بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يلتزم؟ وأي شئ يذكر فيه؟ فقال : عنده نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد كل خميس (١).

١١ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن حماد عن حريز عن أبي بصير وزرارة ومحمد بن مسلم كلهم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عز وجل خلق الحجر الاسود ثم أخذ الميثاق على العباد ثم قال للحجر : التقمه والمؤمنون يتعاقدون ميثاقهم (٢).

١٢ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن علي بن حسان عن عمه عبد ـ الرحمان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مر عمر بن الخطاب على الحجر الاسود فقال : والله يا حجر إنا لنعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع إلا أنا رأينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحبك فنحن نحبك فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام : كيف يا ابن الخطاب؟! فوالله ليبعثنه الله يوم القيامة وله لسان وشفتان فيشهد لمن وافاه وهو يمين الله في أرضه يبايع بها خلقه فقال عمر : لا أبقانا الله في بلد لايكون فيه علي بن أبي طالب (٣).

١٣ ـ ع : علي بن حاتم عن جميل بن زياد عن أحمد بن الحسين النخاس عن زكريا المؤمن عن عامر بن معقل عن أبان بن تغلب قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أتدري لاي شئ صار الناس يلثمون الحجر؟ قلت : لا قال : إن آدم عليه‌السلام شكا إلى ربه عزوجل الوحشة في الارض فنزل جبرئيل عليه‌السلام بياقوتة من الجنة كان آدم إذا مر عليها في الجنة ضربها برجليه فلما رآها عرفها فبادر يلثمها فمن ثم صار الناس يلثمون الحجر (٤).

١٤ ـ ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن أبي نجران والحسين بن سعيد معا عن حماد عن حريز عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان الحجر الاسود أشد بياضا من اللبن فلولا ما مسه من أرجاس الجاهلية مامسه ذو عاهة إلا برء (٥).

١٥ ـ ع : ابن الوليد عن سعد عن اسماعيل بن محمد التغلبي عن أبي طاهر الوراق عن الحسن بن أيوب عن عبدالكريم بن عمرو عن عبدالله بن أبي يعفور عن أبي عبدالله

__________________

(١ ـ ٢) نفس المصدر ص ٤٢٤.

(٣ ـ ٤) نفس المصدر ص ٤٢٦.

(٥) نفس المصدر ص ٤٢٧.

٢٢١

عليه‌السلام أنه ذكر الحجر فقال : أما إن له عينين وأنفا ولسانا ولقد كان أشد بياضا من اللبن ألا إن المقام كان بتلك المنزلة (١).

١٦ ـ ع : علي بن حاتم عن علي بن الحسين النحوى عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ثعلبة وغيره عن بريد العجلي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : كيف صار الناس يستلمون الحجر والركن اليماني ولا يستلمون الركنين الاخرين؟ فقال : قد سألني عن ذلك عباد بن صهيب البصري فقلت له : لان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله استلم هذين ولم يستلم هذين فإنما على الناس أن يفعلوا ما فعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسأخبرك بغير ما أخبرت به عبادا إن الحجر الاسود والركن اليماني عن يمين العرش وإنما أمر الله تبارك وتعالى أن يستلم ما عن يمين عرشه قلت : فكيف صار مقام إبراهيم عليه‌السلام عن يساره؟ فقال : لان لابراهيم عليه‌السلام مقاما في القيامة ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله مقاما فمقام محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ع يمين عرش ربنا عزوجل ومقام إبراهيم عليه‌السلام عن شمال عرشه فمقام إبراهيم في مقامه يوم القيامة وعرش ربنا مقبل غير مدبر (٢).

١٧ ـ ع : أبي عن سعد عن ايوب بن نوح عن صفوان عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : بينا أنا في الطواف إذا رجل يقول : ما بال هذين الركنين يمسحان يعنى الحجر والركن اليماني وهذين لا يمسحان؟! قال : فقلت : لان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يمسح هذين ولم يمسح هذين فلا تتعرض بشئ لم يتعرض له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

١٨ ـ ع : أبي عن سعد عن محمد بن عبدالجبار عن جعفر بن محمد الكوفي عن رجل من أصحابنا رفعه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الركن الغربي قال له الركن : يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ألست قعيدا من قواعد بيت ربك؟ فمالي لا استلم؟ فدنا منه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : اسكن عليك السلام غير مهجور (٤).

__________________

(١ ـ ٣) نفس المصدر ص ٤٢٨.

(٤) نفس المصدر ص ٤٢٩.

