بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين أما بعد : فهذا هو المجلد الحادي والعشرون من كتاب بحار الانوار تأليف المولى العلامة الفهامة مولانا محمد باقر بن المولى محمد تقي المجلسي قدس الله روحهما ، وهو يشتمل على كتاب الحج والعمرة ، وشطر من أحوال المدينة ، والجهاد ، والرباط ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وأمثال ذلك.

__________________

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على اعدائهم أجمعين.

وبعد فهذه تعليقات بسيطة سجلنا فيها تخريج الاحاديث ببيان مواضعها في مصادرها المنقول عنها في المتن ، مع بيان معانى بعض الكلمات اللغوية ، أو تعيين بعض الاماكن ، وغير ذلك مما سنحت به الفرصة فسجلناه قربة إلى الله تعالى شأنه ، واحياءا لهذا الاثر النفيس وخدمة لمؤلفه العظيم قدس سره ، وتسهيلا للقراء الكرام ، فان وفقنا وأصبنا الهدف فذلك غاية المعنى ، وان تكن الاخرى فما توفيقنا الا بالله عليه توكلنا واليه ننيب.

١

أبواب الحج والعمرة

١

* ( باب ) *

* « ( انه لم سمى الحج حجا ) » *

١ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى عن أبان بن عثمان ، عمن أخبره قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : لم سمي الحج حجا؟ قال : حج فلان أي أفلح فلان (١).

٢ ـ ع : ابن الوليد : عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن حماد ، مثله (٢)

٢

* ( باب ) *

* « ( وجوب الحج وفضله وعقاب تركه ) » *

* « ( وفيه ذكر بعض أحكام الحج أيضا ) » *

الايات : البقرة : « وأتموا الحج والعمرة لله » (٣).

آل عمران : « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ، ومن

__________________

(١) معانى الاخبار ص ١٧٠ طبع ايران سنة ١٣٧٩ ه. وفيه : قال : الحج الفلاح يقال : حج فلان أى أفلح.

(٢) علل الشرائع ص ٤١١ طبع النجف الاشرف بالمطبعة الحيدرية ١٣٨٣ ه.

(٣) سورة البقرة ، الايه : ١٩٦.

٢

كفرفإن الله غني عن العالمين » (١).

الحج : « وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق » (٢).

١ ـ لى : ابن شاذويه ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن الخشاب ، عن جعفر ابن محمد بن حكيم ، عن زكريا المؤمن ، عن المشعل الاسدي قال : خرجت ذات سنة حاجا فانصرفت إلى أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام فقال : من أين بك يا مشمعل؟ فقلت : جعلت فداك كنت حاجا ، فقال : أو تدري ما للحاج من الثواب؟ فقلت : ما أدري حتى تعلمني فقال : إن العبد إذا طاف بهذا البيت اسبوعا وصلى ركعتيه وسعى بين الصفاف والمروة كتب الله له ستة آلاف حسنة وحط عنه ستة آلاف سيئة ، ورفع له ستة آلاف درجة ، وقضى له ستة آلاف حاجة : للدنيا كذا وادخر له للاخرة كذا ، فقلت له : جعلت فداك إن هذا لكثير فقال : أفلا اخبرك بما هو أكثر من ذلك؟ قال : قلت : بلى فقال عليه‌السلام : لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجة وحجة وحجة حتى عد عشر حجج (٣).

٢ ـ ثو : أبي ، عن الحميري ، عن البرقي ، عن الحسن بن عبدالله بن عمر ، عن عمرو بن يزيد قا ل : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : الحج أفضل من عتق عشر رقبات ، حتى عد سبعين رقبة ، والطواف وركعتاه أفضل من عتق رقبة (٤).

٣ ـ لى : الحسين بن علي بن أحمد الصائغ ، عن أحمد الهمداني ، عن جعفر بن عبدالله ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام قال : صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم بأصحابه الفجر ثم جلس معهم يحدثهم حتى طلعت الشمس ، فجعل الرجل يقوم بعد الرجل حتى لم يبق معه

__________________

(١) سورة آل عمران ، الاية : ٩٧.

(٢) سورة الحج ، الاية : ٢٧.

(٣) أمالى الصدوق ص ٤٩٣ طبع الاسلامية.

(٤) ثواب الاعمال ص ٤٤ طبع بغداد سنة ١٩٦٢ م.

٣

إلا رجلان : أنصاري وثقفي ، فقال لهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد علمت أن لكما حاجة تريد ان تسئلاني عنها ، شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسئلاني ، وإن شئتما فاسئلاني ، قالا : بل تخبرنا أنت يارسول الله فإن ذلك أجلى للعمى وأبعد من الارتياب وأثبت للايمان ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما أنت يا أخا الانصار فانك من قوم يؤثرون على أنفسهم وأنت قروي ، وهذا الثقفي بدوي أفتؤثره بالمسألة؟ فقال : نعم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما أنت يا أخا ثقيف فان جئت تسألني عن وضوئك وصلاتك ومالك فيهما من الثواب ، فاعلم أنك إذا ضربت يدك في الماء و قلت : بسم الله ، تناثرت الذنوب التي اكتسبتها يداك.

فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرهما وفوك بلفظه.

فاذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك.

فاذا مسحت رأسك ، وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قديمك فهذا لك في وضوئك.

فاذا قمت إلى الصلاة وتوجهت وقرأت الكتاب وما تيسر لك من السور ثم ركعت فأتممت ركوعها وسجودها وتشهدت وسلمت ، غفر لك كل ذنب فيما بينك وبين الصلاة التي قدمتها إلى الصلاة المؤخرة فهذا لك في صلاتك.

وأما أنت يا أخا الانصار فانك جئت تسألني ، عن حجك وعمرتك ومالك فيها من الثواب ، فاعلم أنك إذا أنت توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت راحلتك ومضت بك راحتلتك لم تضع راحلتك خفا ولم ترفع خفا إلا كتب الله لك حسنة و محاعنك سيئة. فاذا أحرمت ولبيت كتب الله لك بكل تلبية عشر حسنات ومحا عنك عشر سيئات.

فاذا طفت بالبيت اسبوعا كان لك بذلك عندالله عزوجل عهدا وذكرا يستحيي منك ربك أن يعذبك بعده فاذا صليت عند المقام ركعتين كتب الله لك بهما ألفي ركعة مقبولة.

٤

فاذا سعيت بين الصفا والمروة سبعة أشواط ، كان لك بذلك عندالله عزوجل مثل أجر من حج ماشيا من بلاده ، ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة.

فاذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس فلو كان عليك من الذنوب قدر رمل عالج وزبد البحر لغفرها الله لك.

فاذا رميت الجمار كتب الله لك بكل حصاة عشر حسنات تكتب لك لما تستقبل من عمرك.

فاذا ذبحت هديك أو نحرت بدنتك كتب الله لك بكل قطرة من دمها حسنة فكتب لك لما تستقبل من عمرك.

فاذا طفت بالبيت اسبوعا للزيارة وصليت عند المقام ركعتين ضرب ملك كريم على كتفيك ثم قال : أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بينك وبين عشرين ومائة يوم (١).

٤ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خلف ابن حماد ، عن إسماعيل الجوهري ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لان أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة ، حتى انتهى إلى عشرة ، ومثلها ومثلها حتى انتهى إلى سبعين ، ولان أعول أهل بيت من المسلمين وأشبع جوعتهم وأكسو عريهم وأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة وحجة وحجة حتى انتهى إلى عشرة ومثلها ومثلها حتى انتهى إلى سبعين (٢).

٥ ـ فس : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : في قوله تعالى : « من كان في هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا » (٣) قال : نزلت فيمن يسوف الحج حتى مات ولم يحج فعمي عن فريضة من فرائض الله (٤).

__________________

(١) أمال الصدوق ص ٥٤٩.

(٢) ثواب الاعمال ص ١٢٧ وفيه : ( واكسوا عورتهم ).

(٣) سورة الاسراء ، الاية ٧٢.

(٤) تفسير على بن ابراهيم القمى ص ٣٨٦.

٥

٦ ـ فس : أبي : عن ابن أبي عمير ، عن فضالة ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن رجل لم يحج قط وله مال قال : هو ممن قال الله : « ونحشره يوم القيامة أعمى » (١) قال : سبحان الله أعمى؟! قال : أعماه الله عن طريق الجنة (٢).

٧ ـ فس : « ففروا إلى الله » (٣) أي حجوا (٤).

٨ ـ فس : فيقول « رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق » (٥) يعني أحج (٦).

٩ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : للحاج والمعتمر إحدى ثلاث خصال إما يقال له : قد غفر لك ما مضى وما بقي ، وإما أن يقال له : قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ، وإما أن يقال له : قد حفظت في أهلك وولدك وهي أحسنهن (٧).

١٠ ـ ل : في موعظة أبي ذر رحمه الله : وحج حجة لعظائم الامور (٨).

١١ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحجال ، عن صفوان ابن يحيى ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من حج حجتين لم

__________________

(١) سورة طه ، الاية : ١٢٤.

(٢) تفسير على بن ابراهيم القمى ص ٤٢٤.

(٣) سورة الذاريات ، الاية : ٥٠.

(٤) تفسير على بن ابراهيم القمى ص ٤٤٨.

(٥) سورة المنافقين ، الاية : ١٠.

(٦) تفسير على بن ابراهيم القمى ص ٦٨٢.

(٧) قرب الاسناد ص ١ طبع ايران سنة ١٣٧٠ ه.

(٨) موعظة النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله لابى ذر (رض) في ج ٢ ص ٣٠٠ ـ ٣٠٢ ولم نجد هذه الفقرة فيها وراجعنا الطبعة الاولى من الخصال فوجدنا ها كذلك وفيها سقط بعض الفقرات أيضا.

