الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٦
المشتبهة الّتي يشكل استعلامها ، يقال : عمي عليه الأمر إذا التبس ، ويقال : اجتليت العروس إذا نظرت إليها مجلوّةً ، والمراد بالبصر بصر القلب ، وقوله : مقنّعة صفة اُخرى لعمياء ، أو حال عنها أي مستورة بالاُمور المغيّبة المستورة عن عقول الخلق ، وقال الجزريّ : في حديث عليّ عليهالسلام : إنّ كثيراً من الخطب من شقاشق الشيطان ، الشقشقة : الجلدة الحمراء الّتي يخرجها الجمل العربيّ من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شدقه ، ولا يكون إلّا للعربيّ ، كذا قال الهرويّ ، وفيه نظر شبّه الفصيح المنطيق بالفحل الهادر و لسانه بشقشقته . ثمّ قال : ومنه حديث عليّ عليهالسلام في خطبة له ، تلك شقشقةٌ هدرت ثمّ قرّت . ويروى له شعر فيه : لساناً كشقشقة الأرحبيّ أو كالحسام اليمان الذكر انتهى . فقوله عليهالسلام : لساناً لعلّه مفعول فعل محذوف أي اُظهر أو اُخرج أو اُعطيت ، ويحتمل عطفها على صحيح الفكر ، فحذف العاطف للضرورة ، وقال الفيروزآباديّ : بنو رحب محرّكةً بطن من همدان ، وأرحب قبيلة منهم أو محلّ أو مكان ، ومنه النجائب الأرحبيّات انتهى . فشبّه عليهالسلام لسانه بشقشقة الفحل الأرحبيّ النجيب . وفي النهاية : كالحسام اليمان أي السيف اليمنيّ فإنّ سيوف اليمن كانت مشهورةً بالجودة ، وفي المنقول عنه : البتّار قال الفيروزآباديّ : البتر : القطع أو مستأصلاً ، وسيف باتر وبتّار وبُتار كغراب وقال : الذكر : أيبس الحديد وأجوده ، وهو أذكر منه : أحدّ . والمذكّر من السيف ذو الماء . فتارة اُخرى شبّه عليهالسلام لسانه بالسيف القاطع الأصيل الحديد الّذي هو في غاية الجودة ، و قوله عليهالسلام : أربى أي زاد وضاعف عليها أي كائناً على الهموم . بواهي الدرر جمع باهية من البهاء بمعنى الحسن أي الدرر الحسنة ، وهي مفعول أربى وفاعله الضمير الراجع إلى القلب .
وقوله : مدرب الأصغرين في بعض النسخ بالذال المعجمة ، يقال : في لسانه ذرابةٌ أي حدّةٌ وفي بعضها بالدال المهملة ، قال الفيروزآبادىّ : المدرَّب كمعظمَّ : المنجّذ ، المجرَّب . والذُّربة بالضمّ : عادة وجرأة على الأمر ، وقال : الأصغران : القلب واللّسان . وفي بعض النسخ : أقيس بما قد مضى ماغبر .
٢ ـ غو ، ل ، ف : في خبر الحقوق عن زين العابدين عليهالسلام قال : وأمّا حقّ رعيّتك
بالعلم فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ إنّما جعلك قيّماً لهم فيما آتاك من العلم ، وفتح لك من خزائنه ، فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم ، زادك الله من فضله ، وإن أنت منعت الناس علمك وخرقت بهم عند طلبهم العلم كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يسلبك العلم وبهاءه ، ويسقط من القلوب محلّك .
بيان : الخرق : ترك الرفق ، والغلظة ، والسفاهة . والضجر : التبرّم وضيق القلب عن كثرة السؤال .
٣ ـ أقول : وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن عليّ الجبائيّ رحمه الله نقلاً من خطّ الشهيد قدّس سرّه ، عن يوسف بن جابر ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : لعن رسول الله صلىاللهعليهوآله من نظر إلى فرج إمرأة لاتحلّ له ، ورجلاً خان أخاه في إمرأته ، ورجلاً احتاج الناس إليه ليفقّههم فسألهم الرشوة .
٤ ـ الدرة الباهرة : قال الصادق عليهالسلام : من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع ، والمعارضة قبل أن يفهم ، والحكم بما لا يعلم .
٥ ـ منية المريد : عن محمّد بن سنان رفعه قال : قال عيسى بن مريم عليهالسلام : يا معشر الحواريّين (١) لي إليكم حاجة فاقضوها لي . قالوا : قُضيت حاجتك يا روح الله ، فقام فغسل أقدامهم ، فقالوا : كنّا نحن أحقّ بهذا يا روح الله ، فقال : إن أحقّ الناس بالخدمة العالم ، إنّما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ، ثمّ قال عيسى عليهالسلام : بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبّر ، كذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل .
٦ ـ وعن أبي عبد الله عليهالسلام في هذه الآية : ولا تصعّر خدّك للناس . قال : ليكن الناس عندك في العلم سواء .
٧ ـ وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله ليّنوا تعلّمون ولمن تتعلّمون منه .
٨ ـ وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لأصحابه : إنّ الناس لكم تبع وإنّ رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقّهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً .
٩ ـ وقال رحمه الله : يدعو عند خروجه مريداً للدرس بالدعاء المرويّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله
________________________
(١) حواري الرجل : خاصته وناصره وخليله .
اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن أضلّ أو اُضل ّ ، وأزلّ أو اُزلّ ، وأظلم أو اُظلم ، وأجهل أو يجهل عليّ ، عزّ جارك ، وتقدّست أسماؤك ، وجلّ ثناؤك ، ولا إله غيرك . ثمّ يقول : بسم الله ، حَسْبِيَ اللَّـهُ ، توكّلت على الله ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، اللّهمّ ثبّت جناني ، وأدر الحقّ على لساني .
١٠ ـ وقال ناقلاً عن بعض العلماء : يقول قبل الدرس : اللّهم إنّي أعوذ بك أن أضلّ أو اُضلّ ، أو أزلّ أو اُزلّ ، أو أظلم أو اُظلم ، أو أجهل أو يجهل عليّ ، اللّهمَّ انفعني بما علّمتني ، وعلّمني ما ينفعني ، وزدني علماً ، والحمد لله على كلّ حال ، اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشعُ ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعاء لا تسمع .
