بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٥ ـ ل : ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن معاوية بن عمارعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يستحب أن تطوف ثلاث مائة وستين اسبوعا عدد أيام السند فان لم تستطع فما قدرت عليه من الطواف (١).

٦ ـ ع : علي بن حاتم عن القاسم بن محمد عن حمدان بن الحسين عن الحسين بن الوليد عن أبي بكر عن حنان بن سدير عن الثمالي عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : قلت : لم صار الطواف سبعة أشواط قال : لان الله تبارك وتعاللى قال للملائكة : « إني جاعل في الارض خليفة » فردوا على الله تبارك وتعالى وقالوا « أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء » قال الله « إنى أعلم مالا تعلمون » وكان لا يحجبهم عن نوره فحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام فلا ذوا بالعرش سبعة آلاف سنة فرحمهم وتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة فجعليه مثابه وأمنا ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور فجعله مثابه للناس وأمنا فصار الطواف سبعة أشواط واجبا على الطواف لكل ألف سنة شوطا واحدا (٢).

٧ ـ ع : علي بن حاتم عن القاسم بن محمد عن حميد بن زياد عن عبيد الله ابن أحمد عن علي بن الحسين الطاطري عن محمد بن زياد عن أبي خديجة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : مر بأبي عليه‌السلام رجل وهو يطوف فضرب بيده على منكبة ثم قال : أسألك عن ثلاث خصال لا يعرفهن غيرك وغير رجل آخر فسكت عنه حتى خرج من طوافه ثم دخل الحجر فصلى ركعتين وأنا معه فلما فرغ نادى أين هذا السائل؟ فجاء وجلس بين يديه فقال له : سل فسأله عن « ن والقلم وما يسطرون » فأجابه ثم قال : حدثني عن الملائكة حين ردوا على الرب حيث غضب عليهم وكيف رضي عنهم؟ فقال : إن الملائكة طافوا بالعرش سبع سنين يدعونه ويستغفرونه ويسألونه أن يرضى عنهم فرضي عنهم بعد سنين فقال : صدقت.

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٣٩٠.

(٢) علل الشرائع ص ٤٠٦.

٢٠١

ثم قال : حدثني عن رضى الرب عن آدم؟ فقال : إن آدم أنزل فنزل في الهندو وسأل ربه عزوجل هذا البيت فأمره أن يأتيه فيطوف به أسبوعا ويأتي منى وعرفات فيقضي مناسكه كلها فجاء من الهند وكان موضع قدميه حيث يطأ عليه عمران ومابين القدم إلى القدم صحاري ليس فيها شئ ثم جاء إلى البيت طاف اسبوعا وأتى مناسكه فقضاها كما أمره الله فقبل الله منه التوبة وغفر له قال : فجعل طواف آدم لما طافت الملائكة بالعرش سبع سنين فقال جبرئيل : هنيئا لك يا آدم قد غفر لك لقد طفت بهذا البيت قبلك بثلاثة آلاف سنة فقال آدم : يارب اغفرلي ولذريتي من بعدي فقال : نعم من آمن منهم بي وبرسلى فقال : صدقت ومضى.

فقال أبي عليه‌السلام : هذا جبرئيل أتاكم يعلمكم معالم دينكم (١).

٨ ـ ل : الاربع مائة قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : إذا اخرجتم حجاجا إلى بيت الله عزوجل فأكثروا النظر إلى بيت الله فان لله عزوجل مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام منها ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين (٢).

٩ ـ ثو : ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لله تبارك وتعالى حول الكعبة عشرون ومائة رحمة منها ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين (٣).

١٠ ـ ثو : ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي عن ابن بشير عن منصور عن إسحاق بن عمار عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : دخل عليه رجل فقال له : قدمت حاجا؟ قال له : نعم قال : وتدري ما للحاج من الثواب؟ قلت : لا أدري جعلت فداك قال : من قدم حاجا حتى إذا دخل مكة دخل متواضعا فاذا دخل المسجد الحرام قصر خطاه من مخافة الله عزوجل فطاف بالبيت طوافا وصلى ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة وحط عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة وشفعه في سبعين ألف حاجة وحسب له

__________________

(١) نفس المصدر ص ٤٠٧.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٤٠٨.

(٣) ثواب الاعمال ص ٤٤.

٢٠٢

عتق سبعين ألف رقبة قيمة كل رقبة عشرة آلاف درهم (١).

١١ ـ ثو : ابن المتوكل عن محمد بن جعفر عن سهل عن محمد بن إسماعيل عن سعدان عن إسحاق بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا إسحاق من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب الله له ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة ورفع له ألف درجة وغرس له ألف شجرة في الجنة وكتب له ثواب عتق ألف نسمة حتى إذا صار إلى الملتزم فتح الله له ثمانية أبواب الجنة يقال له : ادخل من أيها شئت قال : فقلت : جعلت فداك : هذا كله لمن طاف؟ قال : نعم أفلا اخبرك بما هو أفضل من هذا؟ قال : فقلت : بلى قال : من قضى لاخيه المؤمن حاجة كتب الله له طوافا وطوافا حتى بلغ عشرا (٢).

