بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يابني ما تشتكي؟ قال : أشتكي رأسي فدعا علي ببدنة فنحرها فحلق رأسه ورده إلى المدينة فلما بري ء من وجعه اعتمر قال : ولو لم يخرج إلى العمرة عند البئر لما حل له النساء حتى يطوف بالبيت والصفا قلت : فمابال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث رجع من الحديبية حلت له النساء؟ قال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان مصدودا وهذا محصور وليساسواء.

والرجل إذا أرسل بهدي تطوعا وليس بواجب إنما يريد أن يتطوع يواعد أصحابه ساعة يوم كذا وكذا يأمرهم أن يقلدوه في تلك الساعة فاذا كانت بتلك الساعة اجتنب ما يجتنب المحرم حتى يكون يوم النحر فاذا كان يوم النحر أجزأ عنه.

٤١ ـ وقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين صده المشركون يوم الحديبية نحر وأكل ورجع إلى المدينة.

وإذا أهدى الرجل هديا فانكسر في الطريق فان كان مضمونا ـ والمضمون ماكان في نذرأوجزاء فليس له أن يأكل منه وعليه فداؤه وله أن يأكل منه إذا بلغ النحر ومن ساق هديا في عمرة فلينحر قبل أن يحلق.

٤٢ ـ وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اجتنبوا الاراك ولايخرج من لحم الهدي شيئا و يستحب أن يرمي الجمار على وضوء ويستحب أن تحصي اسبوعك في كل يوم وليلة.

٤٣ ـ أبوالزبير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان على بدن رسول الله صلى الله ناجية ابن جندب الخزاعي الاسلمي والذي حلق رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الحديبية حراش ابن امية الخزاعي والذي حلق رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجته معمربن عبدالله بن حارثة بن نضرة بن عوف بن عدي بن كعب.

٤٤ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مكة حرم الله حرمها إبراهيم والمدينة حرم مابين لابتيها لايعضد شجرها ومابين لابتيها مابين ظل عير (١) إلى ظل

__________________

(١) عير : اسم للجبل الذى في قبلة المدينة شرقى العقيق وفوقه جبل آخر يمسى باسمه ويقال له : عير الصادر وللاول عير الوارد.

٣٦١

وعيرة (١) وليس صيدها كصيد مكة بل يؤكل هذا ولا يؤكل ذاك.

٤٥ ـ أبي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أرأيت العمرة التي أتى علي بابنة حمزة أية عمرة؟ قال : هي عمرة الصلح وهي عمرة القضاء.

ومن نسي إفراد الحج فليس عليه شئ وليجدد التلبية والمحرمين متى أتيا نساءهما فأتى أحدهما في الفرج والاخر فيما دون الفرج فليسا بسواء فعلى الذي أتى في الفرج بدنة والحج من قابل.

وإذا جاء الليل بعد النفر الاول فبت وليس لك أن تخرج فاذا نفرت في النفر الاول فلك أن تقيم بمكة وتبيت بها والحرم أفضل بالحرم ـ كذا ـ و الموقف بعرفات ومن تمتع في ذي القعدة ولم يجد الهدي لم يصم حتى يتحول الشهر فاذا تحول الشهر صام قبل التروية بيو ويوم التروية ويوم عرفة والسبعة الايام يصومها إذا أراد المقام صامها بعد أيام التشريق.

٤٦ ـ أبي قال : ومن طاف طواف الفريضة وصلى الركعتين على غير وضوء أعاد الصلاة ولم يعد الطواف.

٤٧ ـ و ـ قال ظ أبي : رجل ساق هديا مضمونا فأنتجت في الطريق فهلكت وهلك ولدها كان عليه بدلها وبدل ولدها.

وإذا أحب الرجل أن يجعل والده ووالدته في حجته إذا حج فعل لان الله يأجرهم ويأجره من غير أن ينقص من أجره شيئا لانه قد يدخل على الميت في قبره الصوم والصلاة والحج والصدقة والعتق.

المعتمر إذا ساق الهدي يحلق قبل الذبح ومن ترك الطواف متعمدا فلا حج له ومن زار البيت فكان في طوافه وسعيه حتى طلع الفجر فلا شئ عليه ومن نفر في النفر الاول فليس له أن يصيد حتى يمضي اليوم الثالث.

والمملوك إذا اعتق يوم عرفة فقد أدرك الحج لانه قد أدرك أحد الموقفين.

__________________

( وعيره : بالفتح وكسر العين المهملة وسكون المثناة تحت وفتح الراء ثم هاء جبل شرقى ثور أكبر منه وأصغر من احد.

٣٦٢

٤٨ ـ وقال أبي : رجل لبس الثياب قبل الزيارة فقد أساء ولاشئ عليه و من طاف بالصفا والمروة وقد لبس الثياب فقد أساء ولاشئ عليه ومن نكس رمي رمي الجمار فرمى جمرة العقبة ثم الوسطى ثم العظمى عاد في رمي الوسطى والعقبة وإن كان من الغد.

