بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٣٠ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن السعد ابادي ، عن البرقي ، عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لله تبارك وتعالى حول الكعبة عشرون ومائة رحمة ، منها ستون لطائفين ، وأربعون للمصلين ، وعشرون للناظرين (١).

٣١ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده إلى وهب قال : كان مهبط آدم عليه‌السلام على جبل في شرقي أرض الهند يقال له : باسم ، ثم أمره أن يسير إلى مكة فطوى له الارض ، فصار على كل مفازة يمر بهاخطوة ، ولم يقع قدمه في شي من الارض إلا صار عمرانا ، وبكى على الجنة مأتي سنة فعزاه الله بخيمة من خيام الجنة فوضعها له بمكة في موضع الكعبة ، وتلك الخيمة من ياقوتة حمراء لها بابان شرقي وغربي من ذهب منظومان ، معلق فيها ثلاث قناديل من تبرا لجنة تلتهب نورا ، ونزل الركن وهو ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة وكان كرسيا لادم عليه‌السلام يجلس عليه ، وإن خيمة آدم لم تزل في مكانها حتى قبضه الله تعالى ثم رفعها الله إليه ، وبنى بنو آدم في موضعها بيتا من الطين والحجارة ولم يزل معمورا ، و اعتق من الغرق ولم يجر به الماء حتى انبعث الله تعالى إبراهيم صلوات الله عليه.

٣٢ ـ وذكر وهب ان ابن عباس أخبره ان جبرئيل وقف على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليه عصابة خضراء قد علاها الغبار ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما هذا الغبار؟ قال : إن الملائكة أمرت بزيارة البيت فازدحمت فهذا الغبار مما تثير الملائكة بأجنحتها.

٣٣ سن : في رواية السكوني عن الصادق عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : النظر إلى الكعبة حيالها يهد م الخطايا هدما (٢).

٣٤ ـ سن : علي بن حديد ، عن مرازم ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من أيسر ما ينظر إلى الكعبة أن يعطيه الله بكل نظرة حسنة ، ويمحي عنه

__________________

(١) ثواب الاعمال ص ٤٤.

(٢) المحاسن ص ٦٩ وفيه ( حبا لها ) بدل ( حيالها ).

٦١

سيئة ويرفع له درجة (١).

٣٥ ـ سن : بعض أصحابنا ، عن الحسن بن يوسف ، عن زكريا ، عن علي بن عبدالعزيز قال : قال ابوعبدالله عليه‌السلام : من أتى الكعبة فعرف من حقنا وحرمتنا مثل الذي عرف من حقها وحرمتها ، لم يخرج من مكة إلا وقد غفر له ذنوبه ، و كفاه الله ما يهمه من أمردنياه وآخرته (٢).

٣٦ ـ سن : منصور بن عباس ، عن عمرو بن سعيد المدايني ، عن عبد الوهاب عن الصباح ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : شكت الكعبة إلى الله ما تلقى من أنفاس المشركين فأوحى الله تعالى أن قرى كعبة فإني ابدلك بهم قوما يتخللون بقضبان الشجر ، فلما بعث الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله أوحى إليه مع جبرئيل بالسواك والخلال (٣).

٣٧ ـ يج : روي أن الحجاج بن يوسف لما خرب الكعبة بسبب مقاتلة عبدالله بن الزبير ، ثم عمروها ، فلما اعيد البيت وأرادوا أن ينصبوا الحجر الاسود ، فكلما نصبه عالم من علمائهم أوقاض من قضاتهم أو زاهد من زهادهم يتزلزل ( ويقع ) ويضطرب ولا يستقر الحجر في مكانه ، فجاء ( الامام ) علي بن الحسين عليهما‌السلام وأخذه من أيديهم وسمى الله ثم نصبه فاستقر في مكانه وكبر الناس ولقد الهم الفرزدق بقوله :

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم (٤)

٣٨ ـ شى : عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : انه وجد في حجر من حجرات البيت مكتوبا : إني أنا الله ذوبكة خلقتها يوم خلقت السموات والارض

__________________

(١) نفس المصدر ص ٦٩ وفيه ( محا ) بدل ( يمحى ).

(٢) المصدر السابق ص ٦٩ وفيه ( أهمه ) بدل ( يهمه ).

(٣) المحاسن ص ٥٥٨.

(٤) الخرايج والجرايح ص ٢٩٥ طبع ايران القديم ، ومابين القوسين زيادة من المصدر.

٦٢

ويوم خلقت الشمس والقمر وخلقت الجبلين وحففتهما بسبعة أملاك حفيفا ، وفي حجر آخر : هذا بيت الله الحرام ببكة تكفل الله برزق أهله من ثلاثة سبل ، مبارك لهم في اللحم والماء ، أول من نخله ابراهيم (١).