٢٢٢

١٩ ـ ع : أبي عن محمد العطار وعن الاشعري عن موسى بن عمر عن ابن سنان عن أبي سعيد القماط عن بكير بن أعين قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام : لاي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هوفيه؟ ولم يوضع في غيره؟ ولاي علة يقبل ولاي علة اخرج من الجنة؟ ولاي علة وضع فيه ميثاق العباد والعهد ولم يوضع في غيره؟ وكيف السبب في ذلك؟ تخبرني جعلت فداك فإن تفكري فيه لعجب قال : فقال : سألت وأعظت في المسألة واستقصيت فافهم وفرغ قلبك وأصغ سمعك اخبرك إن شاء الله تعالى إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الاسود وهو جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق وذلك إنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان وفي ذلك المكان تراءى لهم ربهم ومن ذلك الركن يهبط الطير على القائم فأول من يبايعه ذلك الطير وهو والله جبرئيل عليه‌السلام وإلى ذلك المقام يسند ظهره وهو الحجة والدليل على القائم وهو الشاهد لمن وافى ذلك المكان والشاهد لمن أدى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ الله على العباد وأما القبلة والا لتماس فلعلة العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق وتجديدا للبيعة وليؤدوا إليه العهد الذي أخذ عليهم في الميثاق فيأتونه في كل سنة وليؤدوا إليه ذلك العهد ألا ترى أنك تقول : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة والله ما يؤدي ذلك أحد غير شيعتنا ولا حفظ ذلك العهد والميثاق أحد غير شيعتنا وإنهم ليأتونه فيعرفهم ويصدقهم ويأتيه غيرهم فينكر هم ويكذبهم وذلك أنه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم والله يشهد وعليهم والله يشهد بالحقد والجحود والكفر وهو الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيامة يجيئ وله لسان ناطق وعينان في صورته الاولى تعرفه الخلق ولا تنكره يشهد لمن وافاه وجدد العهد والميثاق عنده بحفظ العهد والميثاق وأداء الامانة ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسي الميثاق بالكفر والانكار.

وأما علة ما أخرجه الله من الجنة فهل تدري ماكان الحجر؟ قال : قلت :

٢٢٣

لا قال : كان ملكا من عظماء الملائكة عندالله عزوجل فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به وأقر ذلك الملك فاتخذه الله أمينا على جميع خلقه فألقمه الميثاق وأودعه عنده واستعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الابرار بالميثاق والعهد الذي أخذه الله عليهم ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده الاقرار في كل سنة فلما عصى آدم فاخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذ الله عليه وعلى ولده لمحمد و وصيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعله باهتا حيرانا فلما تاب على آدم حول ذلك الملك في صورة درة بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم وهو بأرض الهند فلما رآه أنس إليه وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة فأنطقه الله عزوجل فقال : يا آدم أتعرفني؟ قال : لا قال : أجل استحوذ عليك الشيطان وأنساك ذكر ربك وتحول إلى الصورة التي كان بها في الجنة مع آدم فقال لادم : أين العهد والميثاق؟ فوثب إليه آدم وذكر الميثاق وبكى وخضع له وقبله وجدد الاقرار بالعهد و الميثاق ثم حوله الله عزوجل إلى جوهر الحجر درة بيضاء صافية تضيئ فحمله آدم على عاتقه إجلالا له وتعظيما فكان إذا أعيا حمله عن جبرئيل حتى وافى به مكة فمازال يأنس به بمكة ويجدد الاقرار له كل يوم وليلة ثم إن الله عزوجل لما أهبط جبرئيل إلى أرضه وبنى الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين الركن والباب وفي ذلك الموضع ترائى لادم حين أخذ الميثاق وفي ذلك الموضع ألقم الملك الميثاق فلتلك العلة وضع في ذلك الركن ونحي آدم من مكان البيت إلى الصفا وحوا إلى المروة وجعل الحجر في الركن فكبر الله وهلله ومجده فلذلك جرت السنة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا وإن الله عزوجل أودعه العهد والميثاق وألقمه إياه دون غيره من الملائكة لان الله عزوجل لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة ولعلي عليه‌السلام بالوصية اصطكت فرائض الملائكة وأول من أسرع إلى الاقرار بذلك ذلك الملك ولم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد منه فلذلك اختاره

٢٢٤

الله عزوجل من بينهم وألقمه الميثاق فهو يجئ يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق (١).

٢٠ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن ما جيلويه عن عمه عن البرقي عن البزنطي عن أبان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن آدم عليه‌السلام لما أهبط هبط بالهند ثم رمي إليه بالحجر الاسود وكان ياقوته حمراء بفناء العرش فلما رآه عرفه فأكب عليه وقبله ثم أقبل به فحمله إلى مكة فربما أعيا من ثقله فحمله جبرئيل عنه وكان إذا لم يأته جبرئيل اغتم وحزن فشكا ذلك إلى جبرئيل فقال : إذا وجدت شيئا من الحزن فقل : لا حول ولا قوة إلا بالله.

٢١ ـ وفي رواية أن حبل أبي قبيس قال : يا آدم إن لك عندي وديعة فرفع إليه الحجر والمقام وهما يومئذ ياقوتتان حمراوان.