١٢ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن العلا عن محمد عن الباقر عليه‌السلام قال : إن آدم عليه‌السلام لما بنى الكعبة وطاف بها وقال : اللهم إن لكل عامل أجرا اللهم وإني قد عملت فقيل له : سل يا آدم فقال : اللهم اغفرلي ذنبي فقيل له : قد غفر لك يا آدم فقال : ولذريتي من بعدي فقيل له : يا آدم من باء منهم بذنبه ههنا كما بؤت غفرت له.

١٣ ـ ص : بالاسناد عن الصدوق عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال : إن آدم عليه‌السلام لما طاف بالبيت فانتهى إلى الملتزم فقال جبرئيل عليه‌السلام : أقر لربك بذنوبك في هذا المكان فوقف آدم عليه‌السلام فقال : يارب إن لكل عامل أجرا ولقد عملت فما أجري؟ فأوحى الله تعالى إليه : يا آدم من جاء من ذريتك هذا المكان فأقر فيه بذنوبه غفرت له.

١٤ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن ابن أبي عمير عن الحضرمي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن

__________________

(١) ثواب الاعمال ص ٤٤.

(٢) نفس الصمدر ص ٤٥.

٢٠٣

اسماعيل عليه‌السلام دفن امه في الحجر وجعل له حائطا لئلا يوطأ قبرها.

١٥ ـ ضا : يستحب أن يطوف الرجل بمقامه بمكة ثلاث مائة وستين اسبوعا بعدد أيام السنة فان لم يقدر عليه طاف ثلاثمائة وستين شوطا (١).

١٦ ـ ومتى لم يطف الرجل طواف النساء لم تحل له النساء حتى يطوف وكذلك المرأة لايجوز لها أن تجامع حتى تطوف طواف النساء (٢).

١٧ ـ شى : عن محمد بن مروان عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : إني لاطوف بالبيت مع أبي عليه‌السلام إذ أقبل رجل طوال جعشم (٣) متعمم بعمامة فقال : السلام عليك يا ابن رسول الله قال : فرد عليه أبي فقال : أشياء أردت أن أسألك عنها ما بقي أحد يعلمها إلا رجل أو رجلان؟ قل : فلما قضى أبي الطواف دخل الحجر فصلى ركعتين ثم قال : هاهنا يا جعفر ثم أقبل على الرجل فقال له أبي كأنك غريب؟ فقال : أجل فأخبرني عن هذا الطواف كيف كان؟ ولم كان؟ قال : إن الله لما قال للملائكة : « إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها » إلى آخر الاية كان ذلك من يعصي منهم فاحتجب عنهم سبع سنين فلاذوا بالعرش يلوذون يقولون : لبيك ذوا المعارج لبيك حتى تاب عليهم فلما أصاب آدم الذنب طاف بالبيت حتى قبل الله منه قال : فقال : صدقت. فعجب أبي عن قوله : صدقت قال : فأخبرني عن « ن والقلم وما يسطرون » قال : ن نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن قال : فأمر الله القلم فجرى بما هو كائن وما يكون فهو بين يديه موضوع ما شاء منه زاد فيه وما شاء نقص منه وما شاء كان وما لا يشاء لايكون قال : صدقت. فعجب أبي من قوله : صدقت قال : فأخبرني عن قوله « وفي أموالهم حق معلوم » ما هذا الحق المعلوم؟ قال : هو الشئ يخرجه الرجل من ماله ليس من الزكاة فيكون لنائبة والصلة قال : صدقت قال : فعجب أبي من قوله : صدقت قال : ثم قام الرجل فقال أبي : علي بالرجل قال : فطلبته فلم أجده (٤).

__________________

(١) فقه الرضا ص ٢٧.

(٢) نفس المصدر ص ٣٠.

(٣) الجعشم : الرجل الغليظ مع شدة.

(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٩.

٢٠٤

١٨ ـ شى : عن محمد بن مروان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : كنت مع أبي في الحجر فبينا هو قائم يصلي إذ أتاه رجل فجلس إليه فلما انصرف سلم عليه. ثم قال : إني أسألك عن ثلاثة أشياء لا يعلمها إلا أنت ورجل آخر قال : ما هي؟ قال : أخبرني أي شئ كان سبب الطواف بهذا البيت؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم ردت الملائكة فقالت « أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نيبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون » فغضب عليهم ثم سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضراح ـ وهو البيت المعمور ـ مكثوا به يطوفون به سبع سنين يستغفرون الله مما قالوا ثم تاب عليهم من بعد ذلك و رضي عنهم فكان هذا أصل الطواف ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم وطهورا لم فقال : صدقت.

ثم ذكر المسألتين نحو الحديث الاول ثم قام الرجل فقلت : من هذا الرجل يا أبه؟ فقال : يا بني هذا الخضر عليه‌السلام (١).

