بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٣١

( باب )

* « ( جمل كفارات الاحرام ) » *

١ ـ ب : علي عن أخيه عليه‌السلام قال : لكل شئ خرجت من حجك فعليك فيه دم تهريقه حيث شئت (١).

أقول : قد مضى أحكام الكفارات في باب ما يجب على المحرم اجتنابه من الصيد وغيره.

٢ ـ ع : كل شئ أتيته في الحرم بجهالة وأنت محل أو محرم أوأنت في الحل وأنت محرم فليس عليك شئ إلا الصيد فان عليك فداؤه فان تعمدته كان عليه فداؤه وإثمه (٢).

٣٢

* « باب » *

* « ( علة التلبية وآدابها وأحكامها وفيه ) » *

* « ( فداء ابراهيم عليه‌السلام بالحج ) » *

الايات : الحج : « وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الانعام » (٣).

١ ـ ع (٤) ل (٥) لى : ابن المتوكل عن السعد ابادي عن البرقي عن

__________________

(١) قرب الاسناد ص ١٠٤ وفيه ( خرحت ).

(٢) علل الشرائع ص ٤٥٢. (٣) سورة الحج الاية : ٢٧.

(٤) علل الشرائع ص ٢٣٤.

(٥) الخصال ج ١ ص ١٠٨.

١٨١

أبيه عن الازدي قال : سمعت مالك بن أنس فقيه المدينة يقول : كنت أدخل إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول : مالك إني احبك فكنت أسر بذلك وأحمد الله عليه قال : وكان عليه‌السلام : رجلا لا يخلو من إحدى ثلاث خصال إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا وكان من عظماء العباد وأكابر الزهاد الذين يخشون الله عزوجل وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد فاذا قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اخضر مرة واصفر مرة اخرى حتى ينكره من كان يعرفه ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكان أن يخر من راحلته فقلت : قل يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولابد لك من أن تقول فقال : يا ابن أبي عامر! كيف أجسر أن أقول : لبيك اللهم لبيك وأخشي أن يقول عزوجل لي : لالبيك ولا سعديك (١).

٢ ـ فس : وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق « يقول : الابل المهزولة قال : ولما فرغ إبراهيم عليه‌السلام من بناء البيت أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج فقال : يارب وما يبلغ صوتي فقال الله : عليك الاذان وعلي البلاغ وارتفع إلى المقام وهو يومئذ يلصق بالبيت فارتفع به المقام حتى كان أطول من الجبال فنادى وأدخل أصبعه في أذنيه وأقبل بوجهه شرقا وغربا يقول : أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فأجيبوا ربكم فأجابوه من تحت البحور السبع ومن بين المشرق والمغرب إلى منقطع التراب من أطرافها ـ أي الارض ـ كلها ومن أصاب الرجال وأرحام النساء بالتلبية « لبيك اللهم لبيك ‌» أولا ترونهم يأتون يلبون فمن حج من يومئذ إلى يوم القيامة فهم ممن استجاب لله وذلك قوله « فيه آيات بنات مقام إبراهيم » يعني نداء إبراهيم على المقام بالحج (٢).

__________________

(١) أمالى الصدوق ص ١٦٩.

(٢) تفسير على بن ابراهيم القمى ص ٤٣٩ بتفاوت يسير.

١٨٢

٣ ـ فس : « ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم ‌» فانه كان سبب نزولها أن قريشا والعرب كانوا إذا حجوا يلبون وكانت تلبيتهم « لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ‌» وهي تلبية إبراهيم والانبياء عليهم‌السلام فجاءهم إبليس في صورة شيخ فقالت : ليست هذه تلبية أسلافكم قالوا : وماكانت تلبيتهم؟ قال : كانوا يقولون : لبيك اللهم ليك لا شريك لك إلا شريك هو لك فنفرت قريش من هذا القول فقال لهم إبليس : على رسلكم حتى آتي آخر كلامي فقالوا ماهو؟ فقال : إلا شريك هو لك تملكه وما يملكك. ألا ترون أنه يملك الشريك وما ملكه ضرضوا بذلك وكانوا يلبون بهذا قريش خاصة فلما بعث الله رسوله أنكر ذلك عليهم وقال : هذا شرك فأنزل الله « ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء » أي ترضون أنتم فيما تملكون أن يكون لكم فيه شريك وإذا لم ترضوا أنتم أن يكون لكم فيما تملكونه شريك فكيف ترضون أن تجعلوا لي شريكا فيما أملك (١) :

٤ ـ ب : عنهما عن حنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إذا أتيت مسجد الشجرة فافرض قال : قلت : وأي شئ الفرض؟ قال : تصلي ركعتين ثم تقول : اللهم إني اريد أن أتمتع بالعمرة إلى الحج فإن أصابني قدرك فحلني حيث يحبسني قدرك فاذا أتيت الميل فلب (٢).

٥ ـ ب : محمد بن عبدالحميد عن عاصم بن عبدالحميد قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما انتهى إلى البيداء حيث الميل قربت له ناقة فركبها فلما انبعثت له لبي بالاربع فقال : « لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ‌» ثم قال ههنا يخسف بالاخابث قال : ثم إن الناس زادوا بعد وهو حسن (٣).