٢٢ ـ سن : موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن محمد بن مسلم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : استلموا الركن فانه يمين الله في خلقه يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الرجل ويشهد لمن وافاه (٢).

٢٣ ـ ير : محمد بن الجارود عن جعفر بن محمد الكوفي عن رجل من أصحابنا عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الركن الغربي قال : فجازه فقال له الركن : يارسو ل الله لست بعيدا من بيت ربك فما بالي لا استلم؟! قال : فدنا منه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : اسكن عليك السلام غير مهجور (٣).

٢٤ ـ سن : أبي عن ابن أبي عمير رفعه عن أحدهما عليهما‌السلام أنه سئل عن تقبيل الحجر فقال : إن الحجر كان درة بيضاء في الجنة وكان آدم يراها فلما أنزلها الله عزوجل إلى الارض نزل آدم عليه‌السلام فبادر فقبلها فأجرى الله تبارك و تعالى بذلك السنة (٤).

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٢٩.

(٢) المحاسن ص ٦٥.

(٣) بصائر الدرجات ص ١٤٧ الحديث ٤ من الباب ١٧ من الجزء العاشر.

(٤) المحاسن ص ٣٣٧.

٢٢٥

٢٥ ـ سن : أبي عن حماد بن عيسى وفضالة وابن أبي عمير عن معاوية عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها فلذلك يقال : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة (١).

٢٦ ـ يج : روي عن أبي القاسم جعفر بن مجحمد بن قولويه قال : لما وصلت بغداد في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة للحج وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر لانه يمضي في أثناء الكتب قصة أخذه وأنه لا يضعه في مكانه إلا الحجة في الزمان كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين عليه‌السلام في مكانه واستقر ـ فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي ولم يتهيا لي ماقصدت له فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدة عمري وهل تكون الموتة في هذة العلة؟ أم لا؟ وقلت : همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه ( وأخذ جوابه وإنما أندبك لهذا قال فقال المعروف بابن هشام : لما حصلت بمكة وعزم على إعادة الحجر بذلت سدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه ) وأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه وعلت لذلك الاصوات فانصرف خارجا من الباب فنهضت من مكانى أتبعه وأدفع الناس عني يمينا وشمالا حتى ظن بي الاختلاط في العقل و الناس يفرجون لي وعيني لا تفارقه حتى انقطع عن الناس فكنت أسرع المشي خلفه وهو يمشي على تؤده ولا أدركه فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري وقف والتفت إلى فقال : هات ما معك فناولته الرقعة فقال من غير أن ينظر إليها : قل له : لا خوف عليك في هذه العلة ويكون مالابد منه بعد ثلاثين سنة قال : فوقع علي الدمع حتى لم أطق حراكا وتركني وانصرف.

__________________

(١) نفس المصدر ص ٣٤٠.

٢٢٦

قال أبوالقاسم : فأعلمني بهذه الجملة فلما كان سنة سبع وستين اعتل أبوالقاسم وأخذ ينظر في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره فكتب وصيته واستعمل الجد في ذلك فقيل له : ما هذا الخوف ونرجو أن يتفضل الله بالسلامة فما علتك بمخوفة؟! فقال : هذه السنة التي خوفت فيها فمات في علته (١).

٢٧ ـ شى : عن المنذر الثوري عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن الحجر فقال : نزلت ثلاثة أحجار من الجنة : الحجر الاسود ـ استودعه إبراهيم ـ ومقام إبراهيم وحجر بني إسرائيل قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن الله استودع إبراهيم الحجز الابيض وكان أشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بني آدم (٢).

٢٨ ـ شى : عن الحلبي قال : سألته لم جعل استلام الحجر؟ قال : إن الله حيث أخذ الميثاق من بني آدم دعا الحجر من الجنة وأمره فالتقم الميثاق فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة (٣).

٢٩ ـ شى : عن عبيدالله الحلبي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام قالا : حج عمر أول سنة حج وهو خليفة فحج تلك السنة المهاجرون والانصار و كان علي قد حج تلك السنة بالحسن والحسين عليهما‌السلام وبعبدالله بن جفعر قال : فلما أحرم عبدالله لبس إزارا ورداء ممشقين مصبوغين بطين المشق ثم أتى فنظر إليه عمر وهويلبي وعليه الازار والرداء وهو يسير إلى جنب علي عليه‌السلام فقال عمر من خلفهم : ماهذه البدعة التي في الحرم؟

فالتفت إليه علي عليه‌السلام فقال له : يا عمر لا ينبغي لاحد أن يعلمنا السنة فقال عمر : صدقت يا أبا الحسن لا والله ما علمت أنكم هم قال : فكانت تلك واحدة في سفرتهم تلك فلما دخلوا مكة طافوا بالبيت فاستلم عمر الحجر وقال : أما والله إني لاعلم أنك حجر لايضر ولا ينفع ولولا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله استلمك

__________________

(١) الخرائج والجرائح ص ٣٨ ومابين القوسين زيادة من المصدر.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٥٩.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٣٩ وفيه ( بالوفاء ) بدل ( بالموافاة ).