١٩ ـ علي بن الحسين في قوله « وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء » ردوا على الله فقالوا « أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء » وإنما قالوا ذلك بخلق مضى يعني الجان ابن الجن « ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك » فمنوا على الله بعبادتهم اياه فأعرض عنهم ثم علم آدم الاسماء كلها ثم قال للملائكة : « أنبئوني بأسماء هؤلاء قالوا لا علم لنا قال : يا آدم أنبئهم بأسمائهم فأنبأهم ثم قال لهم : اسجدوا لادم فسجدوا وقالوا في سجودهم في أنفسهم ما كنا نظن أن يخلق الله خلقا أكرم عليه منا نحن خزان الله وجيرانه وأقرب الخلق اليه فلما رفعوا رؤوسهم قال : الله يعلم ما تبدون من ردكم يعلي وما كنتم تكتمون ظننا أن لا يخلق خلقا كريما أكرم عليه منا فلما عرفت الملائكة أنها وقعت في خطيئة لاذوا بالعرش وإنها كانت عصابة من الملائكة وهم الذين كانوا حول العرش لم يكن جميع الملائكة الذين قالوا ما ظننا أن

__________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٣٠.

٢٠٥

يخلق خلقا أكرم عليه مناو هم الذين امروا بالسجود فلا ذوا بالعرش وقالوا بأيديهم ـ وأشار باصبعه يديرها ـ فهم يلوذون حول العرش إلى يوم القيامة فلما أصاب آدم الخطيئة جعل الله هذا البيت لمن أصاب من ولده خطيئة أتاه فلا ذبه من ولد آدم عليه‌السلام كما لا ذ اولئك بالعرش فلما هبط آدم عليه‌السلام إلى الارض طاف بالبيت فلما كان عند المستجار دنا من البيت فرفع يديه إلى السماء فقال : يارب اغفرلي فنودي : إني قد غفرت لك قال : يارب ولولدي قال : فنودي يا آدم! من جاءني من ولدك فباء بذنبه بهذا المكان غفرت له (١).

٢٠ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن محمد بن عبدالله عن محمد بن جعفر الرزاز عن خاله علي بن محمد عن عمرو بن عثمان الخزاز عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : زين الايمان الاسلام كما أن زين الكعبة الطواف.

٣٧

* ( باب ) *

* « ( أحكام الطواف ) ‌» *

١ ـ ب : علي عن أخيه عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يطوف بالبيت وهو جنب فيذكرو هو في طوافه؟ قال : يقطع طوافه ولا يعتد بشئ مما طاف (٢).

٢ ـ قال : وسألته عن رجل طاف بالبيت وذكر أنه على غير وضوء كيف يصنع؟ قال : يقطع طوافه ولا يعتد بشئ مما طاف وعليه الوضوء (٣).

٣ ـ قال : وسألته عن رجل ترك طوافا أو نسي من طواف الفريضة حتى ورد بلاده وواقع أهله كيف يصنع؟ قال : يبعث بهديه إن كان تركه من حج فبدنة في حج وإن تركه في عمرة فبدنة في عمرة ووكل من يطوف عنه ما كان

_________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٣٠

(٢ ـ ٣) قرب الاسناد ص ١٠٤.

٢٠٦

تركه من طوافه (١).

٤ ـ ب : الفضل الواسطي قال : قال الرضا عليه‌السلام : إذا طاف الرجل بالبيت وهو على غير وضوء فلا يعتد بذلك الطواف وهو كمن لم يطف (٢).

٥ ـ ب : علي عن أخيه عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل هل يصلح له أن يطوف الطوافين والثلاثة ولا يفرق بينها بالصلاة ثم يصلي لها جميعا؟ قال : لابأس غير أنه يسلم في كل ركعتين (٣).

٦ ـ قال : ورأيت أخي يطوف السبوعين والثلاثة يقرنها غير أنه يقف في المستجار فيدعو في كل اسبوع ويأتي الحجر ويستلمه ثم يطوف (٤).

٧ ـ قال : ورأيت أخي مرة طاف ومعه رجل من بني العباس فقرن ثلاث أسابيع لم يقف فيها فلما فرغ من الثالث وفارقه العباسي وقف بين الباب و الحجر قليلا ثم تقدم فوقف قليلا حتى فعل ذلك ثلاث مرات (٥).

٨ ـ ب : ابن رئاب قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الرجل يعيى في الطواف أله أن يستريح؟ قال : نعم يستريح ثم يقوم فيتم طوافه في فريضة أو غيرها قال : ويفعل ذلك في سعيه وجميع مناسكه (٦).

٩ ـ ضا : فإن سهوت فطفت طواف الفريضة ثمانية أشواط فزد عليها ستة أشواط وصل عند مقام إبراهيم ركعتي الطواف ثم اسع بين الصفا والمروة ثم تأتي المقام فصل خلفه ركعتي الطواف.

واعلم أن الفريضة هو الطواف الثاني والركعتين الاوليين لطواف الفريضة والركعتين الاخيرتين للطواف الاول والطواف الاول تطوع فان شككت فلم تدر سبعة طفت أو ثمانية وأنت في الطواف فابن على سبعة وأسقط واحدة واقطعه

__________________

(١) نفس المصدر ص ١٠٧.

(٢) نفس المصدر ص ١٧٤.

(٣) نفس المصدر ص ١٠٥.

(٤) نفس المصدر ١٠٦.

(٥) نفس المصدر ١٠٧.

(٧) نفس المصدر ص ٧٧.

٢٠٧

وإن لم تدر ستة طفت أم سبعة فأتمها بواحدة (١).

ان نسيت شيئا من الطواف فذكرته بعد ما سعيت بين الصفا والمروة فابن على ما طفت وتمم طوافك بالبيت وإن كنت قد طفت أربعة أشواط أو طفت أقل من أربعة أشواط أعدت الطواف.

وإن نسيت الطواف كله ثم ذكرته بعد ما سعيت فطف اسبوعا وصل ركعتين وأعد السعي بين الصفا والمروة.

وإن نسيت الركعتين خلف المقام ثم ذكرتهما وأنت تسعى فافرغ منه ثم صل ركعتين وليس عليك إعادة السعي (٢).