٣٩ ـ شى : عن جابر الجعفي ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : إن الله اختار من الارض جميعا مكة ، واختار من مكة بكة ، فأنزل في بكة سرادقا من نور محفوفا بالدر والياقوت ، ثم أنزل في وسط السرادق عمدا أربعة ، وجعل بين العمد الاربعة لؤلؤة بيضاء ، وكان طولها سبعة أذرع في ترابيع البيت ، وجعل فيها نورا من نور السرادق بمنزلة القناديل ، وكانت العمد أصلها في الثرى والرؤس تحت العرش ، وكان الربع الاول من زمرد أخضر ، والربع الثاني من ياقوت أحمر ى ، والربع الثالث من لؤ لؤ أبيض ، والربع الرابع من نور ساطع ، وكان البيت ينزل فيما بينهم مرتفعا من الارض ، وكان نور القناديل يبلغ إلى موضع الحرم ، وكان أكبر القناديل مقام إبراهيم ، فكان القناديل ثلاث مائة وستين قنديلا فالركن الاسود باب الرحمة إلى الركن الشامي فهو باب الانابة ، وباب الركن الشامي باب التوسل ، وباب الركن اليماني باب التوبة وهو باب آل محمد عليهم‌السلام وشيعتهم إلى الحجر ، وهذا البيت حجة الله في أرضه عليب خلقه ، فلما هبط آدم إلى الارض هبط على الصفا ولذلك اشتق الله له اسماء من اسم آدم لقول الله « إن الله اصطفى آدم » ونزلت حوا على المروة فاشتق له اسما من اسم المرأة ، وكان آدم نزل بمرآة من الجنة ، فلما لم يخلق آدم المراة إلى جنب المقام (٢) وكان يركن إليه سأل ربه أن يهبط البيت إلى الارض فأهبط فصار على وجه الارض وكان آدم يركن إليه ، وكان ارتفاعها من الارض سبعة أذرع وكانت له أربعة أبواب وكان

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨٧ وفيه ( نحله ) بدل ( نحله ) وكلاهما له وجه ، فعلى نسخة العياشى يقرأ بصيغة المبني للمجهول ( نحله ) بمعنى ( أعطيه ) وعلى نسخة البحار يقرأ بصيغة المنبي للمعلوم بمعنى اختاره.

(٢) كذا في الاصل والمصدر وفى العبارة تشويش ظاهر.

٦٣

عرضهاخمسة وعشرين ذراعا في خمسة وعشرين ذراعا ترابيعه وكان السرادق مأتي ذراع في مأتي ذراع (١).

٤٠ ـ شى : عن أبي سلمة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام إن الله أنزل الحجر الاسود من الجنة لادم وكان البيت درة بيضاء فرفعه الله إلى السماء وبقي أساسه فهو حيال هذا البيت ، وقال : يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لايرجعون إليه أبدا ، فأمر الله إبراهيم وإسماعيل أن يبنيا البيت على القواعد (٢).

٤١ ـ شى : قال الحلبي : سئل أبوعبدالله عليه‌السلام عن البيت أكان يحج قبل أن يبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : نعم وتصديقه في القرآن قول شعيب حين قال لموسى حيث تزوج : « على أن تأجرني ثماني حجج » (٣) ولم يقل ثماني سنين ، وإن آدم ونوحا حجا وسليمان بن داود قد حج البيت بالجن والانس والطير والريح وحج موسى على جمل أحمر يقول : لبيك لبيك وإنه كما قال الله : « أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين » (٤) وقال : « وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل » (٥) وقال : « أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود » (٦) وإن الله أنزل الحجر لادم وكان البيت (٧).

٤٢ ـ شى : عن أبي الورقاء قال : قلت لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : أول شئ نزل من السماء ماهو؟ قال : أول شئ نزل من السماء إلى الارض فهو البيت الذي بمكة أنزله الله ياقوته حمراء ففسق قوم نوح فرفعه حيث يقول : « وإذ يرفع

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٩ والاية في سورة آل عمران : ٣٣.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٦٠.

(٣) سورة القصص : ٢٧.

(٤) سورة آل عمران : ٦٩.

(٥) سورة البقرة : ١٢٧.

(٦) سورة البقرة : ١٢٥.

(٧) تفسير العياشى ج ١ ص ٦٠.

٦٤

إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل » (١).

٤٣ ـ شى : عن أبان بن تغلب قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : « جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس » (٢) قال : جعلها الله لدينهم ومعايشهم (٣) ٤٤ ـ نقل من خط الشيخ الشهيد عن الباقر عليه‌السلام من نظر إلى الكعبة عارفا بحقها غفر له ذنبه وكفي ما أهمه.

٤٥ ـ وروي : من نظر إلى الكعبة لم يزل يكتب له حسنة ويمحى عنه سيئة حتى يصرف بصره عنها.

٤٦ ـ وروي إن النظر إلى الكعبة عبادة ، والنظر إلى الوالدين عبادة ، و النظر في المصحف من غير قراءة عبادة ، والنظر إلى وجه العالم عبادة ، والنظر إلى آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله عبادة.

