ١٤٥

الاعراف : وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ ١٠ « وقال تعالى » : مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ١٢ « وقال تعالى » : وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ٢٤ « وقال سبحانه » : يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ٢٦ « وقال تعالى » : وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ٣١ ، ٣٢ « وقال تعالى » : وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ١٥٧

التوبة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ٣٤ « وقال تعالى » : يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ٦١ « وقال تعالى » : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ٧١ « وقال تعالى » : مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ٩١ « وقال تعالى » : وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ١٢٢ .

ابراهيم : فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ ٣٢

الحجر : وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ « إلى قوله تعالى » : فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ۲۲

٢٦٩
 &

النحل : وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً « إلى قوله تعالى » : هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ « إلى قوله تعالى » : وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٥ ـ ١٤ « وقال تعالى » : يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ٥٠ « وقال تعالى » : وَاللَّـهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا و أَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ وَاللَّـهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ٨١ « وقال تعالى » : فكلوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ حَلَالًا طَيِّبًا ١١٤

طه : فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ کُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ٥٣ ، ٥٤ « وقال تعالى » : كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ ٨١

الحج : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ٦٥ « وقال تعالى » : وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ٧٨

المؤمنون : وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ١٨ ـ ٢٢ « وقال تعالى » : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ ٥١

النور : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦٣

الشعراء : أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٣٣

لقمان : أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ٢٠

٢٧٠
 &

التنزيل : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ ٢٧

الاحزاب : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ٢١

يس : وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ۳۳ « إلى قوله » : لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ٣٥ « وقال تعالى » : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ٧١ ، ٧٢ ، ٧٣

السجدة : وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ . الآية ٧

حمعسق : وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ٤٠

الجاثية : اللَّـهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ١٢ ، ١٣

محمد : وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ٣٣

الحجرات : إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ٦

ق : وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ٩

النجم : أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ٣٨ ، ٣٩

الرحمن : وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ « إلى آخر الآيات » ١٠

الحديد : وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ٢٥

الحشر : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ٧

الملك : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ١٥

نوح : وَاللَّـهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا ١٩ ، ٢٠

المدثر : يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ٤٠

٢٧١
 &

القيامة : بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ ١٤ ، ١٥

المرسلات : أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا « إلى قوله تعالى » : وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا ٢٧

النازعات : وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ٣٠ ـ ٣٣

عبس : فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ٢٧ ـ ٣٢

١ ـ ير : أحمد بن محمّد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن موسى بن بكر قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : الرجل يغمى عليه اليوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر ذلك كم يقضي من صلاته ؟ فقال : ألا اُخبرك بما ينتظم هذا وأشباهه فقال : كلّ ما غلب الله عليه من أمر فالله أعذر لعبده . وزاد فيه غيره قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : وهذا من الأبواب الّتي يفتح كلّ باب منها ألف باب .

٢ ـ شا : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من كان على يقين فأصابه شكٌّ فليمض على يقينه ، فإنّ اليقين لا يدفع بالشكّ .

٣ ـ غو : قال الصادق عليه‌السلام : كلُّ شيء مطلق حتّى يرد فيه نصٌّ .

٤ ـ وقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : حكمي على الواحد حكمي على الجماعة .

٥ ـ وروى إسحاق بن عمّار عن الصادق عليه‌السلام : أنّ عليّاً عليه‌السلام كان يقول : أبهموا ما أبهمه الله .

٦ ـ وقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ما اجتمع الحرام والحلال إلّا غلب الحرامُ الحلال .

٧ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الناس مسلّطون على أموالهم .

٨ ـ ين : حمّاد ، عن حريز ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كلُّ شيء في القرآن أو فصاحبه بالخيار يختار ما شاء . (١)

٩ ـ ين : عن سماعة عنه عليه‌السلام قال : ليس شيءٌ ممّا حرّم الله إلّا وقد أحلّه لمن اضطرَّ إليه .

________________________

(١) أي كل شى ورد في القران بينه وبين غيره كلمة « أو » فصاحبه بالخيار .