ومتى حاضت المرأة في الطواف خرجت من المسجد فان كانت طافت ثلاثة أشواط فعليها أن تعيدوا إن كانت طافت أربعة أقامت على مكانها فاذا طهرت بنت وقضت ما بقي عليها ولا تجوز على المسجد حتى تتيم وتخرج منه.

وكذلك الرجل إذا أصابه علة وهو في الطواف لم يقدر إتمامه خرج وأعاد بعد ذلك طوافه مالم يجز نصفه فان جاز نصفه فعليه أن يبني على ما طاف (٣).

١٠ ـ سر : البزنطي عن جميل قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل لم يدر أسبعا طاف أم ثمانية؟ قال : يصلي الركعتين بعد وسئل عن الركعات كيف يصليهن أيجمعهن أو ماذا؟ قال : يصلي ركعتين للفريضة ثم يخرج إلى الصفا والمروة فاذا فرغ من طوافه بينهما رجع فيصلى الركعتين للاسبوع (٤).

١١ ـ سر : في كتاب البزنطي عن عنبسة بن مصعب قال : سئل أبوعبدالله عليه‌السلام عمن طاف بالبيت من طواف الفريضة ثلاثة أشواط ثم وجد خلوة من البيت فدخله قال : قد نقض طوافه وخالف السنة فليعده (٥).

١٢ ـ سر : في كتاب البزنطي عن الحلبي قال : سألته عن رجل أخر الزيارة إلى يوم النفر؟ قال : لابأس ولا تحل له النساء حتى يزور البيت و

__________________

(١) فقه الرضا ص ٢٧.

(٢) نفس المصدر ص ٢٨.

(٣) نفس المصدر ص ٣٠.

(٤ ـ ٥) السرائر ص ٤٨٠.

٢٠٨

يطوف طواف النساء (١).

١٣ ـ سر : من كتاب حريز قال زرارة : قال أبوجعفر عليه‌السلام : لاقران بين اسبوعين في فريضة ونافلة ولا قران بين الصومين ولاقران بين فريضة ونافلة (٢).

١٤ ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن محمد صلوات الله عليهما انه قال : ما من عبد مؤمن طاف بهذا البيت اسبوعا وصلى ركعتين وأحسن طوافه وصلاته إلا غفر الله له (٣).

١٥ ـ وعن أبي عبدالله عليه‌السلام جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : الطواف من أركان الحج ومن ترك الطواف الواجب متعمدا فلا حج له (٤).

١٦ ـ وعن أبي جعفر محمد بن على صلوات الله عليهما أنه قال : لما دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المسجد الحرام بد أبالركن فاستلمه ثم مضى عن يمينه والبيت عن يساره فطاف به اسبوعا رمل ثلاثة أشواط ومشى أربعا (٥).

١٧ ـ وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : ليس على النساء رمل في الطواف (٦).

١٨ ـ وعنه أنه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يستلم الركنين : الركن الذي فيه الحجر الاسود والركن اليماني كلما مربهما في الطواف (٧).

١٩ ـ وعنه عليه‌السلام أنه قال : لا بأس بالكلام في الطواف والدعاء وقراءة القرآن أفضل (٨).

٢٠ ـ وروينا عن أهل البيت من وجوه الدعاء في الطواف كثيرا وليس منه شئ موقت غير أنهم رغبوا في الدعاء فيه فأفضل ذلك إذا صار الطائف بين الركن الاسود والباب (٩).

__________________

(١) السرائر ص ٤٨٠.

(٢) نفس المصدر ص ٤٨٦ بتفاوت.

(٣ ـ ٩) دعائم الاسلام ج ١ : ٣١٢ بتفاوت في الاخير.

٢٠٩

٢١ ـ وعنه عليه‌السلام أنه قال : يطاف بالعليل ومن لا يستطيع المشي محمولا وإن أمكن أن يمس برجله الارض شيئا وأن يقف بأصل الصفا والمروة فليفعل وقال : يجزي الطواف للحامل والمحمول (١).

٢٢ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام أنه رخص لطائف أن يطوف متنعلا وقال : طاف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو راكب على راحلته وبيده محجن له اذا مر بالركن استلمه به (٢).

٢٣ ـ وعنه أنه قال : لا طواف إلا بطهارة ومن طاف على غير وضوء لم يعتد بذلك الطواف وإن طاف تطوعا على غير وضوء ثم توضأ وصلى ركعتين بعد طوافه فلا بأس بذلك وأما طواف الفريضة فلا يجزي إلا بوضوء (٣).

٢٤ ـ وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : من حدث به أمر قطع طوافه من رعاف أو وجع أو حدث أو ما أشبه ذلك ثم عاد إلى طوافه فان كان الذي تقدم له النصف أو أكثر من النصف بنى على ما تقدم وإن كان أقل من النصف وكان طواف الفريضة ألقى ما مضى وابتدأ الطواف (٤).

٢٥ ـ وعنه أنه قال : الحائض والنفسا والمستحاضة يقفن بمواقف الحج كلها ويقضين المناسك كلها إلا الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ولا يدخلن المسجد فاذا طهرن قضين ما فاتهن من ذلك (٥).

٢٦ ـ وعنه أنه قال : لا بأس بالاستراحة في الطواف لمن أعيا (٦)

٢٧ ـ وعنه أنه قال : إذا حضرت الصلاة والناس في الطواف قطعوا طوافهم وصلوا ثم أتموا ما بقي عليهم (٧).