٦

يزل في خير حتى يموت (١).

١٢ ـ ل : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن عباد بن صهيب قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما‌السلام يحدث إن ضيفان الله عزوجل رجل حج واعتمر فهو ضيف الله حتى يرجع إلى منزله ، ورجل كان في صلاته فهو في كنف الله حتى ينصرف ، ورجل زار أخاه المؤمن في الله عزوجل وهو زاير الله في عاجل ثوابه وخزائن رحمته (٢).

١٣ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن أبي جميلة ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحج ثلاثة فأفضلهم نصيبا رجل غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ووقاه الله عذاب النار وأما الذي يليه فرجل غفرله ما تقدم من ذنبه ويستأنف العمل فيما بقي من عمره ، و أما الذي يليه فرجل حفظ في أهله وماله (٣).

أقول : قد مضى الامر بالحج والحث عليه في باب دعائم الاسلام ، و باب جوامع المكارم ، وباب فضل الصلاة وباب فضل الزكاة ، وأبواب المواعظ وغيرها.

١٤ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليها عليه‌السلام يا علي كفر بالله العظيم من هذه الامة عشرة ، القتال ، والساحر ، والديوث ، وناكح المرأة حراما في دبرها ، وناكح البهيمة ، ومن نكح ذات محرم منه ، والساعي في الفتنة ، وبايع السلاح من أهل الحرب ، ومانع الزكاة ، ومن وجد سعة فمات ولم يحج (٤).

١٥ ـ ل : الاربع مائة قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : الحج جهاد كل ضعيف (٥)

__________________

(١) الخصال ج ١ ص ٣٩ طبع الاسلامية.

(٢) نفس المصدر السابق ج ١ ص ٨٣.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٩٦.

(٤) الخصال ج ٢ ص ٢١٧.

(٥) المصدر السابق ج ٢ ص ٤١٢.

٧

١٦ ـ وقال عليه‌السلام : نفقة درهم في الحج تعدل ألف درهم (١).

١٧ ـ وقال عليه‌السلام : الحاج والمعتمر وفدالله وحق على الله تعالى أن يكرم وفده ويحبوه بالمغفرة (٢).

١٨ ـ سن : يحيى بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الحاج حملانه وضمانه على الله ، فاذا دخل المسجد الحرام وكل به ملكان يحفظان عليه طوافه وسعيه ، فاذا كانت عشية عرفة ضربا على منكبه الايمن ثم يقولان : يا هذا أما ما مضى فقد كفيته ، فانظر كيف تكون فيما تستقبل (٣).

١٩ ـ سن : بهذا الاسناد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن العبد المؤمن إذا أخذ في جهازه لم يرفع ( قدما ولم يضع ) قدما إلا كتب الله له بها حسنة ، حتى إذا استقل لم يرفع بعيره خفا ولم يضع خفا إلا كتب الله له بها حسنة ، حتى إذا قضى حجة مكث ذا الحجة ومحرم وصر يكتب له الحسنات ولا يكتب عليه السيئات إلا أن يأتي بكبيرة (٤).

٢٠ ـ سن : عمرو بن عثمان ، عن حسين بن عمر ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لو كان لاحد كم مثل أبي قبيس ذهب ينفقه في سبيل الله ما عدل الحج ولدرهم ينفقه الحاج يعدل ألفي ألف درهم في سبيل الله (٥).

٢١ ـ سن : الوشا ، عن مثنى بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ان المسلم إذا خرج إلى هذا الوجه يحفظ الله عليه نفسه وأهله ، حتى إذا

__________________

(١) المصدر السابق ج ٢ ص ٤٢١.

(٢) المصدر السابق ج ٢ ص ٤٣٠.

(٣) المحاسن للبرقى ص ٦٣ طبع ايران ، وكان الرمز في المتن ( ل ) أى الخصال وهو من سهو القلم والصواب ما اثبتناه.

(٤) المحاسن ص ٦٣ ومابين القوسين زيادة من المصدر.

(٥) المصدر السابق ص ٦٤.

٨

انتهى إلى المكان الذي يحرم فيه وكل ملكان يكتبان له أثره ويضربان على منكبيه ويقولان له : أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل (١).

٢٢ ـ سن : أبى ، عن الحسن بن يوسف ، عن زكريا ، عن علي بن ميمون الصايغ قال : قدم رجل على أبي الحسن عليه‌السلام فقال له : قدمت حاجا؟ فقال : نعم فقال : تدري ما للحاج؟ قال : قلت : لا قال : من قدم حاجا وطاف بالبيت وصلى ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة ، ومحى عنه سبعين ألف سيئة ، وشفعه في سبعين ألف حاجة ، وكتب له عتق سبعين رقبة كل رقبة عشرة آلاف درهم (٢).