٤٧ ـ ومن خطه ـ رحمه الله ـ قال الراوندي رحمه الله : قال الباقر عليه‌السلام : إن الله وضع تحت العرش أربعة أساطين وسماه الضراح ، ثم بعث ملائكة فأمرهم ببناء بيت في الارض بحياله ( بمثاله ) وقدره ، فلما كان الطوفان رفع ، فكانت الانبياء يحجونه ولايعلمون مكانه ، حتى بوأه الله لابراهيم فأعلمه مكانه فبناه من خمسة اجبل من من حراء وثبير ولبنان وجبل الطور وجبل الحمر ، قال الطبري : وهو جبل بدمشق.

٤٨ ـ العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم سأل رجل من اليهود رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أخبرني عن الكلمات التي علمها الله إبراهيم عليه‌السلام حيث بني البيت؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم هي سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر.

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٦٠.

(٢) سورة المائدة : ٩٧.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٤٦.

٦٥

٦

* باب *

* « ( من نذر شيئا للكعبة أو اوصى به وحكم ) » *

* « ( أموال الكعبة وأثوابها ) » *

١ ـ ع : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن ياسين قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن قوما أقبلوا يمن مصر فمات رجل فأوصى إلى رجل بألف درهم للكعبة ، فلما قدم مكة سأل عن ذلك فدلوه على بني شيبة فأتاهم فأخبرهم الخبر ، فقالوا قد برأت ذمتك ادفعها إلينا ، فقام الرجل فسأل الناس فدلوه على أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام قال أبوجعفر محمد بن علي : فأتاني فسألني فقلت له : إن الكعبة غنية عن هذا ، انظر إلى من أم هذا البيت وقطع ، أو ذهبت نفقته أو ضلت راحلته ، أو عجز أن يرجع إلى أهله فادفعها إلى هؤلاء الذين سميت لك ، قال : فأتى الرجل بني شيبة فأخبر هم بقول أبي جعفر عليه‌السلام ، فقالوا : هذا ضال مبتدع ليس يؤخذ عنه ولا علم له ، ونحن نسألك بحق هذا البيت وبحق كذا وكذا لما أبلغته عنا هذا الكلام ، قال : فأتيت أبا جعفر عليه‌السلام فقلت له : لقيت بني شيبة فأخبرتهم فزعموا انك كذا وكذا وأنك لا علم لك ثم سألوني بالعظيم لما أبلغك ماقالوا ، قال : وأنا أسألك ما سألوك لما أتيتهم فقلت لهم : إن من علمي لو وليت شيئا من امور المسلمين لقطعت أيديهم ثم علقتها في أستار الكعبة ثم أقمتهم على المصطبة ، ثم أمرت مناديا ينادي ألا إن هؤلاء سراق الله فاعرفوهم (١).

٢ ـ نى : علي بن الحسين ، عن محمد العطار ، عن محمد بن الحسن الرازي ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن علي الخثعمي ، عن سدير الصيرفي

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٠٩.

٦٦

عن رجل من أهل الجزيرة مثله بتغييرما (١) وقد أوردناه في باب سيرة القائم عليه‌السلام.

٣ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحسن التيملي عن أخويه محمد وأحمد ، عن علي بن يعقوب الهاشمي ، عن مروان بن مسلم ، عن سعيد بن عمر الجعفي ، عن رجل من أهل مصر قال : أوصى إلي أخي بجارية كانت له مغنية فارهة وجعلها هديا لبيت الله الحرام ، فقدمت مكة فسألت فقيل لي : ادفعها إلى بني شيبة وقيل لي غيرذلك من القول ، فاختلف علي فيه! فقال لي رجل من أهل المسجد : ألا ارشدك إلى من يرشدك في هذا إلى الحق؟ قلت : بلى فأشار إلى شيخ جالس في المسجد فقال : هذا جعفر بن محمد عليهما‌السلام فسله ، قال : فأتيته فسألته وقصصت عليه القصة ، فقال : إن الكعبة لا تأكل ولا تشرب ، وما أهدي لها فهو لزوارها ، بع الجارية وقم على الحجر فناد هل من منقطع به؟ وهل من محتاج من زوارها؟ فاذا أتوك فاسئل عنهم وأعطهم واقسم فيهم ثمنها ، قال : فقلت له : إن بعض من سألته أمرني بدفعها إلى بني شيبة ، فقال : أما إن قائمنا لو قد قام لقد أخذهم وقطع أيديهم وطاف بهم وقال : هؤلاء سراق الله (٢).

٤ ـ ع : ابن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن بشير ، عن أبان ، عن ابن الحر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى أبي جعفر عليه‌السلام فقال : إني أهديت جارية إلى الكعبة فاعطيت بها خمس مائة دينار فما ترى؟ قال : بعها ثم خذ ثمنها ثم قم على هذا الحايط ـ يعني الحجر ـ ثم ناد وأعط كل منقطع به وكل محتاج من الحاج (٣).