__________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٣ بتفاوت يسير.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٣ والمحجن عصا في طرفها عقافة.

(٣ ـ ٤) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٣ بتفاوت في الثاني.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٣ وليس فيه ( والسعى ).

(٦ ـ ٧) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٣.

٢١٠

٢٨ ـ وعنه أنه رخص في قطع الطواف لابواب البر وأن يرجع من قطع لذلك فيبني على ما تقدم إذا كان الطواف تطوعا (١)

٢٩ ـ وعنه أنه قال : فيمن طاف النصف من طوافه أو أكثر من النصف ثم اعتل أنه يأمر من يقضي عنه ما بقي عليه وإن كان لم يطف إلا أقل من النصف إن صح طاف طاف أسبوعا أو طيف به محمولا أو طيف عنه اسبوعا إن لم يستطع اسبوعا (٢).

٣٠ ـ وعنه أنه قال : إذا حضر وقت الصلاة المكتوبة بدأبها قبل الطواف (٣).

٣١ ـ وعنه أنه سئل عمن طاف طواف الفريضة فلم يدرأستة طاف أم سبعة؟ قال : يعيد طوافه قيل : فانه قد خرج من الطواف وفاته ذلك؟ قال : لا شئ عليه وإن طاف ستة أشواط فظن أنها سبعة ثم تبين له بعد ذلك فليطف شوطا واحدا فان زاد في طوافه فطاف ثمانية أشواط أضاف إليها ستة ثم صلى أربع ركعات فيكون له طوفان : طواف فريضة وطواف نافلة (٤).

٣٢ ـ وعنه أنه قال : الطواف من وراء الحجر ومن دخل الحجر أعاد (٥).

٣٣ ـ وروينا عن أهل البيت صلوات الله عليهم في الدعاء عند الملتزم وجوها يطول ذكرها ليس منها شئ موقت والملتزم : ظهر البيت حيال الميزاب يلتزمه الطائف في الطواف السابع ويدعو بما قدر عليه ويبوء بذنوبه إلى الله عزوجل ويسأله المغفرة (٦).

٣٤ ـ وروينا عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام أنه كان يفعل ذلك ويبعد من يكون معه من مواليه عن نفسه ويناجي الله تعالى ويسأله ويذكر ما يسأل

__________________

(١ و ٢) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٣ بتفاوت في الا خير.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٤ بتفاوت يسير.

(٤) نفس المصدر ج ١ ٣١٤ وفيه ( عند مقام ابراهيم ).

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٤ وفيه ( أعاده ).

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٤ وفيه ( الباب ) بدل ( الميزاب ).

٢١١

المغفرة منه (١).

واستلام الحجر تقبيله إن وصل إليه أو لمسه بيده أو الاشارة إليه إن لم يقدر عليه ويدعو عند ذلك بما أمكنه وليس على النساء استلام ولا يزاحمن الرجال (٢).

٣٥ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليهما أنه قال : والطواف سبعة أشواط حول البيت والشوط من الركن الاسود دائرا بالبيت والحجر إلى الركن الاسود الذي ابتدأ منه فاذا طاف كذلك سبعة أشواط صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه‌السلام (٣).

ويستحب أن يقرأ فيهما بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد بعد فاتحة الكتاب ثم يخرج من باب الصفا ويطوف بين الصفا والمروة سبعة أشواط يبدأ بالصفا ويختم بالمروة ذاهبا وراجعا ومن نسي ركعتي الطواف قضاهما وإن خرج من مكة صلاهما حيث ذكر (٤).

٣٦ ـ وعنه أنه قال : إن قدرت بعد أن تصلي ركعتي الطواف أن تأتي زمزما فتشرب من مائها وتفيض عليك منه فافعل (٥).

٣٧ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال : لا تقرن بين أسبوعين إلا أن تسهو فتزيد في الاول (٦).

٣٨ ـ وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهما أنهما طافا بعد العصر وشربامن ماء زمزم قائمين (٧).

٣٩ ـ وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه سئل عمن قدم مكة بعد الفجر أو بعد العصر هل يطوف ويصلي ركعتي طوافه؟ قال : نعم إذا كان فريضة وإن تطوع بالطواف في هذين الوقتين لم يصل ركعتي طوافه حتى تحل الصلاة (٨).

٤٠ ـ وعنه أنه قال : إن بدأ بالسعي بعد الطواف وبعد أن يصلي ركعتيه

__________________

(١ ـ ٣) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣١٤.

(٤ ـ ٨) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٥.

٢١٢

فقد أحسن وإن أخر السعي لعذر وفرق بينه وبين الطواف فلا شئ عليه (١).

وأنه قال : لا يبدأ بالسعي قبل الطواف ومن بدأ بالسعي قبل الطواف طاف ثم سعي (٢).

٤١ ـ كتاب زيد النرسى : قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الرجل يحول خاتمه ليحفظ به طوافه قال : لا بأس إنما يريد به التحفظ (٣).

٣٨

( باب )

* « ( طواف النساء وأحكامه ) ‌» *

١ ـ سر : من كتاب البزنطي عن الحلبي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل أخر الزيارة إلى يوم النفر قال : لا بأس ولا تحل له النساء حتى يزور البيت ويطوف طواف النساء (٤).