٢٣ ـ سن : بعض أصحابنا ، عن الحسن بن يوسف ، عن زكريا بن محمد ، عن مسعود الطائي ، عن عبدالحميد قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إذا اجتمع الناس بمنى نادى مناد : أيها الجمع لو تعلمون بمن حللتم لايقنتم بالمغفرة بعد الخلف ثم يقول الله تبارك وتعالى : إن عبدا أوسعت عليه في رزقه لم يفد إلي في كل أربع لمحروم (٣).

٢٤ ـ سن : محمد بن عبدالحميد ، عن عبدالله بن جندب ، عن بعض رجاله عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا كان الرجل من شأنه الحج في كل سنة ثم تخلف سنة فلم يخرج ، قالت الملائكة الذين هم على الارض للذين هم على الجبال : لقد فقدنا صوت فلان ، فيقولون : اطلبوه فيطلبونه فلا يصيبونه فيقولون : اللهم إن كان حبسه دين فأئه عنه ، أومرض فاشفه ، أو فقر فأغنهم ، أو حبس ففرج عنهم ، أو فعل بهم فافعل بهم ، والناس يدعون لانفسهم وهم يدعون لمن تخلف (٤)

٢٥ ـ سن الحجال ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من أراد الحج فتهيأله فحرمه فبذنب حرمه (٥).

٢٦ ـ سن : أبويوسف ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن عثمان ومحمد بن أبي

__________________

(١ ـ ٢) المصدر السابق ص ٦٤.

(٣) المصدر السابق ص ٦٦.

(٤ ـ ٥) المصدر السابق ص ٧١.

٩

حمزة وغيرهما ، عن إسحاق بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من اتخذ محملا للحج كان كمن ارتبط فرسا في سبيل الله (١).

٢٧ ـ سن : عبدالله الحجال رفعه قال : لايزال على الحاج نور الحج ما لم يذنب (٢).

٢٨ ـ يل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن عبدالله الاصم عن حديرة قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام جعلت فداك أيما أفضل الحج أو الصدقة؟ قال : هذه مسألة فيها مسألتان قال : كم المال؟ يكون ما يحمل صاحبه إلى الحج؟ قال : قلت : لا ، قال : إذا كان مالا يحمل إلى الحج فالصدقة لا تعدل الحج الحج أفضل وإن كانت لاتكون إلا القليل ، فالصدقة ، قلت : فالجهاد قال : الجهاد أفضل الاشياء بعد الفرائض في وقت الجهاد ، ولا جهاد إلا مع الامام ، قلت : فالزيارة؟ قلت : زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وزيارة الاوصياء ، وزيارة حمزة ، وبالعراق زيارة الحسين عليه‌السلام قال : فما لمن زار الحسين عليه‌السلام؟ قال : يخوض في الرحمة ويستوجب الرضا ويصرف عنه السوء ، ويدر عليه الرزق وشيعه الملائكة ، ويلبس نورا تعرفه به الحفظة فلايمر بأحد من الحفظة إلا دعاله (٣).

٢٩ ـ سن : أبي ، عن عمرو بن عثمان ، عن الحسين بن خالد قا ل : كتبت لابي الحسن عليه‌السلام : كيف صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر من يوم يحلق رأسه؟ فقال : إن الله أباح للمشركين الحرم أربعة أشهر إذ يقول : « فسيحوا في الارض أربعة أشهر » فأباح للمؤمنين إذا زاروه حلا من الذنوب أربعة أشهر وكانوا أحق بذلك من المشركين (٤).

٣٠ ـ سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن آبائه

__________________

(١ ـ ٢) المصدر السابق ص ٧١.

(٣) هذا الحديث كما ترى لايخلوا من الغلط ولم نتمكن من تطبيقه على مصدره لعدم وجوده عندنا ، ولم نستسغ تصحيحه كما نرى فانه تصرف في الحديث عن اجتهاد.

(٤) المحاسن س ٣٣٥ والاية في سورة التوبة : ٣٦.

١٠

عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سافروا تصحوا وجاهدوا تغنموا و حجوا تستغنوا (١).

٣١ ـ ضا : اعلم يرحمك الله أن الحج فريضة من فرائض الله عزوجل اللازمة الواجبة من استطاع إليه سبيلا ، وقد وجب في طول العمر مرة واحدة ، و وعد عليها من الثواب الجنة والعفو من الذنوب ، وسمى تاركه كافرا ، وتوعد على تاركه بالنار فنعوذ بالله من النار (٢).

٣٢ ـ وروي إن مناديا ينادي بالحاج إذا قضوا مناسكهم : قد غفرلكم ما مضى فاستأنفوا العمل (٣).

٣٣ ـ أروي عن العالم عليه‌السلام إنه لا يقف أحد من موافق أو مخالف في الموقف إلا غفرله ، فقيل له : إنه يقفه الشاري (٤) والناصب وغيرهما فقال : يغفر للجميع حتى أن أحدهم لو لم يعاود إلى ما كان عليه ماوجد شئ مما قد تقدم وكلهم معاود قبل الخروج من الموقف (٥).

٣٤ ـ وروي أنه حجة مقبولة خير من الدنيا وما فيها (٦).

