قوله تعالى :
(وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا)
«وَيُطافُ عَلَيْهِمْ» :
لقد وردت كلمة «يطاف» هنا بصيغة المبني للمفعول .. ولعله بهدف التوطئة إلى أن يتمحض الحديث عن المطاف به ، وهو الأكواب ، وصفاتها ، وخصوصياتها ..
ولكنه فيما يأتي استعمل نفس مادة «ط. و. ف.» ، ولكن بصيغة البناء للفاعل .. لأن الغرض هناك تعلق ببيان حال الطائفين ..
وكلمة «يطاف عليهم» تشير إلى أن هناك كرامة لهؤلاء ، وأن ثمة احتراما ، واهتماما بهم .. لأن خدمتهم والطواف عليهم بالأكواب ، إما لأجل عجزهم عن الوصول إلى حاجاتهم بأنفسهم ، أو لأجل إكرامهم ، وإظهار الحب والتقدير لهم. ولا شك بأن الأول غير متصور لأنه لا ينسجم مع ما أريد لهم من النعيم ، وراحة البال في الجنة. فيتعين هذا الثاني ..
ومن الواضح : أن إحساسهم بهذه الرعاية الإلهية يعطيهم أعظم الإحساس باللذة والنعيم ..
الكماليات ، أم الضروريات؟ :
وإذا قرأنا آيات هذه السورة المباركة ، فسنجد أن فيها حديثا عن الأمور التي لا بد منها للإنسان في حياته ، كالمسكن ، والطعام والشراب ،