التصرف فيهم ، وذلك لا يعني عموم قدرته إلى من عداهم ..
فجاء هذا التعميم المستند إلى ذلك الاستدلال ، ليشير إلى سهولة مثل هذا التبديل العام ، فضلا عن سهولة تبديل الآثم والكفور الذي قطع روابطه مع الضوابط والمعايير الشرعية ، والتكوينية ، والفطرية .. الخ .. فأصبح على درجة من التراخي والضعف ، تجعل تبديله أيسر من تبديل من عداه ..
«تبديلا» :
وقد جاء التأكيد بكلمة «تبديلا» التي هي مفعول مطلق ، ليدل على أن هذا الكلام لا يجري على سبيل المبالغة ، أو المجاز ، أو الكناية عما هو أدنى من ذلك ، بل هو مقصود بكل تفاصيله ، وهو جار على سبيل الحقيقة.
فلا معنى لتوهم أن يكون المراد تبديل الأوضاع والأحوال المعيشية مثلا ، كتبديل الغنى بالفقر ، والصحة بالمرض ، وتبديل العادات ، أو السياسات .. بل المراد التبديل الحقيقي ، الذي يطال أصل الخلقة والكيان الإنساني كله ..
وهذا يستبطن التهديد لهؤلاء الناس : حتى لا يتمادوا في غيهم ، ولا يستسهل الآخرون طريقتهم ..
* * *