٣٥ ـ شى : جعفر بن احمد ، عن علي بن محمد بن شجاع قال : روى أصحابنا قيل لابي عبدالله عليه‌السلام : لم صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر؟ قال : إن الله جل ذكره أمر المشركين فقال : « فسيحوا في الارض أربعة أشهر » (٧) ولم يكن يقصر بوفده عن ذلك (٨).

__________________

(١) المصدر السابق ص ٣٤٥.

(٢ و ٣) فقه الرضا عليه‌السلام ص ٢٦.

(٤) الشارى نسبة إلى الشراة وهم فرقة من الخوارج.

(٥) فقه الرضا (ع) ص ٢٦.

(٦) المصدر السابق ص ٢٦ وفيه ( حجة غير مقبولة خير من الدنيا ) الخ.

(٧) سورة التوبة الاية : ٢.

(٨) تفسير العياشى ج ٢ ص ٧٥ طبع ايران سنة ١٣٨٠ ه.

١١

٣٦ ـ شى : عن الكاهلي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يذكر الحج فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : هو أحد الجهادين ، هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء ، إنه ليس شئ أفضل من الحج الا الصلاة ، وفي الحج ههنا صلاة وليس في الصلاة قبلكم حج لاتدع الحج وأنت تقدر عليه ، ألا ترى أنه يشعث فيه رأسك ، ويقشف فيه جلدك وتمنع فيه من النظر إلى النساء ، إنا ههنا ونحن قريب ولنا مياه متصلة فما نبلغ الحج حتى يشق علينا ، فكيف أنتم في بعد البلاد ، ومامن ملك ولا سوقة يصل إلى الحج إلا بمشقة من تغير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها وذلك لقول الله « وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الانفس إن ربكم لرؤف رحيم » (١).

٣٧ ـ شى : عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الحاج لا يملق أبدا ، قال : قلت : ولما الاملاق؟ قال : الافلاس ثم قال : « ولاتقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقهم وإياكم » (٢).

٣٨ ـ شى : عن أبي بصير قال : سألته عن قول الله عزوجل « ومن كان في هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا » (٣) فقال : ذاك الذي سوف الحج يعني حجة الاسلام يقول : العام أحج حتى يجيئه الموت (٤)

٣٩ ـ شى : عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام مثله (٥)

٤٠ ـ شى : عن كليب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سأله أبوبصير وأنا أسمع فقال له : رجل له مائة ألف فقال : العام أحج ، العام أحج فأدر كه الموت ولم يحج حج الاسلام فقال : يا أبا بصير أوما سمعت قول الله تعالى : « ومن كان

__________________

(١) المصدر السابق ج ٢ ص ٢٥٤ والاية في سورة النحل : ٧.

(٢) المصدر السابقى ج ٢ ص ٢٨٩ والاية في سورة الاسرى : ٣١.

(٣) سورة الاسراء ، الاية : ٧٢.

(٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ٣٠٥.

(٥) المصدر السابق ج ٢ ص ٣٠٥.

١٢

في هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا » عمي عن فريضة من فرايض الله (١).

٤١ ـ شى : عبدالله ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد (٢).

٤٢ ـ شى : وعنه قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلان رجل من ثقيف ورجل من الانصار ، فقال الثقفي : يارسول الله حاجتي قال : سبقك أخوك الانصاري فقال : يارسول الله إني على ظهر سفر وإني عجلان فقال الانصاري : إني قد أذنت فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن شئت سألتني وإن شئت بد أتك قال : بل تبدأ يارسول الله ، قال : جئت تسأل عن الصلاة وعن الركوع وعن السجود وعن الوضوء؟ فقال : إي والذي بعثك بالحق فقال : أسبغ وضوءك ، واملا يديك من ركبتيك ، وعفر جبينك في التراب ، وصل صلاة مودع.

فقال الانصاري : يارسول الله حاجتي قال : إن شئت سألتني وإن شئت بدأتك؟ فقال : يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تبدأني قال : جئت تسأل عن الحج ، وعن الطواف وعن السعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار وحلق الرأس ويوم عرفة؟ قال الرجل : إي والذي بعثك بالحق قال : لا ترفع ناقتك خفا إلا كتب الله لك به حسنة ، ولا تضع خفا إلا حط به عنك سيئة ، وطواف البيت والسعي بين الصفا والمروة ينقيك كما ولدتك امك من الذنوب ، ورمي الجمار ذخز يوم القيامة ، و حلق الرأس بكل شعرة نور يوم القيامة ، ويوم عرفة يباهي الله بك الملائكة فلو

__________________

(١) المصدر السابق ج ٢ ص ٣٠٦ وكان الرمز في المتن ( ين ) اى كتاب الحسين ابن سعيد وهو من سهو القلم والرواية بعينها في العياش كما اثبتناه.