ولابأس بالغسل بين العشاء والعتمة ليلة المزدلفة ومن أدركته الصلاة وهو في السعي قطعه وصلى ثم عاد ويجلس على الصفا والمروة كما يجوز له السعي على الدواب.

٤٩ ـ قال أبي : أمرأة أوصت بمال في الحج والصدقة والعتق بدئ بالحج فانه مفروض فان بقي جعل بعضه في الصدقة وبعضه بالعتق.

٥٠ ـ أبي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أذبح لمتعتي بقرة؟ فقال لي أبي : يابني كان الصادق (١) يحدثني أنه أصاب كبشا محبلا أقرن ماهو بدون البقرة فذبحته قلت : فان لم أجد محبلا قال : فموجوء وتجزيه الشاة في المتعة (٢).

٥١ ـ وقلت : اصلي في مسجد مكة والمرأة بين يدي جالسة أو مارة؟ قال لابأس إنما سميت بكة لانها تبك الرجال والنساء.

وقلت إنهم يقولون حجة مكية وعمرة عراقية فقال : كذبوا لان المعتمر لايخرج حتي يقضي حجه قلت : المتمتع إذا لم يجد أضحية ففاته الصوم حتى

__________________

(١) يلاحظ أن الحديث مشوش فانه مبدو بأبي وبناءا على صحة نسبة هذا الكتاب ـ فقه الرضا ـ إلى الامام الرضا (ع) فيكون المقصود هو الامام موسى بن جعفر (ع) وهو السائل من ابى عبدالله الصادق (ع) عن ذبح البقرة لمتعته فكيف الجواب فقال لى ابى ـ يعنى الصادق ـ يابنى كان الصادق يحدثني الخ فمن هو هذا الصادق الذى كان يحدث الامام الصادق (ع). وان تصرفنا في ارجاع الضمير في قوله فقال لى أبى وان القائل هو الامام الكاظم (ع) وهو كان يروى لولده الرضا (ع) كان يحدثه الخ فيصح ذلك لكنه لا يتفق مع صدر الحديث فلا حظ.

(٢) فقه الرضا ص ٧٥.

٣٦٣

يخرج ولم يكن له مقام فانه يصوم الثلاثة الايام في الطريق والسبعة في أهله.

ومن قتل عظاية فعليه كف من طعام أو قبضة من تمر.

ومن فاته الحج وقد دخل فيه ولم يكن طاف فليقم مع الناس بمنى حراما أيام التشريق فانه لا عمرة فيها فاذا انقضت أيام التشريق طاف وسعى بين الصفا والمروة وعليه الحج من قابل من حيث أحرم.

وطير مكة الاهلي لايذبح وذبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع كل بدنة كبشا.

والحطيم مابين الباب إلى الحجر الاسود.

ولابأس أن تسدل المرأة المحرمة الثوب على وجهها حتى يبلغ نحرها إذا انت راكبة.

ومن قتل زنبورا فعليه شئ من الطعام فان كان أراده فليس عليه شئ.

ومن اعتمر من التنعيم فلا يقطع التلبية حتى ينظر إلى المسجد الحرام.

ومن نسي أن يذبح حتى زار فاشترى بمكة فذبح بها أجزأعنه.

والمحصر إذا لم يسق الهدي يشتري ويرجع فان لم يجد ثم هديا صام.

ومن اعتمر عمرة مبتولة في أشهر الحج ثم بداله أن يقيم حتى يحج فلا هدي عليه.

ومن ساق هديا ولم يقلد ولم يشعرأجزأه.

ومن قصد الحج فصدية (١) الحج فان طاف وسيع لحق بأهله وإن شاء أقام حلالا وجعلها عمرة وعليه الحج من قابل وإن لم يكن طاف ولاسعى حتى خرج إلى منى فليقم معهم حتى ينفروا ثم ليطف بالبيت ويسعى فان أيام التشريق ليس فيها عمرة وعليه الحج من قابل يرحم من حيث أحرم (٢).

فصل : فاذا أردت الحج بالاقران وجب عليك أن تسوق معك من حيث أحرمت الهدي بدنة أو بقرة تقلدها وتشعرها من حيث تحرم فان النبي أحرم من

__________________

(١) كذا في المصدر والظاهر ( ففاته الحج ).

(٢) فقه الرضا ص ٧٥.

٣٦٤

ذي الحليفة فأتى ببدنته وأشعر صفحة سنامها الايمن وسال الدم عنها ثم قلدها بنعلين وكذلك في البقر في موضع سنامها فاذا كان يوم التروية جلل بدنة وراح بها إلى منى وعرفات.

٥٢ ـ وقد روي : ومن لم توف له بدنة بعرفة ليس هدي إنما هي أضحية تجلله بأي ثوب شئت وإذا ذبحت تنزع عنه الجلة والنعلين وتصدق بذلك أو شاة بدله.

ومن العلماء من رخص في القران بلاسوق.

وأما فنحن اختيارنا السوق فان عجزت عن سوق الهدي تعتمر عنه لما كان من قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي وتحللت مع الناس خير من العمرة.

٥٣ ـ وفي بعض الحديث لجعلتها عمرة فهذا أخذ الامر من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سنة التمتع ولم يعش إلى القابل.