١١ ـ وروي أنّ من اجتمع مع جماعة ودعا يكون من دعائه : اللّهمَّ اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنَّتك ، ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا ، اللّهمَّ متّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوَّتنا (١) ما أحييتنا ، واجعلها الوارث منّا ، واجعل ثارنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل دنيانا أكبر همّنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا .
١٢ ـ وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنّ الله يحبّ الصوت الخفيض ، ويبغض الصوت الرفيع .
١٣ ـ وروي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان إذا فرغ من حديثه وأراد أن يقوم من مجلسه يقول : اللّهمَّ اغفر لنا ما أخطأنا وما تعمّدنا وما أسررنا وما أعلنّا وما أنت أعلم به منّا أنت المقدّم وأنت المؤخّر لا إله إلّا أنت . ويقول إذا قام من مجلسه : سبحانك اللّهمّ و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلّا أنت أستغفرك وأتوب إليك ، سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين . رواه جماعة من فعل النبيّ صلىاللهعليهوآله .
١٤ ـ وفي بعض الروايات أنّ الثلاث آيات كفّارة المجلس .
١٥ ـ وروي أنّ أنصاريّاً جاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله يسأله ، وجاء رجل من ثقيف ، فقال
________________________
(١) وفي نسخة : وقوتنا .
رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أخا ثقيف إنّ الأنصاريّ قد سبقك بالمسألة فاجلس كيما نبدئ بحاجة الأنصاريّ قبل حاجتك .
( باب ١٣ )
* ( النهي عن كتمان العلم والخيانة وجواز الكتمان عن غير أهله ) *
الايات ، البقرة : وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ٤٢ « وقال تعالى » : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ١٥٩ « وقال تعالى » : الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٤٦ « وقال تعالى » : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ ١٧٤
آل عمران : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ٧١ « وقال تعالى » : وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ١٨٧
١ ـ جا : ابن قولويه ، عن ابيه ، عن سعد ، عن البرقيّ ، عن سليمان بن سلمة ، عن ابن غزوان ، وعيسى بن أبي منصور ، عن ابن تغلب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمّه لنا عبادة ، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله . ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : يجب أن يكتب هذا الحديث بماء الذهب .
٢ ـ م : في قوله تعالى : هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ قال : بيان وشفاءٌ للمتّقين من شيعة محمّد و عليّ ـ صلوات الله عليهما ـ ، إنّهم اتّقوا أنواع الكفر فتركوها ، واتّقوا الذنوب الموبقات (١) فرفضوها ، واتّقوا إظهار أسرار الله تعالى وأسرار أزكياء عباده الأوصياء بعد محمّد صلىاللهعليهوآله فكتموها ، واتّقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقّين لها وفيهم نشروها .
٣ ـ ج : عن عبد الله بن سليمان ، قال كنت عند أبي جعفر عليهالسلام ، فقال له رجل من
________________________
(١) الموبقات أي المهلكات .
أهل البصرة يقال له : عثمان الأعمى : إنّ الحسن البصريّ (١) يزعم أنّ الّذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم من يدخل النار . فقال أبو جعفر عليهالسلام : فهلك إذاً مؤمن آل فرعون والله مدحه بذلك ، وما زال العلم مكتوماً منذ بعث الله عزّ وجلّ رسوله نوحاً ، فليذهب الحسن يميناً وشمالاً فوالله ما يوجد العلم إلّا ههنا ، وكان عليهالسلام يقول : محنة الناس علينا عظيمةٌ ، إن دعونا هم لم يجيبونا ، وإن تركنا هم لم يهتدوا بغيرنا (٢) .
٤ ـ لى : ابن شاذويه المؤدّب ، عن محمّد الحميريّ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة ، عن مدرك بن الهزهاز ، قال : قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام : يا مدرك رحم الله عبداً اجترّ مودّة الناس إلينا فحدّثهم بما يعرفون ، وترك ما ينكرون (٣) .
ل : أبي ، عن سعد ، عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، مثله .
٥ ـ كش : آدم بن محمّد ، عن عليّ بن محمّد الدقّاق ، عن محمّد بن موسى السمّان ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أخيه جعفر ، قال : كنّا عند أبي الحسن الرضا عليهالسلام وعنده
________________________
(١) هو الحسن بن يسار أبو سعيد بن أبي الحسن البصري الانصاري ، نقل عن ابن حجر أنه قال في التقريب في حقه : ثقة فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس ، وكان يروى عن جماعة لم يسمع منهم ويقول : حدثنا إنتهى . وقال تلميذه ابن أبي العوجاء الدهري في حقه ـ لما قيل له : لم تركت مذهب صاحبك ؟ ودخلت فيما لا أصل له ولا حقيقة ـ ما لفظه : إن صاحبي كان مخلطا ، كان يقول طوراً بالقدر وطوراً بالجبر ، وما أعلمه اعتقد مذهباً دام عليه . وقال ابن أبي الحديد : وممن قيل أنه كان يبغض عليا عليه السلام ويذمه : الحسن البصري ، روى عنه حماد بن سلمة أنه قال : لو كان علي يأكل الحشف في المدينة لكان خيرا له مما دخل فيه ، وروى عنه أنه كان من المخذلين عن نصرته . أقول : روى الكشي في ص ٦٤ من رجاله عن علي بن محمد بن قتيبة قال : سئل أبو محمد الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية فقال : الربيع بن خيثم ، وهرم بن حنان ، واويس القرني ، وعامر بن عبد قيس ، فكانوا مع علي عليه السلام ومن أصحابه ، كانوا زهادا أتقياء ، وأما أبومسلم فانه كان فاجرا مرائيا وكان صاحب معاوية ، وهو الذي يحث الناس على قتال علي عليه السلام « إلى أن قال » : والحسن كان يلقى أهل كل فرقة بما يهون ، ويتصنع للرئاسة وكان رئيس القدرية . انتهى . ووردت أخبار متعددة في ذمه وتأتي ان شاء الله في محله ، مات في رجب ١١٠ وله ٨٩ سنة . وياتي الحديث بسند آخر تحت الرقم ٢٧ .
(٢) يأتي الحديث في الرقم ١٣ من الباب الاتي عن البصائر .