٢٧٢
 &

١٠ ـ كا : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليِّ بن حديد ، عن مرازم ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن المريض لا يقدر على الصلاة ، قال : فقال : كلُّ ما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر .

١١ ـ كا : عليٌّ ، عن أبيه ، ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل ، جميعاً عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختريّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول في المغمى عليه : ما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر .

١٢ ـ كا : عليٌّ ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : كلُّ شيء هو لك حلال حتّى تعلم أنّه حرام بعينه فتدعه من قبل نفسك ، وذلك مثل الثوب يكون قد اشتريته وهو سرقة ، أو المملوك عندك ولعلّه حرٌّ قد باع نفسه أو خدع فبيع أو قهر ، أو امرأةٌ تحتك وهي اُختك أو رضيعتك ، والأشياء كلّها على هذا حتّى يستبين لك غير ذلك أو تقوم به البيّنة .

١٣ ـ كا : عليٌّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن حريز قال : كانت لإسماعيل بن أبي عبد الله دنانير وأراد رجل من قريش أن يخرج إلى اليمن فقال إسماعيل : يا أبت إنَّ فلاناً يريد الخروج إلى اليمن وعندي كذا وكذا ديناراً ، أفترى أن أدفعها إليه يبتاع لي بها بضاعةً من اليمن ؟ فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا بنيَّ أما بلغك أنّه يشرب الخمر ؟ فقال : هكذا يقول الناس ، فقال : يا بنيَّ إنَّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه : يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ . يقول : يصدِّق لله ويصدِّق ، للمؤمنين فإذا شهد عندك المؤمنون فصدِّقهم .

١٤ ـ يب : أخبرني الشيخ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن ، وسعد ، عن ابن عيسى ، وابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن الجنب يجعل الركوة أو التور (١) فيدخل إصبعه فيه ، قال : إن كانت يده قذرة فليهرقه ، وإن كان لم يصبها قذر فليغتسل منه ، هذا

________________________

(١) الركوة مثلثة الراء مع سكون الواو : زورق صغير . إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء . والتور بفتح التاء وسكون الواو : إناء صغير .

٢٧٣
 &

ممّا قال الله تعالى : مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ .

١٥ ـ كا ، يب : بالإسناد ، عن الحسين ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن الفضيل ، قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن الجنب يغتسل فينتضح الماء من الأرض في الإناء فقال : لا بأس ، هذا ممّا قال الله تعالى : مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ .

١٦ ـ يب ، كا : عليٌّ ، عن أبيه ، ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعاً ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن زرارة قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : تابع بين الوضوء ـ كما قال الله عزَّ وجلَّ ـ ابدأ بالوجه ، ثمَّ باليدين ، ثمَّ امسح الرأس والرجلين ، ولا تقدِّمنَّ شيئاً بين يدي شيء تخالف ما أمرت به ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ : ابدأ بما بدأ الله عزّ وجلّ به .

١٧ ـ يب : الحسين بن سعيد ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن زرارة قال : قلت له : الرجل ينام وإن حرِّك إلى جنبه شيءٌ لم يعلم به ؟ قال : لا حتّى يستيقن أنّه قد نام ، فإنّه على يقين من وضوئه ، ولا ينقض اليقين أبداً بالشكّ ولكن ينقضه بيقين آخر . والحديث مختصر .

١٨ ـ ختص : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : رفع عن هذه الاُمّة ستٌّ : الخطأ ، و النسيان ، وما استكرهوا عليه ، وما لا يعلمون ، وما لا يطيقون ، وما اضطرُّوا إليه .

١٩ ـ ما : الحسين بن إبراهيم القزوينيّ ، عن محمّد بن وهبان ، عن عليّ بن حبشيّ ، عن العبّاس بن محمّد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غندر (١) عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الأشياء مطلقة ما لم يرد عليك أمر ونهي ، وكلُّ شيء يكون فيه حلال وحرام فهو لك حلال أبداً ما لم تعرف الحرام منه فتدعه .