٥٤ ـ سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أي الحج أفضل؟ قال : العج والثج قال : سئل عن تفسير ذلك قال : العج رفع الصوت والثج النحر.

إذا دخلت وأنت متمتع فاقطع التلبية إذا استلمت الحجر.

وقال بعض العلماء : إذا بدت لك بيوت مكة فاقطع التلبية ثم تطوف بالبيت وتسعى بين الصفا والمروة سبعا ثم تقص من شعرك والحلق أفضل وابدأ بشقك الايمن ثم بالايسر وادفن شعرك فاذا فعلت ذلك فقد قضيت عمرتك وحل لك كل شئ من لبس القميص والخف ومس الطيب ووطي النساء إلى يوم التروية ومن العلماء من يرى على القارن طوافين وسعيين ويأمره بالرجوع إلى البيت بعد فراغه من السعي فيأمر بالطواف بالبيت سبعا آخر يرمل فيه ويسعى بين الصفا والمروة سبعا آخر كفعله في المرة الاولى يجعل الطواف والسعي الاول لعمرة والطواف السعي الثاني لحجته إذا كان دخل بحج وعمرة مقرن ونحن نرى للاقران وللمتمتع والمفرد كلهم طوافا بالبيت.

٣٦٥

والسعي بين الصفا والمروة مجزي لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعايشة وكانت قارنا : يجزئك طواف لحجك وعمرتك.

وإذا كنت متمتعا أقمت بمكة إلى يوم التروية فاذا كان يوم التروية و أنت متمتع وأردت الخروج إلى منى فخذ من شاربك ومن أظفارك واغتسل والبس إحرامك إن شئت أحرمت من بيتك أومن الحجر أومن داخل الكعبة أومن المسجد أومن الابطح أجزأك من أي موضع شئت.

وطف بالبيت سبعا لوداعك البيت عند خروجك إلى منى لارمل عليك فيها وصل ركعتين أو ما شئت أو أربع قبل أن تخرج ولاسعي عليك بين الصفا والمروة قارنا كنت أو مفردا أو متمتعا ثم تلبي « لبيك بحجة تمامها وبلاغها عليك » وإن أخرت الطواف لحجك إلى رجوعك من منى فحسن.

ثم توجه إلى منى فأتها ملبيا وانزل بمنى الجانب الايمن منها إن تيسر ذلك وإلا فحيث نزلت أجزأك وبت بها ثم تغدو إلى عرفات إو شئت فلب وإن شئت فكبر.

وإذا انتهيت إلى عرفات فانزل بطن عرنة من حذاء الاحواض إن استطعت أو حيث نزلت أجزأك فان وراء عرفات كلها موقف إلى بطن عرنة.

فاذا زالت الشمس فاغتسل أو توضأ والغسل أفضل ثم ائت مصلى الامام فصل معه الظهر والعصر بأذان وإقامتين وإن لم تدرك الصلاة مع الامام فصل في رحلك واجمع بين الظهر والعصر ثم ائت الموقف فقف عند الصخرات وأنت مستقبل القبلة قريب من الامام وإلا حيث شئت فاذا سقطت القرصة فانتفر إلى المزدلفة وعليك الكسينة والوقار وكثرة الاستغفار والتلبية.

فاذا انتهيت إلى الكثيب الاحمر عن يمنة الطريق فقل : اللهم ارحم موقفي وزد في علمي ولاتصل المغرب حتى تأتي الجمع فانزل بطن وادعن يمنى الطريق ولا تجاوز الجبل ولا الحياض تكون قريبا من المشعر وصل بها المغرب والعتمة تجمع بينهما بأذان وإقامتين مع الامام إن أدركت أو وحدك ولا تبرح حتى تصلي

٣٦٦

بها الصبح ولا تدفع حتى يدفع الامام وذلك قبل طلوع الشمس حين يسفر الصبح ويتبين ضوء النهار فان الجاهلية كانوا لا يفيضون من جمع حتى تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير فخالفهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فدفع قبل طلوع الشمس ثم امس على هنيئتك حتى تأتي وادي محسر وهو حد مابين المزدلفة ومنى وهو إلى منى أقرب فاسع فيها إلى منى تجاوزها.

فاذا أتيت منى اغتسل أو توضأ فاذا طلعت الشمس فائت الجمرة العظمى وهي جمرة العقبة فارم بسبع حصيات واقطع التلبية ثم اهرق الدم مما معك ـ الجذع من الضان وهو ابن سبعة أشهر فصاعدا والثني من المعز وهي لاثني عشر شهرا فصاعدا و من الابل ما كمل خمس سنين ودخل في الستة والثني من البقر إذا استكمل ثلاث سنين وأول يوم من سنة الرابعة ـ ثم تحلق فقد حل لك كل شئ إلا الطيب والنساء.

وقال : بعض العلماء يرى الطيب لانه تطيب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل أن يطوف بالبيت ومن العلماء من كره فاذا فرغت من الذبح فائت رحلك وصل ركعتين و ادع الله وسل حاجتك وليس عليك يوم النحر غير صلاتك المكتوبة فاذا حلقت فزر البيت من يومك أوليلتك وإن أخرت أجزأك إلى وقت النفر ما لم تمس الطيب والنساء.

