بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يحاسبه الله أبدا (١).

٧٨ ـ ل : بهذا الاسناد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من حج عشرين حجة لم يرجهنم ولم يسمع شهيقها ولا زفيرها (٢).

٧٩ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن علي بن يوسف ، عن زكريا المؤمن ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : من حج خمسين حجة بنى الله له مدينة في جنة عدن فيها مائة ألف قصر في كل قصر حوراء من حور العين ، وألف زوجة ويجعل من رفقاء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في الجنة (٣).

٨٠ ـ ل : ابن الوليد ، عن محمد بن العطار وأحمد بن ادريس معا ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن منصور بن العباس ، عن عمرو بن سعيد عن عيسى بن حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : أي بعير حج عليه ثلاث سنين جعل من نعم الجنة ، وروي سبع سنين (٤).

٨١ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عز وجل ليغفر للحاج ولاهل بيت الحاج ، ولعشيرة الحاج ولمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من ربيع الاخر (٥).

٨٢ ـ دعائم الاسلام : روينا عن علي عليه‌السلام انه سئل عن قول الله عزوجل « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا » الاية قال : هذا فيمن ترك الحج وهو يقدر عليه (٦).

__________________

(١) المصدر السابق ج ٢ ص ٢١٢.

(٢) نفس المصدر جص ص ٢٩٣.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٢٥٤ وفى المصدر ( سبعين حجة ).

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ٧٤.

(٥) ثواب الاعمال ص ٤٢.

(٦) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٨٨.

٢١

٨٣ ـ وروينا عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : وأما ما يجب على العباد في أعمارهم مرة واحدة فهو الحج فرض عليهم مرة واحدة لبعد الامكنة والمشقة عليهم في الانفس والاموال ، والحج فرض على الناس جميعا ، إلا من كان له عذر (١)

٨٤ ـ وعن علي عليه‌السلام انه قال : لما نزلت « ولله على الناس حج البيت » الاية قال المؤمنون : يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أفي كل عام؟ فسكت فأعادوا عليه مرتين فقال : لا ، ولو قال : نعم لو جبت ، فأنزل الله « يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم » (٢).

٨٥ ـ وعن جعفر بن محمد عليه‌السلام انه سئل عن الرجل يسوف الحج لاتمنعه إلا تجارة تشغله أو دين له قال : لا عذر له ، ليس ينبغي له أن يسوف الحج ، وإن مات فقد ترك شريعة من شرائع الاسلام (٣).

٨٦ ـ وعنه عليه‌السلام انه قال : من مات ولم يحج حجة الاسلام ولم تمنعه من ذلك حاجة تجحف به ، أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهوديا أو نصرانيا (٤).

٨٧ ـ وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله انه سئل عن رجل له مال لم يحج حتى مات قال : هذا ممن قال الله « ونحشره يوم القيامة أعمى » قيل : أعمى؟ قال : نعم ، أعمى عن طريق الخير (٥).

٨٨ ـ وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : إذا تركت أمتي هذا البيت أن تؤمه لم تناظر (٦).

٨٩ ـ وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام انه سئل عن قول الله عزوجل « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا » ما استطاعة السبيل الذ ي عني الله؟ فقال

__________________

(١ ـ ٣) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٨٨ وقد كان رمز الثلاثة ( ثو ) وهو رمز لجميع الاحاديث الاتية حتى تسلسل (١٠٠) وهو من سهو القلم والصواب ما اثبتناه.

(٤ ـ ٦) المصدر السابق ج ١ ص ٢٨٩.

٢٢

للسائل : ما يقول الناس في هذا؟ قال : يقولون : الزاد والراحلة ، فقال : أبو عبدالله عليه‌السلام : قد سئل أبوجعفر عليه‌السلام عن ذلك فقال : هلك الناس إذا لئن كان من ليس له غير زاد وراحلة وليس لعياله قوت غير ذلك ينطلق به ويدعهم ، لقد هلكوا إذا قيل له : فما الاستطاعة؟ قال : استطاعة السفر ، والكفاية من النفقة فيه ، ووجود مايقوت العيال ، والامن ، أليس قد فرض الله الزكاة فلم يجعلها إلاعلى من له مائتا درهم (١).

٩٠ ـ وعن جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل : « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا » قال : هذا على من يجد ما يحج به ، قيل : فمن عرض عليه ما يحج به فاستحيى قال : هو ممن يستطيع ، ولم يستحيى؟ يحج ولو على حمار أبتر (٢).

٩١ ـ وعن علي عليه‌السلام أنه قال : في الصبي يحج به ولم يبلغ قال : لا يجزي ذلك عنه وعليه الحج إذا بلغ ، وكذلك المرأة إذا حج بها وهي طفلة (٣).

٩٢ ـ وعن جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه سئل عن رجل لا يعرف هذا الامر حج ثم من الله عليه بمعرفته ، قال : يجزيه حجه ، ولو حج كان أحب إلى ، وإذا كان ناصبا معتقدا للنصب فحج ثم من الله عليه بالمعرفة فعليه الحج (٤).

٩٣ ـ وعن علي عليه‌السلام انه قال : إذا اعتق العبد فعليه الحج إن استطاع إليه سبيلا (٥).