٢ ـ قال : وسألته عن الرجل نسي طواف النساء حتى يرجع إلى أهله قال : يرسل ويطاف عنه فان توفي قبل أن يطاف عنه طاف عنه وليه (٥).

٣٩

* باب *

* « ( أحكام صلاة الطواف ) ‌» *

١ ـ ب : ابن سعد عن الازدي قال : خرجت أطوف وأنا إلى جنب إبي عبدالله عليه‌السلام حتى فرغ من طوافه ثم مال فصلى ركعتين مع ركن البيت والحجر فسمعته يقول ساجدا : سجدوجهي لك تبعدا ورقا ولا إله إلا أنت حقا حقا الاول

__________________

(١ ـ ٢) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٥.

(٣) كتاب زيد النرس ص ٥٥ من الاصول الستة عشر.

(٤ ـ ٥) السرائر ص ٤٨٠.

٢١٣

قبل كل شئ والاخر بعد كل شئ وها أنا ذا بين يديك ناصيتي بيدك فاغفرلي إنه لا يغفر الذنب العظيم غيرك فاغفرلي فاني مقر بذنوبي على نفسي ولا يدفع الذنب العظيم غيرك ثم رفع رأسه ووجهه من الكباء كأنما غمس في الماء (١).

٢ ـ ب : علي عن أخيه عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يطوف بعد الفجر فيصلي الركعتين خارجا من المسجد؟ قال : يصلي بمكة لا يخرج منها إلا أن ينسى فيخرج فيصلي إذا رجع إلى المسجد أي ساعة أحب ركعتي ذلك الطواف (٢).

٣ ـ قال : وسألته عن الرجل يطوف السبوع السبوعين فلا يصلي ركعتيه حيت يبدوله أن يطوف سبوعا أيصلح ذلك؟ قال : لا حتى يصلي ركعتي السبوع الاول ثم ليطوف ما أحب (٣).

٤ ـ ل : أبي عن علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : أربع صلوات يصليها الرجل في كل ساعة : صلاة فاتتك فمتى ذكرتها أديتها وصلاة ركعتي طواف الفريضة وصلاة الكسوف والصلاة على الميت هؤلاء يصليهن الرجل في الساعات كلها (٤).

٥ ـ ل : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن إبراهيم بن إسحاق عن ابن بزيع رفعه إلى أبي جعفر عليه‌السلام قال : سبعة مواطن ليس فيها دعاء موقت : الصلاة على الجنازة والقنوت والمستجار والصفا والمروة والوقوف بعرفات وركعتا الطواف (٥).

٦ ـ ع : أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عن الحسن بن سعيد عن علي بن النعمان عن يحيى الازرق قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : إني طفت أربعة أسباع فأعييت فيها فاصلي ركعاتها وأنا جالس؟ فقال : لا فقلت : فيكف يصلي لارجل صلاة الليل إذا أعيا أو وجد فترة وهو جالس وهذا لا يصلح؟

__________________

(١) قرب الاسناد ص ١٩.

(٢ ـ ٣) نفس المصدر ص ٩٧.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٦٩.

(٥) نفس المصدر ج ٢ ص ١١٣ وفيه ( الجنائز ) بدل ( الجنازة ).

٢١٤

قال : يستقيم أن تطوف وأنت جالس؟ قلت : لا قال : فصلها وأنت قائم (١).

٧ ـ ب : الحسن بن ظريف وعلي بن إسماعيل ومحمد بن عيسى عن حماد ابن عيسى قال : رأيت أبا الحسن موسى عليه‌السلام صلى الغداة فلما سلم الامام قام فدخل الطواف فطاف أسبوعين عبد الفجر قبل طلوع الشمس ثم خرج من باب بني شيبة ومضى ولم يصل (٢).

٨ ـ ضا : وإذا فرغت من أسبوعك فأت مقام ابراهيم عليه‌السلام وصل ركعتين للطواف واقرأ فيهما فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ولا يجوز أن تصلي ركعتي طواف الحج والعمرة إلا خلف المقام حيث هو الساعة ولا بأس أن تصلي ركعتي طواف النساء وغيره حيث شئت من المسجد الحرام (٣).

٩ ـ شى : عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح قال : سئل أبوعبدالله عليه‌السلام عن رجل نسي أن يصلي الركعتين عند مقام إبراهيم عليه‌السلام في الطواف في الحج أو العمرة فقال : إن كان بالبلد صلى ركعتين عند مقام إبراهيم عليه‌السلام فان الله يقول : « واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ‌» وإن كان ارتحل وسارفلا آمره أن يرجع (٤)

١٠ ـ شى : عن الحلبي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن رجل طاف بالبيت طواف الفريضة في حج كان أو عمرة وجهل أن يصلي ركعتين عند مقام إبراهيم عليه‌السلام قال : يصليها ولو بعد أيام لان الله يقول : « واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى » (٥).

١١ ـ الهداية : قال الصادق عليه‌السلام : لا تدع أن تقرأ قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون في سبعة مواطن وعد منها صلاة الطواف وركعتي الاحرام (٦).

__________________

(١) علل الشرايع ص ٥٨٩. (٢) قرب الاسناد ص ١٢٥.

(٣) فقه الرضا ص ٢٧.

(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٥٨ وما بين القوسين زيادة من المصدر.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٥٨ والاية في سورة البقرة ١٢٥.