٥ ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي عليه‌السلام قال : لو كان لي واديان يسيلان ذهبا

__________________

(١) غيبة النعمانى ص ١٢٤ طبع ايران القديم.

(٢) علل الشرائع ص ٤١٠.

(٣) المصدر السابق ص ٤٠٩.

٦٧

وفضة ما أهديت إلى الكعبة شيئا لانه إلى الحجبة دون المساكين (١).

٦ ـ ع : أبي ، عن محمد بن العطار ، عن بنان بن محمد ، عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسن عليه‌السلام قأل : سألته عن رجل جعل جارية هديا للكعبة كيف يصنع بها؟ فقال : إن أبي عليه‌السلام أتاه رجل قد جعل جاريته هديا للكعبة فقال له : قوم الجارية أو بعها ، ثم مرمناديا يقوم على الحجر فينادي ألا من قصرت نفقته؟ أو قطع به طريقه؟ أو نفد طعامه؟ فليأت فلان بن فلان ، و مره أن يعطي أولا فأولا حتى ينفذ ثمن الجارية (٢).

٧ ـ ع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه رفعه عن بعض أصحابنا قال : دفعت إلى امرأة غزلا فقالت لي : ادفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة ، فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم ، فلما صرت إلى المدينة دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك إن امرأة أعطتني غزلا وأمرتني أن أدفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة فقال : اشتربه عسلا وزغفرانا وخذ طين قبر أبي عبدالله عليه‌السلام واعجنه بماء السماء ، واجعل فيه شيئا من العسل والزعفران وفرقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم (٣).

٨ ـ سن : أبي ، عن بعض أصحابنا مثله (٤).

٩ ـ ب : علي عن أخيه قال : سألته عن رجل جعل ثمن جاريته هديا للكعبة فقا له : مرمناديا يقوم على الحجر فينادي : ألا من قصرت به نفقته؟ أو قطع به أو نفد طعامه؟ فليأت فلان بن فلان وأمره أن يعطي أولا فأولا حتى ينفد ثمن الجارية ، وسألته عن رجل يقول هو يهدي كذا وكذا ما عليه؟ قال : إذا لم يكن

__________________

(١) نفس المصدر ص ٤٠٨.

(٢) نفس المصدر ص ٤٠٩.

(٣) نفس المصدر ص ٤١٠. (٤) المحاسن : ٥٠٠.

٦٨

نذرا فليس عليه شئ (١).

١٠ ـ قب : هم عمر أن يأخذ حلي الكعبة فقال علي عليه‌السلام : إن القرآن أنزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والاموال أربعة : أموال المسلمين : فقسموها بين الورثة في الفرائض والفئ : فقسمه على مستحقه ، والخمس : فوضعه الله حيث وضعه ، والصدقات : فجعلها الله حيث جعلها ، وكان حلي الكعبة يومئذ فتركه على حاله ولم يتركه نسيانا ولم يخف عليه مكانه ، فأقره حيث أقره الله ورسوله فقال عمر : لولاك لا فتضحنا وترك الحلي بمكانه (٢).

١١ ـ ضا : عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال في رجل حلف بيمين أن لا يكلم ذاقرابة له قال : ليس بشئ فليس بشئ في طلاق أو عتق.

قال الحلبي :

١٢ ـ وسألته عن امرأة جعلت مالها هديا لبيت الله إن أعارت متاعها فلانة وفلانة فأعار بعض أهلها بغير أمرها؟ قال : ليس عليها هدي إنما الهدي ما جعله الله هديا للكعبة فذلك الذي يوفى به اذا جعل لله ، وماكان من أشباه هذا فليس بشئ ولا هدي لايذكر فيه الله (٣).

١٣ ـ وسئل : عن الرجل يقول : علي ألف بدنة وهو محرم بألف حجة؟ قال : تلك خطوات الشيطان ، وعن الرجل يقول : هو محرم بحجة؟ قال : ليس بشئ ، ويقول : أنا أهدي هذا الطعام؟ قال : ليس بشئ إن الطعام لايهدي ، أو يقول لجزور بعد مانحرت : هو يهديها لبيت الله؟ فقال : إنما تهدى البدن وهي أحياء وليس تهدى حين صارت لحما (٤).

١٤ ـ نهج البلاغة : وروى انه ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حلي

__________________

(١) قرب الاسناد ص ١٠٨.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ١٨٩.

(٣) فقه الرضا ص ٥٨ وكان الرمز في المتن ( ين ) لكتابى الحسين بن سعيد الاهوازي.

(٤) نفس المصدر : ٥٩ وهو كسابقة في الرمز.