(٣) يأتي الحديث بتمامه عن أمالي المفيد تحت الرقم ١٥ .
يونس بن عبد الرحمن إذ استأذن عليه قوم من أهل البصرة ، فأومأ أبو الحسن عليهالسلام إلى يونس : ادخل البيت ، فإذا بيت مسبل عليه ستر ، وإيّاك أن تتحرّك حتّى يؤذن لك ، فدخل البصريّون فأكثروا من الوقيعة والقول في يونس (١) ، وأبو الحسن عليهالسلام مطرق حتّى لمّا أكثروا ، فقاموا وودّعوا وخرجوا ، فأذن يونس بالخروج فخرج باكياً ، فقال : جعلني الله فداك إنّي اُحامي عن هذه المقالة ، وهذه حالي عند أصحابي ، فقال له أبو الحسن عليهالسلام : يا يونس فما عليك ممّا يقولون إذا كان إمامك عنك راضياً ؟ يا يونس حدّث الناس بما يعرفون ، واتركهم ممّا ، لا يعرفون كأنّك تريد أن تكذب على الله في عرشه ، يا يونس و ما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درّة ثمّ قال الناس : بعرة ، أو بعرة وقال الناس : درّة ، هل ينفعك شيئاً ؟ فقلت : لا ، فقال : هكذا أنت يا يونس ، إذا كنت على الصواب وكان إمامك عنك راضياً لم يضرّك ما قال الناس .
٦ ـ كش : حمدويه عن اليقطينيّ ، عن يونس ، قال : العبد الصالح عليهالسلام يا يونس ارفق بهم ، فإنّ كلامك يدقُّ عليهم قال : قلت : إنّهم يقولون لي : زنديق ، قال لي : ما يضرّك أن تكون في يديك لؤلؤةٌ فيقول لك الناس : هي حصاة ، وما كان ينفعك إذا كان في يدك حصاة فيقول الناس : هي لؤلؤةٌ .
٧ ـ مع ، لى : الورّاق ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ ، عن الحسين ابن سعيد ، عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول ، عن جميل بن صالح ، عن الصادق ، عن آبائه عن النبيّ صلوات الله عليهم قال : إنّ عيسى بن مريم قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل لا تحدّثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها (٢) ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم ، الخبر .
٨ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن هاشم ، عن ابن مرّار ، عن يونس ، عن غير واحد ، عن الصادق عليهالسلام قال : قام عيسى بن مريم عليهالسلام خطيباً في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل ، لا تحدّثوا الجهّال بالحكمة فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم .
________________________
(١) أي فاكثروا من السب والعيب والغيبة .
(٢) لان الجهال ليست لهم أهلية ذلك فبيان الحكمة وحديثها لهم وضعها في غير موضعها ومحلها .
٩ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن البرقيّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : قوام الدين بأربعة : بعالم ناطق مستعمل له ، وبغنيّ لا يبخل بفضله على أهل دين الله ، وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه ، و بجاهل لا يتكبّر عن طلب العلم ، فإذا كتم العالم علمه ، وبخل الغنيّ بماله ، وباع الفقير آخرته بدنياه ، واستكبر الجاهل عن طلب العلم ، رجعت الدنيا إلى ورائها القهقرى ، فلا تغرّنّكم كثرة المساجد وأجساد قوم مختلفة ، قيل : يا أمير المؤمنين كيف العيش في ذلك الزمان ؟ فقال : خالطوهم بالبرّانيّة ـ يعني في الظاهر ـ وخالفوهم في الباطن ، للمرء ما اكتسب ، وهو مع من أحبّ ، وانتظروا مع ذلك الفرج من الله عزّ وجلّ .
١٠ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن العبيديّ ، عن الدهقان ، عن درست ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أربعة يذهبن ضياعاً : مودّةٌ تمنحها من لا وفاء له ، ومعروف عند من لا يشكر له ، وعلم عند من لا استماع له ، وسرّ تودعه عند من لا حصافة له .
بيان : قال الفيروزآباديّ : حصف ككرم : استحكم عقله فهو حصيف ، وأحصف الأمر : أحكمه ، وفي بعض النسخ من لا حفاظ له .
١١ ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من نكث بيعةً أو رفع لواء ضلالة أو كتم علماً أو اعتقل (١) مالاً ظلماً أو أعان ظالماً على ظلمه وهو يعلم أنّه ظالم فقد برىء من الإسلام .
١٢ ـ كنز الكراجكي : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : من كتم علماً فكأنّه جاهل .
١٣ ـ وقال عليهالسلام : الجواد من بذل ما يضنّ بمثله (٢) .
١٤ ـ منية المريد : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قرأت في كتاب عليّ عليهالسلام أنّ الله لم يأخذ على الجهّال عهداً بطلب العلم حتّى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهّال لأنّ العلم كان قبل الجهل . (٣)
________________________
(١) أي حبس .
(٢) أي ما يبخل بمثله ، او ما يختص به لنفاستها .
(٣) أورده الكليني مسندا في كتابه الكافي في باب بذل العلم باسناده عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن حازم ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام .
١٥ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبي عليّ محمّد بن همام الإسكافيّ ، عن الحميريّ عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن حديد ، عن ابن عميرة ، عن مدرك بن الهزهاز قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام : يا مدرك إنّ أمرنا ليس بقبوله فقط ، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، اقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته ، وقل لهم : رحم الله امرءاً اجترّ مودّة الناس إلينا فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون . (١)
بيان : قال الفيروزآباديّ : قرأ عليه : أبلغه ، كأقرأه ، ولا يقال : أقرأه إلّا إذا كان السلام مكتوباً .
١٦ ـ كش : القتيبيّ ، عن أبي جعفر البصريّ (٢) ، قال : دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضا عليهالسلام فشكى إليه ما يلقى من أصحابه من الوقيعة ، فقال الرضا عليهالسلام : دارهم فإنّ عقولهم لا تبلغ (٣) .
١٧ ـ ما : المفيد ، عن عليّ بن خالد المراغيّ ، عن الحسن بن عليّ بن عمرو الكوفيّ ، عن القاسم بن محمّد بن حمّاد الدلّال ، عن عبيد بن يعيش ، عن مصعب بن سلام ، عن أبي سعيد ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : تناصحوا في العلم فإنّ خيانة أحدكم في علمه أشدّ من خيانته في ماله ، وإنّ الله مسائلكم يوم القيامة .