فاذا أتيت مكة طف بالبيت سبعة أشواط فان ذلك هو الطواف الواجب الذي قال تعالى : « وليطوفوا بالبيت العتيق » وصل ركعتين خلف المقام فان كنت قارنا أومفردا فقد حل لك كل شئ وليس عليك سعي بالصفا والمروة وإن كنت متمتعا فان طوافك السبع للزيارة مجزئ لحجك وللزيارة وعليك السعي بين الصفا والمروة في قول بعض العلماء وبعض العلماء قالوا : مجزى للمتمتع سبعة بالصفا والمروة لعمرته في أول مقدمه والطواف السبعة مجزي عن الزيارة والحجة وإنما عندهم على المتمتع طواف الزيارة فقط بلاسعي.

ثم ارجع إلى منى ولا تبيت بمكة أيام التشريق فاذا كان يوم الثاني مكثت

٣٦٧

حتى تطلع الشمس ثم تغتسل أو تتوضأ وحملت معك واحدا وعشرين حصاة قبل أن تصلي الظهر ترميها وابدأ بالجمرة الاولى وهي السعي ـ كذا ـ من أقربهن إلى مسجد منى فارمها واقصد للراس فارمها بسبع حصيات تكبر مع كل حصاة فاذا رميت فقف واجعل الجمرة عن يسار الطريق وأنت مستقبل القبلة فاحمد الله واثن عليه وصل على محمد وكبر سبع تكبيرات وقف عندها مقدار ما يقرأ الانسان مائة آية أو مائة وخمسين آية من القرآن ثم ائت جمرة الوسطى فارمها بسبع حصيات فافعل كما فعلت فيها ثم تقدم أمامها وقف على يسارها مستقبل القبلة مثل وقوفك في الاخرى ثم ائت جمرة العقبة فارمها بسبع حصيات ولا تقف عندها ثم انصرف وصل الظهر وتفعل من الغد مثل ما فعلت في اليوم الاول فان أحببت التعجيل جاز لك وإن أحببت التأخير تأخرت ولاترمي إلا وقت الزوال قبل الظهر في كل يوم.

٦٤

* باب *

* « ( دخول الكعبة وآدابه ) » *

١ ـ ب : هارون عن ابن صدقة قال : خرج أبوعبدالله عليه‌السلام من الكعبة وهو يقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهم لا تجهد بلاءنا ولا تشمت بنا أعداءنا فانك أنت الضار النافع ثم هبط من الدرجة فصلى إلى جانبها مما يلي الحجر الاسود ركعتين ليس بينه وبين الكعبة من أحد ثم خرج إلى منزله (١).

٢ ـ ب : محمد بن عيسى عن القداح عن الصادق عن أبيه عليهما‌السلام أنه رأى علي بن الحسين عليهما‌السلام يصلي في الكعبة ركعتين (٢).

أقول : قد مضى استحباب الغسل لدخول الكعبة في باب الاحرام بأسانيد وأنه

__________________

(١) قرب الاسناد ص ٤ بزيادة في آخره.

(٢) نفس المصدر ص ١٣.

٣٦٨

ليس على النساء دخول البيت في باب الاجهار بالتلبية.

٣ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام أيغتسلن النساء إذا أتين البيت؟ قال : نعم إن الله عزوجل يقول : « أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود » فينبغي للعبد أن لايدخل إلا وهو طاهر قد غسل عنه العرق والاذى وتطهر (١).

أقول : قد مضى في باب علل الحج :

٤ ـ ان سليمان بن مهران سأل الصادق عليه‌السلام فقال : كيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون من قد حج؟ فقال : لان الصرورة قاضي فرض مدعو إلى حج بيت الله فيجب أن يدخل البيت الذي دعي إليه ليكرم فيه (٢).

٥ ـ ثو : أبي عن سعد عن البرقي عن محسن بن أحمد عن أبان الاحمر عن عبدالسلام بن نعيم قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إني دخلت البيت فلم يحضرني شئ من الدعاء إلا الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال عليه‌السلام : لم يخرج أحد بأفضل مما خرجت (٣).

٦ ـ سن : عمروبن عثمان عن علي بن خالد عمن حدثه عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان يقول : الداخل الكعبة يدخل والله عنه راض ويخرج منها عطلا من الذنوب (٥).

٧ ـ شى : عن علي بن عبدالعزيز قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك قول الله : « آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا » وقد يدخله المرجي والقدري والحروري والزنديق الذي لايؤمن بالله قال : لا ولا كرامة قلت : فمه جعلت فداك؟ قال : من دخله وهو عارف بحقنا كما هو عارف له خرج من ذنوبه

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤١١.

(٢) مضى في باب ٤ حديث ١٠.

(٣) ثواب الاعمال ص ١٤٠.

(٤) المحاسن للبرقى ص ٧٠.

٣٦٩

وكفي هم الدنيا والاخرة (١).

