تنسجها له تأويلات وتسويلات شيطانية ، تجعله لا يشعر بالقبح والجريمة ، بصورة قوية وظاهرة ..
ولكنه حين يدرك أن كفره وشركه إنما ينطلق من ظلمه ، بل هو نفسه أعظم ظلم وأقبحه ، فإن النفيرة منه سوف تتأكد لديه ، ولدى كل من عداه ..
«أَعَدَّ لَهُمْ» :
ويلاحظ هنا : أنه تعالى بالنسبة للمؤمنين ، قال : «يدخل». أما بالنسبة للظالمين ، فقال : (أَعَدَّ لَهُمْ) ..
فما هو السبب في هذا التنويع في البيان؟! ..
ويمكن أن يجاب بأنه : لعل من فوائد هذا التنويع في البيان أنه أراد أن يطلع من يريد أن يتخذ سبيل الغي والظلم ، على هول ما يقدم عليه ، من حيث إنه يستحث خياله لتصور ما أعده سبحانه له من عذاب ، فيرتجف له فؤاده ، ويخشع قلبه ، فإذا أعاد النظر في كلمة «أعد» ، فسيجد فيها ما يشير إلى عدم تنجز الأمر ، وإلى وجود فسحة يستطيع من خلالها أن يبحث عن المهرب ، والمخرج ..
تقديم الظالمين لما ذا؟! :
ويلاحظ هنا : أنه تعالى قدم كلمة : «الظّالمين» في الذكر ، حيث قال : (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ) ولم يقل : «أعد للظالمين» ..
ولعل من فوائد هذا التقديم : أنه يكون بذلك قد نص على أن ظلمهم هو المؤدي بهم إلى هذا العذاب الذين لهم هذا العذاب مرتين ، مرة بكلمة الظالمين ، ومرة أخرى بالضمير العائد ، وهو كلمة «هم» ..
بالإضافة إلى أن هذا التقديم فيه إظهار للحرص على مواجهتهم