٩٤ ـ وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : اذا حج المملوك أجز أعنه مادام مملوكا وإن أعتق فعليه الحج وليس يلزمه الحج وهو مملوك (٦).

٩٥ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام أنه سئل عن ام الولد يحجها سيدها ثم يعتق ، أيجزي عنها ذلك؟ قال : لا (٧).

__________________

(١ ـ ٤) المصدر السابق ج ١ ص ٢٨٩.

(٥ ـ ٧) نفس المصدر ج ١ ص ٢٩٠.

٢٣

٩٦ ـ وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : على الرجال أن يحجوا نساءهم ، قال جعفر بن محمد : إذا كانت النفقة من مال المرأة لا على أن يكلف الزوج نفقة الحج من أجلها ، ولكن يخرج معها لتؤدي فرضها والنفقة من مالها (١).

٩٧ ـ وعنه أنه قال : تحج المطلقة إن شاءت في عدتها (٢).

٩٨ ـ وعنه عليه‌السلام انه قال : إذا كان الرجل معسرا فأحجه رجل ثم أيسر فعليه الحج (٣).

٩٩ ـ وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله انه سئل عن قول الله « ولله على الناس حج البيت » الاية يعني به الحج دون العمرة؟ قال : لا ولكن يعني به الحج والعمرة جميعا لانهما مفروضان وتلاقول الله عزوجل « وأتموا اللحج والعمرة لله » وقال : تمامهما أداؤهما (٤).

١٠٠ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام انه قال : العمرة فريضة بمنزلة الحج من استطاع (٥).

١٠١ ـ ثو : أبي ، عن علي بن إبراهيم ، عن سهل ، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من حج يريد به الله ولا يريد به رياء ولا سمعة غفر الله له البتة (٦).

١٠٢ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن محمد بن جعفر ، عن موسى بن عمران ، عن الحسين بن يزيد ، عن عبدالله بن وضاح ، عن سيف التمار عنه عليه‌السلام مثله (٧).

١٠٣ ـ ثو : بهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن صندل بن هارون بن خارجة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الحج حجان حج لله وحج للناس ، فمن حج لله كان ثوابه على الله الجنة ، ومن حج للناس كان ثوابه على الناس يوم القيامة (٨).

١٠٤ ـ ثو : بهذا الاسناد عن الحسين ، عن ابن عميرة ، عن ابن حازم قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ما يصنع الله بالحاج؟ قال : مغفور والله لهم لا أستثني فيه (٩).

__________________

(٥ ـ ١) المصدر السابق ج ١ ص ٢٩٠.

(٦) ثواب الاعمال ص ٤٢.

(٧ ـ ٩) المصدر السابق ص ٤٥.

٢٤

١٠٥ ـ ثو : وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن البطائني ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : الحج جهاد الضعفاء ، وهم شيعتنا (١).

١٠٦ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان علي بن الحسين عليه‌السلام يقول : حجوا واعتمروا تصح أجسامكم ، وتتسع أرزاقكم ، ويصلح إيمانكم ، وتكفوا مؤنة الناس و مؤنة عيالاتكم (٢).

١٠٧ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى ، عن يحيى بن عمر ، عن إسحاق بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام إني قد وطنت نفسي على لزوم الحج كل عام بنفسى أو برجل من أهلي بمالي فقال : وقد عزمت على ذلك؟ قلت : نعم قال : إن فعلت فأيقن بكثرة المال أو أبشر بكثرة المال (٣).

١٠٨ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن جميل ، عن أبي عبدالله الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا ولم يضعه إلا كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات فاذا ركب بعيره لم يرفع خفا ولم يضعه إلا كتب الله له مثل ذلك ، وإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه ، وإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ، وإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه ، واذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه ، فاذا رمى الجمار خرج من ذنوبه ، فد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كذا وكذا موطنا كلها تخرجه من ذنوبه قال : فأنى لك أن تبلغ ما بلغ الحاج (٤).

١٠٩ ـ ثو : ماجيلويه ، عن عمه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب ، عن الثمالي قال : قال رجل : لعلي بن الحسين عليه‌السلام تركت الجهاد

__________________

(١) المصدر السابق ص ٤٥.

(٢) ثواب الاعمال ص ٤٢.

(٣ و ٤) نفس المصدر ص ٤٣.

٢٥

وخشونة ولزمت الحج ولينته ، قال : وكان متنكئا فجلس فقال : ويحك ما بلغك ماقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع : إنه لما همت الشمس أن تغيب قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بلال قل للناس فلينصتوا ، فلما أنصتوا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن ربكم تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لمحسنكم ، وشفع محسنكم في مسيئكم ، فأفيضوا مغفورا لكم ، وضمن لاهل التبعات من عنده الرضا (١).

١١٠ ـ ثو : حمزة العلوى ، عن علي ، عن أبيه ، عن صفوان وابن أبي عمير معا ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما أفاض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تلقاه أعرابي في الابطح فقال : يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إني خرجت اريد الحج فعاقني عائق وأنا رجل ملي ء كثير المال فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ ما بلغ الحاج قال : فالتفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي قبيس فقال : لو أن أبا قبيس لك زنته ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما بلغ الحاج (٢).