٢٢٧

ما استلمتك.

فقال له علي عليه‌السلام : مه يا أبا حفص لا تفعل فإن رسول الله عليه‌السلام لا يستلم إلا لامر قد علمه ولو قرأت القرآن فعلمت من تأويله ما علم غيرك لعلمت أنه يضر وينفع له عينان وشفتان ولسان ذلق يشهد لمن وافاه بالموافاة قال : فقال له عمر : فأوجدني ذلك من كتاب الله يا أبا الحسن؟ فقال علي عليه‌السلام : قوله تبارك وتعالى « وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا » فلما أقروا بالطاعة بأنه الرب وهم العباد أخذ عليهم الميثاق إلى بيته الحرام ثم خلق الله رقا أرق من الماء وقال للقلم : اكتب موافاة خلقي بيتي الحرام فكتب القلم موافاة بني آدم في الرق ثم قيل للحجر : افتح فاك قال : ففتحة فألقمه الرق ثم قال للحجر : احفظ واشهد لعبادي بالموافاة فهبط الحجر مطعيا لله ياعمر أوليس إذا استلمت الحجر قلت : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة؟! فقال عمر : اللهم نعم فقال له علي عليه‌السلام : أمن ذلك (١).

٣٠ ـ الهداية : ثم تأتي الحجر الاسود فتقبله أو تستلمه أو تومي إليه فانه لابد من ذلك (٢).

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحجر يمين الله فمن شاء صافحه لها وهذا القول مجاز و المراد أن الحجر جهة من جهات القرب إلى الله تعالى فمن استلمه وباشره قرب من طاعته تعالى فكان كاللاصق بها والمباشر لها فأقام عليه‌السلام اليمين ههنا مقام الطاعة التي يتقرب بها إلى الله سبحانه على طريق المجاز والاتساع لان من عادة العرب إذا أراد أحد هما التقرب من صاحبه وفضل الانسة لمخالطته أن يصافحه بكفه وتعلق يده بيده وقد علمنا في القديم تعالى أن الدنو يستحيل على ذاته فيجب أن يكون ذلك دنوا من طاعته ومرضاته ولما جاء عليه‌السلام يذكر اليمين أتبعه بذكر

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٣٨ والاية في سورة الاعراف ١٧٢.

(٢) الهداية ص ٥٨ بتفاوت يسير.

٢٢٨

الصفاح ليوفي الفصاحة حقها ويبلغ بالبلاغة غايتها (١).

٤١

« ( باب ) ‌»

* « ( الحطيم وفضله وساير المواضع المختارة من المسجد ) ‌» *

الايات : التوبة : « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عندالله ‌» (٢).

وقال تعالى : « يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ‌» (٣).

الحج « والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ‌» (٤).

١ ـ ما : المفيد عن الجعابي عن عبدالله بن أحمد بن مستورد عن عبدالله ابن يحيى عن علي بن عاصم عن الثمالي قال : قال لنا علي بن الحسين زين العابدين عليهما‌السلام : أي البقاع أفضل؟ فقلنا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم فقال : إن أفضل البقاع مابين الركن والمقام ولو أن رجلا عمر ما عمر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا (٥).

٢ ـ ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ثعلبة عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الحطيم فقال : هو مابين الحجر الاسود باب البيت قال : وسألته لم سمي الحطيم؟ قال : لان الناس يحطم

__________________

(١) ليس هذا الحديث وما تعقبه مأخوذا عن الهداية وحاولنا العثور على مصدره عاجلا فلم نعثر عليه وفى تعبيره بالصفاح وارادته المصافحة مجال للمناقشة.

(٢) سورة التوبة الاية : ١٩.

(٣) سورة التوبة الاية : ٢٨.

(٤) سورة الحج الا ية : ٢٥.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٣١.

٢٢٩

بعضهم بعضا هنالك (١).

٣ ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن خالد عن ميسر قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام فقال : أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فقال : مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه حرما وجعل بيته فيها ثم قال : أتدرون أي البقاع أفضل فيها عندالله حرمة؟ فقال : ذاك المسجد الحرام ثم قال : أتدرون أي بقعة في المسجد الحرام أفضل عندالله حرمة؟ فقال : ذاك ما بين الركن والمقام وباب الكعبة وذلك حطيم إسماعيل عليه‌السلام ذاك الذى كان يدور فيه غنيماته ويصلي فيه ووالله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قام الليل مصليا حتى يجيئه النهار وصام النهار حتى يجيئه الليل و لم يعرف حقنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئا أبدا (٢) أقول : تمامه مع غيره من الاخبار قد رأوردنا في باب اشتراط قبول الاعمال بالولاية.