٨ ـ نقل من خط الشيخ قدسر سره قال الصادق عليه‌السلام : دخول الكعبة دخول في رحمة الله والخروج منها خروج من الذنوب معصوم فيما بقي من عمره مغفور له ما سلف من ذنوبه ومن دخل الكعبة بسكينة وهو أن يدخلها غير متكبر و لا متجبر غفرله.

٩ ـ العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم : علة فضيلة أميرالمؤمنين عليه‌السلام التي لم تكن لاحد قبله ولابعده أنه ولد في الكعبة وذلك أنه لما أخذ فامطة بنت أسد الطلق وعسر عليها الولادة أخرجها أبوطالب في جوف الليل فأدخلها الكعبة فولدت أميرالمؤمنين صلوات الله عليه وما ولد أحد غيره في الكعبة.

٦٥

* ( باب ) *

* « ( وداع البيت توما يستحب عند الخروج من مكة ) » *

* « ( وساير ما يستحب من الاعمال في مكة ) » *

١ ـ ن : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن محمد بن أحمد عن الحسن بن علي بن كيسان عن موسى بن سلام قال : اعتمر أبوالحسن الرضا عليه‌السلام فلما ودع البيت وصار إلى باب الحناطين ليخرج منه وقف في صحن المسجد في ظهر الكعبة ثم رفع يديه فدعا ثم التفت الينا فقال : نعم المطلوب به الحاجة إليه الصلاة فيه أفضل من الصلاة في غيره ستين سنة أو شهرا فلما صار عند الباب قال : اللهم إني خرجت على أن لا إله إلا أنت (٢).

٢ ـ ن : ابن الوليد عن سعد عن ابن هاشم عن إبراهيم بن محمود قال : رأيت الرضا عليه‌السلام ودع البيت أراد أن يخرج من باب المسجد خر

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٩٠ والاية في آل عمران ٩٦.

(٢) عيون أخبار الرضا (ع) ج ٢ ص ١٧.

٣٧٠

ساجدا ثم قال فاستقبل الكعبة وقال : اللهم إني أنقلب على أن لا إله إلا الله (١).

٣ ـ مع : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن موسى بن عمر عن ابن بزيع عن إبراهيم بن مهزم عمن يرويه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اذا دخلت مكة فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به لما كان منك في إحرامك للعمرة فاذا فرغت من حجك فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به فاذا دخلت المدينة فاصنع مثل ذلك (٢).

٤ ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن النضر بن شعيب عن خالد القلانسي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة وأقل من ذلك وأكثر وختمه في يوم الجمعة كتب الله له من الاجرو الحسنات من أول جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها وإن ختمه في ساير الايام فكذلك (٣).

٥ ـ ضا : فاذا فرغت من المناسك كلها وأردت الخروج تصدقت بدرهم تمرا حتى يكون كفارة لما دخل عليك في إحرامك من الخلل والنقصان وأنت لا تعلم (٤).

وإذا أردت الخروج من مكة فطف بالبيت أسبوعا طواف الوداع وتستلم الحجر والاركان كلها في كل شوط وتسأل الله أن لا يجعله آخر العهد منه فاذا فرغت من طوافك فقف مستقبل القبلة بحذاء ركن الحجر الاسود وادع الله كثيرا واجتهد في الدعاء ثم تفيض وتقول : آئبون تائبون لربنا حامدون وإلى الله راغبون وإليه راجعون واخرج من أسفل مكة فاذا بلغت باب الحناطين تستقبل

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٨ وفيه ( القبلة ) مكان ( الكعبة ).

(٢) لم نجده في مظانه رغم البحث عنه مكررا ويحتمل قويا ان في الرمز اشتباه من النساخ.

(٣) وهذا كسابقه وهو مذكور في ثواب الاعمال ص ٩٠ بعين السند.

(٤) فقه الرضا ص ٢٩.

٣٧١

القبلة وجهك وتسجد وتسأل الله أن يتقبل منك أن لا يجعل آخر العهد منك.

ثم تزور قبر محمد المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله فانه قال : صلى‌الله‌عليه‌وآله من حج ولم يزرني فقد جفاني وتزور قبور السادة في المدينة عليهم‌السلام وأنت على غسل انشاء الله وبالله الاعتصام ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (١).

٦ ـ شى : عن عمربن يزيد بياع السابرى عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله : « ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم » يعني الرزق إذا أحل الرجل من إحرامه وقضى نسكه فليشتر وليبع في الموسم (٢).