١١١ ـ ثو : بهذا الاسناد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : الحاج يصدرون على ثلاثة أصناف : صنف يعتق من النار ، وصنف يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه ، وصنف يحفظه في أهله وماله ، فذاك أدنى مايرجع به الحاج (٣).

__________________

(١ ـ ٣) نفس المصدر ص ٤٣.

٢٦

٣

* باب *

* « ( الدعاء لطلب الحج ) » *

١ ـ مع : القطان ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن أبيه ، عن عبدالله ابن الفضل ، قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام إن علي دينا كثيرا ولي عيال ولا أقدر على الحج فعلمني دعاء أدعو به فقال : قل في دبر كل صلاة مكتوبة « اللهم صل على محمد وآل محمد واقض عني دين الدنيا ودين الاخرة » فقلت له : أما دين الدنيا فقد عرفته فما دين الاخرة؟ فقال : دين الاخرة الحج (١).

٢ ـ سن : في رواية قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من قال : ما شاء الله ألف مرة في دفعة واحدة رزق الحج من عامه ، فإن لم يرزق أخره الله حتى يرزقه (٢).

٣ ـ سن : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال : ألف مرة لا حول ولا قوة إلا بالله ، رزقه الله تعالى الحج ، فإن كان قد قرب أجله أخره الله في أجله حتى يرزقه الحج (٣).

من خط الشيخ محمد بن علي الجباعى رحمه الله دعاء الحج يدعى به أول ليلة من شهر رمضان ، ذكره الشيخ ابوالفتح محمد بن علي الكراجكى في كتاب روضة العابدين الذي صنفه لولده موسى رحمه الله « اللهم منك أطلب حاجتي ، ومن طلب حاجته إلى أحد من الناس فإني لا أطلب حاجتي إلا منك وحد لا شريك لك أسألك بفضلك ورضوانك أن تصلي على محمد وأهل بيته وأن تجعل لي في عامي هذا إلى

__________________

(١) معانى الاخبار ص ١٧٥.

(٢) المحاسن ص ٤٢ وكان الرمز ( مع ) لمعانى الاخبار وبعد فحص المعانى بدقة وعدم وجود الحديث فيه لا حظنا المحاسن فوجدنا الحديث فيه.

(٣) لم نجده في المصدر رغم البحث الشديد ، وقد أشير في هامش ص من المحاسن إلى نقل المجلسى ـ ره هذا الحديث عن المحاسن مع خلوها عنه.

٢٧

بيتك الحرام سبيلا حجة مبرورة متقبلة زاكية خالصة لك تقربها عيني وترفع بها درجتي وترزقني أن أغض بصري وأن أحفظ فرجي وأن أكف عن جميع محارمك حتى لايكون عندي شئ آثر من طاعتك وخشيتك والعمل بما أحببت والترك بما كرهت ونهيت عنه واجعل ذلك في يسر منك وعافية وأوزعني شكر ما أنعمت به علي وأسألك أن تجعل وفاتي قتلا في سبيلك تحت راية محمد نبيك مع وليك صلواتك عليهما وأسألك أن تقتل بي أعداءك وأعداء رسولك وأن تكرمني بهوان من شئت من خلقك ولا تهني بكرامة أحد من أوليائك اللهم اجعل لي مع الرسول سبيلا حسبي الله ما شاء الله وصلى الله على سيدنا محمد رسوله خاتم النبيين وآله الطاهرين ».

أقول : رواه السيد في كتاب الاقبال (١) عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ادع للحج في ليالي شهر رمضان بعد المغرب ، اللهم بك ومنك أطلب حاجتى ـ إلى قوله ـ مع الرسول سبيلا.

٤

* ( باب ) *

* « ( علل الحج وافعاله وفيه حج الانبياء ) » *

* « ( وسيأتي حج الانبياء في الابواب الاتية ايضا ) » *

١ ـ لى : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن محمد بن زياد ، عن الفضل بن يونس قال : أتى ابن أبي العوجاء الصادق عليه‌السلام فجلس إليه في جماعة من نظرائه ، ثم قال : له يا أبا عبدالله إن المجالس أمانات ، ولابد لكل من كان به سعال أن يسعل فتأذن لي في الكلام؟ فقال الصادق عليه‌السلام : تكلم بما شئت ، فقال ابن أبي العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا

__________________

(١) الاقبال ص ٢٥٨ طبع ايران سنة ١٣١٤.

٢٨

البيت المرفوع بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير اذا نفر ، من فكر في هذا أوقدر ، علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولاذي نظر ، فقل فانك رأس هذا الامر وسنامه وأبوك اسه ونظامه؟ فقال الصادق عليه‌السلام : إن من أضله الله و أعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذبه وصار الشيطان وليه ، يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره ، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على تعظيمه وزيارته ، وقد جعله محل الانبياء وقبلة للمصلين له ، فهو شعبة من رضوانه وطريق تؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ومجتمع العظمة والجلال خلقه الله قبل دحوالارض بألفي عام ، وأحق من أطيع فيما امرو انتهى عما نهى عنه وزجر الله المنشئ للارواح والصور (١).