٦٩

الكعبة وكثرته ، فقال قوم : لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للاجروما تصنع الكعبة بالحلي ، فهم عمر بذلك وسأل أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقال : إن القرآن انزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والاموال أربعة : أموال المسلمين : فقسمها بين الورثة في الفرائض ، والفئ : فقسمه على مستحقيه ، والخمس : فوضعه الله حيث وضعه ، والصدقات : فجعلها الله حيث جعلها ، وكان حلي الكعبة فيها يومئذ فتركه الله على حاله ، ولم يتركه نسيانا ولم يخف عليه مكانا ، فأقره حيث أقره الله ورسوله فقال عمر : لو لاك لا فتضحنا وترك الحلي بحاله (١).

٧

( باب )

* « ( علة الحرم وأعلامه وشرفه واحكامه ) » *

١ ـ ع : ابن المتوكل ، عن الحميرى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام إن الله عزوجل أوحى إلى جبرئيل أنا الله الرحمن الرحيم إني قد رحمت آدم وحوا لما شكيا إلى ما شكيا فاهبط عليهما بخيمة من خيام الجنة فاني قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما فاضرب الخمية على النزعة (٢) التى بين جبال مكة قال : والنزعة مكان البيت و قواعده التي رفعتها الملائكة قبل آدم فهبط جبرئيل على آدم عليه‌السلام بالخيمة على مقدار مكان البيت وقواعده فنصبها ، وقال : أنزل جبرئيل آدم عليه‌السلام من الصفا وأنزل

__________________

(١) نهج البلاغة ـ محمد عبده ـ ج ٣ ص ٢١٨.

(٢) في المصدر الترعة بالتاء المثناة من فوق والراء المهملة وهى بمعنى الروضة في مكان مرتفع ، او مسيل الماء إلى الروضة ، والموجود في المتن النزعة بالنون والزاى المعجمة محركة : موضع انحسار الشعر من جانبى الجبهة ، فتكون كناية عن المكان الخالى عن الاشجار تشبيها بنزعة الرأس.

٧٠

حوا من المروة وجمع بينهما في الخيمة ، قال : وكان عمود الخيمة قضيبا من ياقوت أحمر فأضاء نوره وضوؤه جبال مكة وماحولها ، قال : فامتد ضوء العمود فهو مواضع الحرم اليوم من كل ناحية من حيث بلغ ضوؤه قال : فجعله الله عزوجل حرما لحرمة الخيمة والعمود لانهما من الجنة ، قال : ولذلك جعل الله عزوجل الحسنات في الحرم مضاعفات والسيئات مضاعفة ، قال : ومدت أطناب الخيمة حولها فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام ، قال : وكانت أوتادها صخرا من عقيان الجنة وأطنابها من ضفائر الارجوان (١) ، قال : وأوحى الله عزوجل إلى جبرئيل عليه‌السلام اهبط على الخيمة بسبعين ألف ملك يحرسونها من مردة الشيطان ، ويؤنسون آدم ويطوفون حول الخيمة تعظيما للبيت والخيمة ، قال : فهبط بالملائكة فكانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشيطان ، ويطوفون حول أركان البيت والخيمة كل يوم وليلة كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور ، قال : وأركان البيت الحرام في الارض حيال البيت المعمور الذي في السماء ، قال : ثم إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى جبرئيل عليه‌السلام بعد ذلك أن اهبط إلى آدم وحوا فنحهما عن موضع قواعد بيتي ارفع قواعد بيتي لملائكتي ولخلقي من ولد آدم ، فهبط جبرئيل عليه‌السلام على آدم وحوا فأخرجهما من الخيمة ونحاهما عن نزعة البيت ونحى الخيمة عن موضع النزعة ، قال : ووضع آدم على الصفا وحوا على المروة ، فقال آدم عليه‌السلام : ياجبرئيل أبسخط من الله تعالى جل ذكره حولتنا وفرقت بيننا أم برضا تقدير علينا؟ فقال لهما : لم يكن بسخط من الله تعالى ذكره عليكما ، ولكن الله عزوجل لايسئل عما يفعل ، يا آدم إن السبعين ألف ملك الذين أنزلهم الله عزوجل إلى الارض ليؤنسوك ويطوفوا حول أركان البيت والخيمة سألوا الله عزوجل أن يبني لهم مكان الخيمة بيتا على موضع النزعة المباركة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور فأوحى الله تبارك وتعالى إلي أن أنحيك وأرفع الخيمة ، فقال آدم عليه‌السلام : رضينا بتقدير الله عزوجل ونافذ أمره

__________________

(١) الارجوان : شجر له ورد ، وصبغ أحمر شديد الحمرة.

٧١

فينا ، فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا وحجر من المروة وحجر من طور سينا وحجر من جبل السلم ـ وهو ظهر الكوفة ـ فأوحى الله عزوجل إلى جبرئيل عليه‌السلام أن ابنه وأتمه! فاقتلع جبرئيل عليه‌السلام الاحجار الاربعة بأمر الله عزوجل من مواضعها بجناحه ، فوضعها حيث أمره الله تعالى في أركان البيت على قواعده التي قدرها الجبار جل جلاله ، ونصب أعلامها ، ثم أوحى الله إلى جبرئيل ابنه وأتمه من حجارة من أبي قبيس واجعل له بابين بابا شرقا وبابا غربا قال : فأتمه جبرئيل عليه‌السلام فلما فرغ طافت الملائكة حوله ، فلما نظر آدم وحوا إلى الملائكة يطوفون حول البيت انطلقا فطافا سبعة أشواط ، ثم خرجا يطلبان ما يأكلان (١).