٢١٥

١٢ ـ وقال ـ رحمه الله : الصلاة التي تصلي في الاوقات كلها إن فاتتك صلاة فصلها إذا ذكرت وصلاة الكسوف والصلاة على الجنازة وركعتي الاحرام وركعتى الطواف (١).

١٣ ـ دلائل الامامة لمحمد بن جرير الطبري : عن عبدالله بن علي المطلبي عن محمد بن علي السمري عن أبي الحسن المحمودي عن محمد بن علي بن أحمد المحمودي عن القائم عليه‌السلام قال : كان يقول زين العابدين عليه‌السلام عند فراقه من صلاته في سجدة الشكر : ياكريم مسكينك بفنائك ياكريم فقيرك زائرك حقيرك ببابك ياكريم (٢).

أقول : لعل هذا الدعاء لسجدة الشكر بعد صلاة الطواف أو لمطلق الصلاة في هذا المكان لمناسبة لفظ الدعاء ولانه عليه‌السلام قال ذلك لجماعة من الطالبين له بعد فراغه من الطواف عند الكعبة.

٤٠

( باب )

* « ( فضل الحجر وعلة استلامه واستلام سائر الاركان ) ‌» *

١ ـ ع : جماعة عن أبي المفضل عن ليث بن محمد عن أحمد بن عبدالصمد عن خاله أبي الصلت الهروي عن عبدالعزيز بن عبدالصمد عن أبي هارون العبدي عن أبي عسيد الخدري قال : حج عمر بن الخطاب في إمرته فلما افتتح الطواف حاذى الحجر الاسود ومر فاستلمه وقبله وقال : اقبلك وإني لاعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولكن كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بك حفيا ولولا أني رأيته يقبلك ما قبلتك.

قال : وكان في القوم الحجيج علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : بلي والله إنه

__________________

(١) نفس المصدر ص ٣٨.

(٢) دلائل الامامة ص ٢٩٥.

٢١٦

ليضر وينفع قال : وبم قلت ذلك يا أبا الحسن؟ قال : بكتاب الله تعالى قال : أشهد أنك لذو علم بكتاب الله فأين ذلك من الكتاب؟ قال : قول الله عزوجل : « وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ‌» وأخبرك أن الله سبحانه لما خلق آدم مسح ظهره فاستخرج ذريته من صلبه نسما في هيئة الذر فألزمهم العقل وقررهم أنه الرب وأنهم العبيد وأقرواله بالربوبية وشهدوا على أنفسهم بالعبودية والله عزوجل يعلم أنهم في ذلك في منازل مختلفة فكتب أسماء عبيده في رق وكان لهذا الحجر يومئذ عينان ولسان وشفتان فقال له : افتح فاك ففتح فاه فألقمه ذلك الرق ثم قال له : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة فلما هبط آدم عليه‌السلام هبط والحجر معه فجعل في موضعه من هذا الركن وكانت الملائكة تحج إلى هذا البيت من قبل أن يخلق الله تعالى آدم ثم حجة آدم ثم نوح من بعده ثم تهدم البيت ودرست قواعده فاستودع الحجر من أبي قبيس فلما أعاد إبراهيم وإسماعيل عليهما‌السلام بناء البيت وبنيا قواعده واستخرجا الحجر من أبي قبيس بوحي من الله عزوجل فجعلاه بحيث هو اليوم من هذا الركن وهو من حجارة الجنة وكان لما أنزل في مثل لون الدر وبياضه وصفاء الياقوت وضيائه فسودته أيدي الكفار ومن كان يلتمسه من أهل الشرك بعتايرهم (١) فقال عمر : لا عشت في أمة لست فيها يا با الحسن (٢).

٢ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن زياد القندي عن عبدالله بن سنان قال : بينا نحن في الطواف إذ مر رجل من آل عمر فأخذ بيده رجل فاستلم الحجر فانتهره وأغلظه وقال له : بطل حجك إن الذي تستلمه حجر لايضر ولا ينفع فقلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك أما سمعت قول العمري لهذا الذي استلم الحجر؟ قال : فأصابه ما أصابه فقال : وما

__________________

(١) العتاير : جمع عتيرة : شاة كان العرب يذبحونها لا لهتهم في شهر رجب.

(٢) علل الشرائع ص ٤٩.