٢ ـ يد : الدقاق ، عن العلوي ، عن البرمكي ، عن داود بن عبدالله : عن عمرو ابن محمد ، عن عيسى بن يونس مثله (٢).

٣ ـ كنزل الكراجى : عن محمد بن احمد بن شاذان ، عن خال أمه جعفر ابن محمد بن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن ابراهيم ، عن العباس بن عمرو الفقيمي مثله (٣).

٤ ـ ج : مرسلا مثله (٤). أقول : تمامه في كتاب التوحيد (٥).

٥ ـ ع : أبي عن علي بن سليمان ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر ، وعبدالكريم بن عمر ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يتوب على آدم عليه‌السلام أرسل

__________________

(١) أمالى الصدوق ص ٦١٦ طبع الاسلامية وورى الحديث في علل الشرائع ص ٤٠٣.

(٢) التوحية ص ١٩٩.

(٣) كنز الفوائد للكراجكى ص ٢٢٠.

(٤) الاحتجاج ج ٢ ص ٧٤ طبع النجف الاشرف ـ النعمان ـ.

(٥) التوحيد من ص ١٩٩ إلى ص ٢٠١.

٢٩

إليه جبرئيل فقال له : السلام عليك يا آدم الصابر على بليته ، التائب عن خطيئته إن الله تبارك وتعالى بعثني إليك لاعلمك المناسك التى يريد أن يتوب عليك بها ، وأخذ جبرئيل بيده وانطلق به حتى أتى البيت فنزل عليه غمامة من السماء ، فقال له : جبرئيل خط برجلك حيث أظلك هذا الغمام.

ثم انطلق به حتى أتى به منى فأراه موضع منى ، وخطه ، وخط الحرم بعد ما خط مكان البيت ، ثم انطلق به إلى عرفات فأقامه على المعرف وقال له : إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرات ، ففعل ذلك آدم ولذلك سمي المعرف لان آدم عليه‌السلام اعترف عليه بذنبه ، فجعل ذلك سنة في ولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف أبوهم ويسألون الله عزوجل التوبة كما سألها أبوهم آدم ، ثم أمره جبرئيل فأفاض من عرفات فمر على الجبال السبعة فأمره أن يكبر على كل جبل تكبيرات ففعل ذلك آدم.

ثم انتهى به إلى جمع ثلث الليل فجمع فيها بين صلاة المغرب وبين صلاة العشاء الاخرة فلذلك سميت جمعا لان آدم عليه‌السلام جمع فيها بين الصلاتين فوقت العتمة تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع ، ثم أمره أن ينبطح في بطحاء جمع فتبطح حتى انفجر الصبح.

ثم أمره أن يصعد على الجبل جبل جمع وأمره إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرات ويسأل الله عزوجل التوبة والمغفرة سبع مرات ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل ، وإنما جعل اعترافين ليكون سنة في ولده ، فمن لم يدرك عرفات وأدرك جمعا فقد وفي بحجه ، فأفاض آدم من جمع إلى منى فبلغ منى ضحى فأمره أن يصلي ركعتين في مسجد منى ثم أمره أن يقرب إلى الله عزوجل قربانا ليتقبل الله منه ويعلم أن الله قد تاب عليه ويكون سنة في ولده بالقربان فقرب آدم عليه‌السلام قربانا فتقبل الله منه قربانه ، وأرسل الله عزو جل نارا من السماء فقبضت قربان آدم ، فقال له جبرئيل : إن الله تبارك وتعالى قد أحسن إليك إذ علمك المناسك التى تاب عليك بها وقيل قربانك فاحلق رأسك تواضعا لله عزوجل

٣٠

إذ قبل قربانك ، فحلق آدم رأسه تواضعا لله تبارك وتعالى.

ثم أخذ جبرئيل عليه‌السلام بيد آدم فانطلق به إلى البيت فعرض له إبليس عند الجمرة فقال له : يا آدم أين تريد؟ قال جبرئيل : يا آدم ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل فذهب إبليس.

ثم أخذ جبرئيل بيده في اليوم الثاني فانطلق به إلى الجمرة فعرض له إبليس فقال له : جبرئيل : ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ذلك آدم فذهب إبليس.

ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فقال له : يا آدم أين تريد؟ فقال له جبرئيل : ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ( ثم فعل ذلك به في اليوم الثالث والرابع ) فقال له جبرئيل : إنك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا.

ثم انطلق به إلى البيت فأمره أن يطوف بالبيت سبع مرات ففعل ذلك آدم فقال له جبرئيل : إن الله تبارك وتعالى قد غفرلك وقبل توبتك وحلت لك زوجتك (١).