٧ ـ الهداية : الافاضة من منى : ثم امض منها إلى مكة مهللا ممجدا داعيا فاذا بلغت مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مسجد الحصبا فاستلق فيه على قفاك واسترح فيه هنيئة ثم ادخل مكة وعليك السكينة والوقار وقد فرغت من كل شئ لزمك في حج أو عمرة وابتع بدرهم تمرا وتصدق به يكون كفارة لما دخل عليك في إحرامك مما لا تعلم وان أحببت أن تدخل الكعبة فاغتسل قبل أن تدخلها ثم تقول : اللهم إنك قلت : « ومن دخله كان آمنا » فآمنى من عذاب النار ثم تصلي بين الاسطوانتين وعلى الرخامة الحمراء ركعتين تقرأ في الركعة الاولى حم السجدة وفي الثانية عدد آياتها من القرآن وتصلي في زواياه ثم تقول : اللهم من تهيأ وتعبأ وأعد واستعد لوفادة مخلوق رجاء رفده ونواله وجايزته وفواضله فاليك ياسيدي تهيئتي وتعبيتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك ونوالك وجائزتك فلا تخيب اليوم رجائي يامن لايخيب عليه سائل ولا ينقصه نائل فاني لم آتك بعمل صالح قدمته ولا شفاعة مخلوق رجوتها ولكن أتيتك مقرا بالظلم والاساءة على نفسي مقرا به لا حجة لي ولا عذر فأسألك يامن هو كذلك أن تعطيني مسئلتي و تقلبني برغبتي ولاتردني محروما ولا خائبا ياعظيم يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم

__________________

(١) نفس المصدر ص ٣٠.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٩٦ والاية في سورة البقرة ١٩٨.

٣٧٢

اسألك ياعظيم أن تغفرلي ولا تدخلها فخرا ولاتبزق فيها ولا تمتخط (١).

وداع البيت

فاذا أردت وداع البيت فطف به أسبوعا ثم صل ركعتين حيث أحببت من المسجد فائت الحطيم ـ والحطيم مابين باب الكعبة والحجر ـ وتعلق بالاستار وأنت قائم فاحمد الله واثن عليه وصل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قل : اللهم عبدك و ابن عبدك وابن أمتك حملته على دابتك وسيرته في بلادك وقد أقدمته المسجد الحرام اللهم وقد كان في أملي ورجائي أن تغفرلي فان كنت يارب قد فعلت فازدد عني رضا وقربني إليك زلفى فان لم تكن فعلت يارب فمن الان فاغفرلي قبل أن تنأى داري عن بيتك غير راغب عنه ولا مستبدل به هذا أوان انصرافي إن كنت قد أذنت لي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وتحتي ومن فوقي وعن يميني وعن شمالي حتى تقدمني أهلي صالحا فاذا قدمتني أهلي يارب فلا تحرمني و اكفني مؤنة عيالي ومؤنة خلقك (٢).

فاذا بلغت الحناطين فانظر إلى الكعبة وخر ساجدا واسأل الله أن يتقبله منك ولا يجعله آخر العهد منك ثم تقول وأنت ساجد : آئبون تائبون لربنا حامدون وإلى الله راغبون وإلى الله راجعون وصلى الله على محمد وآله وسلم.

ثم تزور قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قبور الائمة عليهم‌السلام بالمدينة وأنت على غسل فان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من حج بيت ربي ولم يزرني فقد جفاني وقال الصادق عليه‌السلام : ابدؤا بمكة واختموا بنا.

٨ ـ وروى الحسين بن علي عليهم‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبتاه ما جزاء من زارك؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من زارني حيا أو ميتا أوزار أباك أوزار أخاك أوزارك كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة فاخلصه ذنوبه (٣).

__________________

(١) الهداية ص ٦٥.

(٢) نفس الهداية ص ٦٧.

(٣) نفس المصدر ص ٦٨. واخرجه ابن قولويه في كامل الزيارات ص ١١ وص ١٤ وابن جرير الطبرى في بشارة المصطفى ص ٣٠٣ طبع النجف.

٣٧٣

٦٦

* ( باب ) *

* « ( ان من تمام الحج لقاء الامام ) » *

* « ( وزيارة النبي والائمة عليهم‌السلام ) » *

١ ـ ع (١) ن : السناني عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن إسماعيل بن مهران عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا حج أحدكم فليختم حجه بزيارتنا لان ذلك من تمام الحج (٢).

٢ ـ ع (٣) ن : ما جيلويه عن محمد العطار عن ابن أبي الخطاب عن محمد ابن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : تمام الحج لقاء الامام (٤).

٣ ـ ع (٥) ن : أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن زرارة عن أي جعفر عليه‌السلام قال : إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الاحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا عليها نصرهم (٦).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب قضاء التفث وسيأتي أخبار فضل الزيارة في كتاب المزار.

٦٧

* ( باب ) *

* « ( آداب القادم من مكة وآداب لقائه ) » *

١ ـ سر : من جامع البزنطي عن صدقة الاحدب قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا لقيت أخاك وقدم من الحج فقل : الحمد لله الذي يسر سبيلك

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٥٩.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٦٢

(٣) علل الشرائع ص ٤٥٩.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٦٢.

(٥) علل الشرائع ص ٤٥٩.

(٦) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٦٢.

٣٧٤

وهدى دليلك وأقدمك بحال عافية لقد قضى الحج وأعان على السفر تقبل الله منك وأخلف عليك نفقتك وجعلها لك حجة مبرورة ولذنوبك طهورا (١).

( أبواب )

* « ( ما يتعلق باحوال المدينة وغيرها ) » *

أقول : قد أوردنا زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفاطمة والائمة الاربعة وآدابها و أمثال ذلك في كتاب المزار.