١٨ ـ ما : بإسناد أخي دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا خير في علم إلّا لمستمع واع أو عالم ناطق .
١٩ ـ ما : الحفّار ، عن إسماعيل ، عن محمّد بن غالب بن حرب ، عن عليّ بن أبي طالب البزّاز ، عن موسى بن عمير الكوفيّ ، عن الحكيم بن إبراهيم ، عن الأسود بن يزيد ، عن عبد الله ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أيّما رجل آتاه الله علماً فكتمه وهو يعلمه لقى الله عزّ وجلّ يوم القيامة ملجماً بلجام من نار .
________________________
(١) تقدم ذيله تحت الرقم ٤ .
(٢) هو محمد بن الحسن بن شمون .
(٣) تقدم عن الكشي نحوه مفصلا تحت الرقم ٥ .
٢٠ ـ كش : جبرئيل بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبد الله بن جبلة ، عن ذريح (١) المحاربيّ ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن جابر الجعفيّ وما روى ، فلم يجبني وأظنّه قال : سألته بجمع فلم يجبني فسألته الثالثة فقال لي : يا ذريح دع ذكر جابر ، فانّ السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شنّعوا أو قال : أذاعوا (٢) .
٢١ ـ كش : عليّ بن محمد ، عن محمّد بن أحمد ، عن ابن يزيد ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة ، عن ، جابر ، قال : رويت خمسين ألف حديث ما سمعه أحد منّي .
٢٢ ـ كش : جبرئيل بن أحمد ، عن اليقطينيّ ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أبي جميلة عن جابر ، قال : حدّثني أبو جعفر عليهالسلام تسعين ألف حديث لم اُحدّث بها أحداً قطّ ، ولا اُحدّث بها أحداً أبداً ، قال جابر : فقلت لأبي جعفر عليهالسلام : جعلت فداك إنّك قد حملتني وقراً عظيماً بما حدّثتني به من سرّكم الّذي لا اُحدّث به أحداً ، فربّما جاش في صدري حتّى يأخذني منه شبه الجنون ، قال : يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبال (٣) : فاحفر حفيرةً ودلّ رأسك فيها ، ثمّ قل : حدّثني محمّد بن عليّ بكذا وكذا .
٢٣ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل الشيبانيّ ، عن محمّد بن صالح بن فيض العجليّ ، عن أبيه ، عن عبد العظيم الحسنيّ ، عن محمّد بن عليّ الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّا اُمرنا معاشر الأنبياء أن نكلّم الناس بقدر عقولهم ، قال : فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرنا بإقامة الفرائض .
٢٤ ـ يد : ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن عيسى ، عن عليّ بن سيف بن عميرة ، عن محمّد بن عبيد ، قال : دخلت على الرضا عليهالسلام فقال لي : قل للعبّاسيّ : يكفّ عن الكلام في التوحيد وغيره ، ويكلّم الناس بما يعرفون ، ويكفَّ عمّا ينكرون وإذا سألوك عن التوحيد فقل ـ كما قال الله عزّ وجلّ : قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ اللَّـهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ . وإذا سألوك عن الكيفيّة فقل : ـ كما قال الله عزّ وجلّ ـ : لَيْسَ كَمِثْلِهِ
________________________
(١) وزان أمير ترجمه النجاشي في ص ١١٧ من رجاله قال : ذريح بن يزيد أبو الوليد المحاربي عربي من بني محارب بن خصفة ، روى أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، ذكره ابن عقدة وابن نوح ، له كتاب يرويه عدة من أصحابنا .
(٢) يأتي الحديث مع اختلاف في ألفاظه تحت الرقم ٥٠ . |
(٣) وفي نسخة الجبّان . |
شَيْءٌ . وإذا سألوك عن السمع فقل ـ كما قال الله عزّ وجلّ ـ : هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . كلّم الناس بما يعرفون .
٢٥ ـ شى : عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سئل عن الاُمور العظام الّتي تكون ممّا لم تكن فقال : لم يأن أوان كشفها بعد ، وذلك قوله : بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله .
٢٦ ـ شى : عن حمران ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الاُمور العظام : من الرجعة وغيرها ، فقال : إنَّ هذا الّذي تسألوني عنه لم يأت أوانه قال الله : بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله .
٢٧ ـ ير : محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن الحسين بن عثمان ، عن يحيى الحلبيّ عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رجل ـ وأنا عنده ـ : إنّ الحسن البصريّ يروي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من كتم علماً جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من النار . قال : كذب ويحه فأين قول الله ؟ : وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ . ثمّ مدّ بها أبو جعفر عليهالسلام صوته فقال : ليذهبوا حيث شاؤوا ، أما والله لا يجدون العلم إلّا ههنا ، ثمَّ سكت ساعةً ، ثمَّ قال أبو جعفر عليهالسلام : عند آل محمّد (١) .
اقول : قد أوردنا بعض أسانيد هذا الخبر في باب من يجوز أخذ العلم منه ، وكثيراً من الأخبار في باب أنَّ علمهم صعب مستصب .
٢٨ ـ كش : جبرئيل بن أحمد ، عن الشجاعيّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام وأنا شابٌّ فقال : من أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة جئتك لطلب العلم ، فدفع إليّ كتاباً وقال لي : إن أنت حدّثت به حتّى تهلك بنو اُميّة فعليك لعنتي ولعنة آبائي ، وإن أنت كتمت منه شيئاً بعد هلاك بني اُميّة فعليك لعنتي ولعنة آبائي ، ثمّ دفع إليّ كتاباً آخر ثمَّ قال : وهاك هذا ، فإن حدّثت بشيء منه أبداً فعليك لعنتي ولعنة آبائي .
٢٩ ـ كش : آدم بن محمّد البلخيّ ، عن عليّ بن الحسن بن هارون ، عن عليّ بن أحمد ،
________________________
(١) تقدم الحديث باسناد آخر تحت الرقم ٣ .