__________________

(١) تفسير على بن ابراهيم القمي ص ٤٩٩.

(٢) قرب الاسناد ٥٨.

(٣) نفس المصدر ص ٥٩.

١٨٣

٦ ـ ب : محمد بن علي بن خلف عن حسان المدايني قال : سألت جعفربن محمد عليهما‌السلام عن تلبية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : هذه التلبيات التي يلبي بها الناس وكان يكثر من ذي المعارج (١).

٧ ـ ب : ابن أبي الخطاب عن البزنطي قال : سألت الرضا عليه‌السلام كيف أصنع إذا أردت الاحرام؟ قال : فقال : اعقد الاحرام في دبر الفريضة حتى إذا استوت بك البيداء فلب قلت أرأيت إذا كنت محرما من طريق العراق قال : لب إذا استوى بك بعيرك (٢).

٨ ـ ل : فيما أوصى به النبي عليا عليه‌السلام : لا تجهر النساء بالتلبية (٣).

٩ ـ ل : في خبر الاعمش عن الصادق عليه‌السلام قال : فرائض الحج الاحرام والتلبية الاربع وهي : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك والملك لاشريك لك (٤).

١٠ ـ ع (٥) ن : الدقاق عن الاسدي عن سهل عن جعفر بن عثمان الدارمي عن سليمان بن جعفر قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن التلبية وعلتها؟ فقال : إن الناس إذا أحرموا ناداهم الله تبارك وتعالى فقال : يا عبادي وإمائي لاحر منكم على النار كما أحرمتم لي فيقولون : لبيك اللهم لبيك إجابة لله عزوجل على ندائه إياهم (٦).

١١ ـ ع : أبي عن ابن عامر عن عمه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيدالله الحلبي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته لم جعلت التلبية؟ فقال : إن الله عزوجل أوحى إلى إبراهيم عليه‌السلام « وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا » فنادى فاجيب من كل فج عميق يلبون (٧).

__________________

(١) نفس المصدر ص ٧٦.

(٢) نفس المصدر ص ١٦٨.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٢٨٧.

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٣٩٤.

(٥) علل الشرائع ص ٤١٦.

(٦) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٨٣.

(٧) علل الشرائع ص ٤١٦.

١٨٤

١٢ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى عن أبان عمن أخبره عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : لم سميت التلبية تلبية؟ قال : إجابة أجاب موسى عليه‌السلام ربه (١).

١٣ ـ ع : أبي عن محمد العطار عن الحسين بن إسحاق عن ابن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى وعلي بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أحرم موسى عليه‌السلام من رملة مصر ومر بصفايح الروحاء محرما يقود ناقته بخطام من ليف فلبى تجيبه الجبال (٢).

١٤ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى عن الحسين بن مختار عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : مر موسى بن عمران في سبعين نبيا على فجاج الروحاء عليهم العباء القطوانية (٣).

يقول : لبيك عبدك وابن عبديك لبيك (٤).

١٥ ـ ع : أبي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مر موسى النبي صلوات الله عليه بصفايح الروحاء على جمل أحمر خطامه من ليف عليه عباءتان قطوانيتان وهو يقول : لبيك ياكريم لبيك ومر يونس بن متى عليه‌السلام بصفائح الروحاء وهو يقول : لبيك كشاف الكرب العظام لبيك ومر عيسى بن مريم عليه‌السلام بصفايح الروحاء وهويقول : لبيك عبدك وابن أمتك لبيك ومر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بصفايح الروحاء وهو يقول : لبيك ذا المعارج لبيك (٥).

١٦ ـ مع (٦) ن (٧) ع : المفسر باسناده عن أبي محمد عليه‌السلام عن آبائه

__________________

(١ ـ ٢) نفس المصدر ص ٤١٨.

(٣) القطوانية : بالتحريك عباءة بيضاء قصيرة الخمل نسبة إلى قطوان موضع بالكوفة.

(٤) علل الشرائع ص ٤١٦.

(٥) نفس المصدر ص ٤١٩.

(٦) لم نعثر عليه رغم الفحص الدقيق مكررا.

(٧) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٨٣ في حديث طويل.