٦ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن حديد ، عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا ، عن أحدهما عليه‌السلام انه سئل عن ابتداء الطواف فقال : إن الله تبارك وتعالى لما أراد خلق آدم عليه‌السلام قال للملائكة : « إني جاعل في الارض خليفة » فقال ملكان من الملائكة : « أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء » فوقعت الحجب فيما بينهما وبين الله عزوجل ، وكان تبارك وتعالى نوره ظاهرا للملائكة ، فلما وقعت الحجب بينه وبينهما علما أنه سخط قولهما فقالا للملائكة ما حليتنا ، وما وجه توبتنا؟ فقالوا : ما نعرف لكما من التوبة إلا أن تلوذا بالعرش قال : فلاذا بالعرش حتى أنزل الله عزوجل توبتهما ورفعت الحجب فيما بينه وبينهما وأحب الله تبارك وتعالى أن يعبد بتلك العبادة فخلق الله البيت في الارض ، وجعل على العباد الطواف حوله ، وخلق البيت المعمور في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودن إليه إلى يوم القيامة (٢).

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٠٠ ومابين القوسين زيادة من المصدر.

(٢) نفس المصدر ص ٤٠٢.

٣١

٧ ـ ع : علي بن حبشي بن قوني ، عن حميد بن زياد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن محمد بن سلمة ، عن يحيى بن أبي العلا أن رجلا دخل على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزوجل « ن والقلم وما يسطرون »؟ وأخبرني عن قول الله عزوجل لا بليس « فانك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم » وأخبرني عن هذا البيت كيف صار فريضة على الخلق أن ياتوه؟ قال : فالتفت أبوعبدالله عليه‌السلام إليه وقال : ما سألني عن مسألتك أحد قط قبلك ، إن الله عزوجل لما للملائكة إني جاعل في الارض خليفة ضجت الملائكة من ذلك وقالوا : يارب إن كنت لابد جاعلا في أرضك خليفة فاجعله منا ممن يعمل في خلقك بطاعتك ، فرد عليهم إني أعلم ما لا تعلمون ، فظنت الملائكة أن ذلك سخط من الله عزوجل عليهم فلا ذوا بالعرش يطوفون به فأمر الله عزوجل لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجد يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يدخلونه بعد ذلك إلى يوم الوقت المعلوم قال : ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت إبليس مابين النفخة الاولى والثانية (١).

٨ ـ ع ، ن : في علل ابن سنان ، عن الرضا عليه‌السلام علة الحج الوفادة إلى الله عزوجل ، وطلب الزيادة ، والخروج من كل ما اقترف ، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل ، وما فيه من استخراج الاموال وتعب الابدان وحظرها عن الشهوات واللذات والتقرب في العبادة إلى الله عزوجل ، والخضوع و الاستكانة والذل ، شاخصا في الحر والبرد والامن والخوف ثابتا في ذلك دائما وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله عزوجل ، ومنه ترك قساوة القلب ، وخساسة الانفس ، ونسيان الذكر ، وانقطاع الرجاء والامل ، وتجديد الحقوق ، وحظر الانفس عن الفساد ، ومنفعة من في المشرق والمغرب ومن في البر والبحر ، وممن يحج وممن لا يحج من تاجر وجالب وبايع و مشتر وكاتب ومسكين ، وقضاء حوائج أهل الاطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع

__________________

(١) المصدر السابق ص ٤٠١ بزيادة في آخره.

٣٢

فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم.

وعلة فرض الحج مرة واحدة لان الله عزوجل وضع الفرائض على أدنى القوم قوة فمن تلك الفرائض الحج المفروض واحد ثم رغب أهل القوة على قدر طاقتهم (١).

قال الصدوق رضي الله عنه : جاء هذا الحديث هكذا والذي أعتمده وأفتي به أن الحج على أهل الجدة في كل عام فريضة.

أقول : قد روي في الكتابين عن الفضل مثله (٢).

٩ ـ ع : علي بن أحمد بن محمد الساني والمكتب جميعا ، عن الاسدي عن البرمكي ، عن علي بن العباس ، عن عمربن عبدالعزيز ، عن رجل قال : حدثنا هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام فقلت له : ما العلة التي من أجلها كلف الله العباد الحج والطواف بالبيت؟ فقال : إن الله عزوجل خلق الخلق لا لعلة إلا أنه شاء ففعل فخلقهم إلى وقت مؤجل ، وأمرهم ونهاهم مايكون من أمر الطاعة في الدين ومصلحتهم من أمر دنيا هم فجعل فيه الاجتماع من المشرق والمغرب ليتعارفوا ، ولينزع كل قوم من التجارات من بلد إلى بلد ، ولينتفع بذلك المكاري والجمال ، ولتعرف آثار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتعرف أخباره ، ويذكر ولا ينسى ، ولو كان كل قوم إنما يتكلون على بلادهم وما فيها هلكوا وخربت البلاد ، وسقط الجلب والارباح ، وعميت الاخبار ولم يقفوا على ذلك فذلك علة الحج (٣).

١٠ ـ ن (٤) ع : في علل ابن سنان ، عن الرضا عليه‌السلام علة الطواف بالبيت

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٠٤ ، عيون الاخبار ج ٢ ص ٩٠.

(٢) في علل الشرائع ص ٤٠٤ وعيون الاخبار ج ٢ ص ١١٩ عن الفضل الحديث ..

(٣) علل الشرائع ص ٤٠٥.

(٤) عيون الاخبار الرضا (ع) ج ٢ ص ٩١.

