قال تعالى :
(إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً).
«إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً» :
إن الإنسان قد يبذل جهدا وتعبا في سبيل الوصول إلى أمر ما ، فإذا نال ذلك الأمر فإنه سيلتذ به ، بصورة أعظم وأتم مما لو حصل عليه بدون تعب وجهد ..
وستتكون فيما بينه وبين ذلك الشيء الذي تعب من أجله علاقة تختلف عن علاقته بالأشياء التي لم يبذل في سبيلها جهدا ، فإن الآتي بعد الطلب أعز من المنساق بلا تعب.
ويصبح التخلي عن هذا الأمر ، أيسر عليه من تخليه عن ذاك ، بسبب ضعف تعلقه به. ولأجل ذلك فإن من يتعب بتحصيل المال لا يكون عادة مبذرا له ، ولا مفرطا فيه. بخلاف من أخذه بلا تعب.
وإن كن هذا لا ينطبق على الأبرار ، ولكن المقصود هو التأكيد على أن العمل في سبيل الحصول على الشيء ، يعطي الإنسان شعورا بالكرامة ، والعزة والشمم .. وهو شعور محبب ولذيذ في حد ذاته ..
وهذا ما يفسر لنا السبب في أنه تعالى يقول هنا للأبرار ، بعد أن ذكر ما أعد لهم من نعيم : (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ..)
ويلاحظ هنا : أن هذه الآية :