١

* ( باب ) *

* « ( فضل المدينة وحرمها وآداب دخولها ) » *

١ ـ ب : محمد بن عبدالحميد عن يونس بن يعقوب قال : سألت أبا الحسن موسى عليه‌السلام يحرم علي في حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما يحرم في حرم الله عزوجل؟ قال : لا (٢).

٢ ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمدبن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : حدما حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة من ذباب (٣) إلى واقم (٤)

__________________

(١) السرائر ص ٤٨٣.

(٢) قرب الاسناد ص ١٢٣.

(٣) ذباب : كغراب جبل بجبانة المدينة وهو الذى عليه مسجد الراية.

(٤) واقم : كصاحب أطم بنى عبد الاشهل نسبت اليه حرتهم وبمحرة واقم كانت وقعة الحرة الشهيرة.

٣٧٥

والعريض (١) والنقب (٢) من قبل مكة (٣).

٣ ـ وقال ابن مسكان في حديث آخر : من الصورين (٤) إلى الثنية (٥).

٤ ـ مع : بهذا الاسناد عن الحسين بن صفوان عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : كنت جالسا عند زياد بن عبيدالله وعنده ربيعة الرأي فقال له زياد : ياربيعة ما الذي حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة فقال له : بريد في بريد فقلت لربيعة : فكانت على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بريد؟ فسكت ولم يجبني قال : فأقبل علي زيا د فقال : يا أبا عبدالله فما تقول أنت؟ فقلت : حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة من الصيد بين لابتيها قال : وما لابتيها؟ قلت : ما أحاط به الحرار قال : فقال لى : ما حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الشجر؟ قلت : من عير إلى وعيرة (٦).

قال صفوان : قال ابن مسكان : قال الحسن : فسأله إنسان وأنا جالس فقال له : ومالابتيها؟ فقال : مابين الصورين إلى الثنية (٧).

٥ ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن حماد وفضالة معا عن معاوية بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقو ل : مابين لابتي المدينة ظل عاير إلى ظل وعير حرم يقلت : طائره كطائر مكة؟ قال :

__________________

(١) العريض : كزبير مصغرا واد بالمدينة قرب قناة واليه ينسب العريضيون من العلويين وغيرهم.

(٢) النقب : ويعرف بنقب بنى دينار بن النجار ونقب المدينة وهو طريق العقيق بالحرة الغربية وبه السقيا.

(٣) معانى الاخبار ص ٣٣٧.

(٤) الصوران تثنية صور : النخل المجتمع الصغار اسم موضع باقصى البقيع مما يلى طريق بين قريظه.

(٥) معانى الاخبار ص ٣٣٨ والثنية : بالتشديد اسم موضع ثنية مشرفة على المدينة.

(٦ ـ ٧) معانى الاخبار ص ٣٣٧.

٣٧٦

لا ولا يعضد شجرها (١).

٦ ـ وروي أنه يحرم من صيد المدينة ماصيد بين الحرمين (٢).

أقول : قد مضى في باب الاحرام الغسل لدخول المدينة وحرمها وفي باب النوادر فضلها.

٧ ـ مع : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن موسى بن عمر عن ابن بزيع عن إبراهيم مهزم عمن يرويه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا دخلت مكة فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به لما كان منك في إحرامك للعمرة فاذا فرغت من حجك فاشتر بدرهم تمرا وتصدق به فاذا دخلت المدينة فاصنع مثل ذلك (٣).

٨ ـ ير : ابن يزيد ومحمد بن عيسى عن زياد القندي عن محمد بن عمارة عن الفضيل قال : قال : حرم الله مكة وحرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة فأجاز الله ذلك له (٤).

أقول : تمامه في باب التفويض.

٩ ـ مل : حكيم بن داود عن سلمة عن إبراهيم بن محمد عن علي بن المعلى عن إسحاق بن يزداد قال : أتى رجل أبا عبدالله عليه‌السلام فقال : إني قد ضربت على كل شئ لي ذهبا وفضة وبعت ضياعي فقلت أنزل مكة فقال : لا تفعل فان أهل مكة يكفرون بالله جهرة قال : ففي حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : هم شر منهم قال : فأين أنزل؟ قال : عليك بالعراق الكوفة فان البركة منها على اثني عشر ميلا هكذا وهكذا وإلى جانبها قبر ما أتاه مكروب قط ولا ملهوف إلا فرج الله عنه (٥).

١٠ ـ دعائم الاسلام : روينا عن علي ـ صلوات الله عليه ـ أنه خطب فقال

__________________

(١ ـ ٢) نفس المصدر ص ٣٣٨.

(٣) لم نجده في مظانه ولعل في الرمز سهو من النساخ.

(٤) بصائر الدرجات ص ١١١ ضمن حديث.

(٥) كامل الزيارات ص ١٦٩ وفيه حكيم بن زياد ـ يزداد خل ).

٣٧٧

في خطبته : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المدينة حرم مابين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا (١).