١٨٥

عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما بعث الله عزوجل موسى بن عمران واصطفاه نجيا وفلق له البحر ونجا بني إسرائيل وأعطاه التوراة والالواح رأى مكانه من ربه عزوجل فقال : يارب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي فقال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن محمدا أفضل عندي من جميع ملائكتي وجميع خلقي قال موسى : يارب فإن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في ال الانبياء أكرم من آلي؟ فقال الله جل جلاله : أما علمت أن فضل آل محمد عليهم‌السلام على جميع آل النبيين كفضل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله على جميع المرسلين فقال موسى : يارب فان كان آل محمد عليهم‌السلام كذلك فهل في أمم الانبياء أفضل عندك من امتي : ظللت عليهم الغمام وأنزلت عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر؟ فقال الله جل جلاله : ياموسى أما علمت أن فضل امة محمد على جميع الامم كفضلي على جميع خلقي فقال موسى : يارب ليتني كنت أراهم فأوحى الله عزوجل إليه ياموسى إنك لن تراهم وليس هذا أوان ظهورهم ولكن سوف تراهم في الجنان جنة عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون وفي خيراتها يتبحبحون (١) أفتحب أن اسمعك كلامهم؟ قال : نعم يا إلهي قال الله جل جلاله : قم بين يدي واشدد متزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ففعل ذلك موسى عليه‌السلام فنادى ربنا عزوجل : يا امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فأجابوه كلهم في أصلاب آبائهم وأرحام امهاتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك قال : فجعل الله عزوجل تلك الاجابة شعار الحج ثم نادى ربنا عزوجل : يا امة محمد إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني وأعطيتكم من قبل أن تسألوني من لقيني منكم بشهادة إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صادق في أقواله محق

__________________

(١) من قولهم بحبح الرجل بحبحة وبحباحا وتبحبح اذا تمكن في المقام والحلول وهو كناية عن انهم في بحبوحة الجنان اين يتوسطو؟؟ أوساطها لا في الاطراف وقيل يتبجحون من بجح بمعنى فرح.

١٨٦

في أفعاله وأن علي بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده ووليه يلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فإن أولياءه المصطفين المطهرين الميامين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعد أوليائه أدخله جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال : فلما بعث الله عزوجل نبينا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا محمد « وماكنت بجانب الطور إذ نادينا » امتك بهذه الكرامة ثم قال عزوجل لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : يامحمد قل : « الحمد لله رب العالمين » على ما اختصصتني به من هذه الفضيلة وقال لامته : وقولوا أنتم :  « الحمد الله رب العالمين » على ما اختصصنا به من هذه الفضائل (١).

أقول : قد مضى تمامه في مواضع.

١٧ ـ مع : السناني عن الاسدي عن النخعي عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال : نزل جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد مر أصحابك بالعج والثج فالعج رفع الاصوات بالتلبية والثج نحر البدن (٢).

١٨ ـ ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما أمر الله عزوجل إبراهيم وإسماعيل عليهما‌السلام ببنيان البيت وتم بناؤه أمره أن يصعد ركنا ثم ينادي في الناس : ألا هلم الحج فلو نادى : هلموا إلى الحج لم يحج إلا من كان يومئذ إنسيا مخلوقا ولكن نادى هلم الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال : لبيك داعي الله لبيك داعي الله فمن لبى عشرا حج عشرا ومن لبى خمسا حج خمسا ومن لبى أكثر فبعدد ذلك ومن لبى واحدا حج واحدا ومن لم يلب لم يحج (٣).

١٩ ـ ع : عن سعد عن أحمد وعلي ابني الحسن بن فضال عن أبيهما عن غالب بن عثمان عن رجل من أصحابنا عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله

_________________

(١) ( علل الشرائع ص ٤١٧ ضمن حديث طويل.

(٢) معانى الاخبار : ٢٢٣.

(٣) علل الشرائع ص ٤١٩.

١٨٧

جل جلاله لما أمر إبراهيم عليه‌السلام ينادي في الناس بالحج قام على المقام فارتفع به حتى صار بازاء أبي قبيس فنادى في الناس بالحج فأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى أن تقوم الساعة (١).

٢٠ ـ سن ابن يزيد عن ابن أبي عمير وابن فضال عن رجال شتى عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لبى في إحرامه سبعين مرة احتسابا أشهد الله له ألف ملك ببراءة من النار وبراءة من النفاق (٢).

٢١ ـ ضا : ثم تلبي سرا بالتلبيات الاربع وهي المفترضات تقول : « لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك » هذه الاربعة المفروضات وتقول : « لبيك ذا المعارج لبيك لبيك تبدئ و تعيد والمعاد إليك لبيك لبيك داعيا إلى دارالسلام لبيك لبيك كشاف الكرب العظام لبيك لبيك يا كريم لبيك لبيك عبدك ابن عبديك بين يديك لبيك لبيك أتقرب إليك بمحمد وآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لبيك » وأكثر من ذي المعارج (٣).

٢٢ ـ سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب عن ابن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الاهلال بالحج وعقدته قال : هو التلبية إذا لبى وهو متوجه فقد وجب عليه ما يجب على المحرم (٤).

٢٣ ـ شى : عن الفضل بن موسى الكاتب عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : أوحى الله إلى إبراهيم عليه‌السلام أن اصعد أبا قبيس فناد في الناس : يا معشر الخلايق إن الله يأمركم بحج هذا البيت الذي ببكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة من الله قال : فصعد إبراهيم عليه‌السلام أبا قبيس فنادى في الناس بأعلى صوته : يا معشر الخلايق إن الله يأمركم بحج هذا البيت الذي ببكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة

__________________

(١) علل الشرائع : ص ٤١٩.