٢ ـ ن (٢) ع : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن البزنطي قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن الحرم وأعلامه كيف صار بعضها أقرب من بعض؟ وبعضها أبعد من بعض؟ فقال : إن الله عزوجل لما أهبط آدم من الجنة أهبطه على أبي قبيس فشكا إلى ربه عزوجل الوحشة وأنه لا يسمع ماكان يسمع في الجنة ، فأهبط الله عزوجل يعليه ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت ، فكان يطوف بها آدم عليه‌السلام وكان ضوؤها يبلغ موضع الاعلام ، فعلمت الاعلام على ضوئها فجعله الله عزوجل حرما (٣).

٣ ـ ن (٤) ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن إسماعيل بن همام ، عن الرضا عليه‌السلام مثله (٥).

٤ ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن صفوان ، عن

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٢٠.

(٢) عيون الاخبار : ج ١ ص ٢٨٤.

(٣) علل الشرائع ص ٤٢٠.

(٤) عيون الاخبار الرضا (ع) ج ١ ص ٢٨٥.

(٥) علل الشرائع ص ٤٢٠.

٧٢

الرضا عليه‌السلام مثله (١).

٥ ـ ن (٢) ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه‌السلام مثله (٣).

٦ ـ ب : علي بن عيسى ، عن البزنطي مثله (٤).

٧ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي قال : سأل صفوان الرضا عليه‌السلام وأنا حاضر عن الرجل يؤدب مملوكه في الحرم؟ فقال : كان أبوجعفر عليه‌السلام يضرب فسطاطه في حد الحرم ، بعض أطنابه في الحرم وبعضها في الحل ، وإذا أراد أن يؤدب بعض خدمه أخرجه من الحرم فأدبه في الحل (٥).

أقول : قد مضثى في باب الاغسال وسيأتي الغسل لدخول الحرم.

٨ ـ ل : الاربعة مائة قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : الصلاة في الحرمين تعدل ألف صلاة (٦).

وقال عليه‌السلام : لا تخرجوا بالسيوف إلى الحرم (٧).

٩ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الرجل يجني الجناية في غير الحرم ثم يلجأ إلى الحرم يقام عليه الحد؟ قا ل : لا ولا يطعم ولا يسقى و لايكلم ولايبايع ، فإنه إذا فعل ذلك به يوشك أن يخرج فيقام عليه الحد ، وإذا

__________________

(١) علل الشرايع ص ٤٢٢.

(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٨٥ وهو عين الحديث السابق.

(٣) علل الشرائع ص ٤٢٢.

(٤) قرب الاسناد ص ١٥٩ بتفاوت يسير.

(٥) نفس المصدر ص ١٦٠.

(٦) الخصال ج ٢ ص ٤٢١.

(٧) نفس المصدر ج ٢ ص ٤٠٦.

٧٣

جنى في الحرم جناية اقيم عليه الحد في الحرم لانه لم يرع للحرم حرمة (١).

١٠ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري مثله (٢).

أقول : سيأتي بعض الاخبار في باب الصيد.

١١ ـ ضا : إن كان لك على رجل حق فوجدته بمكة أوفي الحرم فلا تطالبه ولا تسلم عليه فتفزعه ، إلا أن تكون أعطيته حقك في الحرم فلا بأس أن تطالبه في الحرم (٣).

١٢ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قوله تعالى : « ومن دخله كان آمنا » قال : يأمن فيه كل خائف مالم يكنن عليه حد من حدود الله ينبغي أن يؤخذ به ، قلت : فيأمن فيه من حارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا؟ قال : هو مثل الذي نكر بالطريق فيأخذ الشاة أو الشئ فيصنع به الامام ماشاء ، قال : وسألته عن خائن يدخل الحرم قال : لا يوخذ ولا يمس لان الله يقول : « ومن دخله كان آمنا » (٤).

١٣ ـ شى : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : أرأيت قوله « ومن دخله كان آمنا » البيت عنى أو الحرم؟ قال : من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فهو آمن ، ومن دخل البيت من المؤمنين مستجيرا به فهو آمن من سخط الله ومن دخل الحرم من الوحش والسباع والطير فهو آمن من أن يهاج أو يؤذي حتى يخرج من الحرم (٥).

١٤ ـ شى : عن المثنى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام وسألته عن قوله الله : « ومن

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٤٤.

(٢) تفسير على بن ابراهيم ص ٩٨.

(٣) فقه الرضا ص ٣٣.