١١ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال : مابين لابتي المدينة حرم فقيل له : طيرها كطير مكة؟ قال : لا ولا يعضد شجرها قيل له ومالا بتاها؟ قال : ما أحاطت به الحرة حرم ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يهاج صيدها ولايعضد شجرها (٢).

١٢ ـ وعن علي صلوات الله عليه أنه قال من خرج من المدينة رغبة عنها أبدله الله شرا منها (٣).

١٣ ـ وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : ينبغي لمن أراد دخول المدينة زائرا أن يغتسل وقد ذكرنا أن هذا الغسل وما هو مثله مرغب فيه وليس بفرض كالغسل من الجنابة.

وينبغي لمن دخل المدينة زائرا أن يبدأ ـ بعد حوطه رحله ـ بمسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وزيارة قبر ه والصلاة في مسجده (٤).

١٤ ـ وقد روينا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه صلوات الله عليهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : صلاة في مسجد المدينة عشرة آلاف صلاة (٥).

١٥ ـ قال جعفربن محمد عليهما‌السلام : وأفضل موضع يصلى فيه منه ما قرب من القبر وإذا دخلت المدينة فاغتسل وائت المسج فابدأ بقبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقف به وسلم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واشهد له بالرسالة والبلاغ وأكثر من الصلاة عليه وادع من الدعاء بما فتح الله لك فيه (٦).

وروينا عن أهل البيت صلوات الله عليهم من الدعاء عندالقبر وجوها تخرج

__________________

(١) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٥.

(٢ ـ ٤) نفس المصدر ج ١ ص ٢٩٦ وحاطه بمنى حفظه وصانه وذب عنه توفر على مصالحه ـ النهاية.

(٥ ـ ٦) نفس المصدر ج ١ ص ٢٩٦.

٣٧٨

عن حد هذا الكتاب وليس من ذلك شئ موقت (١).

١٦ ـ وعن علي عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إلى في حياتي فمن لم يستطع زيارة قبري فليبعث إلى بالسلام فانه يبلغني (٢).

١٧ ـ وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : ومن المشاهد بالمدينة التي ينبغي أن يؤتى اليها وتشاهد ويصلى فيها ويتعاهد : مسجد قبا وهو المسجد الذي اسس على التقوى ومسجد الفتح ومشربة ام إبراهيم (٣) وقبر حمزة وقبور الشهداء (٤).

١٨ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال : ينبغي للزائر أن يكون آخر عهده خارجا من المدينة قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يودعه كما يفعل يوم دخوله ويقول كما قال ويدعو ويودع بما تهيأ له من الوادع وينصرف (٥).

٢

( باب )

* « ( مسجد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة ) » *

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب فضل المسجد الحرام.

١ ـ ب : علي عن أخيه عليه‌السلام قال : سألته عن النوم في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا يصلح (٦).

٢ ـ ل : أبي وما جيلويه عن محمد العطار عن الاشعري عن بعض أصحابنا عن الحسن بن علي وأبي الصخر رفعاه إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام أنه قال : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١ ـ ٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٦.

(٣) مشربة ام ابراهيم :

(٤) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٦ وأخرجه ابن قولويه في الكامل ص ١٤.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٢٩٧.

(٦) قرب الاسناد ص ١٢٠.

٣٧٩

ومسجد الكوفة (١).

٣ ـ ل : الاربعمائة قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : الصلاة في الحرمين تعدل ألف صلاة (٢).

٤ ـ ما : باسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام أربعة من قصور الجنة في الدنيا : المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ومسجد بيت المقدس ومسجد الكوفة (٣).

٥ ـ مع : أبي عن سعد عن ابن هاشم وابن نوح معا عن ابن المغيرة عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان بنى مسجده بالسميط ثم إن المسلمين كثروا فقالوا : يارسول الله لو أمرت بالمسجد فزيد فيه؟ فقال : نعم فأمر به فزيد فيه وبنى بالسعيدة ثم إن المسلمين كثروا فقالوا : يارسول الله لو أمرت بالمسجد فزيد فيه؟ فقال : نعم (٤) فزاد فيه وبنى جداره بالانثى والذكر ثم اشتد عليهم الحر فقالوا : يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فظلل؟ قال : فأمر به فاقيمت فيه سواري جذوع النخل ثم طرحت عليه العوارض (٥) والخصف والاذخر فعاشوا فيه حتى أصابتهم الامطار فجعل المسجد يكف (٦) عليهم فقالوا : يارسول الله لو أمرت به فطين؟ فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا عريش كعريش موسى فلم يزل كذلك حتى قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان جداره قبل أن يظلل قدرقامة فكان إذا كان الفئ ذراعا وهو قدر مربض عنز صلى الظهر فاذا كان الفئ ذراعين وهو ضعف ذلك صلى العصر قال :

__________________

(١) الخصال ج ١ ص ٩٤.

(٢) نفس المصدرج ٢ ص ٤٢١.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٧٩.

(٤) مابين القوسين زيادة من المصدر.

(٥) العوارض : هى خشب سقف البيت المعرضة.

(٦) وكف البيت يكف : اذا قطر سقفه ومنه وكف المطر اذا سال قليلا قليلا.

٣٨٠