(٢) المحاسن ص ٦٤.

(٣) فقه الرضا (ع) ص ٢٧.

(٤) السرائر ص ٤٨٧.

١٨٨

من الله قال : فمد الله لابراهيم في صوته حتى أسمع به أهل المشرق والمغرب و ما بينهما من جميع ماقدر الله وقضى في أصلا الرجال من النطف وجميع ما قدر الله وقضى في أرحام النساء إلى يوم القيامة فهناك يا فضل وجب الحج على جميع الخلايق فالتلبية من الحاج في أيام الحج هي إجابة لنداء إبراهيم يومئذ بالحج عن الله (١).

٢٤ ـ وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي ـ رحمه الله ـ نقلا من خط الشهيد قدس الله روحه روى عن الباقر عليه‌السلام : من لبى في إحرامه سبعين مرة إيمانا واحتسابا أشهد الله له ألف ملك ببراءة من النار وبراءة من النفاق.

٣٣

* باب *

* « ( الاجهار بالتلبية والوقت الذى يقطع فيه التلبية ) ‌» *

١ ـ ل : القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ليس على النساء إجهار بالتلبية ولا الهرولة بين الصفا والمروة ولا استلام الحجر الاسود ولا دخول الكعبة ولا الحلق إنما يقصرن من شعورهن الخبر (٢).

٢ ـ ب : ابن أبي الخطاب عن البزنطي قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن الرجل يعتمر عمرة المحرم من أين يقطع التلبية؟ قال : كان أبوالحسن عليه‌السلام من قوله يقطع التلبية إذا نظر إلى بيوت مكة (٣).

أقول : قد مضى في باب أنواع الحج ما يتعلق به.

٣ ـ ضا : إذا لبيت فارفع صوتك بالتلبية ولب متى ما صعدت أكمة أو هبطت

__________________

(١) لم نجده في المطبوع من تفسير العياشى وأكبر الظن انه في تفسير سورة الحج حيث الاية الكريمة ( وأذن في الناس بالحج يأتوك ) الخ.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٣٧٣.

(٣) قرب الاسناد ص ١٦٧.

١٨٩

واديا أو لقيت راكبا أو انتبهت من نومك أو ركبت أو نزلت وبالاسحار فان أخذت على طريق المدينة لبيت قبل أن تبلغ الميل الذي على يسار الطريق فاذا بلغت فارفع صوتك بالتلبية ولا تجوز الميل إلا ملبيا فإذا نظرت إلى بيوت مكة فارفع التلبية وحد بيوت مكة من عقبة المدنينين أو بحذائها ومن أخذ على طريق المدينة قطع التلبية إذا نظر إلى عريش مكة وهو عقبة ذي طوى (١).

٤ ـ سر : من كتاب البزنطي عن الحلبي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من اعتمر من التنعيم قطع التلبية حيث ينظر إلى المسجد (٢).

٥ ـ الهداية : فإذا أردت أن تدخل المسجد فادخل من باب بني شيبة بسكينة ووقار وأنت حاف فإنه من دخله بخشوع غفرله وإذا دخلت المسجد الحرام فانظر إلى الكعبة وقل : الحمد الله الذي عظمك وشرفك وكرمك و جعلك مثابة للناس وأمنا مباركا وهدى للعالمين ثم انظر إلى الحجر الاسود وارفع يديك واحمد الله وأثن عليه وصل على محمد وآل محمد واسئل الله أن يتقبل منك ثم استلم الحجر وقبله في كل شوط فإن لم تقدر عليه فافتح به واختم به فان لم تقدر عليه فامسحه بيدك اليمنى وقبلها وقال : اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة آمنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت واللات و العزى وعبادة الشيطان وعبادة الاوثان وعبادة كل نديد عى من دون الله فإن لم تستطع أن تقول هذا كله فبعضه ثم طف بالبيت سبعة أشواط فاذا بلغت باب البيت قلت : سائلك فقيرك مسكينك ببابك فتصدق عليه بالجنة و تقول في طوافك : اللهم إني أسألك باسمك الذي يمشى به على طلل الماء كما يمشى به على جدد الارض فأسألك باسمك المخزون المكنون وأسألك باسمك الاعظم الاعظم الاعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا فاذا بلغت مقابل الميزاب فقل : اللهم أعتق رقبتي من النار ووسع علي من رزقك الحلال وادرء عني شر فسقة العرب والعجم

__________________

(١) فقه الرضا ص ٢٧.

(٢) السرائر ص ٤٨٠.

١٩٠

وشر فسقة الجن والانس وتقول وأنت تجوز اللهم إني إليك فقير وأنا منك خائف مستجير فلا تغير جسمي ولاتبدل اسمي ولا تستبدل بي غيري. وإذا بلغت الركن اليماني فالتزمه وقبله وصل على محمد وآل محمد في كل شوط وقل بينه وبين الركن الذي فيه الحجر : ربنا آتنافي الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار.