عن عليّ بن سليمان ، عن ابن فضّال ، عن عليّ بن حسّان ، عن المفضّل ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن تفسير جابر قال : لا تحدّث به السفلة فيذيعونه ، أما تقرأ في كتاب الله عزّ وجلّ : فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ . إنّ منّا إماماً مستتراً فإذا أراد الله إظهار أمره نكث في قلبه فظهر فقام بأمر الله .
بيان : لعلّ المراد أنّ تلك الأسرار إنّما تظهر عند قيام القائم عليهالسلام ورفع التقيّة ، ويحتمل أن يكون الاستشهاد بالآية لبيان عسر فهم تلك العلوم التي يظهرها القائم عليهالسلام وشدّتها على الكافرين ، كما يدلّ عليه تمام الآية وما بعدها .
٣٠ ـ ير : سلمة بن الخطّاب ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : خالطوا الناس بما يعرفون ، ودعوهم ممّا ينكرون ، ولا تحملوا على أنفسكم وعلينا ، إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملك مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .
٣١ ـ ير : محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن جابر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ أمرنا سرّ مستتر ، وسرّ لا يفيده إلّا سرّ ، وسرّ على سرّ ، وسرّ مقنّع بسرّ .
٣٢ ـ ير : محمّد بن أحمد ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيّ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي اليسر ، عن زيد بن المعدّل ، عن أبان بن عثمان ، قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ أمرنا هذا مستور مقنّع بالميثاق ، من هتكه أذلّه الله .
٣٣ ـ ير : روي عن ابن محبوب ، عن مرازم ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ أمرنا هو الحقّ ، وحقّ الحقّ ، وهو الظاهر ، وباطن الظاهر ، وباطن الباطن ، وهو السرّ ، وسرّ السرّ ، وسرّ المستسرّ (١) ، وسرّ مقنّع بالسرّ .
٣٤ ـ ير : ابن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن حفص التمّار قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام ، أيّام صلب المعلّى بن الخنيس قال : فقال لي : يا حفص إنّي أمرت المعلّى بن خنيس بأمر فخالفني فابتلى بالحديد ، إنّي نظرت إليه
________________________
(١) وفي نسخة : وسرّ المستتر .
يوماً وهو كئيب حزين ، فقلت له : مالك يا معلّى ؟ كأنّك ذكرت أهلك ومالك وولدك وعيالك ، قال : أجل ، قلت : ادن منّي ، فدنا منّي ، فمسحت وجهه ، فقلت : أين تراك ؟ قال أراني في بيتي ، هذه زوجتي ، وهذا ولدي ، فتركته حتّى تملّأ منهم ، واستترت منهم حتّى نال منها ماينال الرجل من أهله ، ثمّ قلت له : ادن منّي فدنا منّي ، فمسحت وجهه ، فقلت : أين تراك ؟ فقال : أراني معك في المدينة ، هذا بيتك ، قال : قلت له : يا معلّى إنّ لنا حديثاً ، من حفظ علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه . يا معلّى لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا ، إن شاؤوا منّوا عليكم ، وإن شاؤوا قتلوكم . يا معلّى إنّه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نوراً بين عينيه ، ورزقه الله العزّة في الناس ، ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتّى يعضّه السلاح أو يموت كبلاً (١) . يا معلّى بن خنيس وأنت مقتول فاستعدَّ .
كش : إبراهيم بن محمّد بن العبّاس ، عن أحمد بن إدريس ، عن الأشعريّ ، عن ابن أبي الخطّاب ، مثله .
٣٥ ـ سن : ابن يزيد ، عن محمّد بن جمهور القميّ ، رفعه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا ظهرت البدعة في اُمّتي فليظهر العالم علمه ، فإن لم يفعل فعليه لعنة الله .
غو : مثله مرسلاً .
٣٦ ـ سن : أبي ، عن عبد الله بن المغيرة ، ومحمّد بن سنان ، وطلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال عليهالسلام : إنّ العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحاً ، تلعنه كلّ دابّة حتّى دوابّ الأرض الصغار .
٣٧ ـ م : قال أبو محمّد العسكريّ عليهالسلام : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من سئل عن علم فكتمه حيث يجب إظهاره ، وتزول عنه التقيّة جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من النار ، وقال أمير المؤمنين : إذا كتم العالم العلم أهله ، وزها (٢) الجاهل في تعلّم ما لا بدّ منه ، وبخل الغنيّ بمعروفه ، وباع الفقير دينه بدنيا غيره جلّ البلاء وعظم العقاب .
________________________
(١) الكبل بفتح الكاف وكسر الباء وسكون الواو : القيد . الحبس .
(٢) الزهو : الفخر .
بيان : أقول بهذا الخبر يجمع بين أخبار هذا الباب ، والّذي يظهر من جميع الأخبار إذا جمع بعضها مع بعض أنّ كتمان العلم عن أهله وعمّن لا ينكره ولا يخاف منه الضرر مذموم ، وفي كثير من الموارد محرّم . وفي مقام التقيّة ، وخوف الضرر ، أو الإنكار وعدم القبول ، لضعف العقل أو عدم الفهم وحيرة المستمع ، لا يجوز إظهاره ، بل يجب أن يحمل على الناس ما تطيقه عقولهم ، ولا تأبى عنه أحلامهم .
٣٨ ـ سن : بعض أصحابنا ، عن أبي بكر الحضرميّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة فيكتب الله بها إيماناً في قلب آخر ، فيغفر لهما جميعاً .
٣٩ ـ غط : قرقارة ، عن أبي حاتم ، عن محمّد بن يزيد الآدميّ ـ بغداديّ عابد ـ ، عن يحيى بن سليم الطائفيّ ، عن سميل بن عبّاد ، قال : سمعت أبا الطفيل يقول : سمعت عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام يقول : أظلّكم فتنة مظلمة عمياء مكتنفة لا ينجو منها إلّا النومة ، قيل : يا أبا الحسن وما النومة ؟ قال : الّذي لا يعرف الناس ما في نفسه .