٢١٧

الذي قال؟ قلت : قال له : يا عبدالله بطل حجك ثم إنما هو حجر لا يضر ولا ينفع فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : كذب ثم كذب ثم كذب إن للحجر لسانا ذلقا يوم القيامة يشهد لمن وافاه بالموافاة ثم قال : إن الله تبارك وتعالى لما خلق السموات والارض خلق بحرين بحرا عذبا وبحرا أجاجا فخلق تربة آدم من البحر العذب وشن عليها من البحر الاجاج ثم جبل آدم فعرك عرك الاديم فتركه ما شاء الله فلما أراد أن ينفخ فيه الروح أقاممه شبحا فقبض قبضة من كتفه الايمن فخرجوا كالذر فقال : هؤلاء إلى الجنة وقبض قبضة من كتفه الايسر فقال : هؤلاء إلى النار فأنطق الله عزوجل أصحاب اليمين وأصحاب اليسار فقال أهل اليسار : يارب لم خلقت لنا النار ولم تبين لنا ولم تبعث الينا رسولا؟ فقال الله عزوجل لهم : ذلك لعلمي بما أنتم صائرون إليه وإنى سائلكم فأمر الله عزوجل النار فأسعرت ثم قال : لهم تقحموا جميعا في النار فإني أجعلها عليكم بردا وسلاما فقالوا : يارب إنما سألناك لاي شئ جعلتها لنا هربا منها ولو أمرت أصحاب اليمين ما دخلوا فأمر الله عزوجل النار فأسعرت ثم قال لاصحاب اليمين : تقحموا جميعا في النار فتقحموا جميعا فكانت عليهم بردا وسلاما فقال لهم جميعا : ألست بربكم؟ قال أصحاب اليمين : بلى طوعا وقال أصحاب الشمال : بلى كرها فأخذ منهم جميعا ميثاقهم وأشهدهم على أنفسهم قال : وكان الحجر في الجنة فأخرجه الله عزوجل فالتقم الميثاق من الخلق كلهم فذلك قوله عزوجل « وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه ترجعون » فلما أسكن الله عزوجل آدم الجنة وعصى أهبط الله عزوجل الحجر فجعله في ركن بيته وأهبط آدم على الصفا فمكث ماشاء الله ثم رآه في البيت فعرفه وعرف ميثاقه وذكره فجاء إليه مسرعا فأكب عليه وبكى عليه أربعين صباحا تائبا من خطيئته ونادما على نقضه ميثاقه قال : فمن أجل ذلك امرتم أن تقولوا إذا استلمتم الحجر : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة (١).

__________________

(١) نفس المصدر ص ٤٢٥.

٢١٨

٣ ـ ع : بالاسناد إلى وهب عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعايشة وهي تطوف معه بالكعبة حين استلما الركن : يا عايشة لو لا ما طبع الله على هذا الحجر من أرجاس الجاهلية وأنجاسها إذا لا ستشفي به من كل عاهة وإذا لالفي كهيئة يوم أنزله الله عزوجل وليبعثنه الله على ما خلق عليه أول مرة وإنه لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة ولكن الله عزوجل غير حسنه بمعصية العاصين وسترت بنيته عن الائمة والظلمة لانه لا ينبغي لهم أن ينظروا إلى شئ بدؤه من الجنة لان من نظر إلى شئ منها على جهته وجبت له الجنة وإن الركن يمين الله عزوجل في الارض وليبعثنه الله يوم القيامة وله لسان وشفتان وعينان ولينطقنه الله يوم القيامة بلسان طلق ذلق ليشهد لمن استلمه بحق استلامه اليوم بيعة لمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وذكر وهب أن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة أنزلا فوضعا على الصفا فأضاء نورهما لاهل الارض مابين المشرق والمغرب كما يضئ المصباح في الليل المظلم يؤمن الروعة ويستأنس إليهما وليبعثن الركن والمقام وهما في العظم مثل أبي قبيس يشهدان لمن وافاهما بالموافاة فرفع النور عنهما وغير حسنهما ووضعا حيث هما (١).

٤ ـ ع : أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته لم يستلم الحجر؟ قال : لان مواثيق الخلايق فيه (٢).

٥ ـ وفي حديث آخر قال : لان الله عزوجل لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة (٣).

٦ ـ ن (٤) ع : في علل ابن سنان عن الرضا عليه‌السلام : علة استلام الحجر أن الله تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق بني آدم ألقمه الحجر فمن ثم كلف الناس

__________________

(١) نفس المصدر : ص ٤٢٧.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٤٢٣.

(٣) نفس المصدر ص ٤٢٣.

(٤) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٩١.

٢١٩

بمعاهدة ذلك الميثاق ومن ثم يقال عند الحجر : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة (١).

٧ ـ ومنه قول سلمان ـ رحمه الله ـ : ليجيئن الحجر يوم القيامة مثل أبي قبيس له لسان وشفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة (٢).

٨ ـ ع : ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن حنان عن الوليد ابن أبان عن علي بن جعفر عن محمد بن مسلم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : طوفوا بالبيت واستلموا الركن فإنه يمين الله في أرضه يصافح بها خلقه (٣).

قال الصدوق ـ رضي الله عنه ـ : معنى يمين الله طريق الله الذي يأخذ به المؤمنون إلى الجنة ولهذا قال الصادق عليه‌السلام : إنه بابنا الذي ندخل منه الجنة ولهذا قال عليه‌السلام : إن فيه بابا من أبواب الجنة لم يغلق منذ فتح وفيه نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد وهذا هو الركن اليماني لا ركن الحجر (٤).

٩ ـ ع : أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن عبدالكريم ابن عمرو عن ابن أبي يعفور عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الارواح جنود مجندة فما تعارف منها في الميثاق ائتلف ههنا وما تناكر منها في الميثاق اختلف ههنا و الميثاق هو في هذا الحجر الاسود أما والله إن له لعينين وأذنين وفما ولسانا ذلقا ولقد كان أشد بياضا من اللبن ولكن المجرمين يستلمونه والمنافقين فبلغ كمثل ما ترون (٥).

١٠ ـ ع : ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن فضال عن يونس عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن الملتزم لاي شئ

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٢٤.

(٢) نفس المصدر ص ٤٢٤.

(٣) نفس المصدر ص ٤٢٤ بزيادة في آخره قوله : ( مصافحة العبد او الدخيل ويشهد لمن استلمه بالموافاة ).

(٤) علل الشرائع ص ٤٢٤.

(٥) نفس المصدر ص ٤٢٦.

٢٢٠