٤ ـ ضا : أكثر الصلاة في الحجر وتعمد تحت الميزاب وادع عنده كثيرا وصل في الحجر على ذراعين من طرفه مما يلي البيت فانه موضع شبير و شبرا بني هارون عليهما‌السلام وإن تهيا لك أن تصلي صلواتك كلها عند الحطيم فافعل فانه أفضل بقعة على وجه الارض والحطيم مابين الباب والحجر الاسود وهو الموضع الذي فيه تاب الله على آدم عليه‌السلام وبعده الصلاة في الحجر أفضل وبعده مابين الركن العراقي والبيت وهو الموضع الذي كان فيه المقام في عهد إبراهيم إلى عهد رسول الله صلى الله عليهما وعلى آله وبعده خلف المقام الذي هو الساعة وما قرب من البيت فهو أفضل (٣).

٥ ـ سر : في كتاب البزنطي عن الحلبي قال : سألته عن الحجر فقال :

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٠٠.

(٢) ثواب الاعمال ص ١٨٥ ضمن حديث طويل بتفاوت.

(٣) فقه الرضا ص ٢٨.

٢٣٠

إنكم تسمونه الحطيم وإنما كان لغنم إسماعيل وإنما دفن فيه امه وكره أن يوطأ قبرها فحجر عليه وفيه قبور الانبياء (١).

٦ ـ سر : من كتاب المسائل من مسائل داود الحضرمي قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن الصلاة بمكة في أي موضع أفضل؟ قال : عند مقام إبراهيم الاول فانه مقام إبراهيم وإسماعيل ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

٧ ـ وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشيخ قد س الله روحه عن الصادق عليه‌السلام : إن تهيأ لك أن تصلي صلواتك كلها الفرائض وغيرها عند الحطيم فانه أفضل بقعة على وجه الارض وهو ما بين باب البيت والحجر الاسود وهو الموضع الذي تاب الله فيه على آدم. وبعده الصلاة في الحجر أفضل وبعد الحجر مابين الركن العراقي وباب البيت وهو الموضع الذي كان فيه المقام وبعد ه خلف المقام حيث هو الساعة وما قرب من البيت فهو أفضل ومن صلى في المسجد الحرام صلاة واحدة قبل الله منه كل صلاة صلاها وكل صلاة يصليها إلى أن يموت والصلاة فيه بمائة ألف صلاة وإذا أخذ الناس مواطنهم بمنى نادى مناد من قبل الله عزوجل : إن أردتم أن أرضي فقد رضيت.

٨ ـ الهداية : ثم ائت مقام إبراهيم عليه‌السلام فصل ركعتين واجعله أمامك واقرأ في الاولى منهما قل هو الله أحد وفي الثانية قل يا أيها الكافرون ثم تشهد ثم احمد الله وأثن عليه وصل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واسأله أن يتقبله منك فهاتان الركعتان هما الفريضة ليس يكره لك أن تصليها في أي الساعات شئت عند طلوع الشمس وعند غروبها فانما وقتها عند فراغك من الطواف ما لم يكن وقت صلاة مكتوبة فان كان وقت صلاة مكتوبة فابدأ بها ثم صل ركعتي الطواف (٣).

__________________

(١) السرائر ص ٤٨٠.

(٢) السرائر ص ٤٨٥.

(٣) الهداية ص ٥٨.

٢٣١

٤٢

* باب *

* « ( علة المقام ومحله ) ‌» *

١ ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد وعلي ابني الحسن بن فضال عن عمرو ابن سعيد عن موسى بن قيس ابن أخي عمار عن مصدق بن صدقة عن عمار الساباطي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أو ـ عن عمار عن سليمان بن خالد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما أوحى الله عزوجل إلى إبراهيم عليه‌السلام أن أذن في الناس بالحج أخذ الحجر الذي فيه أثر قدميه وهو المقام فوضعه بحذاء البيت لا صقا بالبيت بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم ثم قام عليه فنادى بأعلا صوته بما أمره الله عزوجل به فلما تكلم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه فقلع إبراهيم عليه‌السلام رجليه من الحجر قلعا فلما كثر الناس وصاروا إلى الشر والبلاء ازدحموا عليه فرأوا أن يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه اليوم ليخلو المطاف لمن يطوف بالبيت فلما بعث الله عزوجل محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رده إلى الموضع الذي وضعه فيه إبراهيم عليه‌السلام فما زال فيه حتى قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي زمن أبي بكر وأول ولاية عمر ثم قال عمر : قد ازدحم الناس على هذا المقام فأيكم يعرف موضعه في الجاهلية؟ فقال له رجل : أنا أخذت قدره بقدر قال : والقدر عندك؟ قال : نعم قال : فأت به فجاء به فأمر بالمقام فحمل ورد إلى الموضع الذي هو فيه الساعة (١).

٢ ـ ص : روي أن جبل أبي قبيس قال : يا آدم إن لك عندى وديعة فرفع إليه الحجر والمقام وهما يومئذ ياقوتتان حمراوان.