(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨٨ والاية في سورة آل عمران ٩٧ وفى الوسائل ( مثل من مكر ) وفى البرهان ( يكن ) بدل ( نكر ) ولعله الا؟؟ بالمقام.

(٥) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨٩.

٧٤

دخله كان آمنا » قال : إذا أحدث السارق في غير الحرم ثم دخل الحرم لم ينبغ لاحد أن يأخذه ، ولكن يمنع من السوق ولا يباع ولايكلم فانه إذا فعل ذلك به أو شك أن يخرج فيؤخذ وإذا اقيم عليه الحد فإن أحدث في الحرم اخذ واقيم عليه الحد في الحرم لانه من جنى في الحرم اقيم عليه الحد في الحرم (١).

١٥ ـ شى : عن عمران الحلبي عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله « ومن دخله كان آمنا » قال : إذا أحدث العبد في غير الحرم ثم فر إلى الحرم لم ينبغ أن يؤخذ ولكن يمنع منه السوق ولا يباع ولا يطعم ولا يسقى ولا يكلم فانه إذا فعل ذلك به يوشك أن يخرج فيؤخذ وإن كانت أحداثه في الحرم أخذ في الحرم (٢).

٨

* ( باب ) *

« ( فضل مكة وأسمائها وعللها وذكر بعض ) » *

* « ( مواطنها وحكم المقام بها وحكم دورها ) » *

الايات : البقرة : « وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الاخر قال : ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير » (٣) وقال تعالى « وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عندالله » (٤).

الانفال : « ومالهم ألا يعذبهم وهم يصدون عن المسجد الحرام وماكانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون » (٥).

ابراهيم : « وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا » إلى قوله « ربنا

__________________

(١ و ٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨٩.

(٣) سورة البقرة الاية : ١٢٦.

(٤) سورة البقرة الاية : ٢١٧.

(٥) سورة الانفال الاية : ٣٤.

٧٥

إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون » (١).

الحج : إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم » (٢).

النمل : « إنما امرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها » (٣).

القصص : « أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى اليه ثمرات كل شئ رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لايعلمون » (٤).

العنكبوت : « أولم يروا أنا جعلنا آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون » (٥).

حمعسق : لتنذر ام القرى ومن حولها » (٦).

البلد : « لا اقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد ‌» (٧).

التين : « وهذا البلد الامين » (٨).

١ ـ فس : ام القرى مكة سميت ام القرى لانها أول بقعة خلقها الله من الارض لقوله « إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا » (٩).

__________________

(١) سورة ابراهيم الايات : ٣٥ ـ ٣٧.

(٢) سورة الحج الاية : ٢٥.

(٣) سورة النمل الاية : ٩١.

(٤) سورة القصص الاية : ٥٧.

(٥) سورة العنكبوت الاية : ٦٧.

(٦) سورة حمعسق الاية : ٧.

(٧) سورة البلد الاية : ١ ـ ٢.

(٨) سورة التين الاية ٣.

(٩) تفسير على بن ابراهيم ص ٥١٥.

٧٦

٢ ـ ل : ابن إدريس عن أبيه عن الاشعري عن أبي عبدالله الرازي عن ابن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله اختار من البلدان أربعة فقال عزوجل « والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين » والتين المدينة والزيتون البيت المقدس و طور سينين الكوفة وهذا البلد الامين مكة (١).

٣ ـ ب : علي عن أخيه عليه‌السلام قال : سألته عن مكة لم سميت بكة؟ قال : لان الناس يبك بعضهم بالايدي ـ يعني يدفع بعضهم بعضا بالايدي ـ ولايكون ذلك إلا في المسجد حول الكعبة (٢).

٤ ـ شى : لان الناس يبك بعضهم بعضا بالايدي يعني يدفع بعضهم بعضا بالايدي في المسجد حول الكعبة (٣).

٥ ـ ل : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن أيمن بن محرز عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أسماء مكة خمسة : ام القرى ومكة وبكة والبساسة كانوا إذا ظلموا بها بستهم أي أخرجتهم وأهلكتهم وام رحم كانوا إذا لزموها رحموا (٤).

٦ ـ ن (٥) ع : في علل ابن سنان عن الرضا عليه‌السلام : سميت مكة مكة لان الناس كانوا يمكون فيهاو كان يقال لمن قصدها : قد مكا وذلك قول الله عزوجل « وماكان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية » فالمكاء التصفير والتصدية

__________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٨١ ضمن حديث.

(٢) قرب الاسناد ص ١٠٤.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨٧ وفيه الحديث عن على بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام قال وقد سأله عن مكة لم سميت بكة؟ قال : (٤) الخصال ج ١ ص ٢٢٦.

(٥) عيون اخبار الرضا (ع) ج ٢ ص ٩٠.

٧٧

صفق اليدين (١).

٧ ـ ع : أبي عن سعد عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن العرزمي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إنما سميت مكة بكة لان الناس يتباكون فيها (٢).