(٢) كان الرمز ( ين ) كسابقه وهو أيضا من سهو القلم والصواب ( ضا ) فان الحديث بعينه في فقه الرضا عليه‌السلام ص ٧٢ ، وقد أخرج الحديث الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٢٥٥ بتفاوت ، والصدوق في الفقيه ج ٢ ص ١٤٣ ذيل حديث.

١٣

احضرت ذلك اليوم برمل عالج وقطر السماء وأيام العالم ذنوبا أذابه ذلك اليوم وقال : إنه ليس من عبد يتوضأ ثم يستلم الحجر ثم يصلي ركعتين عند مقام ابراهيم ثم يرجع فيضع يده على باب الكعبة فيحمد الله ثم لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إن شاء الله (١).

٤٣ ـ مجالس : الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن وهبان ، عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، وجفعر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر ، عن أبي بصير قال : سمع أبا بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : عليكم بحج هذا البيت فأدمنوه ، فان في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم وأهوال يوم القيامة (٢).

٤٤ ـ ومنه : بهذا الاسناد عن ابن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكريا ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي كهمس عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : أي الاعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال : ما من شئ بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة ، ولا بعد المعرفة والصلاة شئ يعدل الزكاة ، ولا بعد ذلك شئ يعدل الصوم ، ولا بعد ذلك شئ يعدل الحج ، وفاتحة ذلك كله معرفتنا ، وخاتمته معرفتنا ولا شئ بعد ذلك كبر الاخوان والمواساة ببذل الدينار والدرهم ، فانهما حجران ممسوحان ، بهما امتحن الله خلقه بعد الذي عددت لك ، وما رأيت شيئا أسرع غنى ولا أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت ، وصلاة فريضة تعدل عندالله الف حجة والف عمرة مبرورات متقبلات ، والحجة عنده خير من بيت مملو ذهبا ، لابل خير من ملا الدنيا وفضة ينفقه في سبيل الله عزوجل الخبر (٣).

__________________

(١) كسابقه في رمزه والصواب ما أثبنتناه فانه بعينه في فقه الرضا (ع) ص ٧٢ وقد أخرج الحديث الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٢٦١ والصدوق في الفقيه ج ٢ ص ١٣٠ والشيخ الطوسى في التهذيب ج ٥ ص ٢٠ بتفاوت في الجميع. والذى يؤكد أن هذا الحديث وسابقه هما عن فقه الرضا (ع) أنهما بيعن اللفظ والثانى تلو الاول كما هنا.

(٢) مجالس ابن الشيخ الطوسى ملحقا بأمالى والده ج ٢ ص ٢٨١ ذيل حديث. وكان في المتن ( محاسن ) وهو من سهو القلم والصواب ماذكرناه.

(٣) المصدر السابق ج ٢ ص ٣٠٥ طبع النجف الاشرف وفيه تتمة الخبر.

١٤

٤٥ ـ نقل من خط الشهيد ـ رحمه الله ـ قال الصادق عليه‌السلام : ليحذر أحدكم أن يعوق أخاه عن الحج فتصيبه فتنة في دنياه مع ما يدخرله في الاخرة (.)

٤٦ ـ وقال عليه‌السلام : من أنفق درهما في الحج كان خيرا له من مائة ألف درهم ينفقها في حق.

٤٧ ـ وروي درهما في الحج أفضل من ألفي الف درهم فيما سواه في سبيل الله ، والحاج على نور الحج مالم يلم بذنب ، وهدية الحج من نفقة الحج.

٤٨ ـ ويروى أن الحاج من حيث يخرج من منزله حتى يرجع بمنزلة الطائف في الكعبة.

٤٩ ـ وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كل نعيم مسؤول عنه صاحبه إلا ماكان في غزو أو حج.

٥٠ ـ دعوات الراوندى : عن كعب إن الله اختار من الشهور شهر رمضان فشهر رمضان يكفر مابينه وبين شهر رمضان ، والحج مثل ذلك فيموت البعد وهو بين حسنتين حسنة ينتظرها وحسنة قد قضاها ، ومامن أيام أحب إلى الله من عشر ذي الحجة ولا ليالي أفضل منها.

أقول : تمامه في باب فضل ليلة الجمعة.

٥١ ـ وقال أبوجعفر عليه‌السلام : ثلاثة مع ثوابهن في الاخرة : الحج ينفي الفقر والصدقد تدفع البلية ، والبر يزيد في العمر.

٥٢ ـ نهج : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : الحج جهاد كل ضعيف (١).

٥٣ ـ وقال عليه‌السلام : وفرض عليكم حج بيته الحرام الذي جعله قبلة للانام يردونه ورود الانعام ، ويألهون إليه ولوه الحمام ، جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته ، وإذ عانهم لعزته ، واختار من خلقه سماعا أجابوا إليه دعوته ، وصدقوا كلمته ، ووقفوا مواقف أنبيائه ، وتشبهوا بملائكته المطيفين بعرشه ، يحرزون الارباح في متجر عبادته ، ويتبادرون عنده موعد مغفرته ، جعله سبحانه وتعالى

__________________

(١) نهج البلاغة شرح محمد عبده ج ١ ص ٢١.