٣ ـ شى : عن ابن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « فيه آيات بينات ‌» فماهذه الايات البينات؟ قال : مقام إبراهيم حين قام عليه فأثرت قدماه فيه والحجر ومنزل إسماعيل (٢).

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٢٣.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨٧. والاية في سورة آل عمران ٩٧.

٢٣٢

٤٣

* ( باب ) *

* « ( علل السعى وأحكامه ) » *

الايات : البقرة : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليهم (١).

المائدة : يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله (٢).

أقول : قد مضى بعض الاخبار يفي باب صلاة الطواف.

١ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام : ليس على النساء هرولة بين الصفا والمروة (٣).

أقول : أوردنا مثله في باب الاجهار بالتلبية عن الباقر عليه‌السلام.

٢ ـ ع : أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جاقر وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبي الديلم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمي الصفا صفا لان المصطفى آدم هبط عليه فقطع للجبل اسم من اسم آدم عليه‌السلام يقول الله عزوجل « إن الله اصطفى آدم ونوحا ‌» وهبطت حوا على المروة وإنما سميت المروة لان المرأة هبطت عليها فقطع للجبل اسم من اسم المرأة (٤).

٣ ـ ع : أبي عن سعد عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن إبراهيم عليه‌السلام لما خلف إسماعيل بمكة عطش الصبي وكان فيما بين الصفا والمروة شجر فخرجت امه حتى قامت على الصفا فقالت : هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد فمضت حتى انتهيت إلى المروة فقالت : هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد ثم رجعت إلى الصفا فقالت كذلك

__________________

(١) سورة البقرة الاية : ١٥٨.

(٢) سورة المائدة الاية : ٢.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٢٨٧.

(٤) علل الشرائع ص ٤٣١.

٢٣٣

حتى صنعت ذلك سبعا فأجرى الله ذلك سنة فأتاها جبرئيل عليه‌السلام فقال لها : من أنت؟ فقالت : أنا ام ولد إبراهيم فقال : إلى من وكلكم؟ فقالت : أما إذا قلت ذلك فقد قلت له حيث أراد الذهاب : يا إبراهيم إلى من تكلنا؟ فقال : إلى الله عزو جل فقال جبرئيل : لقد وكلكم إلى كاف قال : وكان الناس يتجنبون الممر بمكة لمكان الماء ففحص الصبي برجله فنبعت زمزم ورجعت من المروة إلى الصبى وقد نبع الماء فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح المآء و لو تركته لكان سيحا قال : فلما رأت الطير حلقت عليه قال : فمر ركب من اليمن فلما رأوا الطير حلقت عليه قالوا : ما حلقت إلا على ماء فأتوهم فسقوهم من المآء وأطعمواهم الركب من الطعام وأجرى الله عزوجل لهم بذلك رزقا فكانت الركب تمر بمكة فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء (١).

٤ ـ ع : أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن صفوان عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : صار السعي بين الصفا والمروة لان إبراهيم عليه‌السلام عرض له إبليس فأمره جبرئيل عليه‌السلام فشد عليه فهرب منه فجرت به السنة ـ يعني به الهرولة ـ (٢).

٥ ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام لم جعل السعي بين الصفا والمروة؟ قال : لان الشيطان تراءى لابراهيم عليه‌السلام في الوادي فسعى و هو منازل الشياطين (٣).

٦ ـ ع : أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ما لله عزوجل مسك أحب إلى الله تبارك وتعالى من موضع السعي وذلك أنه يذل فيه كل جبار عنيد (٤).

٧ ـ ع : ابن الوليد عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا عن الاشعري

__________________

(١ ـ ٢) نفس المصدر ص ٤٣٢.

(٢ ـ ٣) علل الشرائع ص ٤٣٣.

٢٣٤

عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن أسلم عن يونس عن أبى بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ما من بقعة أحب إلى الله عزوجل من المسعى لانه يذل فيه كل جبار (١).

٨ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل بدأ بالمروة قبل الصفا قال : يعيد ألا ترى أنه لو بدأ بشماله قبل يمينه في الوضوء أراه أن يعيد الوضوء (٢).

٩ ـ فس : « إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما » فان قريشا كانت وضعت أصنامهم بين الصفا والمروة ويتمسحون بها إذا سعوا فلما كان من أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ماكان من غزوة الحديبية وصدوه عن البيت وشرطوا له أن يخلوا له البيت في عام قابل حتى يقضي عمرته ثلاثة أيام ثم يخرج عنها فلما كان عمرة القضاء في سنة سبع من الهجرة دخل مكة وقال لقريش : ارفعوا أصنامكم من بين الصفا والمروة حتى أسعى فرفعوها فسعى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين الصفا والمروة وقد رفعت الاصنام وبقي رجل من المسلمين من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يطف فلما فرغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الطواف ردت قريش الاصنام بين الصفا والمروة فجاء الرجل الذي لم يسع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : قد ردت قريش الاصنام بين الصفا والمروة ولم أسع فأنزل الله عزوجل « إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ‌» والاصنام فيهما (٣).