٨ ـ ع : ابن المتوكل : عن السعد ابادي عن البرقي عن ابن محبوب عن ابن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام لم سميت الكعبة بكة؟ فقال : لبكاء الناس حولها وفيها (٣).

٩ ـ ع : أبي عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن سعيد بن عبدالله عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : موضع البيت بكة والقرية مكة (٤).

١٠ ـ شى : عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان بكة موضع البيت وإن مكة الحرم وذلك قوله « فمن دخله كان آمنا » (٥).

١١ ـ شى : عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان بكة موضع البيت وإن مكة جميع ما اكتنفه الحرم (٦).

١٢ ـ شى : عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مكة جملة القرية وبكة موضع الحجر الذي يبك الناس بعضهم بعضا (٧).

١٣ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن علي بن مهزيار عن فضالة عن أبان عن الفضيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنما سميت مكة

__________________

(١ و ٢) علل الشرايع ص ٣٩٧.

(٣ و ٤) نفس المصدر ص ٣٩٧.

(٥) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨٧ والاية في آل عمران : ٩٦.

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ١٨٧ وكان الرمز في المتن لعلل الشرائع وهو من سهو القلم والصواب ما اثبتناه.

(٧) نفس المصدر ج ١ ص ١٨٧.

٧٨

بكة لانه يبك بها الرجال والنساء والمرأة تصلي بين يديك وعن يمينك وعن شمالك وعن يسارك ومعك ولا بأس بذلك إنما يكره في سائر البلدان (١).

١٤ ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى عن ابن أبي عميرعن حماد بن عثمان عن الحلبي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام لم سميت مكة مكة؟ قال : لان الناس يبك بعضهم بعضا فيها بالايدي (٢).

١٥ ـ سن : أبي عن ابن أبي عمير مثله (٣).

١٦ ـ شى : عن الحلبي مثله (٤).

١٧ ـ ن (٥) ع : سأل الشامي أميرالمؤمنين عليه‌السلام لم سميت مكة ام القرى قال : لان الارض دحيت من تحتها (٦).

١٨ ـ ع : أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي باسناده قال : قال أبوالحسن عليه‌السلام في الطائف : أتدري لم سمي الطائف؟ قلت : لا فقال : إن إبراهيم عليه‌السلام دعا ربه أن يرزق أهله من كل الثمرات فقطع لهم قطعة من الاردن فأقبلت حتى طافت بالبيت سبعا ثم أقرها الله عزوجل في موضعها فانما سميت الطائف للطواف بالبيت (٧).

١٩ ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا عليه‌السلام مثله (٨).

٢٠ ـ سن : البزنطي مثله (٩).

__________________

(١) علل الشرائع ص ٣٩٧.

(٢) علل الشرائع ص ٣٩٨.

(٣) المحاسن ص ٣٣٧.

(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨٧.

(٥) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٤١.

(٦) علل الشرائع ص ٥٩٣.

(٧) نفس المصدر ص ٤٤٢.

(٨) قرب الاسناد ص ١٠٤.

(٩) المحاسن ص ٣٤٠.

٧٩

٢١ ـ شى : عن أحمد بن محمد مثله (١).

٢٢ ـ ع : علي بن حاتم عن محمد بن جعفر وعلي بن سليمان معا عن أحمد بن محمد قال : قال الرضا عليه‌السلام : أتدري لم سميت الطائف الطائف؟ قلت : لا قال : لان الله عزوجل لما دعاه إبراهيم عليه‌السلام أن يرزق أهله من الثمرات أمر بقطعة من الاردن فسارت بثمارها حتى طافت بالبيت ثم أمرها أن تنصرف إلى هذا الموضع الذي سمي الطائف فلذلك سمي الطائف (٢).

٢٣ ـ ع : أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبي الديلم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمي الابطح أبطح لان آدم امر أن ينبطح في بطحاء جمع فتبطح حتى انفجر الصبح ثم امر أن يصعد جبل جمع وامر إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه ففعل ذلك آدم فأرسل الله عزوجل نارا من السماء فقبضت قربان آدم عليه‌السلام (٣).

٢٤ ـ ع : أبي عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل « ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم » فقال كل ظلم يظلم به الرجل نفسه بمكة من سرقة أو ظلم أحد أو شئ من الظلم فإني أراه إلحادا ولذلك كان ينهى أن يسكن الحرم (٤).

٢٥ ـ ع : ابن مسرور عن ابن عامر عن أحمد بن محمد السياري قال : روى جماعة من أصحابنا رفعوه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام أنه كره المقام بمكة وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اخرج عنها والمقيم بها يقسو قلبه حتى يأتي فيها ما يأتي

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٦٠ والاية في سورة البقرة : ١٢٦.

(٢) علل الشرائع ص ٤٤٢.

(٣) نفس المصدر ص ٤٤٤.

(٤) المصدر السابق ص ٤٤٥.

٨٠