بيان : قال الجزريّ : في حديث عليّ عليهالسلام وذكر آخر الزمان والفتن ثمّ قال : خير ذلك الزمان كلّ مؤمن نومة ، النومة بوزن الهمزة : الخامل الذكر الّذي لا يؤبه له (١) . وقيل : الغامض في الناس الّذي لا يعرف الشرّ وأهله ، وقيل : النومة بالتحريك : الكثير النوم ، فأمّا الخامل الّذي لا يوبه له فهو بالتسكين . ومن الأوّل حديث ابن عبّاس أنّه قال لعليّ عليهالسلام : ما النومة ؟ قال الّذي يسكت في الفتنة فلا يبدو منه شيءٌ .
٤٠ ـ سن : أبي ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن حسين بن المختار ، عن أبي اُسامة زيد الشحّام ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : اُمر الناس بخصلتين فضيّعوهما فصاروا منهما على غير شيء : كثرة الصبر ، والكتمان .
٤١ ـ سن : أبي ، عن عبد الله بن يحيى ، عن حريز بن عبد الله السجستانيّ ، عن معلّى ابن خنيس ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : يا معلّى ، اكتم أمرنا ولا تذعه ، فإنّه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزّه الله في الدنيا ، وجعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنّة . يا معلّى من أذاع حديثنا وأمرنا ولم يكتمها أذلّه الله في الدنيا ، ونزع النور من
________________________
(١) في الصحاح : يقال : فلان لا يؤبه به ولا يوبه له أي يبالى به .
بين عينيه في الآخره : وجعله ظلمةً يقوده إلى النار ، يا معلّى إنّ التقيّة ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقيّة له . يا معلّى إنّ الله يحبّ أن يعبد في السرّ كما يحبّ أن يعبد في العلانية . يا معلّى إنّ المذيع لأمرنا كالجاحد به .
٤٢ ـ كش : أحمد بن عليّ السكريّ ، عن الحسين بن عبد الله ، عن ابن اُورمة (١) عن ابن يزيد . عن ابن عميرة ، عن المفضّل ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام يوم صلب فيه المعلّى فقلت له : يا ابن رسول الله ، ألا ترى هذا الخطب الجليل الّذي نزل بالشيعة في هذا اليوم ؟ قال : وما هو ؟ قال : قلت : قتل المعلّى بن خنيس قال : رحم الله المعلّى قد كنت أتوقّع ذلك لأنّه أذاع سرّنا ، وليس الناصب لنا حرباً بأعظم مؤونةً علينا من المذيع علينا سرّنا . فمن أذاع سرّنا إلى غير أهله لم يفارق الدنيا حتّى يعضّه السلاح أو يموت بخبل (٢) .
٤٣ ـ سن : ابن الديلميّ ، عن داود الرقّيّ ، ومفضّل ، وفضيل ، قال : كنّا جماعة عند أبي عبد الله عليهالسلام في منزله يحدّثنا في أشياء ، فلمّا انصرفنا وقف على باب منزله قبل أن يدخل ، ثمّ أقبل علينا فقال : رحمكم الله لا تذيعوا أمرنا ولا تحدّثوا به إلّا أهله ، فإنّ المذيع علينا سرّنا أشدّ علينا مؤونة من عدوّنا ، انصرفوا رحمكم الله ولا تذيعوا سرّنا .
٤٤ ـ سن : ابن سنان ، عن إسحاق بن عمّار قال : تلا أبو عبد الله عليهالسلام هذه الآية : ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ . فقال : والله ماضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم بأسيافهم ، ولكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها ، فأخذوا عليها ، فقتلوا ، فصار ذلك قتلاً واعتداءاً ومعصيةً .
شى : عن إسحاق مثله .
٤٥ ـ سن : إبن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال ما قتلنا من أذاع حديثنا خطأً ولكن قتلنا قتل عمد .
٤٦ ـ سن : أبي ، عن القاسم بن محمّد ، عن أبان ، عن ضريس ، عن عبد الواحد بن
________________________
(١) بضم الهمزة وسكون الواو وفتح الراء المهملة ، هو احمد بن اورمة أبو جعفر القمي ، شيخ ، متعبد ، كثير الرواية ، ذوتصانيف كثيرة ، رماه القميون بالغلو غير أن في كتبه كتاب الرد على الغلات .
(٢) الخبل بالتحريك : فساد الاعضاء والفالج وقطع الايدي والارجل .
المختار ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لو أنّ لألسنتكم أوكية (١) لحدّث كلّ امرء بما له .
٤٧ ـ سن : أبي ، عن بكر بن محمّد الأزديّ ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما لنا لن تخبرنا بما يكون كما كان عليٌّ عليهالسلام يخبر أصحابه ، فقال : بلى والله ، ولكن هات حديثاً واحداً حدّثتكه فكتمته ؟ فقال أبو بصير : فوالله ما وجدت حديثاً واحداً كتمته .
٤٨ ـ سن : أبي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حسين بن مختار ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن حديث كثير ، فقال : هل كتمت عليّ شيئاً قطّ ؟ فبقيت أتذكّر ، فلمّا رأى ما بي قال : أمّا ما حدّثت به أصحابك فلا بأس ، إنّما الإذاعة أن تحدّث به غير أصحابك .
٤٩ ـ شى : عن محمّد بن عجلان قال : سمعته يقول : إنّ الله عيّر قوماً بالإذاعة فقال : وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ . فإيّاكم والإذاعة .
٥٠ ـ كش : روي عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن جبلة ، عن ذريح المحاربيّ قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام بالمدينة : ما تقول في أحاديث جابر ؟ فقال : تلقاني بمكّة ، قال : فلقيته بمنى ، فقال لي : ما تصنع بأحاديث جابر ؟ اُله عن أحاديث جابر ، فإنّها إذا وقعت إلى السفلة أذاعوها . (٢)
٥١ ـ كش : محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن بعض أصحابنا ، عن داود بن كثير ، قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : يا داود إذا حدّثت عنّا بالحديث فاشتهرت به فأنكره .
٥٢ ـ كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد ابن منصور ، عن عليّ بن سويد السائيّ قال : كتب إليّ أبو الحسن موسى عليهالسلام وهو في الحبس : لا تفش ما استكتمتك ، اُخبرك أنّ من أوجب حقّ أخيك أن لا تكتمه شيئاً ينفعه لا من دنياه ولا من آخرته .
________________________
(١) جمع الوكاء وهو ربط القربة ونحوها .