١٥

للاسلام علما ، وللعائذين حرما ، فرض حجه ، وأوجب حقه ، وكتب عليكم وفادته فقال سبحانه « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين » (١).

٥٤ ـ وقال عليه‌السلام : في وصيته عند وفاته : الله الله في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا (٢).

٥٥ ـ عدة : قال الباقر عليه‌السلام : الحاج والمعتمر وفدالله إن سألوه أعطاهم ، وإن دعوه أجابهم ، وإن شفعوا شفعهم ، وإن سكتوا ابتدأهم ، ويعوضون بالدرهم ألف ألف درهم (٣).

٥٦ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل الاعمال عند الله عزوجل إيمان لا شك فيه ، وغزو لا غلول فيه وحج مبرور (٤). ٥٧ ـ ما : عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : أفضل ما توسل به المتوسلون الايمان بالله ـ إلى أن قال ـ وحج البيت فإنه منفاة للدين ، ومدحضة للذنب (٥).

أقول : قد مضى بأسانيد.

٥٨ ـ ما : ابن حشيش ، عن محمد بن أحمد بن علي ، عن المنذر بن محمد ، عن يوسف بن موسى ، عن الحسن بن علي ، عن عبدالرزاق ، عن مالك بن أبي زياد عن الاعرج ، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم عرفة غفر الله على للحاج الخلص ، وإذا كان ليلة المزدلفة غفر الله للتجار الخلص

__________________

(١) المصدر السابق ج ٣ ص ١٨٤.

(٢) المصدر السابق ج ٣ ص ٨٦ وهو جزء من وصية الامام أميرالمؤمنين على للحسنين عليهم‌السلام لما ضربه ابن ملجم لعنه الله.

(٣) عدة الداعى ص ٩٤ وليس فيه ( والمعتمر ).

(٤) عيون أخبار الرضا (ع) ج ٢ ص ٢٨ صدر حديث والغلول : السرقة من مال الغنيمة ، وغل : خان.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٢٠.

١٦

وإذا كان يوم منى غفر الله تعالى له ، وإذا كان عند جمرة العقبة غفر الله تعالى للسؤال ، فلا يشهد خلق ذلك الموقف ممن قال لا إله إلا الله إلا غفر الله له (١).

٥٩ ـ ما : باسناد المجاشعي ، عن الصادق عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : لا تتركوا حج بيت ربكم لايخلوا منكم ما بقيتم فإنكم إن تركتموه لم تنظروا ، وإن أدني مايرجع به من أتاه أن يغفر له ماسلف (٢).

٦٠ ـ ع (٣) ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن خالد قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : لاي شئ صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر؟ قال : لان الله تبارك وتعالى أباح للمشركين الحرم أربعة أشهر إذ يقول : « فسيحوا في الارض أربعة أشهر » فمن ثم وهب لمن حج من المؤمنين البيت الذنوب أربعة أشهر (٤).

٦١ ـ مع : أبي ، عن سعيد ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : « ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين » قال : حجوا إلى الله (٥).

٦٢ ـ مع : أبي ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن كليب بن معاوية قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : شيعتك تقول : الحاج أهله وماله في ضمان الله ويخلف في أهله ، وقد أراه يخرج فيحدث على أهله الاحداث؟ فقال إنما يخلفه فيهم بما كان يقوم به ، فأما ما كان حاضرا لم يستطع دفعه فلا (٦).

__________________

(١) المصدر السابق ج ١ ص ٣١٦.

(٢) المصدر السابق ج ٢ ص ١٣٦.

(٣) علل الشرائع ص ٤٤٣.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٨٣ طبع ايران سنة ١٣٧٧.

(٥) معانى الاخبار ص ٢٢٢ طبع ايران سنه ١٣٧٩ والاية في سورة الذاريات ٥٠ والتفسير موافق لادراك السائل وهو من بعض مصاديق الفرار إلى الله تعالى.

(٦) المصدر السابق ص ٤٠٧.

١٧

٦٣ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحجال ، عن صفوان ابن يحيى ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من حج ثلاث حجج لم يصبه فقرأبدا (١).

٦٤ ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن السندي بن الربيع عن محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار ، عن أيمن بن محرز ، ويرويه عنه القاسم وابن فضال : إن حريزا قال : من حج ثلاث سنين متواليه ثم حج أولم يحج فهو بمنزله من يدمن الحج (٢).

قال الصدوق : أدام الله تأييده ، الاسناد مضطرب ولم اغيره لانه كا ن هكذا في نسختي والحديث صحيح.

٦٥ ـ ع : ابن الوليد : عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لو عطل الناس الحج لوجب على الامام أن يجبر هم على الحج إن شاؤوا وإن أبوا لان هذا البيت إنما وضع للحج (٣).