فاذا كنت في الشوط السابع فقف بالمستجار وهو مؤخر الكعبة مما يلي الركن اليماني بحذاء الكعبة فابسط يديك على البيت والزق خدك وبطنك بالبيت ثم قل : اللهم البيت بيتك والعبد عبدك وهذا مكان العائذ بك من النار وتقول : اللهم إني قد حللت بفنائك فاجعل قراي مغفرتك وهب لي ما بيني وبينك و استوهبني من خلقك وادع بما شئت ثم انولديك بما علمت من الذنوب وتقول : اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي واغفرلي ما اطلعت عليه منى وخفي على خلقك وتستجير بالله من النار وتكثر لنفسك من الدعاء واستلم الركن الذي فيه الحجر الاسود واختم به فإن لم تستطع ذلك فلا يضرك ولابد من أن تفتح بالحجر الاسود وتختم به وتقول : اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيما آتيتني (١).

٣٤

« ( باب ) ‌»

* « آداب دخول الحرم ودخول مكة ودخول المسجد الحرام ) ‌» *

* « ( ومقدمات الطواف من الغسل وغيره ) ‌» *

أقول : قد مضى الاغسال في باب الاحرام واستحباب الدخول من باب بني شيبة في باب علل الحج.

١ ـ ثو : ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي عن ابن بشير عن منصور عن إسحاق بن عمار عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : دخل

__________________

(١) الهداية ص ٥٦ بتفاوت يسير.

١٩١

عليه رجال فقال : قدمت حاجا؟ قال له : نعم قال : وتدري ماللحاج من الثواب؟ قلت : لا أدري جعلت فداك قال : من قدم حاجا حتى إذا دخل مكة دخل متواضعا فاذا دخل المسجد الحرام قصر خطاه من مخافة الله عزوجل فطاف بالبيت طوافا وصلى ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة وحط عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة وشفعه في سبعين ألف حاجة وحسبت له عتق سبعين ألف رقبة قيمة كل رقبة عشرة آلاف درهم (١).

٢ ـ سن : محمد بن علي عن أبي جميلة عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهما‌السلام قال : من دخل مكة بسكينة غفرله ذنوبه (٢).

٣ ـ سن : أبي عن القاسم بن إسماعيل عن أبان بن تغلب قال : كنت مع أبي عبدالله عليه‌السلام من ايله ـ مابين مكة والمدينة ـ فلما انتهى إلى الحرم نزل فاغتسل وأخذ نعليه بيده ثم دخل الحرم حافيا قال : أبان فصنعت مثل ما صنع فقال : يا أبان من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعا لله محا الله عنه مائة ألف سيئة وكتب له مائة ألف حسنة وقضى له مائة ألف حاجة (٣).

٤ ـ سن : أبي عن النضر عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : انظروا وإذا هبط الرجل منكم وادي مكة فالبسوا خلقان ثيابكم أو سهل ثيابكم فإنه لم يهبط وادي مكة أحد ليس في قلبه من الكبر إلا غفرله (٤).

٥ ـ أقول : وجدت بخط بعض الافاضل نقلا عن خط الشيهد قد س الله روحه عن الباقر عليه‌السلام مثله وزاد فيه وبنى له مائة الف درجة قبل الاخيرة ثم قال : ومن دخل مكة بسكينة غفر له ذنبه وهو أن يدخلها غير متكبر ولا متجبر ومن دخل المسجد حافيا على سكينة ووقار وخشوع غفر الله له ذنبه.

٦ ـ ضا : فاذا بلغت الحرم فاغتسل قبل أن تدخل مكة وامش هنيئة و عليك السكينة والوقار فاذا دخلت مكة ونظرت إلى البيت فقل : الحمد لله الذي

__________________

(١) ثواب الاعمال ص ٤٤.

(٢ ـ ٣) المحاسن ص ٦٧. (٤) نفس المصدر ص ٦٨.

١٩٢

عظمك وشرفك وكرمك وجعلك مثابة للناس وأمنا وهدى للعالمين ثم ادخل المسجد حافيا وعليك السكينة والوقار وإن كنت مع قوم تحفظ عليهم رحالهم حتى يطوفوا ويسعوا كنت أعظمهم ثوابا وادخل المسجد من باب بني شيبة فقل : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم تطوف بالبيت تبدأ بركن الحجر الاسود وقل : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة آمنت بالله عزوجل وكفرت بالجبت والطاغوت واللات والعزى والهبل والاصنام وعبادة الاوثان والشيطان وكل ند يعبد من دون الله جل سبحانه عما يقولون علوا كبيرا (١).

٧ ـ شى : عن الحلبي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته أتغتسل النساء إذا أمين البيت؟ قال : نعم إن الله عزوجل يقول « وطهرا بيتي للطائفين و العاكفين والركع السجود ‌» ينبغي للعبد أن لايدخل إلا وهو طاهر قد غسل عنه الرق والاذى وتطهر (٢).

٨ ـ سر : قال ابن محبوب في كتابه : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة لاربع بقين من ذي القعدة ودخل لاربع مضين من ذي الحجة ودخل من أعلامكة من عقبة المدنيين وخرج من أسفلها (٣).