١٠ ـ سن : ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لرجل من الانصار : إذا سعيت بين الصفا والمروة كان لك عندالله

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٣٣.

(٢) نفس المصدر ص ٥٨١.

(٣) تفسير على بن ابراهيم القمي ص ٥٤ والاية في سورة البقرة ١٥٨.

٢٣٥

أجر من حج ماشيا من بلاده ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة (١).

١١ ـ ضا : ثم تخرج إلى الصفا مابين إسطوانتين تحت القناديل فانه طريق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الصفا فابتدء بالصفا وقف عليه وأنت مستقبل البيت فكبر سبع تكبيرات واحمد الله وصلى على محمد وعلى آله وادع لنفسك ولوالديك وللمؤمنين ثم تنحدر إلى المروة وأنت تمشي فاذا بلغت حد السعي ـ وهي الميلين الاخضرين ـ هرول واسع ملء فروجك وقل : رب اغفرو ارحم وتجاوز عما تعلم فانك أنت الاعز الاكرم فاذا جزت حد السعي فاقطع الهرولة وامش على السكون و التؤدة والوقا ر وأكثر من التسبيح والتكبير والتهليل والتمجيد والتحميد لله والصلاة على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى تبلغ المروة فاصعد عليه وقل ما قلت على الصفا وأنت مستقبل البيت ثم انحدر منها حتى تأتي الصفا فافعل ذلك سبع مرات يكون وقوفك على الصفا أربع مرات وعلى المروة أربع مرات والسعي مابينهما سبع مرات تبتدئ بالصفا وتختم بالمروة ثم تقصر من شعر رأسك من جوانبه موحاجبيك ومن لحيتك وقد أحللت من كل شئ أحرمت عنه (٢).

١٢ ـ وإن سهوت وسعيت بين الصفا والمروة أربعة عشر شوطا فليس عليك شئ وإن سعيت ستة أشواط وقصرت ثم ذكرت بعد ذلك أنك سعيت ستة أشواط فعليك أن تسعى شوطا آخر وإن جامعت أهلك وقصرت سعيت شوطا آخر وعليك دم بقرة.

وإن سعيت ثمانية فعليك الاعادة وإن سعيت تسعة فلا شئ عليك وفقه ذلك أنك إذا سعيت ثمانية كنت بدأت بالمروة وختمت بها وكان ذلك خلاف السنة وإذا سعيت تسعة كنت بدأت بالصفا وختمت بالمروة (٣).

١٣ ـ شى : عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل « إن

__________________

(١) المحاسن ص ٦٥.

(٢) فقه الرضا ص ٢٧ وفيه ( تكبر على الصفا تسع تكبيرات ) بدل ( سبع ).

(٣) نفس المصدر ٢٨.

٢٣٦

الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ‌» أي لا حرج عليه أن يطوف بهما (١).

١٤ ـ شى : عن عاصم بن حميد عن أبي عبدالله عليه‌السلام إن الصفا والمروة من شعائر الله يقول لا حرج عليه أن يطوف بهما فنزلت هذه الاية فقلت : هي خاصة أو عامة؟ قال : هي بمنزلة قوله : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ‌» فمن دخل فيهم من الناس كان بمنزلتهم يقول الله : « ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين و حسن أولئك رفيقا ‌» (٢).

١٥ ـ شى : عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن السعي بين الصفا والمروة فريضة هو؟ أو سنة؟ قال : فريضة قال : قلت : أليس الله يقول « فلا جناح عليه أن يطوف بهما ‌»؟ قال : كان ذلك في عمرة القضاء وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان شرطهم عليه أن يرفعوا الاصنام فتشاغل رجل من أصحابه حتى اعيدت الاصنام فحاؤا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألوه وقيل له إن فلانا لم يطف وقد اعيدت الاصنام قال : فأنزل الله عزوجل « إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما » أي والاصنام عليهما (٣).

١٦ ـ شى : وعن ابن مسكان عن الحلبي قال : سألته فقلت : ولم جعل السعي بين الصفا والمروة قال : إن إبليس تراءى لابراهيم عليه‌السلام في الوادي وسعى إبراهيم منه كراهية أن يكلمه وكان منازل الشياطين (٤).

١٧ ـ وقال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام في خبر حماد بن عثمان : إنه كان على الصفا والمروة أصنام فلما أن حج الناس لم يدورا كيف يصنعون؟ فأنزل الله هذه الاية فكان الناس يسعون والاصنام على حالها فلما حج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٦٩ والاية في سورة البقرة ١٥٨.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٧٠ والاية في سورة النساء : ٦٩.

(٣ ـ ٤) نفس المصدر ج ١ ص ٧٠.

٢٣٧

رمى بها (١).