٦٦ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد عن ربعي ، عن عبد الرحمن بن أبي عبدالله قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن أناسا من هؤلاء القصاص يقولون : إذا حج رجل حجة ثم تصدق ووصل كان خيرا له ، فقال : كذبوا لو فعل هذا الناس لعطل هذا البيت ، إن الله عزوجل جعل هذا البيت قياما للناس (٤) ،

٦٧ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان عن سيف التمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أبي يقول : الحج أفضل من الصلاة والصيام إنما المصلى يشتغل عن أهله ساعة ، وإن الصائم يشتغل عن أهله بياض

__________________

(١ ـ ٢) كان الرمز في المتن ( مع ) كسابقيهما ، ولم نجده في معانى الاخبار ، وهما في الخصال ج ١ ص ٧٤ فأبدلنا الرمز حيث اعتقدنا ان السابق من سهو القلم تبعا لما مضى.

(٣) علل الشرائع ص ٣٩٦.

(٤) المصدر السابق ص ٤٥٢.

١٨

يوم ، وإن الحاج يتعب بدنه ، ويضجر نفسه ، وينفق ماله ، ويطيل الغيبة عن أهله ، لا في مال يرجوه ولا إلى تجارة ، وكان أبي يقول : وما أفضل من رجل يجئ يقود بأهله والناس وقوف بعرفات يمينا وشمالا يأتي بهم الفج فيسأل بهم الله تعالى (١).

٦٨ ـ ع : بهذا الاسناد ، عن صفوان وفضالة ، عن القاسم بن محمد ، عن الكاهلي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يذكر الحج فقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هو أحد الجهادين هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء ، أما إنه ليس شئ أفضل من الحج إلا الصلاة في الحج لان ههنا صلاة وليس في الصلاة حج ، لا تدع الحج وأنت تقدر عليه ، أما ترى أنه يشعث فيه رأسك ، ويقشف فيه جلدك ، وتمتنع فيه من النظر إلى النساء ، وأما نحن ههنا ونحن قريب ، ولنا مياه متصلة ما نبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنت في بعد البلاد ، وما من ملك ولا سوقة يصل إلى الحج إلا بمشقة في تغيير مطعم ومشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها وذلك ، قوله عزوجل «وتحمل أثقالكم إلى بلدكم تكونوا بالغيه إلا بشق الانفس إن ربكم لرؤف رحيم» (٢).

٦٩ ـ ع : ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي ، عن البطايني ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أما إن الناس لو تركوا حج هذا البيت لنزل بهم العذاب وما نوظروا (٣).

٧٠ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن القداح ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : كان في وصية أميرالمؤمنين عليه‌السلام : لا تتركوا حج بيت ربكم فتهلكوا ، وقال : من ترك الحج لحاجة من حوائح الدنيا لم تقض حتى ينظر إلى المحلقين (٤).

__________________

(١) المصدر السابق ص ٤٥٦ والفج : الطريق الواسع بين جبلين ، وفى مطبوعة النجف ( الحج ) بدل ( الفج ) وما اثبتناه موافق لمطبوعة ايران قديما.

(٢) المصدر السابق ص ٤٥٧.

(٣) لم نجده في مظانه رغم البحث عنه مكررا ولعل في الرمز سهو.

(٤) ثواب الاعمال ص ٢١٢.

١٩

٧١ ـ سن : في حديث ابن القداح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (١).

٧٢ ـ ثو : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن موسى بن سعدان ، عن الحسين بن أبي العلا ، عن ذريح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : من مات ولم يحج حجة الاسلام ولم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به ، أومرض لا يطيق الحج من أجله ، أو سلطان يمنعه ، فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا (٢).

٧٣ ـ سن : محمد بن علي ، عن موسى بن سعدان مثله (٣).

٧٤ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن حازم قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عمن حج أربع حجج ماله من الثواب؟ قال : يا منصور من حج أربع حجج لم تصبه ضغطة القبر أبدا ، وإذا مات صور الله الحج الذي حج في صورة حسنة من أحسن مايكون من الصور بين عينيه تصلي في جوف قبه حتى يبعثه الله من قبره ويكون ثواب تلك الصلوات له واعلم أن الصلاة من تلك الصلوات تعدل ألف ركعة من صلاة الادميين (٤).

٥٧ ـ كتاب الغايات : عن منصور بن حازم وذكر مثله (٥).

٧٦ ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن يحيى ، عن معاذي ، عن الطيالسي ، عن ابن عميرة ، عن الحضرمي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام مالمن حج خمس حجج؟ قال : من حج خمس حجج لم يعذبه الله أبدا (٦).

٧٧ ـ ل : بهذا الاسناد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من حج عشر حجج لم

__________________

(١) المحاسن ص ٨٨.

(٢) ثواب الاعمال ص ٢١٢.

(٣) المحاسن ص ٨٨.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٤٦.

(٥) كتاب الغايات لابى محمد جعفر بن أحمد القمى ص ٩٧ طبع ايران سنة ١٣٦٩ ه.

(٦) الخصال ج ١ ص ١٩٦.

٢٠