(٢) تقدم الحديث مع اختلاف في ألفاظه تحت الرقم ٢٠ وذكرنا هنا ترجمة مختصرة لذريح .
٥٣ ـ شى : عن ابن أبي عمير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ في عليّ عليهالسلام .
٥٤ ـ شى : عن حمران ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ . يعني بذلك نحن ، والله المستعان .
٥٥ ـ شى : عن زيد الشحّام قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن عذاب القبر قال : إنّ أبا جعفر عليهالسلام حدّثنا أنّ رجلاً أتى سلمان الفارسيّ فقال : حدِّثني ، فسكت عنه ، ثمّ عاد فسكت ، فأدبر الرجل وهو يقول ويتلو هذه الآية : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ . فقال له : أقبل إنّا لو وجدنا أميناً لحدّثناه ، ولكن أعدّ لمنكر ونكير إذا أتياك في القبر فسألاك عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فإن شككت أو التويت ضرباك على رأسك بمطرقة (١) معهما ، تصير منه رماداً ، فقلت : ثمّ مه ؟ قال : تعود ثمّ تعذّب ، قلت : وما منكر ونكير ؟ قال : هما قعيدا القبر قلت : أملكان يعذّبان الناس في قبورهم ؟ فقال : نعم .
بيان : قال الجزريّ : القعيد : الّذي يصاحبك في قعودك ، فعيل بمعنى مفاعل .
٥٦ ـ شى : عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قالت : قلت له : أخبرني عن قوله : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ . قال : نحن يعني بها ، وَاللَّـهُ الْمُسْتَعَانُ ، إنّ الرجل منّا إذا صارت إليه لم يكن له أو لم يسعه إلّا أن يبيّن للناس من يكون بعده . (٢)
٥٧ ـ ورواه محمّد بن مسلم قال : هم أهل الكتاب .
٥٨ ـ شى : عن عبد الله بن بكير ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ . قال : نحن هم . وقد قالوا : هوامّ الأرض .
بيان : ضمير « هم » راجع إلى اللّاعنين . قوله : وقد قالوا إمّا كلامه عليهالسلام فضمير
________________________
(١) آلة من حديد ونحوه يضرب بها الحديد ونحوه .
(٢) تقدم مثله عن حمران تحت الرقم ٥٤ .
الجمع راجع إلى العامّة ، أو كلام المؤلّف ، أو الرواة ، فيحتمل إرجاعه إلى أهل البيت عليهمالسلام أيضاً .
٥٩ ـ كتاب النوادر : لعليّ بن أسباط ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : حمّلني حمل الباذل ، قال : فقال لي : إذاً تنفسخ .
بيان : حمل الباذل أي حملاً ثقيلاً من العلم . إذاً تنفسخ أي لا تطيق حمله وتهلك .
٦٠ ـ نى : ابن عقدة ، عن القاسم بن محمّد بن الحسين بن حازم ، عن عبيس بن هشام ، عن ابن جبلة ، عن معروف بن خرّبوذ ، (١) عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أتحبّون أن يكذّب الله ورسوله ؟ حدّثوا الناس بما يعرفون وأمسكوا عمّا ينكرون .
٦١ ـ نى : الحسين بن محمّد ، عن يوسف بن يعقوب ، عن خلف البزّاز ، عن يزيد بن هارون ، عن حميد الطويل قال : سمعت أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا تحدّثوا الناس بما لا يعرفون ، أتحبّون أن يكذّب الله ورسوله ؟ .
٦٢ ـ نى : ابن عقدة ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائنيّ ، عن عبد الأعلى ، قال : قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام : يا عبد الأعلى إنّ احتمال أمرنا ليس معرفته وقبوله إنّ احتمال أمرنا هو صونه وسُترته عمّن ليس من أهله ، فاقرأ هم السلام ورحمة الله ـ يعني الشيعة ـ وقل : قال لكم : رحم الله عبداً استجرّ مودّة الناس إلى نفسه وإلينا ، بأن يظهر لهم ما يعرفون ويكفّ عنهم ما ينكرون . (٢)
٦٣ ـ نى : ابن عقدة ، عن محمّد بن عبد الله ، عن ابن فضّال ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمّار ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام أنّه قال : ليس هذا الأمر معرفته وولايته فقط حتّى تستره عمّن ليس من أهله ، وبحسبكم أن تقولوا ما قلنا ، وتصمتوا عمّا صمتنا ، فإنّكم إذا قلتم ما نقول وسلّمتم لنا فيما سكتنا عنه
________________________
(١) هو معروف بن خربوذ المكي الثقة ، اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ، وأقروا له بالفقه .
(٢) متحد مع الحديث ٦٤ .
فقد آمنتم بمثل ما آمنّا ، وقال الله : فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا . قال عليّ ابن الحسين عليهماالسلام : حدّثوا الناس بما يعرفون ، ولا تحملوهم ما لا يطيقون ، فتغرونهم بنا .
٦٤ ـ نى : ابن عقدة ، عن عبد الواحد ، عن محمّد بن عبّاد ، عن عبد الأعلى قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام : إنّ احتمال أمرنا ستره وصيانته عن غير أهله فاقرأهم السلام ورحمة الله ـ يعني الشيعة ـ وقل لهم : يقول لكم : رحم الله عبداً اجترّ مودّة الناس إليّ وإلى نفسه يحدّثهم بما يعرفون ، ويستر عنهم ما ينكرون (١) .
٦٥ ـ نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن محمّد الدينوريّ ، عن عليّ بن الحسن الكوفيّ ، عن عميرة بنت أوس قالت : حدّثني جدّي الخضر بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن جدّه عمرو ابن سعيد ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال لحذيفة بن اليمان : يا حذيفة لا تحدّث الناس بما لا يعلمون فيطغوا ويكفروا . إنّ من العلم صعباً شديداً محملةً ، لو حملته الجبال عجزت عن حمله ، إنّ علمنا أهل البيت يستنكر ويبطل ، وتقتل رواته ، ويساء إلى من يتلوه بغياً وحسداً لما فضّل الله به عترة الوصيّ وصيّ النبيّ صلىاللهعليهوآله .
٦٦ ـ غو : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : من كتم علماً نافعاً ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار (٢) .