٣٣

ان الله تبارك وتعالى قال : « للملائكة إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء » فردوا على الله تبارك وتعالى هذا الجواب فعلموا أنهم أذنبوا فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا فأحب الله عزوجل أن يتعبة بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش فسمي الضراح.

ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الضراح ثم وضع البيت بحذاء البيت المعمور.

ثم أمر آدم عليه‌السلام فطاف به ، فتاب الله عليه ، وجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة (١).

١١ ـ ع : علي بن حاتم ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة عن الحسين بن هاشم ، عن ابن مسلكان ، عن الثمالي قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام وهو جالس على الباب الذي إلى المسجد وهو ينظر إلى الناس يطوفون ، فقال : يا أبا حمزة بما أمروا هؤلاء؟ قال : فلم أدر ما أرد عليه قال : إنما أمروا أن يطوفوا بهذ الاحجار ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم (٢).

١٢ ـ ع : الحسين بن علي بن أحمد الصائغ ، عن الحسين بن الحجال ، عن سعد بن عبدالله قال : حدثني محمد بن الحسن الهمداني قال : سألت ذا النون البصري قلت : يا أبا الفيض لم صير الموقف بالمشعر ولم يصر بالحرم؟ قال : حدثني من سأل الصادق عليه‌السلام ذلك ، فقال : لان الكعبة بيت الله الحرام وحجابه والمشعر بابه فلما أن قصده الزائرون وقفهم بالباب حتى أذن لهم بالدخول ، ثم وقفهم بالحجاب الثاني وهو مزدلفة ، فلما نظر إلى طول تضرعهم أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا دونه أمرهم بالزيارة على طهارة.

قال : فقلت : لم كره الصيام في أيام التشريق؟ فقال : لان القوم زوار الله وهم في ضيافته ، ولا ينبغي للضيف أن يصوم عند من زاره وأضافه.

__________________

(١ ـ ٢) علل الشرايع ص ٣٠٦.

٣٤

قلت : فالرجل يتعلق بأستار الكعبة ما يعني بذلك؟ قال : مثل ذلك مثل الرجل يكون بيته وبين الرجل جناية فيتعلق بثوبه يستخذي له رجاء أن يهب له جرمه (١).

١٣ ـ كنز الكراجكى : (٢). ومناقب ابن شهر آشوب (٣) عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام مثله.

١٤ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن آدم عليه‌السلام بقي على الصفا أربعين صباحا ساجدا يبكي على الجنة وعلى خروجه من جوار الله عزوجل فنزل جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا آدم مالك تبكي؟ قال : ياجبرئيل مالي لا أبكي وقد أخرجني الله من جواره وأهبطني إلى الدنيا ، قال : يا آدم تب إليه قال : وكيف أتوب؟ فأنزل الله عليه قبة من نور في موضع البيت فسطع نورها في جبال مكة فهو الحرام ، فأمر الله جبرئيل أن يضع عليه الاعلام.

قال : قم يا آدم فخرج به يوم التروية وأمره أن يغتسل ويحرم ، واخرج من الجنة أول يوم من ذي القعدة ، فلما كان يوم الثامن من ذي الحجة أخرجه جبرئيل عليه‌السلام إلى منى فبات بها فلما أصبح أخرجه إلى عرفات وقد كان عليمه حين أخرجه من مكة الاحرام وأمره بالتلبية فلما زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية وأمره أن يغتسل ، فلما صلى العصر وقفه بعرفات وعلمه الكلمات التي تلقى بها ربه وهي « سبحانك اللهم وبحمدك لا إليه إلا أنت علمت سوء وظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفرلي إنك أنت الغفور الرحيم ، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت علمت سوء وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفرلي إنك خير الغافرين ، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت علمت سوء وظلمت نفسي واعترفت بذنبي

__________________

(١) نفس المصدر ص ٤٤٣.

(٢) كنز الفوائد ص ٢٢٣.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب السروى ج ٢ ص النجف ـ الحيدرية.

٣٥

فاغفرلي فانك أنت التواب الرحيم » فبقي إلى أن غابت الشمس رافعا يديه إلى السماء يتضرع ويبكي إلى الله فلما غابت الشمس رده إلى المشعر فبات بها فلما أصبح قام على المشعر الحرام فدعا الله تعالى بكلمات وتاب عليه.

ثم أفضى إلى مني وأمره جبرئيل عليه‌السلام أن يحلق الشعر الذي عليه فحلقه.

ثم رده إلى مكة فأتى به عند الجمرة الاولى فعرض إبليس له عندها فقال : يا آدم أين تريد؟ فأمره جبرئيل عليه‌السلام أن يرميه بسبع حصيات وأن يكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل.

ثم ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثانية فأمره أن يرميه بسبع حصيات فرمى وكبر مع كل حصاة تكبيرة فذهب إبليس.

ثم مضى به فعرض له إبليس عند الجمرة الثالثة وأمره أن يرميه بسبع حصيات فرمي وكبر مع كل حصاه تكبيرة فذهب إبليس ، وقال له جبرئيل : إنك لن تراه بعد هذا أبدا ، فانطلق به إلى البيت الحرام وأمره أن يطوف به سبع مرات فقال : إن الله قد قبل توبتك وحلت لك زوجتك ، قال : فلما قضى آدم حجة و لقيته الملائكة بالابطح فقالوا : يا آدم برحجك أما إنا قد حججنا قبلك هذا البيت بألفي عام (١).