__________________

(١) فقه الرضا ص ٢٧.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٥٩ والاية في سورة البقرة ١٢٥.

(٣) السرائر ص ٤٨٧.

١٩٣

٣٥

* ( باب ) *

* « ( واجبات الطواف وآدابه ) ‌» *

١ ـ ب : محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق معا عن سعدان بن مسلم قال : رأيت أبا الحسن موسى عليه‌السلام استلم الحجر ثم طاف حتى إذا كان اسبوع التزم وسط البيت وترك الملتزم الذي يلتزم أصحابنا وبسط يده على الكعبة فمكث ما شاء الله ثم مضى إلى الحجر فاستلمه وصلى خلف مقام إبراهيم عليه‌السلام ثم عاد إلى الحجر فاستلمه ثم مضى حتى إذا بلغ الملتزم في آخر اسبوع التزم وسط البيت وبسط يده ثم استلم الحجر وصلى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه‌السلام ثم استلم الحجر وطاف حتى إذا كان في آخر السبوع التزم وسط البيت ثم استلم الحجر ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه‌السلام ثم عاد إلى الحجر فاستلم مابين الحجر إلى الباب ثم مكث ماشاء الله ثم أتى الحجر فصلى ثمان ركعات فكان آخر عهده بالبيت تحت الميزاب وبسط يده ودعا ثم مكث ماشاء الله ثم خرج من باب الحناطين حتى إذا أتى ذا طوى وكان وجهه إلى المدينة (١).

أقول : سيأتي بعض الاداب في باب صلاة الطواف.

٢ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا : ليس على النساء استلام الحجر (٢).

أقول : قد مضى في باب الاجهار بالتلبية بسند آخر عن الباقر عليه‌السلام مثله.

٣ ـ ل : الاربعمائة قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : أقروا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم ومالم تحفظوا فقولوا : « وما حفظته علينا حفظتك ونسيناه فاغفره لنا » فانه من أقر بذنبه في ذلك الموضع وعده وذكره واستغفر الله منه كان حقا على الله عزوجل أن يغفرله (٣).

__________________

(١) قرب الاسناد ص ١٣١.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٢٨٧.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٤٠٨.

١٩٤

٤ ـ ن : أبي عن محمد بن العطار عن الاشعري عن سهل عن أحمد بن موسى عن محمد بن سعد عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : كنت معه في الطواف فلما صرنا معه بحذاء الركن اليماني قام عليه‌السلام فرفع يده وقال : « يا الله يا ولي العافية ورازق العافية والمنعم بالعافية والمنان بالعافية والمتفضل بالعافية علي وعلى جميع خلقك رحمان الدنيا والاخرة ورحيمهما صل على محمد وآل محمد وارزقنا العافية وتمام العافية في شكر العافية في الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين ‌» (١).

٥ ـ ع : أبي عن سعد عن البرقي عن ابن فضال عن ثعلبة عن زرارة أو محمد الطيار قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الطواف أيرمل فيه الرجل؟ فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أن قدم مكة وكان بينه وبين المشركين الكتاب الذي قد علمتم أمر الناس أن يتجلدوا وقال : أخرجوا أعضادكم وأخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عضديه ثم رمل بالبيت ليريهم أنهم لم يصبهم جهد فمن أجل ذلك يرمل الناس وإني لامشي مشيا وقد كان علي بن الحسين عليه‌السلام يمشي مشيا (٢).

٦ ـ ع : وبهذا الاسناد عن ثعلبة عن يعقوب الاحمر قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : كان في غزوة الحديبية وادع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أهل مكة ثلاث سنين ثم دخل فقضى نسكه فمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بنفر من أصحابه جلوس في فناء الكعبة فقال : هؤلاء قومكم على رؤوس الجبال لا يرونكم فيروا فيكم ضعفا قال : فقاموا فشدوا أزرهم وشدوا أيديهم على أوساطهم ثم رملوا (٣).

٧ ـ ك : الهمداني عن جعفر بن أحمد العلوي عن علي بن أحمد العقيقي عن أبي نعيم الانصاري عن القائم صلوات الله عليه قال : كان صلوات الله عليه يقول في سجوده في هذا الموضع وأشار بيديه إلى الحجر تحت الميزاب « عبيدك بفنائك سائلك بفنائك يسألك مالايقدر عليه غيرك » (٤).

__________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٦.

(٢ ـ ٣) علل الشرائع ص ٤١٢.

(٤) اكمال الدين ص ٢٦٠ في حديث طويل وفيه ( سواك ) مكان ( غيرك ).

١٩٥

أقول : أوردناه بأسانيد في باب من رأى القائم عليه‌السلام.

