القوارير : هي الزجاج ، أو البلور الصافي ، ولعل سبب تسميتها بالقوارير هو أن الشراب يستقر فيها ..
كلمة «من» نشوية ، أم بيانية؟ :
وبعد .. فهل إن كلمة «من» في قوله : (مِنْ فِضَّةٍ) ، هي النشوية؟! ليكون المعنى : أن الآنية التي كان أصلها فضة ، وكانت من تراب الجنة ؛ هي التي يطاف بها عليهم .. وهذا كما يقال : الإنسان من تراب. أي أنه نشأ من تراب ، من دون إشارة إلى حقيقته الفعلية التي هي : لحم ودم وعظم و.. و..
أم أن كلمة «من» هي الجنسية ، أي هي آنية من جنس الفضة ، كما يقال : خاتم من حديد ، أو من ذهب. أو كما يقال : الإنسان من لحم ودم وعظم .. فتكون «من» لبيان ما هو عليه الآن ، ولا تشير إلى ما كان عليه في السابق ..
ثم إن التصريح بكلمة : «من» ليس ضروريا ، حين تكون الإضافة بيانية ، فيقال خاتم حديد ، أو خاتم فضة ..
وأما لماذا يصرحون بكلمة «من» أحيانا ، فلعله :
أولا : لأجل أن لهذا التصريح فوائد ، منها التنصيص على المعنى ؛ لإزالة أيّ لبس أو شبهة ، ومنها التأكيد على أنه مقصود ومراد ، وأن الالتفات إليه حاصل بالفعل.
وفي هذا تقريب للمعنى المقصود إلى الحس ، فإن ما ينال بالحس المباشر أوقع في النفس ، ويكون التعلق به أشد ، والوضوح له أكثر من ذلك الذي يعلم عن طريق الإشارة إليه ، لأن الإشارة تحتاج إلى جهد عقلي وفكري لربط بعض الأمور ببعضها الآخر .. ليتحقق الانتقال من معنى إلى معنى .. ومن المعلوم إلى المجهول ..
وثانيا : إن المقصود هنا هو إثارة المشاعر والأحاسيس ، وإيجاد