٦٧ ـ وروي عن عليّ عليهالسلام أنّه قال : ما أخذ الله على الجهّال أن يتعلّموا حتّى أخذ على العلماء أن يعلّموا (٣) .
٦٨ ـ وروي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : من احتاج الناس إليه ليفقّههم في دينهم فيسألهم الاُجرة كان حقيقاً على الله تعالى أن يدخله نار جهنّم .
٦٩ ـ غو : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم (٤) .
________________________
(١) الظاهر اتحاده مع الحديث ٦٢ .
(٢) تقدم نحو الحديث مسندا تحت الرقم ١٩ .
(٣) تقدم عن منية المريد تحت الرقم ١٤ ، وأوردنا هنا اسناد الحديث من الكافي . ويأتى بسند آخر تحت الرقم ٨١ .
(٤) تقدم الحديث مع اختلاف وزيادة مسندا تحت الرقم ٧ .
٧٠ ـ نى : ابن عقدة ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن أخويه : أحمد ومحمّد ، عن أبيهما ، عن ثعلبة ، عن أبي كهمش ، عن عمران بن ميثم ، عن مالك بن ضمرة ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام لشيعته : كونوا في الناس كالنحل في الطير ، ليس شيءٌ من الطير إلّا وهو يستضعفها ، ولو يعلم ما في أجوافها لم يفعل بها ما يفعل . خالطوا الناس بأبدانكم ، وزائلوهم بقلوبكم وأعمالكم ، فانّ لكلّ امرىء ما اكتسب من الإثم ، وهو يوم القيامة مع من أحبّ أما أنّكم لن تروا ما تحبّون وما تأملون يا معشر الشيعة حتّى يتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتّى يسمّي بعضكم بعضاً كذّابين ، وحتّى لا يبقى منكم على هذا الأمر إلّا كالكحل في العين ، والملح في الزاد ، وهو أقلّ الزاد .
٧١ ـ ختص : قال أبو الحسن الماضي عليهالسلام : قل الحقّ وإن كان فيه هلاكك فإنّ فيه نجاتك ، ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإنّ فيه هلاكك .
٧٢ ـ وقال الصادق عليهالسلام : ليس منّا من أذاع حديثنا فإنّه قتلنا قتل عمد لا قتل خطأ (١) .
٧٣ ـ ختص : ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن أحمد بن موسى ، عن أبي سعيد الزنجانيّ ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي سعيد المدائنيّ ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : اقرأ موالينا السلام وأعلمهم أن يجعلوا حديثنا في حصون حصينة ، وصدور فقيهة ، وأحلام رزينة ، والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما الشاتم لنا عرضاً والناصب لنا حرباً أشدّ مؤونةً من المذيع علينا حديثنا عند من لا يحتمله .
٧٤ ـ نى : محمّد بن العباس الحسنيّ ، عن ابن البطائنيّ ، عن أبيه ، عن محمّد الحدّاد قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : من أذاع علينا حديثنا هو بمنزلة من جحدنا حقّنا .
٧٥ ـ نى : بهذا الإسناد ، عن البطائنيّ ، عن الحسن بن السريّ قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّي لاُحدّث الرجل الحديث فينطلق فيحدّث به عنّي كما سمعه ، فأستحلُّ به لعنه والبراءة منه .
يريد عليهالسلام بذلك أن يحدّث به من لا يحتمله ولا يصلح أن يسمعه .
________________________
(١) تقدم نحو الحديث مسندا تحت الرقم ٤٥ .
٧٦ ـ نى : بهذا الإسناد ، عن البطائنيّ ، عن القاسم الصيرفيّ ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قوم يزعمون أنّي إمامهم والله ما أنا لهم بإمام ، لعنهم الله كلّما سترت ستراً هتكوه ، أقول : كذا وكذا ، فيقولون : إنّما يعني كذا وكذا ، إنّما إنا إمام من أطاعني .
٧٧ ـ نى : بهذا الإسناد ، عن البطائنيّ ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : سرٌّ أسرَّه الله إلى جبرئيل ، وأسرَّه جبرئيل إلى محمّد صلىاللهعليهوآله ، وأسرَّه محمّد صلىاللهعليهوآله إلى عليّ عليهالسلام ، وأسرَّه عليٌّ عليهالسلام إلى من شاء الله واحداً بعد واحد ، وأنتم تتكلّمون به في الطرق .
٧٨ ـ نى : محمّد بن همّام ، عن سهيل ، عن عبد الله بن العلاء المدائنيّ ، عن إدريس ابن زياد الكوفيّ قال : حدَّثنا بعض شيوخنا ، قال : قال : أخذت بيدك كما أخذ أبو عبد الله بيدي ، وقال لي : يا مفضّل ، إنّ هذا الأمر ليس بالقول فقط لا والله حتّى تصونه كما صانه الله ، وتشرِّفه كما شرِّفه الله وتؤدّي حقّه كما أمر الله .
٧٩ ـ نى : بهذا الإسناد ، عن ابن البطائنيّ ، عن حفص ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال لي : يا حفص حدّثت المعلّى بأشياء فأذاعها فابتلى بالحديد . إنّي قلت له : إنَّ لنا حديثاً من حفظه علينا حفظه الله وحفظ عليه دينه ودنياه ، ومن أذاعه سلبه الله دينه ودنياه . يا معلّى إنّه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نوراً بين عينيه و رزقه العزّ في الناس ، ومن أذاع الصغير من حديثنا لم يمت حتّى يعضّه السلاح ، أو يموت متحيّراً (١) .
٨٠ ـ كش : حمدويه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن ابن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّي أقعد في المسجد فيجيىء الناس فيسألوني فان لم اُجبهم لم يقبلوا منّي ، وأكره أن اُجيبهم بقولكم وما جاء عنكم فقال لي : انظر ما علمت أنّه من قولهم فأخبرهم بذلك .
٨١ ـ أقول : روى الطبرسيّ رحمه الله في مجمع البيان عن الثعلبيّ بإسناده عن الحسن بن عمارة قال : أتيت الزهريّ بعد أن ترك الحديث ، وألفيته (٢) على بابه ، فقلت :
________________________
(١) تقدم الحديث مفصلا عن البصائر تحت الرقم ٣٤ .
(٢) اي وجدته .