قال تعالى :
(وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً.)
«وَإِذا رَأَيْتَ» :
وقد قال تعالى : «إذا رأيت» .. ولم يقل : لو رأيت ، أو إن رأيت .. لأن كلمة «لو» تفيد الامتناع ، وعدم الحصول ، وكلمة «إن» تستعمل في مورد الشك في الحصول .. مع أن المط لوب هو التأكيد على الحصول ، وإظهار اليقين به ، وهذا هو مورد كلمة «إذا» وهو المناسب هنا ، لأن الهدف هو الترغيب والتشويق ، والحث على التزام سبيل الأبرار ، واتباع نهجهم.
«رأيت» ، من جديد :
ثم إنه سبحانه قد عبر بكلمة «رأيت» ولم يقل : سمعت ، أو علمت ، أو عرفت ما أعد الله للأبرار من الملك والنعيم.
كما أنه سبحانه قد اختار الخطاب المباشر ، فلم يقل لو يعلم الناس ماذا أعد الله للأبرار ، الخ ..
واختار أيضا الخطاب للفرد ، لا للجماعة ، فقال : «رأيت» ، ولم يقل : «رأيتم».
كما أنه لا بد من تحديد المفعول لكلمة رأيت الأولى .. وأن يسأل أيضا عن المفعول الثاني لكلمة «رأيت» الثانية ..
فما هو السبب في ذلك كله ، يا ترى؟! ..