٢٠ ـ يه : روي عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : كلُّ شيء مطلق حتّى يرد فيه نهي .

٢١ ـ كا : العدّة ، عن سهل ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد العزيز العبديّ ، عن عبيد بن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قوله عزّ وجلّ : فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ . قال : ما أبينها ! من شهد فليصمه ، ومن سافر فلا يصمه .

________________________

(١) غندر كقنفذ . اورده النجاشي في رجاله وقال : كوفي يروى عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام ويقال : هو عن موسى بن جعفر عليه السلام . له كتاب اهـ .

٢٧٤
 &

٢٢ ـ كا ، يب : العدَّة ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليِّ بن الحكم ، عن داود بن النعمان ، عن أبي أيّوب قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّا نريد أن نتعجّل السير ـ وكانت ليلة النفر حين سألته ـ فأيّ ساعة ننفر ؟ فقال لي : أمّا اليوم الثاني فلا تنفر حتّى تزول الشمس ـ وكانت ليلة النفر (١) ـ فأمّا اليوم الثالث فإذا ابيضّت الشمس فانفر على كتاب الله ، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول : فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ . فلو سكت لم يبق أحد إلّا تعجّل ، ولكنّه قال : وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ .

٢٣ ـ كا : أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل ابن شاذان ، جميعاً عن صفوان ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يتزوَّج المرأة في عدَّتها بجهالة أهي ممّن لا تحلُّ له أبداً ؟ فقال له : أما إذا كان بجهالة فليتزوَّجها بعد ما تنقضي عدَّتها ، وقد يعذر الناس في الجهالة بما هو أعظم من ذلك . فقلت : بأيّ الجهالتين يعذر بجهالته أن يعلم أنَّ ذلك محرَّم عليه أم بجهالته أنّها في عدّة ؟ فقال : إحدى الجهالتين أهون من الاُخرى ، الجهالة بأنَّ الله حرَّم ذلك عليه ، وذلك بأنّه لا يقدر على الاحتياط معها ، فقلت : فهو في الاُخرى معذور ؟ قال : نعم إذا انقضت عدَّتها فهو معذور في أن يتزوَّجها ، فقلت : فإن كان أحدهما متعمّداً والآخر بجهل ؟ فقال : الّذي تعمَّد لا يحلُّ له أن يرجع إلى صاحبه أبداً .

٢٤ ـ كا : الحسين بن محمّد ، عن السيّاريّ ، قال : سأل ابن أبي ليلى محمّد بن مسلم فقال له : أيّ شيء تروون عن أبي جعفر عليه‌السلام في المرأة لا يكون على ركبها شعر أيكون ذلك عيباً ؟ فقال له محمّد بن مسلم : أمّا هذا نصّاً فلا أعرفه ، ولكن حدَّثني أبو جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : كلُّ ما كان في أصل الخلقة فزاد أو نقص فهو عيب ، فقال له ابن أبي ليلى : حسبك . ثمَّ رجع .

٢٥ ـ كا ، يب : عليٌّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل ابن شاذان ، عن صفوان ، وابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين فرغ من طوافه وركعتيه قال : ابدؤوا بما بدأ الله به ، إنَّ الله عزّ وجلّ يقول : إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ .

________________________

(١) كذا في النسخ والظاهر أن جملة « وكانت ليلة النفر » زائدة كما يظهر من الكافي .

٢٧٥
 &

٢٦ ـ يه : بأسانيده عن زرارة ومحمّد بن مسلم أنّهما قالا : قلنا لأبي جعفر عليه‌السلام : ما تقول في الصلاة في السفر كيف هي وكم هي ؟ فقال : إنَّ الله عزّ وجلّ يقول : وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ . فصار التقصير في السفر واجباً كوجوب التمام في الحضر . قالا : قلنا له : إنّما قال عزّ وجلّ : لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ولم يقل : افعلوا ، فكيف أوجب ذلك ؟ فقال عليه‌السلام : أو ليس قد قال الله عزّ وجلّ في الصفا والمروة : فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا . ألا ترون أنَّ الطواف بهما واجب مفروض ؟ لأنَّ الله عزّ وجلّ ذكره في كتابه وصنعه نبيُّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذلك التقصير في السفر شيءٌ صنعه النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكره الله تعالى في كتابه . الحديث .