١٥ ـ فس : أبي ، عن النضر ، عن هشام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن إبراهيم عليه‌السلام كان نازلا في بادية الشام ، فلما ولد له من هاجر إسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا ، لانه لم يكن له منها ولد ، وكانت تؤذي إبراهيم في هاجر فتغمه فشكا إبراهيم ذلك إلى الله عزوجل فأوحلى الله إليه إنما مثل المرأة مثل الضلع العوجاء إن تركتها استمتعت بها وإن أقمتها كسرتها ، ثم أمره أن يخرج إسماعيل وامه عنها ، فقال : يارب إلى أي مكان؟ فقال : إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها من الارض وهي مكة فأنزل عليه جبرئيل عليه‌السلام بالبراق فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم عليهما‌السلام وكان إبراهيم لايمر بموضع حسن فيه

__________________

(١) تفسير على بن إبراهيم القمي ص ٣٧.

٣٦

شجر ونخل وزرع إلا وقال : ياجبرئيل إلى ههنا إلى ههنا؟ فيقول جبرئيل : لا إمض إمض ، حتى وافى مكة فوضعه في موضع البيت ، وقد كان إبراهيم عليه‌السلام عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع اليها ، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر ، فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلوا تحته ، فلما سرحهم إبراهيم و وضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة ، قالت له هاجر : يا إبراهيم لم تدعنا في موضع ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع؟ فقال إبراهيم : الله الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان حاضر عليكم ، ثم انصرف عنهم فلما بلغ كذا ـ وهو جبل بذي طوى ـ التفت اليهم إبراهيم فقال : « ربي إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ».

ثم مضى وبقيت هاجر ، فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل وطلب الماء ، فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى فنادت : هل في الوادي من أنيس؟ فغاب إسماعيل عنها فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي وظنت أنه ماء فنزلت في بطن الوادي وسعت ، فلما بلغت المسعى غاب عنها إسماعيل ، ثم لمع له السراب في ناحية الصفا فهبطت إلى الوادي تطلب المآء ، فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت حتى فعلت ذلك سبع مرات ، فلما كان في الشوط السابع وهي على المروة فنظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه ، قعدت حتى جمعت حوله رملا فإنه كان سائلا فزمته بما جعلته حوله فلذلك سميت زمزما وكانت جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات. فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطير والوحوش على الماء فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان واتبعوها حتى نظروا إلى امرأة وصبى نازلين في ذلك الموضع قد استظلا بشجرة وقد ظهر الماء لهما ، فقالوا لهاجر : من أنت وما شأنك وشأن هذا الصبي؟ قالت : أنا ام ولد إبراهيم خليل الرحمن وهذا ابنه أمر الله أن ينزلنا ههنا ، فقالوا لها : فتأذنين لنا أن نكون بالقرب منكم؟ فقالت لهم : حتى يأتي إبراهيم ، فلما زارها إبراهيم يوم

٣٧

الثالث قالت هاجر : ياخليل الله إن ههنا قوما من جرهم يسألونك أن تأذن لهم حتى يكونوا بالقرب منا أفتأذن لهم في ذلك؟ فقال إبراهيم : نعم وأذنت هاجر لجرهم فنزلوا بالقرب منهم فضربوا خيامهم ، فأنست هاجر وإسماعيل بهم ، فلما رآهم إبراهيم في المرة الثالثة نظر إلى كثرة الناس حولهم فسر بذلك سرورا شديدا ، فلما تحرك إسماعيل عليه‌السلام وكانت جرهم قد وهبوا لاسماعيل كل واحد منهم شاة و شاتين وكانت هاجر وإسماعيل بعيشان بها ، فلما بلغ إسماعيل مبلغ الرجال أمر الله إبراهيم أن يبني البيت فقال : يارب في أي بقعة؟ قال : في البقعة التي أنزلت على آدم القبة فأضاء لها الحرم ، فلم تزل القبة التي أنزلها الله على آدم قائمة حتى كان أيام الطوفان أيام النوح عليه‌السلام فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وغرقت الدنيا إلا موضع البيت ، فسميت البيت العتيق لانه اعتق من الغرق ، فلما أمر الله عزوجل إبراهيم عليه‌السلام أن يبني البيت لم يدر في أي مكان يبنيه ، فبعث الله جبرئيل فخط له موضع البيت فأنزل الله عليه القواعد من الجنة ، وكان الحجر الذي أنزله الله على آدم أشد بياضا من الثلج ، فلما مسته أيدي الكفار اسود فبنى إبراهيم البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوي ، فرفعه في السماء تسعة أذرع ، ثم دله على موضع الحجر فاستخرج إبراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه الان ، وجعل له بابين بابا إلى المشرق وبابا إلى المغرب ، والباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار ثم ألقى عليه الشجر والاذخر ، وعلقت هاجر على بابه كساء كان معها وكانوا يكونون تحته ، فلما بناه وفرغ منه حج إبراهيم وإسماعيل ، ونزل عليهما جبرئيل يوم التروية لثمان من ذي الحجة فقال : يا إبراهيم قم فارتوا من الماء لانه لم يكن بمنى وعرفات ماء فسميت التروية لذلك ، ثم أخرج إلى منى فبات بها ففعل به ما فعل بآدم عليه‌السلام فقال إبراهيم لما فرغ من بناء البيت « رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الاخر » قال : من ثمرات القلوب أي حببهم إلى الناس لينتابوا إليهم ويعودوا إليه (١).