٨ ـ ضا : تطوف أسبوعا وتقارب بين خطاك وتستلم الحجر في كل شوط فإن لم تقدر عليه فأشر إليه بيدك وقل عند باب البيت : سائلك مسكينك ببابك عبيدك بفنائك فقيرك نزل بساحتك تفضل عليه بجنتك فاذا بلغت مقابل الميزاب فقل : اللهم أعتق رقبتي من النار وادر أعني شر فسقة العرب والعجم وأظلني تحت ظل عرشك واصرف عني شركل ذي شر وشر فسقة الجن والانس وتقول في طوافك : اللهم إني أسألك باسمك الذي يمشى به على الماء كما يمشى على جدد الارض وباسمك المكنون المخزون عندك وباسمك الاعظم الاعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت أن تصلي على محمدو آل محمد أن تغفرلي وترحمني و تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك عليه‌السلام وموسى كليمك عليه‌السلام وعيسى روحك عليه‌السلام ومحمد حبيبك عليه‌السلام فاذا بلغت الركن اليماني فاستلمه فان فيه بابا من أبواب الجنة لم يغلق منذ فتح وتشير منه إلى زاوية المسجد مقابل هذا الركن وتقول : اصلي عليك يا رسول الله وتقول بين الركن اليماني وبين ركن الحجر الاسود : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار فاذا كنت في الشوط السابع فقف عند المستجار وتعلق بأستار الكعبة وادع الله كثيرا وألح عليه وسل حوائج الدنيا والاخرة فإنه قريب مجيب (١).

٩ ـ شى : عن أبان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام إن علي بن الحسين إذا أتى الملتزم قال : اللهم إن عندي أفواجا من ذنوب وأفواجا من خطايا وعندك أفواج من رحمة وأفواج من مغفرة يامن استجاب لابغض خلقه إليه إذ قال : أنظرني إلى يوم يبعثون استجب لي وافعل بي كذا وكذا (٢).

١٠ ـ قب : عن طاوس الفقيه قال : رأيت في الحجر زين العابدين عليه‌السلام يصلي ويدعو : عبيدك ببابك أسيرك بفنائك مسكينك بفنائك سائلك ببابك يشكو إليك ما

__________________

(١) فقه الرضا ص ٢٧.

(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٤١ والاية في سورة الاعراف : ١٤.

١٩٦

لايخفى عليك وفي خبر لا تردني عن بابك (١).

١١ ـ قب : الاصمعي : كنت أطوف حول الكعبة ليلة فاذا شاب ظريف الشمائل وعليه ذوابتان وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : نامت العيون وغارت النجوم وأنت الملك الحي القيوم غلقت الملوك أبوابها وأقامت عليها حراسها وبابك مفتوح للسائلين جئتك لتنظر إلي برحمتك يا أرحم الراحمين ثم أنشأ يقول :

يامن يجيب دعا المضطر في الظلم

يا كاشف الضر والبلوى مع السقم

قد نام وفدك حول البيت قاطبة

وأنت وحدك ياقيوم لم تنم

أعوك رب دعاء قد أمرت به

فارحم بكائي بحق البيت والحرم

إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف

فمن يجود على العاصين بالنعم

قال : فاقتفيته فاذا هو زين العابدين عليه‌السلام (٢).

١٢ ـ كشف : الحافظ إبراهيم روى عن نضر بن كثير قال : دخلت أنا و سفيان الثوري على جعفر بن محمد عليهما‌السلام فقلت : أنا اريد البيت الحرام فتعلمني ما أدعو بة فقال : إذا بلغت الحرم فضع يدك على الحائط وقل : يا سابق الفوت ياسامع الصوت يا كاسي العظام لحما بعد الموت ثم ادع بما شئت (٣).

١٣ ـ وقيل : إن الحسن بن علي بن أبي طالب التزم الركن فقال : إلهى أنعمت علي فلم تجدني شاكرا وابتليتني فلم تجدني صابرا فلا أنت سلبت النعمة

__________________

(١) المناقب ج ٣ ص ٢٨٩.

(٢) نفس المصدر ج ٣ ص ٢٩٠ هذه الابيات مما أنشدها الامام عليه‌السلام ولم ينشئها وقد سبق ان اشرنا إلى تفصيل ذلك في هامش ص ٨٠ ج ٤٦ من البحار ( طبعة الاسلامية ) وذكرنا هناك ان بعض الابيات من شعر منازل المفلوج المشلول بدعاء أبيه وهو الذى أغاثه الامام أميرالمؤمنين (ع) فعلمه الدعاء المعروف بدعاء ( المشلول ) الذى رواه المؤلف في البحار ج ٩ ص ٥٦٢ ( طبع الكمباني ) نقلا عن مهج الدعوات للسيد ابن طاووس وهو فيه ص ١٥١ طبع ايران سنة ١٣٢٣.

(٣) كشف الغمة ج ٢ ص ٤١٤.

١٩٧

بترك الشكر ولا أنت أدمت الشدة بترك الصبر إلهي ما يكون من الكريم إلا الكرم (١).

١٤ ـ أقول : بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي ـ رحمه الله نقلا من خط الشهيد قدس سره باسناد المعافا إلى نضربن كثير قال : دخلت على جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنا وسفيان الثوري منذ ستين أو سبعين سنة فقلت له : إني اريد البيت الحرام فعلمني شيئا أدعو به قال : إذا بلغت البيت الحرام فضع يدك على حائط البيت ثم قال : يا سابق الفوت وياسامع الصوت وياكاسي العظام لحما بعد الموت ثم ادع بعده بما شئت فقال له سفيان شيئا لم أفهم فقال : ياسفيان أو يا أبا عبدالله إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد لله وإذا جاءك ما تكره فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار.

