مورد النزول جملة واحدة ..
ويمكن أن يجاب عن هذا أيضا : بأن التنزيل هنا قد لوحظ فيه إنزال مجموع القرآن ، من سماء إلى سماء ، ومن مقام إلى مقام ، حتى يصل إلى البشر .. فهو على حدّ قوله : (وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) (١) ..
فإذا تأكّد وجود فرق بين نزّل وأنزل ، فلا بدّ من الإجابة على سؤال :
أنه تعالى يقول : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) (٢).
ثم هو سبحانه ، يقول : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً) (٣).
فهذه الآيات تدل على نزول القرآن نجوما ، ومفرّقا ..
وقال : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) (٤).
وقال أيضا : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (٥).
وقال أيضا : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (٦).
فهذه الآيات تدلّ بالتصريح ، أو بالتلميح ، على النزول الدفعي ..
__________________
(١) سورة الإسراء الآية ٩٣.
(٢) سورة الإسراء الآية ١٠٦.
(٣) سورة الفرقان الآية ٣٢.
(٤) سورة الزمر الآية ٢.
(٥) سورة القدر الآية ١.
(٦) سورة البقرة الآية ١٨٥.