٢٧ ـ كا : العدَّة ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنَّ سمرة بن جندب كان له عذق (١) في حائط لرجل من الأنصار وكان منزل الأنصاريّ بباب البستان فكان يمرُّ به إلى نخلته ولا يستأذن ، فكلّمه الأنصاريُّ أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة فلمّا تأبّى جاء الأنصاريُّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فشكى إليه وخبَّره الخبر ، فأرسل إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخبَّره بقول الأنصاريّ وما شكى ، وقال : إذا أردت الدخول فاستأذن فأبى ، فلمّا أبى ساومه حتّى بلغ من الثمن ما شاء الله ، فأبى أن يبيع ، فقال : لك بها عذق مذلّل في الجنّة ، فأبى أن يقبل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للأنصاري : اذهب فاقلعها وارم بها إليه فإنّه لا ضرر ولا ضرار .

كا : عليُّ بن محمّد بن بندار عن البرقيّ ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن مسكان ، عن زرارة ، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله وفيه : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّك رجل مضارٌّ ولا ضرر ولا ضرار على مؤمن . (٢)

٢٨ ـ كا : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبد الله بن هلال ، عن عقبة ابن خالد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أهل المدينة في مشارب النخل أنّه لا يمنع نقع الشيء ، وقضى بين أهل البادية أنّه لا يمنع فضل ماء ليمنع به فضل كلاء ، وقال : لا ضرر ولا ضرار .

________________________

(١) بفتح العين وسكون الذال : النخلة بحملها .

(٢) الظاهر أنه متحد مع ما قبله وأن الاول مختصر منه .

٢٧٦
 &

بيان : أقول : لهذا الأصل أي عدم الضرر شواهد كثيرة من الأخبار مذكورة في مواضعها ، وقد أورد كثيراً منها الكلينيُّ في باب مفرد .

٢٩ ـ وروى الشيخ رحمه الله في كتاب الغيبة ، وأحمد بن أبي طالب الطبرسيّ وأبو عليّ الطبرسيّ بأسانيدهم المعتبرة أنَّ محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ كتب إلى الناحية المقدَّسة فسأل عن المصلّي إذا قام من التشهُّد الأوَّل للركعة الثالثة هل يجب عليه أن يكبّر ؟ فإنَّ بعض أصحابنا قال : لا يجب عليه التكبير ويجزيه أن يقول : بحول الله وقوَّته أقوم وأقعد . فخرج الجواب : أنَّ فيه حديثين : أمّا أحدهما فإنّه إذا انتقل من حالة إلى حالة اُخرى فعليه تكبير ، وأمّا الآخر فإنّه روي أنّه إذا رفع رأسه من السجدة الثانية فكبَّر ثمَّ جلس ثمَّ قام فليس عليه للقيام بعد القعود تكبير ، وكذلك التشهُّد الأوَّل يجري هذا المجرى ، وبأيّهما أخذت من باب التسليم كان صواباً .

٣٠ ـ يه : عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : المسلمون عند شروطهم .

٣١ ـ كتاب عاصم بن حميد ، عن محمّد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجَاهِدُوا فِي اللَّـهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ . فقال : في الصلاة والزكاة والصيام والخير أن تفعلوه .

بيان : الظاهر أنَّ الغرض تعميم نفي الحرج .

٣٢ ـ كا ، يب : أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن عليَّ بن الحسن بن رباط ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام عثرت فانقطع ظفري فجعلت على إصبعي مرارة فكيف أصنع بالوضوء ؟ قال : تعرف هذا وأشباهه من كتاب الله ، قال الله عزَّ وجلَّ : مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ . امسح عليه .