١٥ ـ اعلام الدين للديلمى : روي أن طاووس اليماني قال : رأيت في جوف الليل رجلا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول :

ألا أيها المأمول في كل حاجتي

شكوت إليك الضر فاسمع شكايتي

ألا يارجائي أنت كاشف كربتي

فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتى

فزادي قليل ما أراه مبلغا

أللزاد أبكي أم لبعد مسافتي

أتيت بأعمال قباح ردية

فما في الورى خلق جنى كجنايتي

أتحرقني بالنار يا غاية المنى

فأين رجائي منك أين مخافتي

قال : فتأملته فاذا هو علي بن الحسين عليهما‌السلام فقلت : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما هذا الجزع؟ وأنت ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولك أربع خصال : رحمة الله وشفاعة جدك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنت ابنه وأنت طفل صغير فقال له : يا طاووس إنني نظرت من كتاب الله فلم أرمن ذلك شيئا فان الله يقول « فلا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون » وأما كوني ابن رسول الله فان الله تعالى يقول « فاذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون * فمن ثقلت موازينه فاولئك

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٤١٤.

١٩٨

هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون » وأما كوني طفلا فأنا رأيت الحطب الكبار لا تشتعل إلا بالصغار ثم بكى عليه‌السلام حتى غشي عليه (١).

١٦ ـ الهداية : المواطن التي ليس فيها دعاء موقت : الصلاة على الجنازة والقنوت والمستجار والصفا والمروة والوقوف بعرفات وركعتي الطواف (٢).

١٧ ـ كتاب زيد النرسى : عن علي بن مزيد بياع السابري قال : رأيت أبا عبدالله عليه‌السلام في الحجر تحت الميزاب مقبلا بوجهه على البيت باسطا يديه وهو يقول : اللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي اللهم أنزل علي كفلين من رحمتك و أدرر علي من رزقك الواسع وادرأ عني شر فسقة الجن والانس وشر فسقة العرب والعجم اللهم أوسع على من الرزق ولا تقتر علي اللهم ارحمني ولا تعذبني ارض عني ولا تسخط علي إنك سميع الدعاء قريب مجيب (٣).

٣٦

* ( باب ) *

* « ( علل الطواف وفضله وأنواعه ووجوب ما يجب منها ) ‌» *

* « ( وعلة استلام الاركان وأن الطواف أفضل أم الصلاة ) ‌» *

* « ( وعدد الطواف المندوب ) » *

الايات : الحج : « وطهر بيتي للطائفين » (٤) وقال تعالى : « وليطوفوا بالبيت العتيق » (٥).

__________________

(١) مرت هذه الرواية عن طاووس بتفاوت في أخبار الامام السجاد (ع) ج ٤٦ ص ٨٠.

(٢) الهداية ص ٤٠.

(٣) كتاب زيد النرسى ص ٤٨ من الاصول الستة عشر.

(٤) سورة الحج الاية ٢٦.

(٥) سورة الحج الاية : ٢٩.

١٩٩

١ ـ ب : ابن أبي الخطال عن البزنطي قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن المقيم بمكة الطواف له أفضل أو الصلاة؟ قال : الصلاة (١).

٢ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام يا علي إن عبدالمطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الاسلام ـ وساق الحديث إلى أن قال : ـ ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبدالمطلب سبعة أشواط فأجرى الله ذلك في الاسلام (٢).

أقول : قد مر في مواضع ومر مثله أيضا بسند آخر في تأويل قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا ابن الذبيحين.

٣ ـ ل : أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد عن صفوان والقاسم عن الكاهلي عن أبي الفرج قال : سأل أبان أبا عبدالله عليه‌السلام أكان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طواف يعرف به؟ قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يطوف بالليل والنهار عشرة أسباع : ثلاثة أول الليل وثلاثة آخر الليل واثنين إذا أصبع واثنين بعد الظهر وكان فيما بين ذلك راحته (٣).

٤ ـ ل : أبي عن سعد عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علي بن يقطين عن بكر بن علي بن عبد العزيز عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن السنة كم يوما هي؟ قال : ثلاثمائة وستون يوما منها ستة أيام خلق الله عزوجل فيها الدنيا فطرحت من أصل السنة فصار السنة ثلاثمائة وأربعة و خمسين يوما.

يستحب أن يطوف الرجل في مقامه بمكة عدد أيام السنة ثلاث مائة وستين أسبوعا فان لم يقدر على ذلك طاف ثلاث مائة وستين شوطا (٤).

__________________

(١) قرب الاسناد ص ١٧٠.

(٢) الخصال ج ١ ص ٢٢١ وهذا مما لم يوضع له رمز في المتن ادمج مع سابقه.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٢١٦.

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٣٨٩.

٢٠٠