__________________

(١) تفسير على بن ابراهيم القمى ص ٦٨.

٣٨

١٦ ـ ب : أبوالبختري ، عن الصادق ، عن أبيه عليه‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام إن الجمار إنما رميت ان جبرئيل عليه‌السلام حين أرى إبراهيم عليه‌السلام المشاعر برزله إبليس فأمره جبرئيل أن يرميه فرماه بسبع حصيات ، فدخل عند الجمرد الاولى تحت الارض فأمسك ، ثم إنه برزله عند الثانية فرماه بسبع حصيات أخر فدخل تحت الارض في موضع الثانية ، ثم برزله في موضع الثالثة فرمي بسبع حصيات فدخل في موضعها (١).

١٧ ـ ب : علي ، عن أخيه عليه‌السلام قال : سألته عن استلام الحجر لم يستلم؟ قال : لان الله تبارك وتعالى علوا كبيرا أخذ مواثيق العباد ثم دعا الحجر من الجنة فأمره فالتقم الميثاق ، فالموافقون شاهدون بيعتهم (٢).

١٨ ـ وسألته عن التروية لم سميت تروية؟ قال : إنه لم يكن بعرفات ماء وإنما كان يحمل الماء من مكة فكان ينادي بعضهم بعضا يوم التروية حتى يحمل الناس مايرويهم فسميت التروية لذلك (٣).

١٩ ـ وسألته عن السعي بين الصفا والمروة؟ فقال : جعل لسعي إبراهيم عليه‌السلام (٤) ٢٠ وسألته عن التلبية لم جعلت؟ قال : لان إبراهيم عليه‌السلام حين قال الله تبارك وتعالى : « وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا » نادى فأسمع فأقبل الناس من كل وجه يلبون فلذلك جعلت التلبية (٥).

٢١ ـ وسألته عن رمي الجمار لم جعل؟ قال : لان إبليس كان يتراءى لابراهيم عليه‌السلام في موضع الجمار فرجمه إبراهيم فجرت به السنة (٦).

٢٢ ـ ع : السنانى والدقاق والمكتب والوراق والقطان جميعا ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي الحسن العبدي ، عن سليمان بن مهران قال : قلت لجعفر بن محمد عليه‌السلام : كم حج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟

__________________

(١) قرب الاسناد ص ٦٨ طبع ايران.

(٢ ـ ٦) نفس المصدر ص ١٠٥.

٣٩

قال : عشرين حجة مستسرا في كل حجة يمر بالمأزمين (١) فينزل فيبول ، فقلت : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم كان ينزل هناك فيبول؟ قال : لانه أول موضع عبد فيه الاصنام ، ومنه أخذ الحجر الذي نحت منه هبل الذي رمى به علي عليه‌السلام من ظهر الكعبة لما علا ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأمر بدفنه عند باب بني شيبة فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنة لاجل ذلك ، قال سليمان : فقلت : فكيف صار التكبير يذهب بالضغاط هناك؟ قال : لان قول العبد : الله أكبر معناه الله أكبر أن يكون مثل الاصنام المنحوتة والالهة المعبودة دونه ، وإن إبليس في شياطينه يضيق على الحاج مسلكهم في ذلك الموضع ، فإذا سمع التكبير طار مع شياطينه وتبعهم الملائكة حتى يقعوا في اللجة الخضراء فقلت : كيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون من قد حج؟ فقال : لان الصرورة قاضي فرض مدعو إلى حج بيت الله فيجب أن يدخل البيت الذي دعي إليه ليكرم فيه ، قلت : فكيف صار الحلق عليه واجبا دون من قد حج؟ فقال : ليصير بذلك موسما بسمة الامنين ألا تسمع الله عزوجل يقول : « لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون » (٢) فقلت : كيف صاروا طئ المشعر عليه واجبا؟ قال : ليستوجب بذلك بحبوحة الجنة (٣).

٢٣ ـ ع : سأل الشامي أميرالمؤمنين عليه‌السلام كم حج آدم من حجة؟ فقال له : سبعين حجة ماشيا على قدميه ، وأول حجة حجها كان معه الصرد يدله على مواضع الماء (٤).

٢٤ ـ ن : في علل الفضل عن الرضا عليه‌السلام : فان قال : فلم أمر بالحج؟ قيل : لعلة الوفادة إلى الله عزوجل وطلب الزيادة ، والخروج منكل ما اقترف

__________________

(١) المأزين : موضع بين عرفة والمشعر.

(٢) سورة الفتح ، الاية : ٢٧.

(٣) علل الشرائع ص ٤٤٩.

(٤) نفس المصدر ص ٥٩٤ ضمن حديث طويل.

٤٠