١٧ ـ الهداية : ثم اخرج إلى الصفا وقم عليه حتى تنظر إلى البيت وتستقبل الركن الذي فيه الحجر الاسود واحمد الله تعالى وأثن عليه واذكر من آلائه و بلائه وحسن ما صنع لايك ما قدرت عليه وتقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير ثلاث مرات ثم انحدر عن الصفا وقل وأنت كاشف عن ظهرك : يارب العفو يامن أمر بالعفو يامن هو إولى بالعفو يامن يحب العفو يامن يثيب على العفو العفو العفو ( ياجواد ياكريم ياقريب يابعيد اردد علي نعمتك واستعملني بطاعتك ومرضاتك ) ثم انحدر ماشيا وعليك السكينة والوقار حتى تأتي المنارة وهي طرف المسعى فاسع ملء فروجك وقل : بسم الله وبالله والله أكبر وصلى الله على محمد وآل محمد وقل : اللهم اغفر وارحم واعف عما تعلم وأنت الاعز الاكرم حتى تجوز زقاق العطارين وتقول إذا جاوزت المسعى : يا ذا المن والكرم والفضل والجود والنعماء صل على محمد وآل محمد واغفرلي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم امش وعليك السكينة والوقار حتى تأتي المروة فتصعد عليها حتى يبدو لك البيت فاصنع عليها كما صنعت على الصفا ثم انحدر منها إلى الصفا فاذا بلغت قرب زقاق العطارين فاسع ملء فروجك إلى المنارة الاولد التي تلي الصفا وطف بينهما سبعة أشواط ويكون وقوفك على الصفا أربعا وعلى المروة أربعا والسعي بينهما سبعاتبدأ بالصفا وتختم بالمروة (٢).

١٧ ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر محمد بن على عليهما‌السلام أنه قال : في قول الله عزوجل : « إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ‌».

قال أبوجعفر عليه‌السلام : الطواف بهما واجب مفروض وفي قول الله عزوجل

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٧١.

(٢) الهداية ص ٥٩ ومابين القوسين زيادة من المصدر.

٢٣٨

هذا بيان ذلك ولو كان في ترك الطواف بهما جناحا وكذلك في ترك الطواف بهما رخصة لقال : فلا جناح عليه ألا يطوف بهما ولكنه لما قال : فلا جناح عليه أن يطوف بهما علم أنهم كانوا يرون في التطوف بهما جناحا وكذلك كان الامر كان الانصار يهلون لمناة وكان مناة حذو قديد فكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الاسلام سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك فأنزل الله « إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ‌» (١).

٢٠ ـ وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه ذكر الطواف بين الصفا والمروة فقال : تخرج من باب الصفا فترقى على الصفا وتنزل منه وترقى على المروة ثم ترجع كذلك إلى الصفا سبع مرات تبدأ بالصفا وتختم بالمروة وتدعو على الصفا والمروة كلما رقيت عليهما بما قدرت عليه وتدعو بينهما كذلك كلما سرت (٢).

٢١ ـ وروينا عن أهل البيت عليهم‌السلام في ذلك دعاء كثيرا ليس منه شئ موقت (٣).

قال : ويسعي في بطن الوادي بين الصفا والمروة كلما مر عليه وليس على النساء سعي (٤).

__________________

(١) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣١٥.

(٢ ـ ٤) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٦ بتفاوت يسير في الاول.

٢٣٩

٤٤

* ( باب ) *

* « ( فضل المسجد الحرام وأحكامه وفضل الصلاة ) ‌» *

* « فيه وفيما بين الحرمين ) ‌» *

الايات : الانفال : « وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون » (١).

١ ـ ب : محمد بن خالد الطيالسي عن إسماعيل بن عبدالخالق قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن النوم في المسجد الحرام فقال : هل بد للناس من أن يناموا في المسجد الحرام؟! لا بأس به قلت : الريح تخرج من الانسان قال : لا بأس (٢).

٢ ـ ل : أبي وما جيلويه معا عن محمد العطار عن الاشعري عن بعض أصحابنا عن الحسن بن علي وأبي الصخر رفعاه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله و مسجد الكوفة (٣).

٣ ـ ل : الاربعمائة : قال : أمير المؤمنين عليه‌السلام : الصلاة في الحرمين تعدل ألف صلاة (٤).

أقول : سيأتي في باب طواف الوداع عن الرضا عليه‌السلام أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في غيره ستين سنة وأشهر.

٤ ـ ما : باسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام أنه قال : أربعة من قصور الجنة في الدنيا : المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد بيت المقدس ومسجد الكوفة (٥).

__________________

(١) سورة الانفال الاية : ٣٥.

(٢) قرب الاسناد ص ٦٠.

(٣) الخصال ج ١ : ٩٤ وكان الرمز ( ب ) والصواب ما أثبتناه.

(٤) الخصال ج ٢ ص ٤٢١.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٧٩.

٢٤٠