٣٣ ـ يب : المفيد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد عن فضالة ، عن حمّاد بن عثمان ، عن محمّد بن النعمان ، عن أبي الورد قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : إنَّ أبا ظبيان (١) حدَّثني أنّه رأى عليّاً عليه‌السلام أراق الماء ثمَّ مسح على الخفّين

________________________

(١) قال في التنقيح : اسمه الحصين بن جندب ، عده ابن مندة وأبو نعيم من الصحابة وكنّوه بأبي جندب ، وعده الشيخ رحمه الله في رجاله من أصحاب علي عليه السلام ، وقد كذّبه مولانا الباقر عليه السلام ثم ذكر هذا الخبر .

٢٧٧
 &

فقال : كذب أبوظبيان ، أما بلغك قول عليّ عليه‌السلام فيكم : سبق الكتاب الخفّين ، فقلت : فهل فيهما رخصة ؟ قال : لا إلّا من عدوّ تتّقيه ، أو ثلج تخاف على رجليك .

٣٤ ـ يب : بسند فيه جهالة قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن ميّت وجنب اجتمعا ومعهما من الماء ما يكفي أحدهما أيُّهما يغتسل به ؟ قال : إذا اجتمعت سنّة وفريضة بدئ بالفرض . وروي هذا المضمون بسندين آخرين أيضاً .

٣٥ ـ يب : الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن نوح بن شعيب ، عمّن رواه ، عن عبيد بن زرارة ، قال : قلت هل على المرأة غسل من جنابتها إذا لم يأتها الرجل ؟ قال : لا وأيّكم يرضى أن يرى ويصبر على ذلك أن يرى ابنته أو اُخته أو أمته أو زوجته أو أحداً من قرابته قائمةً تغتسل ، فيقول : ما لك ؟ فتقول احتلمت وليس لها بعل ـ ثمَّ قال ـ : لا ليس عليهنَّ ذاك ، وقد وضع الله ذلك عليكم قال تعالى : وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا . ولم يقل ذلك لهن . (١)

٣٦ ـ يب : ابن أبي جيّد ، عن ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن زرارة قال : سئل أحدهما عليهما‌السلام عن رجل بدأ بيده قبل وجهه وبرجليه قبل يديه . قال : يبدأ بما بدأ لله به وليعد على ما كان .

٣٧ ـ كا : عليٌّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن مملوك تزوَّج بغير إذن سيّده فقال : ذاك إلى سيّده إن شاء أجازه ، و إن شاء فرَّق بينهما . قلت : أصلحك الله إنَّ الحكم بن عتيبة وإبراهيم النخعيّ وأصحابهما يقولون : إنَّ أصل النكاح فاسد ولا يحلُّ بإجازة السيّد له ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : إنّه لم يعص الله إنّما عصى سيّده فإذا أجازه فهو له جائز .

٣٨ ـ كا : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن الحسن بن الجهم ، قال : قال لي أبو الحسن الرضا عليه‌السلام : يا أبا محمّد ما تقول في رجل يتزوَّج نصرانيّةً على مسلمة ؟ قلت : جعلت فداك وما قولي بين يديك ، قال : لتقولنَّ ، فإنَّ ذلك يعلم به قولي ، قلت : لا يجوز تزويج النصرانيّة على مسلمة وعلى غير مسلمة ، قال : ولمَ ؟ قلت : لقول

________________________

(١) الاخذ به مشكل لا بد من تأويله ، ولذا حمله الشيخ على أنها رأت في منامها وإذا انتبهت لم تر شيئاً .

٢٧٨
 &

الله عزّ وجلّ : وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ . قال : فما تقول في هذه الآية : وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ ؟ قلت : فقوله : وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ نسخت هذه الآية ؟ فتبسّم ثمَّ سكت .

٣٩ ـ كا : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن أحمد بن عمر ، عن درست الواسطيّ ، عن ابن رئاب ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لا ينبغي نكاح أهل الكتاب . قلت : جعلت فداك وأين تحريمه ؟ قال : قوله : وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ .

٤٠ ـ كا : عليٌّ ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ : وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ . فقال : هذه منسوخة بقوله : وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ .

٤١ ـ يب : الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سألته عن المذي فأمرني بالوضوء منه ، ثمّ أعدت عليه سنةً اُخرى فأمرني بالوضوء منه وقال : إنَّ عليّاً عليه‌السلام أمر المقداد أن يسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واستحيى أن يسأله . فقال : فيه الوضوء . فقلت : وإن لم أتوضّأ ؟ قال : لا بأس به .

٤٢ ـ كا : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليِّ بن الحكم ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما‌السلام أنّه قال : لو لم يحرَّم على الناس أزواج النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لقول الله عزّ وجلّ : وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّـهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا . حرِّم على الحسن والحسين عليهما‌السلام بقول الله تبارك وتعالى اسمه : وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ . ولا يصلح للرجل أن ينكح امرأة جدِّه .

٤٣ ـ كا : الحسين بن محمّد ، عن المعلّى ، عن محمّد بن جمهور ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن سعدان ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قوم هاد . فقال : رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ المنذر ، وعليٌّ ـ عليه‌السلام ـ الهادي ، يا أبا محمّد هل من هاد اليوم ؟ قلت : بلى جعلت فداك ، ما زال منكم هاد من بعد هاد حتّى دفعت إليك ، فقال : رحمك الله يا أبا محمّد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثمَّ مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب والسنّة ، ولكنّه حيٌّ يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى .

٢٧٩
 &

٤٤ ـ ع : سيأتي عن الرضا ، عن أبيه عليهما‌السلام : أنَّ رجلاً سأل أبا عبد الله عليه‌السلام : ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضةً ؟ فقال : إنَّ الله تبارك و تعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولناس دون ناس ، فهو في كلّ زمان جديد وعند كل قوم غضٌّ إلى يوم القيامة .

٤٥ ـ كا : يب : عليٌّ ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن بريد ، عن أبي عمرو الزبيريّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ حين سأله عن أحكام الجهاد ـ فساق الحديث إلى أن قال عليه‌السلام : فمن كان قد تمّت فيه شرائط الله عزّ وجلّ الّتي قد وصف بها أهلها من أصحاب النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مظلوم فهو مأذون له في الجهاد كما أذن لهم ، لأنَّ حكم الله في الأوَّلين والآخرين وفرائضه عليهم سواء ، إلّا من علّة أو حادث يكون ، والأوَّلون والآخرون أيضاً في منع الحوادث شركاء ، والفرائض عليهم واحدة ، يسئل الآخرون عن أداء الفرائض كما يسئل عنه الأوّلون ، ويحاسبون كما يحاسبون به .

٤٦ ـ كا : العدَّة ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليِّ بن الحكم ، عن أبان الأحمر ، عن حمزة بن الطيّار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال لي : اكتب . فأملى عليَّ : انَّ من قولنا : إنَّ الله يحتجُّ على العباد بما آتاهم وعرَّفهم ثمَّ أرسل إليهم رسولاً وأنزل عليهم الكتاب فأمرٌ فيه ونهيٌ ، أمر فيه بالصلاة والصيام . الخبر .

٤٧ ـ يد : العطّار ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رفع عن اُمَّتي تسعة : الخطاء ، والنسيان ، وما أكرهوا عليه ، وما لا يطيقون ، وما لا يعلمون ، وما اضطرّوا إليه ، والحسد ، والطيرة ، والتفكّر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة .

كا : بالإسناد مثله .

٤٨ ـ يد : العطّار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن ابن فرقد ، عن زكريّا بن يحيى ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم .

٤٩ ـ يد : أبي ، عن سعد ، عن الإصبهانيّ ، عن المنقريّ ، عن حفص قال : قال

٢٨٠